٥

7.6K 140 6
                                    

ٓ
دخلت عليهم وهم هاديين وسوالفهم بصوت خافت .. وزينة وسهام يسولفن ويلعبن بالضو والتراب/السلام عليكم
شههقت اول مارفعت راسها وشافت زولها قدام عيونها نست الكلام نست كل حرف بس تبي تتأكد اذا هي هي ، /عءعاايششة
فزت من مكانها تركض لها وخممتهااا بقووةة وطاحت فوقها وعايشة تضحك وشدت عليها
زينة بعدت عنها وناظرت وجهها وتحسست ملامحها ضحكككتت بفرحه وعيونها دمووعع ورجعت تخمهاا .. ام عقاب منصدمه وفرحتها ماتاسعها الارض منها .. جت عايشة قربت عندها ومسكت يدها وحبتهه اكثر من مررهه وخمتها بقووه .. تمنت ماتقوم عن صدرها وحضنها الدافي .. توها تحس بالدفى عقب البرد اللي هرم ضلوعها بالبعد .. ، حبت راسها ومسحت دموع ام عقاب وهي تضحك /ابك لاتبتسين اشوف نفسي عليش هالحين عاد
ام عقاب مسكت يدها وحبتها وببحه دموعها تنهمرر /ولهانتن عليش يابنت ، ابك لاعاد تبطين الارض تضيق بي على وسعها
حست بذنب هذولا اهلها .. هذولا اللي يبونها باللي هي به ، بزينها بشينها وزعلها وفرحها ، اللي رباها مانساها وهي بعيده .. سلمت على امها وسهام اللي انشقت ضحكتها اول ماشافتها
-
دخل عليهم ومعه عزام ..
عزام /ارحب ارحب ياهلا ومرحبا
سعود ابتسم ويده على كتف عزام/جعلك تبقى ي بعد حالي تَسلم تسلم
ابوعقاب فز /سعود ! عايشة اجل جايبها معك !
دخل عليهم على اسمها اللي من ينذكر تهتز به الارض .. مهو لحاله الوله ، كلهم كلهم يبونها مالها حق تبعد وتبطي عنهم .. سلم عليهم سعود وهو يضحك على ابوعقاب اللي يحتريه يسلم عليه ويروح لعايشة ..
بعد ماسلم عليه .. سعود /ياعم عايشة عيت تجي .. خليتها راقدتن ببيت ابوها
طير عيونه /وشلون ! وهو على كيفها يومنها تعيي تجي -ضرب فخوذه بقلة حيله وخيبه-هذي اللي تبي تفر عقلي اويليه
سعود دمعت عينه من الضحك /ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه انا اقولك الحق عليها عند اهلها لا يخلصونها عنك
ابوعقاب ناظره بعدم فهم .. رد عليه حاتم بضحكه ماقدر يخفيها /جايه جايه
مسك عصاه وهو يقفي عنهم/اجل انا استاذنك يابوراجح واستاذنكم ابسلم عليها
مشى ورجلينه ماتشيله ، وصدره مستاسع .. وصل لهم وهو يشوفها جالسه قدام الضو وام عقاب تسوي الغدا وسهام وزينة متحضنينها ويسولفوونن ويضحكوون بنفسن زييينة ماشافها له كم له ... فتح يدينه بوله /عاااايشة ياعايشةة
فزت ونقزت من فوق الضو وبغت تطيح لو امها مهيب موجوده .. مسكتها وسحبتها عن الضو /وووججععع ابك انهبلتي
عايشة لفت على جدها وفتحت يدينها /ارررررررحححححححببببب
خممته بوله الدنيا كلها واخذذت نفس من ريحته الطيبه وريحة دهن العود والبخور .. حبت راسه وكفوفه ورجعت تخمه /ي بري حالي على هالريحة اويحييه
ابوعقاب طلعها من عند الحريم /وشلونش يبه ، ابك وش بلاتس ابطيتي عنا
عايشة ابتسمت وبالغصب تكلمت / ابد حالي يسرك ، اما عن البطيه والله يمر الوقت ماحسيت به ماشاءالله
ابوعقاب / يعني استانستي عندهم ونسيتينا ، الا ياللعوبه
عايشة خمته وهي تضحك/لااا والله محدن يجي عليكم ابدن ابدن
ابوعقاب اخذ نفس / ووش صار
عايشة نست تماماً /وشو
ابوعقاب عقد حاجبينه/متى العرس ؟!!
جاها السؤال مثل البرق ، صحّاها ونزلت راسها وبلعت ريقها / ءيقول نبي نجيكم ذالايام عاد مدري وش عنده
حس بنبرتها وخزه ماتنتفسّر وملامحها تغيرت بلحظة هز راسه بهدوء/يصير خير ، اجل يالله انا معود للرياجيل انتبهي لنفسش بعدي ماشبعت
ضحكت غصب عنها واقفى عنها بآبتسامه .. كان ودها تناديه ، تعلمه باللي صار ، اختفت ابتسامتها ودخلت للحريم .. ام عقاب / روحي انفسي يمه الغدا يبي له شوي
رمت شيلتها وفكت جديلتها وحطت شيلتها فوقها وعصبت راسها ولبست برقعها
ام عقاب ناظرتها /اقري على حالتس يمه ولاتمشين لحالتس بمكانن مابه احد
عايشة تآشر بعيونها /من ذي قبل ذي ، وين زينة وسهام
ام عايشة /راحن لبيت زينة يجيبن لهن غرض
هزت راسها وقامت تمشى لحالها والشيله مغطيه شعرها الا اللي حاطته على كتفها ..
حست بريحة وماضي جميل قبل شهر .. او كم اسبوع.. او شهرين!!
مسكت خيلها عشان تاصل بسرعه .. وركبته ورقت الجبل بسررعه .. بعد ماوصلت ..
ناظرت المكان بربكة نزلت من الخيل وقربت وقلبها يدق ويرجف بشكل مزعج وماتدري عن سببه .. اول ماجلست .. لمست الارض رطبه .. واضح بهه احدن مروي الشجرة .. محت هالفكره اول ماذكرت المطر البارح .. اكيد بسببه .. حفرت شوي تدور ماضيها اللي كانت تعيشه لحالها بدون علم مخلوق
لمست طرف الخيط اللي ملفوفه به الخيشة .. صارت منهريه ، وملفوفه بإحكام والاوراق اللي بها ملفوفه ومربوطه بترتيب .. ابتسمت بألم يقهرها من كلام جدها اللي طرا عليها اول مامسكت الاوراق .. وكن بعضها بدا يوضح من عاشت معهم كم يوم .. جلست تقلب باللي داخلها دقايق
وللعلم انها اول مره تفتحه والناس قايمه .. يعني ممكن ايت احدن يشوفها
دفنتهن بسرعه ووقامت مسكت خيلها وركبته لين نزلت من الجبل .. ونزلت منه وصارت تمشي وهو معها ماسكته
-
عزام / يالله حياكم الله ، اللي يبي يغسل هذا الماء هنا
حاتم راح يغسل بهدوء وصمت .. لف لبيت ابوعقاب اللي يبعد عنهم بمسافه بسيطه .. شده الخيل اللي جاي من جهة الجبل .. ركز شوي لين لمحها معه
عيت عينه ترمش وهو يراقبها وشعرها اللي على كتفها وبرقعها اللي يدرّسك معنى الضّيم .. ورموشها اللي يكاد يظلل عنه نور الشمس ....
نسى نفسه ولف بجسمه كله جهتها ويراقب بشوووق صامت .. دخلت وهو باقي عيونه على بابهم .. عزام بصوت عالي /حاتم ، يالله بعد حالي
دخل وعلى وجهه إبتسامه هاديه .. مرتبكة.. نظرة شقيـّة ماقدر يحكمها ..
-
دخلت ورمت برقعها وجلست وهي تفرك يدينها /ابك البرد يشتد عن اول
ام عقاب حطت الغدا /ايه ي امي انتي تدفي واكلي زين اشوفش ضاعفه ، هناك ماعندهم احدن يطبخ !
عايشة راحت تغسل /لا مايجوز لي غير طبخش
ام عايشة /اجل وين سهام وزينة
ام عقاب /هالحين يجن بس
ماكملت كلامها الا وهن يدخلن ومعهم قشّ /السلام عليكم
زينة والدنيا ماتاسعها من الفرح /امي تسلم عليهم وتقول عطونا قدر الذبايح
ام عقاب ضحكت ونزلت راسها
عايشة ضربت راسها وجلست /اقول لاتّأخرن مرتن اخرى بطني ذبحني من الجوع
زينة /كلي كلي محدن مربط كفوفش ي حيي
-
نمشي شوي بالوقت .. بنص العصر .. فاحت ريحة الحطب وشبة النار .. وبدوا العرب يتدفون واللي يلبس فروته ومتلثم واللي يترزق الله ، واللي فاحت ريحة اشوآقه ومحدن يميّزها .. ام عقاب ضحكت /الله ياعايشة كم لها هالشـبّة ماحصلت لنا ، وينتس من زمان
عايشة شافت الحريم يقبلون /ارحبوا ارحبوا حياكم ، ياهلا
جلسوا من عقب السلام .. ومن ضمنهم ام حاتم .
بنص سوالفهم قامت زينة تصب قهوة .. اخذت القهوة وعينها على عايشة /اجل ياعايشة ماقلتي لنا متى عرسش ، غديه بذاليومين والله اني متشفقتن له
ابتسمت ورفعت راسها وماقدرت تكلم حست عيونها تحرها ، وكلام جدها يتردد ببالها
ام عايشة فزت من شافت وجه عايشة ولفت على الحرمه / والله تدرين الخطاطيب واحد ورا الثاني عند الباب ، وبن عمها متشفقن يبيها واهلها كلهم هناك يبونها ، بس الحق ينقال بنيتي تدلع عليهم شوي وان مالقيتيهم باتسر ولا عقبه جايين كلهم بذا ماصير انا امها .. هههههههههههههههههههههههههه يخافون من الهوى البارد عليها
لفت على امها وابتسمت حست انها ودها تقوم تحب راسها .. بس اللي قالته امها كله ماودها يصير ، ماتبيهم يجون ....
جلست لين بدوا يلهون شوي بالسوالف ، وقامت من عندهم لـ ورا خيمة ابوعقاب مسكت غصن الشجرة وتلّته بكل ماعطاها ربي من قوة
-
ابوراجح ، /ارحبوا ياهلا ويامسهلا
جلسوا الرياجيل وقام عزام يصب لهم القهوة .. شوي شوي وبدوا الرجال يسولفون وشوي يسمعون من حاتم قصيد ..
سعود منعجب بقصيده وساكت ويسمعه بصمت .. حاتم ببحه هاديه /...
"فاحت الاشواق وللأشواق رنه
مايميزها الا خبير الضمايــر
ويختلف به عقب اللقى ظنه
مادرى ان الليالي وراهاستاير
ليل احبه وليلة اسرف به بجنّه
وليلٍ اخافه وازود بقمصانه زراير
من حبي اليه ومن عهد ابيه وامه
وليلة ابيه بزاويه وعينيه الخداير
انتبارى من يبتسي الثاني وكنّه
يراجيه ان لا يفارقه وتغلي به جماير
يبغيه ويغليه وماعلى آحد .. منه
وجعل القلب يفداه من عقب الضماير
سمي يابعد حاتم اللي شيّب قبل سنه
تفداك روحه وبرف الضلع ابني لك عماير
ترغّدي واستاسعي لامن الخلق ضايقنّه
واسرحي وادفي من نار الوله والقداير
وانا بقول وردي عقب يالله عساه انه
يكتب بيننا العيشة سوا في هالعماير
"
اعتلت صفهاتهم وتعزيزهم ..
مصعب رمى شماغه /ياويل حاالي امين يارب نشوفك معها
ابوراجح عقد حواجبه /منهي
حاتم ناظر مصعب .. مصعب هز كتوفه /مدري
سكت شوي وقام يضحك على هباله ../ هذا اللي يبي يعرس
ابو سهام /اقرب اقرب ي النسيب
تكلم بتعجب /ماشاءلله ي مصعب تبي تعرس ولا تعلمنا
مصعب /هاكم دريتوا
كلهم قاموا يباركون له .. واول مره مصعب بحياته يستحي
عزام قرص حاتم مع فخذه ويآشر على مصعب / ابك من متى هالرجال يستحي شف وجه لا ينفجر
حاتم ضحك بخفه / ياحليلك يامصعب
عزام / ي رجال ، تجي تعاونّي بالذبيحة
حاتم فز /ابشر بعزك
قام هو وعزام ونقوا لهم ذبيحتين وكلن مسك له وحده ونحرها وصلخولها وقسموها وراح عزام يشب النار للذبيحه وجاب قدور الذبايح
وحاتم يمشي لجهة الحلال اللي يبعد عن بيت ابوعقاب شوي  ومعه السكين وتقطر دم
شوي وسمع صوت من جهة الخيول .. فز وقرب والسكين ورا ظهره
ويمشي بحذر .. انجن وهو يشوف شخص واقف عند راجح خيله
تقدم بسرعه وانفاسه تتسارع مع دقات قلبهه .. مسكه من نحره وضمه وحط السكين على رقبته ..وماكان يميز ان كان ولد ولا بنية
صار صدره على ظهرها ويشدها والسكين لو تحركت يمين ولا يسار قطعت رقبتها .. ويده على كتوفها وماتقدر تتحرك ، غير رجولها اللي تضرب فيه بشراسه
حست بخنقه من يده العريضه اللي تحجب عنها الاكسجين
ماتحملت ووجهها حمر حست بدوخه بين يدينه ومااستوعب الا يوم طاحت بالارض ،،
توه يدري انها بنية .. دق قلبه ونبض كل عرق به كل عرق به يقول لبييه .. شالها وهو فاقد وعيه .. زيه زيها
حطها على حجر كبير شوي واخفاها بحيث ان ماحدن يشوفها معه .. وخصوصاً ان معه سكين كلها دم .. والبنت فاقده وعيها
ماسوا شي غير انه جلس جنبها ويناظرها بكل هدوء .. فصخ عمامته وغطاها بالشماغ عن البرد .. ودخل يده بشعره الكثيف وعيونه عليها ، وده يشيل عيونه
وده يفهم انها مـخـطـوبـه لـ بن عمـها
ماكان وده تقوم ابد ..
منوّه جت بباله .. تمنى ان الوقت يوقف .. الايام تاقف ماتزيد ولا تنقص
لانها لو زادت تبي تروح من يدينه .. ولو نقصت يبي يفقدها
مسك يدها وباله مهو معه .. جلس يتأمل يدها هي علم ولا حلم ..
ماامداه يسرح بها شوي .. الا وهي تكح بقوه وضيق تنفس
فز وناظر لها وعقد حواجبه وبأسلوب نداء /ءءابّنيّه احم
ناظره وهي تسترجع ذاكرتها وش جابها هنا .. فزت وبصراخ /ابك انتت بغيت تذبححني مهبول انتت مهبوول
ضحك اول ماسمع حسها حس  بتخدير وبعيون نعسه /ايه بالله مهبول ، والمهبول ماعليه شرهه
ميلت راسها وركزت بالسكين والدم اللي بها .. تحسست رقبتها،  ويدينها ووجهها /وش ذالدم ، انت وش انت مسوي
حاتم قرب لها السكين وهو يدور بها ويحس ان عقله طاير وقلبه مهو بمحله ولسانه وحاتم كله مهوب ملكه ولا عاد يتحكم به /قصدش ذي ؟
عايشة ناظرت الدم اللي بها وتنهدت ومسكت شعره ودفت راسه عنها وقامت تنفض ملابسها بربكة من قربه قبل شوي /قل ان توك ذابحن ذبيحه
حاتم ضحك من قلب
عايشة ضحكت وعينها بعينه وتزين عمامتها /اعنبو حيك هبلتني
حاتم ابتسم ويهج من مناظر عيونها ونزل اخذ شماغه من على الحجر وطقه عن التراب /وانتي ويش جايبش لـ راجح
عايشة بعفويه /وولهانتن علييه
ابتسم وسكت وداخله يردد "ولهانتن عليه ! زين وراعيه ماله نصيبٍ بالوله؟" يبيها تروح ، ويبيها معه يبيها تروح لنه خايف من نفسه ، خايف يظهر شوقه لها ، خايف يبان قدامها ، لنها مهيب ... سكت مايحب يسمع هالكلمة ولا يحب يقولها ولا يبيها ابد .. يكره يسمعها من احد ، تنهد بهدوء ووده يرفع راسه يتأمل بها زود ، والتمادي معها حلال .. عايشة نزلت عيونها عنه /اجل يالله ياحاتم مع السلامه
ومشت لبيت جدها ابو عقاب
فز لها بكلّه اول ماقالت مع السلامه .. تبع خطاها بعيونه لين م اختفت عن ناظريه
قرب من خيله راجح وابتسم لشعره 'مجدّلته'
اخذ سكينته ورجع لعزام دخل غير ملابسه وطلع للرجال ..
عزام عقد حواجبه /وينك ي رجال عجزت ادورك
حاتم وقلبه يضررب من اول ماجلس / لا بس رحت اغسل واغير ثوبي
-
دخلت خيمة الكبيره اللي كانوا الحريم بها .. بس راحن ومابقى غير ام حاتم وامها وام عقاب .. مسكت الدله وتصب لهم والابتسامة فالجه وجهها .. مدت ل ام حاتم الفنجال /يالله انك تحييها بمحلّها
ام حاتم / الله يحييش ويبقيش
ام عايشة /وش هالضحكة ماشاءلله ، وين رحتي له
عايشة ضحكت بصوت مسموع / ابد عنيت لـ ابوي اسلم عليه
ناظروها بعدم فهم كلهم .؟!!
ام عقاب /عايشة يمه ابك ابوش ميت من سنة جدي وش تشوفين
عايشة سكتت شوي وضحكت بخفه / الله يرحمه ، لا اقصد ابوي الثاني وش بلاش نسيتي
سكتوا كلهم وببالهم انه ابو عقاب .. ام عقاب ضحكت /خرشتيني ي يمه قولي من اول هههههههههههههههههههه
ام حاتم ابتسمت /اي بالله انا قلت البنيه طار عقلها
عايشة /انتن الظاهر من زمان محدن شرة عليكن
ام عقاب /محدن يشره علينا غيرش وانتي وينش عنا
عايشة/يعني ولهانينن علي تبون اشره؟
ام حاتم /ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لا ي حيي خليتس تسذا وش زينتس
عايشة / ي ويل حالي ي ناس يزين هاللهجه عليها انفداتس
ام حاتم ضحكت وقاطعتهم ام عايشة /اي بالله ي عايشة وش صار على سالفة ولد عمش ، به عرس ؟ ومتى
عايشة تلاشت ابتسامتها بالتدريج وتنهدت وهي تناظر امها وتحاول مايبين بملامحها الضيق من هالسالفه
ام عايشة /قولي ابك لاتستحين ماهنا الا ام حاتم ماهيب غريبه
عايشة /ءيقول جدي انهم يبي يجون بهاليومين والعرس بذا
ام عقاب / اي بالله مابي حيل اعَني عندهم
ام حاتم /ماشاءالله الله يوفقش يا يمه ويسعد قلبش
هزت راسها بإبتسامه هادية وتحس الاكسجين نفذ من عندها
عايشة /اجل انا استاذنكم ابروح ادور هالسوستين مدري وين راحن له
ام حاتم /وانا ابمشي الوقت تأخر غديكم تسيرون باتسر
ام عقاب / ان شاءلله
طلعت عايشة بعد ماسلمت وراحت تمشي مادورت لا زينة ، ولا سهام قامت تمشي وتجر خطاها مع التراب وتدور فكرة زواجها ببالها ..وبسجه
ٓ"
جاها مع كل النواحي يـبيهـا
لكَن ماصدّق الــعقل و الجـــــاه
تساير مع كل طاري يحــديهـــا
الا ي وجد قلبي وناسمع ترمّـاه
يحدونه عليها وانا اللي ابيـهـا
تطرونها مع كل طاري يتــقفــاه
ونامذهول ابك الوليفه من يجيها
كنت اللـي خــذاها مني اتـحــداه
والي يبيها لو تحَصل له مايليها
هذي  لو الفم يسكت وحدها تقراه
ولو ادّمع فزت  تشاركني بعينيهـا
ويلاه ياسعد وش ورا الفراق ويلااااه
يعني اثرك تبيها وانت احق أنك تبيها ؟
حقك علي يا قلب بن عمها بغاها وتبغاه
"
-
اقبلت ام حاتم وهو بفيّ السّرَح (سرحان) .. متسند على المركى قدام الضو وممدد رجوله وحاطهم فوق بعض .. ويدينه ورا رقبته ومبسمه مفلوج .. ماحس بدخولها لانه ماحس بعمره هو ..
ام حاتم ناظرته شوي وضحكت على شكله /جعله دوم هالحال
فز وانتبه لأمه وعدل جلسته وجلست وزانه .. حب راسها وضحكته شاقه وجهه شق /لاتدعين يدوم هذا حالي .. خوفي مايسرتس
ام حاتم انخرشت /هو ! ابك وش هالهرج والفال اللي ماقبلته لا والله جعلك دوم بهالحال ودومٍ الضحكة ماليتن وجهك
ابتسم وعيونه بعيونها اللي بدت تظهر عليها التجاعيد الطاهره /والله ماتغيب ضحكتي وانتي وزاني
ام حاتم تنهدت وضربت بكفوفها واطلقت دعوتها من كل قلبها /اييييه ، عسى الله يخليك للي يحبك ياوليدي ويجمع بك من تحب ومن يحبك قل امين .. وجعل السعد دوم ممشاك ويالله عسى التوفيق فالك قل امين
حاتم بمزح /امين ، بس اكيد انتس تحبيني صح ؟ وراتس ماقلتي عسى الله يخليك لي اح ي ذالعلم كانش ماتحبين ضناش
ام حاتم وخزته بالعصا /هها وش هالحتسي بس .. ايه هو انا ماقلت لك ؟
حاتم يصب لها قهوة ورجع الدله على الضو وناظرها /وش
ام حاتم اخذت الفنجال /عايشة بنت صقر ، ماشاءلله البنية تبي تعرس واهلها يبي يجون ذالصبح ولا عقبه
صنّم شوي وعيونه ماترمش .. حس بيده تحترق ترك الدله ونفض يده بألم وببحه من كل قلبه/اااااحح .. ماهو من وجع حرقة يده ، الا من الوجع اللي مستوطن قلبه وتوه برى ..ثم رد له يبغاه قام بسرعه وحط يده تحت المويه البارده وجلس شوي يحس قلبه طاح بيده من قوّ ماهي تنبض وعيونه تبي تطلع ومدامعها متحجره ماهنا مظهَر لدموعه يشفي مايتوجّد به .. احتدت عيونه ونظراته .. وحاجبينه تقاربوا بالحيل .. سكر عيونه بهدوء وشد على يده ونفضها من المويا وتنهاته توالى .. رجع لامه ويحرك يده ويبردها ويحاول مايوضح لها الوجع .. ام حاتم /عساه ماحرق يدك .. ابك ياوليدي انتبه وش بلاك سجيت .. عطني اشوفف
حاتم ناظر يده المحمره /لا ي بعد حالي مابي الا العافيه ، ايه وش قلتي عايشة بنت صقر؟ تبي تعرس ولد عمها سعيد ! ماشاءلله
ام حاتم بتعجب /وش دراك انه من ولد عمها
حاتم سكت شوي /توقعت يعني مابه غيره
ام حاتم ذكرت يوم انها تخطبها لحاتم وتنهدت /اييييه .. لو اني داريه ، -سكتت ماتبي تفتح سوالف قديمة مالها نتايج-
حاتم لف عليها وببحه يحاول يخفيها/ داريةٍ بويش يمه ! .. علامش
ارتكت على عصاها وقامت /انا ابروح ارقد .. تبي شي
ناظرها وهي معطيته ظهرها وعيونه حمر وصد عيونه للضو /سلامتش .. تصبحين على خير
ام حاتم طلعت /يالله وانت بعد ارقد ماعاد الا خير
حاتم رافع راسه ويمد النظر /ايّ خير
جلس لآخر الليل قبال شبة النار .. ويقلّب بها ويحوس بالتراب ويَقصد بصوت مايسمعه غيره .. من يتوقع .. ومن كان يتخيل .. حاتم ابن الشيخ .. يحب .. يهوى .. يوجعه قلبه .. الرجال الثقيل من كبار هلَ البادية .. الراكد .. الشاعر اللي كان بِلا شعُور .. القصيد اللي ماله قصد .. والقلب اللي ماله مالك غيره .. البال الللي مايشغله غير الحروف الميّته وترتيبها .. من يتخيل الحروف الميّته يآتيها من يحييها وينعشها .. البستان الباهت من يتوقع ان ساقيه المفقود انوجد .. قلبه من تخيل ان يكون له مالك من غير اذن .. سارق لطيف .. مُتطفّل معذور ...
سكر عيونه بهدوء ، وين كنت ووين صرت ياحاتم
-
من فوق الجبل ... جلست بلا تصديق بلا وعي .. بلا رَمش
فكت شعرها وبيدها عمامتها وشيلتها .. وعنقها ذابل .. سكرت عيونها اول ماطرى عليها
رجف قلبها وكل مابها ويدينها .. بعد ماجاها خبر من عمها ان به كم صبيّ من صبيان جدها جوا الليلة ومعهم البل المحمّلَه .. وباتسر يبي يلحقونهم اهل عايشة كلهم ويبدون تجهيز العرس
يعني خلاص .. جدها مصرّ ، واناياعايشة ، قريب ابصير مرة سعيد ... لالالااالاا
قامت بسرعه وهي تعثّر وماتدري وين تروح .. بس مشت للدرب اللي تسوقه رجولها
مسكت جرّة المويا وحركتها لجل تطلع صوت .. ماجاها
حركتها اكثر من مره ماحد تحرك ولا تسمع صوت .. همست /معقوله نايم !
نزلت راسها شوي وكأنها صحت على نفسها .. ويش اللي جابني عنده
وليش جيته كنّ مالي غيره
وكنّي مالقيت الامان الا لا لمحت عيونه .. مشت شوي لين قربت للجبل ..
حست ضلوعها هشّت ورجفت عظامها من البرد .. ونحرها العاري يستشهد من رعشهه
مسكت شعرها ولفته على نحرها بمحاولة تدفيه ولا تبي تلبس شيلتها وعمّتها .. مسكت حصاه ورمتها على الصخره الكبيره واخذت كومه بيدها ورجعت ترمي على الصخره
وماتفكر الا بشكلها وهي بعد كم يوم عروس .. ولسعيد .. ويمكن تصير ام .. زي امها ؟! حست بخوووفف وررجفهه اخذت كمية اكبر و .. مالحقت ترميهاا لان يده كانت اشرع ومسك معصم يدها .. ويناظرها بحده وصمت !
نفض يدها عن الحجر والتراب ولازال عينه بعيونها
مهما يستوطنها الخوف .. مهما يعتري ملامحها الربكه والتوتر
مهما ترجف ضلوعها و اطرافها .. يضل لعيونها حكاية ثانية
حكاية مختلفه .. غرور ، جاذبية ، قوة ، سُلطه .. كلها وأكثر تنوخذ من عينها وسدلة رمشها
ترك يدها ونزل عيونه عنها /ويش تسوين بذا وماحولش احد ، ارجعي البيت ي بنية هالوقت ماهو زين تظهرين به
عقدت حواجبها /تبي تعلمني متى اظهر و
اخذ نفس من عنادها، لف بحده /وش جابش هاه ؟ وش تبين
عايشة بصدت تبي تمشي /من قال ابي منك شي ، ها يالله عوّد ارقد ماهو زين لك تظهر بهالوقت
جته الضحكه بس كان شعور داخله يغلب على الضحكة ويمنعها .. اللوووم /عايشة ، لا تـ..
سكت شوي ، وهز راسه بطولة بال وصد عنها يبي يرجع مكانه
قبل يدخل لف عليها .. كانت واقفه ومعطيته ظهرها وتحوس التراب برجلها ويدينها ورا ظهرها وتناظر التراب .. تنهد ودخل /خلي العناد ينفعش
شاتت الحصى بقوة بقهر منه ووجعتها رجلها /ااءه حسبي عليك ، مدري وش بلاه صايرن ثقيل
اخذت نفس ورجعت للجبل .. ماحبت ترجع لبيتها والنوم مايجيها ولا لها شغله
فرقت شعرها نصين وحطتهن على كتوفها .. ومددت رجولها وطلعت خيشتها وفتحتها وطلعت كل اللي بها .. وحطته على حضنها
ابتسمت وهي تشوف تصفيف الاوراق .. حاتم مرتبهن ، لحظات وتحولت بسمتها لكشره وتقلد صوته / ماهو زين لش تظهرين بهالوقت ، وش جابش ، ظهروبك عشرة عفاريتٍ سود .. استغفرالله
شدت على سبحة ابوها وعيونها على القمر المكتمل .. وببالها أمنية وحده بس الحين
تكون اقرب لأبوها اكثر .. بس محد ملبي نداها ،
شوي وبدا الهوى يلاعبها ... حامل ريحته .. الريحة اللي تبيها كم لها
ريحتة اللي ولهت عليها اكثر من ايّت مخلوق بالبادية .. سكرت عيونها وتدعي انها ماتوهّم /حاتم ؟
جلس جنبها بتنهيده .. وصنع بينهم مسافه كبيرة شوي
عقد حواجبها ورفسته مع رجله /ححااتم .. ابك شبلاك علي من شوي ، صايرن ثقيل وماتنبلع تسن جايك علمن مايسر عني
تنهد وعيونه على القمر .. ويتخايل له زولها مرسوم /ماقدرت ارقد -ضحك بخفه- لايكون اخذت العدوى منش .. من عادش عند اهلش وانا ماذوق الرقاد
ضحكت بشقوهه /انا اشهد حسي له مكانه بهالبادية ، ومكاني لهه دوورر ابك انا عاايشة بنت صقر
ابتسم نص ابتسامة وبهمس /وهذا البلا .. ظنّي من شوي كان بعينيش هرج .. وظني مايخيب ، انطقي
ترددت شوي انها تطلب منه هالطلب .. بس كانت تحتاجه بالحييل ، تربعت وخلت وجهها يمّه وقربت منه شوي بتردد /وءودي
ارتبك وناظر عينها يحتريها تكلّم ..
بلعت ريقها /ابيك تاخذني .. يمّ قـبر ابوء..ي
شك بسمعهه ولف عليهاا وقرب لها اكثر وعيونه بعيونها وبهمس مبحوح وماهو مصدق طلبها /ويشش !
اخذت نفس اكثر من مره /طلبتك .. احتاجه هالحين بهالوقت ياحاتم .. ابييه
عقد حواجبه وهو يوجس وش ورى التّقطع اللي بكلامها .. ورجفه جفنها وهزّة رمشهآ .. موجس آدق تفاصيلها ووش وراها
ميّل راسه شوي يتأمل بملامحها .. وكنّه يسرق نفسه منها .. يسترجع قلبه من بين عيونها .. وياخذ رووحه اللي ساكنه على حدّة رمشها .. /ويش بغيتي منه
عايشة تناظره / ابيه .. بخاطري كلمة وابي رايه بها
حاتم طال صمته .. طلبها صعب .. يمكن يأثر بها ، وهو عارف لو ماوداها تبي تروح لحالها
قامت وشدته من ذراعه / هها يالله عجّل علي ياحااتتتم
قام معها وذراعه بيدها .. سحب ذراعه منها وتنهد بحنيه /عايشة .. فكري زين ، مهو لازم تروحين لقبره .. انا هنا ويش بغيتي قولي لي
عايشة بقلة حيل وداخلها سطووور واااجد محدن يعرف تفاصيلها وتحس بوحده وتحاول تتمسك بحاتم لاتصفى لحالها بالاخير /حاتتتمم ، انخرشت انت ولا ركبتك جنيّة ! تراي مااداني اعيد الكلام اكثر من مره
مسكت يده بكل يدينها بصفاء نية .. وشدت عليه /عجّل لايروح الوقت علينا
مشى وراها وكل خليّة به تنادي سمعاً وطاعة .. من نظرتها ، صوتها ، يدينها اول ماتعلقت بيده وكان فارق الحجم بينهم واضع ومع هذا حس بدفى يدينها ، وبرود اطرافها
-
بعد ربع ســاعــة ~ ٰ
جلس بقلة حيل وجسمه تعبان .. بعد ماحمّلوا الاغراض على البل
ومشاعره متخالطه مابين الحزن والفرح .. يبيها ، وهي ماتبي العرس
جلس يأمّل ويرسم احلام وحياته معها.. جلس يفكر بهمس /تهقى ياسعيد تبي تحبني .. تبي تعرس علي ، يبي يهدى راسها ويلين قلبها ولا هي هي .. بنيـة صقر ماتلحقها عواقب مثل ابوها وعوبه وعوابتها من عوابته
اييييييه ياسعيد عسى الله يكتب اللي به الخير .. خل اروح ارقد باتسر ورانا شغل
-
جميع انواع الانهيار الداخلي ، انهيار مشاعر ، انهيار عاطفهه،انهيار الرووح ، انهياار النبض.. الانفاس ،انهيار داخلي بالكامل ... آلا انهيار الدمووع
لفت على حاتم بهدوء .. فهمها وابعد شوي وعطاها ظهره
ولكن لازال يسرق النظر لها .. ولا زال قلبه يسوقه لها وعيونه .. تلتفتها
جلست على رجولها .. جنب قبر ابوها
اول مالامست يدها التراب .. تراب ابوها الجاااف .. اررتعشش جسمها ككللهه من اطراف رجولها لين قمّة راسها .. ومن مسكت بقبضة يدها التراب ، ارتجف قلبها بخفهه وحست بوخزهه توجع ، شدت بقبضتها وعيونها توزعها على زوايا قبرهه وقلبها يووجععهاا ويررجف وكنّة يقول "ابي لي وزانه مكان" "أبــي لـي وزانـه مـكـان
" ارتفع صوتها الهامس وعينها غاارقه ولا تشوف من البحر اللي غشى عيونها /ي ابووي ، ابي لي وزانك مكان
سمع انينها وهمسها .. بس ماكان مميز وش تقول
لف عليها وتكتّف مثل الفقير اللي قدامه عرش الملك والتاج ولا يقدر ينوله .. لمعت عينه وهو يشوفها تداعب تراب ابوها .. لف جهة قبر عزيز عليه .. طرى عليه ابوه وحن له بالحيييل .. حس بضعف وقلة حيله ومايبي يحسسها بضعفه لجل ماتضعف ويخيب ظنها به .. نزل راسه وفسح لها مجال الذكرى العديمة .. حزن بلا ذكريات لعايشة .. كدر بلا دموع ،
صارت تلعب بالتراب وعيونها على قبر ابوها وتسولف بهمس وبحة صوتها تكاد تجرح حناجرها / يبه .. ودي بك جنبي هالحين ماودك تسيّر .. ي ابوي تدري بي احبك وانا مالمحتك وادعيك ولا تلبي ابيك وانت تدري اني ابيك ، خلاص طالت غيبتك ي ابوي .. انت لو تدري وش كثر انا احتاجك ماهو احيان ، احتاجك دوم .. ماعاد ابي الدنيا .. تدري ليه انا احبك هالكثر .. واحب طاريك .. اسمي مايتبعه غير اسمك ، ولانهم يشبهونّي بك دايم ، بكل شيٍ اشبهك .. لجل هذا امي مهيب ذاك الزود معي ، .. الحين .. اول مرة ازور قبرك مع حاتم .. "لفت على حاتم شافته عند قبر ويدعي له" هه حتى حاتم شكله وله على ابوه .. واشتاق لك زود مع انك قريّبٍ لي "ضحكت شوي وعيونها تلمع" شكلهم ماقالوا لك .. بعد كم يوم عرسي على بن عمٍ ما أبغيه .. عرسي على سعد يايبه وانا ماابييه ماودي بعدين اجيب عيال ويصيرون مثلي وينظلمون ، ماودي به غصييبه.. -دفنت وجهها بين رجولها بسررعهه تخفي صوت شهقاتها واثر دموعها .. همست بكل صدق - .. ياارب خذني قبل لا يدخلونّي عليه
سكتت شوي ودموعها تنزل بحضنها بصمت .. وهذي جلسة تصفية الحسابات بين عايشة .. ودموعها العنيدة .. ومحاجرها الصلبه
جلسة تصفيه عشان ترجع عايشة اقوى .. وتخفي البهوت اللي راسي على وجنتيها
بعد دقايق .. عايشة ودها تمشي وماتبي تفارق ابوها
قامت ومسحت دموعها واخذت نفس .. ابتسمت بهدوء وحست كأن روح جديدة نزلت عليها
لفت لحاتم كان وراها وقرب لين صار وراها بالضبط وهمس /ماودّش نعوّد
عايشة على نفس ابتسامتها / يالله
صد عنها ومشى تاركها وراه .. مايبي يقرب لها ولا يكلها ولا يشوفها حتى
مايبي يتعلق بها زود ..
عايشة عجزت تاصله لان خطواته سريعه .. / حااتم اصبر وراك مستعجل
وقف فجأة ولف عليها وجلس يناظرها شوي
عايشه وقفت قبل تصدم به وعيونها بعيونه .. حاتم صد وراح لجهة بيت بوراجح .. /عوّدي بيتش يالله م عاد الا الخير يبي يآذن الفجر .. واهلش يبي يجون لزوم ترتاحين لين مايجون "ابتسم نص ابتسامهه" وراكم شغل واجد
استغربت اسلوبه .. ماجاز لها حاتم هاللون .. تنهدت وراحت لبيت ابوعقاب
وصلت .. واستلطفت الجو .. والمكان هادي ، بغت تغتسل ،
راحت لدورة المياة الله يكرمكم وغسلت كل جسمها وشعرها .. وطلعت لبست جلابيتها وانسدحت ورفعت شعرها المبلل لفوق .. وتركتهه ينشف براحتهه .. بعد خمس دقايق ،
كانت عايشة مسكرهه عيونها تبي ترتاح .. تتمنى تنام وتريّح
بس اشغلتها ننظراته اليوم ، واسلوبه ماهو حاتم الاوليّ .. وكلامه
ميلت فمها بعدم فهم وبجمود .. دخلت ام عايشة بهدوء .. وكالعادة توقّعت انها مانامت
عقدت حواجبها /بنت ، ابك انهبلتي خير متسبحه ومالفيتي شعرش ولا نشفتيه .. تبين البرد ياكلش
عايشة ناظرتها بهدوء وسكرت عيونها .. ام عايشة قربت لها بسرعه واخذت منشفتها ونشفت شعرها وجابت مشطها ومشّطت شعرها وجدلته بإبتسامة /وتبي تعرسين ياعويش .. وانتي ماهنا رجال بذا ماخطبش وكلهم ماتبينهم يوم جا ولد عمّش بغيتيه ! تبين البعد عنا ؟
تنهدت .. وشكتت تبي تسمع منها رد  وعايشة ماتحركت ومسكره عيونها ووجناتها مورّده وواضح على وجهها التعب .. لمست جبينها .. ورجعت تتحسس رقبتها .. ميلت فمها /مابها شي
رفعت لحافها ولحفتها زين وظلّت تطالعها شوي .. وبهمس /هالملامح .. يشهد الله علي انها جنّتي المرّة "لامست اطرافها وجنات عايشة .. وعيونها"همست ببحه وجعتها / .. مملاامحه
على دخول زينة وسهام ..
زينة شهقت /وش بها
عايشة ابتسمت ، حستت انها اشتااقت لهالحس بس مابها حيل تتحرك .. ولا تتكلم
سهام /يووهه مازمان ماشفتها
قربت لها وصدتها ام عايشة بهمس / بسس ، خلوها .. شكلها تعبانه خلوها تريّح شوي
اهلها اليوم يبي يجون وانتن تعرفن وش اللي عليكن يالله اشوف لا اشوفكن جالسات
زينة تناظر عايشة / ابشري
-
ضحك لين بانت انيابهه وطال بالضحكهه .. ونزل راسه بهدوء ، ورجع رفع راسه وهو يناظر لسعود وعزام يلاحقون لهم خروف .. ليييننن قرربب لهه وقبضه حاتم بقووهه ويناظرهم ويضحك / افا ي ذالعلم خروف وماقدرتوا عليه
سعود مست شماغه وحطه على كتفهه وعض على طرفهه .. فرك يدينه ببعض /هذا اللي يبي يوومهه .. وانا ابيه
عزام سرح وهو يناظر زول بعيد شوي .. بس هالزول ماينساه ولا راح من باله ابتسم اول ما بانت لهه واقبللتت لهه
ضررب قلبه اول ما تقدمت له ولف على حاتم وسعود اللي يحارشون الخروف ..
زينة همست له بخجل / ء ععزام
لف عليها .. ناظرها شوي /لبييه
ابتسمت /لبيت حاج .. اءءتقول خالتي ام عايشة ، اسألوا سعود اهله متى يبي يجون "ضحكت بخفه وواضح مستحيه من عم عايشة" اسألة انت
ضحك وهز راسه /ابشري
وبصوت عالي / سعود .. "ركض له" اهل عايشة يسألون .. متى اهلك يبي يجون
سعود لف على زينة وناظرها شوي مستنكر وناظر عزام / والله علمي علمك بس الوكاد انهم على المغرب ياصلون
هز راسهه ورجع لزينة وقال لها ، وراحت تقول لام عايشة
سعود يناظرها /منهي ذي ؟
عزام بيتكلم سبقه مصعبه/هذي خوية عايشة الروح بالروح ،
سعود ابتسم /اجل هذي زينه
مصعب هز راسه
عزام نزل راسه وراح مسك الخروف من حاتم /يالله ورانا شغل ماودي نتأخّر
رفع حواجبه وهو يناظره .. لحقه ومعه سكينهه ويقصد ويجرر صوتهه ببحه وهمس/
سمي يابعد حاتم اللي شيّب قبل سنه
تفداك روحه وبرف الضلع ابني لك عماير
ترغّدي واستاسعي لامن الخلق ضايقنّه
واسرحي وادفي من نار الوله والقداير ٓ
عند ام سيف وام سعيد وزينب اختهه .. يضفون قشّهم
سعيد دخل عليهم وبصوته الرجولي / هاه ، ماخلصتوا نبي نمشي هالحين لجل ناصل قبل الليل
ام سيف / لالا هه خلصنا جهزوا لنا البل بس
سعيد تنهد /جاهزات وطلع يقول لابوه يمشي وهم وراه
ركب خيله ودار على البادية ومر على بيت ابو عايشة .. ابتسم ويتخايل له عايشة عند باب البيت وياه .. ضحك اول ماطرى على بالهه شكل عايشة ومعها ورعهاا ، شوي وتلاشت ضحكته وبقت ابتسامه صفراء ..
-
العصر
فتحت عيونها بتعب وكانت تحس بكل شي حولها .. لكن مابها حيل ابد التعب يغلب عليها
تنهدت وهي تحاول ترفع نفسها / لايصير دخلني هواء
ام عايشة من برا /اي والله كان عندتس جيبيه لاهنتي .. البنية مدري شبلاها خوَت
-
رفع راسه من على الكتاب .. وتلفت يمين ويسار ويطالع برا لان الخيمة مكشوفه /وينهي به .. مستغرب مالمحها اليومم !
شوي واقبلت امه مسرعة ودخلت المطبخ .. ولحقها وهو مبتسم / اررحبيي
امه بإستعجال /ياهلا ياهلا
رفع حواجبه / شوي شوي .. وش بلاش يمه
ام حاتم / ادور الدوا حق ام مسفر .. ام عايشة تبيه لبنتها
سكت شوي وناظر امه بطرف عين /عايشة ؟
هزت راسها وهي تفتّح الدواليب وتحوس
حاتم راح بسرعة دخل غرفته وفتح شنطته .. طلع علااج دايم يفك ازمتهه اذا حس بتعب
قام بيعطيه امه .. ووقف شوي
تنهد ورجع رمى العلاج بالشنطه وسكرها وطلع عند امه .. اخذ كاس وجلس يشرب مويا ويراقب امه
ضربت فخوذها بخيبه / ي ويلي مدري وين راح ، هالحين وش اقول للمرة وبنتها خاويهه ماتنشاف
طلع من المطبخ بصمت ولحقته امه وهي بطريقها لام عايشة .. ناظر شنطته
سكر عيونه وتنهد اسرع واخذ العلاج ولحق امهه / يمه يممه ، سمي ، ءء عطيها ذالعلاج قولي لها تشربه مع مويه وان شاءالله مابها الا العافية
ام حاتم / بس يايمه وشو ذالعلاج
حاتم / لاتخافين هذا كله فيتامينات ويخفف الحراره كان بها .. ويفيدها مايضر ان شاءالله
هزت راسها وودته لأم عايشة .. شربت منه شوي وكشرت ومدته لام عقاب /وشو ذا طععمه
اخذت الكاس منها ورفعت راسها وشربتها كل اللي بالكاس /هه يالله بلا دلع ، وبعدين وش طرى لش تسبّحين بهالبرد ماتخافين يجيش شي ولا شي بايعتن عمرش
عايشة سكرت اذانها /يمه طلبتش ابي ارتاح شوي
-
خلصوا ذابحين وبقوا عزام ومصعب يكملون .. دخل المطبخ وحط السكاكين ودخل يتسبح وطلع وهو ينشف شعره وعليه ثوبه الاسود .. حط المنشفه على كتفه ودخل المطبخ
صنم شوي .. امه ماجات الى هالحين .. اخذ كاس مويا يمحي الافكار اللي بباله ودخل اخذ غترته  البيضاء الثقيلة وعقالهه ..
وطلع شيّك على المطبخ وسكر عيونه بهدوء وراح عند الرياجيل
قبل يروح لهم سمع انين بالمكان اللي ينام به هو وعزام .. دخل وشاف عزام وشعره مبلل ولا تغطى زين ... ومنسدح على بطنه ويتعصّر من الالم
قرب له بخوف /عزاام ! وش بك
اما عزامم بالموت ينفس .. وكنه مخنووق /ءء..ظهرءءيي -سكر عيونه بقوة والالم يشتد عليه-
حاتم /وشش اللي يوجعك بهه ، عظامك ؟ ولا شد ؟ ولا ووش
عزام سكر عيونه بهدوء /خلاص ..ءسكر الباب ، ابريّح شوي
حاتم بيتكلم بس عزام سكر عيونهه وارخى جسمه ووجهه مزرّق .. ضررب قلبه بخوف واسرع يجيب سيارته وقال لجدهه
ابو راجح عقد حواجبه /لاتبالغ ياحاتم ، الرجال ماعمره راح للبلد
حاتم رجع لعزام وهو خايف عليه/وانا اعرف البلد زين
شال عزام وركبه السيارة .. ومشى بسرععهه وابوراجح يناظره ماصدق عيونه ، وبنفس الوقت خاف على عزام .. بالطريق .. ضحك حاتم وهو ماسك الدركسون بكل يدينه .. ولف على عزام اللي لازال نايم او فاقد الوعي مايدري .. شاف ساعته وكم يبي له حتى يوصل !
تنهد بهدوء شغّل المسجل حق السيارة"لا تكلمني توادعني" .. وزاد للصوت شوي .. وارتكى على المرتبه وعيونه على الطريق
-
بعد صلاة المغرب .. بدا مصعب يزيّن القهوة والشاهي ورايح جاي يجيب مويه
وزاد الفرشات بالخيمة وحط زيادة برا الخيمة وشب النار بالنص .. بعد ما انتهى .. رفع جسمه بتعب وظهرهه يطقطق من كثر ماهو منحني وجلس عند ابوراجح /ي ويل حالي ، هالحين هذا كله يسويه عزام باليوم الواحد كل هالشغل وهالتعب كله كله على راسه . ياحرام ياعزام والله لو انه انا لا اهجج ووء
ضرب ابوراجح بعصاه /بس .. صكيت راسي
هز راسه /سم .. ابشر
-
فوق جبل صغيّر ام عايشة وسهام يمشون .. سهام بإنفعال /يييمممهه ، عادي اناا رااضيهه عادي عندي وبعدين تعودت .. ولو ابي قلت له ابي اسكن بالديره
ام عايشة / افهمي ياسهام انا مابيك تمرين باللي مريت بهه .. منتب قد الحممل مصعب مايصلح لك
سهام نست نفسها /وانتتيي كننتي قد الحمل ؟  صبررتي ، تحملتي ولا ء" سكتت ماتبي تكمل" ييمه شيلي هالتفكير من راسك لاتقارنين زمان والحين
ام عايشة ناظرتها بحده /قلت لك اللي عندي ، ويالله اشوف مابي المحك اليوم كله
ضربت الارض برجلها وكابته صرختها ومشت عن امها .. وضمت نفسها بشالها الاسود الكبير وصووف .. نزلت من الجبل راحت تمشّى وتفكر بكلام امها اللي مايدخل العقل .
ٓ-
طلع من عند جده وراح عند ام حاتم وكان عندها ام عقاب وحرمتين .. يطبخون الذبايح للضيوف
طق الباب وتكّى عليه .. رفع يدينه /الله يحسن الخاتمة ويعلنا ويعقل علينا وراي ماشوف بنيات بذا ولا ماعاد هنا سنع
ام حاتم ضربته بالملعقه /اقول هها اعقل وعوّد للرياجيل
ام عقاب ضحكت وهزت راسها بأسف .. مصعب ميل فمه /افااا ، وين عايشة غريبه مهي معكن
ام عقاب /تعيبانـه ي حيي خااويه
عقد حواجبه /وووش بهاا ماتشوف شر ماتشوف شر
ام عقاب /الشر مايجيك
ام حاتم رمت عليه ابريق /مصعب لاهنت جب مويه انهج
تنهد وعدل وقفته ومسك الابريق /خلص ماء البير من ترددّي اليوم يا ام حاتم تسع وتسعين مره رايح جاي .. " حط يده على بطنه " حتى اني جعت  ضحكت حرمه / يالله مابقى شي ويجون الرجال وتعشون ويروح الجوع
مصعب هز راسه بتسليك وراح للبير يتحلطم .. وهو يمشي شافها تتمشى ومنزله راسها .. ابتسم وعيونه عليها وصرخ /ببنتت سسهامم
شههقتت بفجعهه لفت تجاه الصوت وناظرته ومعه ابريق وعقدت حواجبهاا /ممااتعرف تتعامل بالهدووء ، من عرفتك ولازم انخرش اول ماتجي .. رفعت عيونها له واول مره تستحي منه .. اول مره تشوفهه بعد ماطلبها من ابوها .. نزلت راسها وفركت رجلها بالارض بهدوء وتتأفف ومشت للبير
مشى وراها وهو مبتسم /ياشين الغرور عاد مااطيقه ، بس يطلع عسل منش
لفت عليه وضحكت .. مصعب تخرفن ومشى جنبها /ايه بعد وش حالش ؟
سهام ناظرتهه بعفويهه وكنها نست كلام امها لانها اصلاً مااعتبرتهه من البداايه/ ززيننه الحمدلله وشلونك انت !
مصعب يعبي الابريق وتنهد /جووعان
ضحكت بقوة على ملامحهه واضح من قلب جووعان ..حركت كتوفها بعفويه /عساك شبعت بشوفتي بس .. وطق بطنك
ابتسم وناظر عيونها نظررهه اربكتها /دوااش عندي بعدين .. بس متى يجي بعدين
ابتسمت وطرى عليها كلام امها فجأة .. بدت تختفي ابتسامتها وصدت عنه
قاطعهم صوت بنيّة /السلام عليكم .. ممصعب وشلونك ؟!
لف عليها مصعب ونزل عيونه عنها /الحمدلله بخير ،
سحبت الحبل منه ورمته بالبير وسحبت المويه بضحكه /وش بلاك منزلٍ راسك ، هذاك من شوي تضحك معها وتسولف ولا مناظرها حلال وغيرها حرام وعيب
حس براسه يغلي ومايداني تطلع عصبيته قدام احد ولا يحب يعصب سكر عيونه ولف عليها /سهام خطيبتي وزوجتي ان شاءلله ، واعقلي وكبري عقلش اعنبوش وش هاللسان
ميلت واخذت بريقها / هه واضح زعلت ، تدلّع ياحليلها رح لاتروح عليك وش يرضيها
لف مكان سهام .. مالقاها ، سحب ابريقه وراح يدورها .. نادته ام حاتم وانشغل مع جده ونساها
-
عند عايشة
ملت وهي جالسه على فراشها .. اخذت كاس جنبها وشربته كله تحسبه مويا
كشرت وهي تطعّمه /لااااحّوول ، لا بارك الله باللي جابه استغفرالله
قامت ولبست جلابيّة زينة وفكت شعرها ومشطته وفردته على كتوفها وظهرها
اخذت الكحل الاسود .. الكحل البدوي وكحلت عيونها بخفيف .. شافت شنطه صغيرة وعرفت انها لسهام فتحتها وقامت تقلب بهالارواج .. طلعت واحد عجبها لونه وحطت منه وضحكت على شكلها وبانت غمازاتها ورجعت كل شي مكانه .. اخذت شيلتها الشفافه وغطت بها راسها من فوق
ولفتها على رقبتها وشعرها طالع من تحتها .. حطت دهن العود وبخت من عطر سهام وطلعت .. زينة تكتفت اول ماطلعت عايشة وجلست عند الضو/ اييه ايه متزيّنه وانا هنا اكرف اعنبوتس تلععبين علينها .. -رمت كل اللي بيدها- والله لا اروح اتزين العالم على وصول وهذي شوفتي
ضحكت بقوة على شكلها .. ام عايشة ناظرتها /زين انك كشختي .. اهلك هالحين واصلين
اختفت بسمتها .. قامت بتنهيده /انا بروح لعمّي
ام عايشة /ايهه زين
-
جهز المعاميل وصقور حاتم اللي جابهن وجلس عندهن ومصعب يدور حوله .. سعود رفع راسه لمصعب /بس بس فرّيت راسي
مصعب وقف /ييياخي.. قاطعتهم عايشة ومعها خيلها / السلام عليكم
مصعب ناظرها وعقد حواجبه وبدون مقدمات / وعليكم السلام ، انتي منتب تعبانه ؟
عايشه ضحكت /يخسي التعب
سعود /ارحبي
عايشة /تبقى ، الا ماودكم ناصل حد البادية ونحتري اهلي
مصعب /الا الا ، الشيخ قايمٍ بالواجب وسابقينّا هناك .. عايشة تلفتت /ء الا وين حاتم وعزام خلنا نروح كلنا
مصعب تنهد /عزامء
قاطعه صوت جده العالي / يالله يا مصعب عجّل
مصعب اشر لهم واخذ سعود خيله وعايشة ركبت حقها وراحوا يستقبلونهم .. ماهي الا دقايق وبدى زولهم ياضح لها وقلبها يضررب وتحس بنقص فيه شي ناقص ! ماحست براحة ..
تلفتت حولها وكنّها تبي زوله يبان لها من بينهم وكل مايقربون تحس نهايتها تقرب ودمها جمد .. ابتسم وهو يناظرها ..
عرف زولها وهي على الخيل وقفوا اهله وقاموا يرحبون بهم ويهلّون وهو لازال يسرق النظر لها
نزلت من خيلها وحركت شعرها كله لورا ظهرها وماحست ان به احد منتبه لها .. رفعت شيلتها وحطتها على راسها وغطت نص وجهها ومشت لهلها بمجاملة وبيسارها لجام خيلها ..
سلمت على جدتها وزينب وام سعيد .. جت عند جدها وناظرت به شوي وحبت راسه وكنها مغصوبه .. وراحت وقفت جنب سعود و  نص هل البادية وابو راجح ومصعب وابو عقاب واقفين قدام اهل عايشة
ابوراجح /ي مرحبا وي مسهلا ، والله ان ترحبون تو مانور المكان ياهلا ياهلا بكم من ممشاكم الى ملفاكم ، ياهلا بكم عند ربعكم واهلكم
ابوسيف /ونعم والله ، جعلك تبقى
وقف قدام ابو سيف وحب خشمه مرتين وسلم على سعيد وباقي الرجال ووراه مصعب وسعود ..
سعود وهو يسلم على سعيد وابوه بضحكه /انا صرت ولدهم خلاص
سعيد محطه العصا اللي معه وضحك/اعقب
اختلطوا الرياجيل ببعضهم سلام وتراحيب وسؤال عن الحال .. عايشة واقفه ومبعده عنهم شوي ومتكتفه وعلى شفاتها ابتسامة .. وماسكه طرف شيلتها ومغطيه وجهها وصاده عنهم
قرب لها بهدوء وكان عارف انها ساجه ومهيب يمهم .. استجمع نفسه ونطق بلهفه يحاول مايبينها /ارحبي
فزت ولفت عليه بسرعه .. شوي واستوعبت  ومسكت شيلتها بسرعة وغطت وجهها عنه .. مع ذلك كانت شيلتها شفافه كاشفه لـ ما وراها شفاتها .. خشمها المسلول .. اما عيونها طالعه ماغطتهن /ياهلا بـ سعيد
ابتسم ولاحظ ركبتها من فركها للشيله وارتكى على عصاه بكل يدينه / وشحالش ؟! هزت راسها وضحكت وناظرت عيونه /زينه الحمدلله ،  وشحالكم انتم اكيد ولهين علي ..
هز راسه /انشهد والله انّش فقيده
مشت وهو يمشي معها وياخذ ويعطي معها بالكلام ويسولفون
-
بنص الطريق اشتد عليه البرد .. وآوجس عظامه تراجفف
وقف على جنب ونزل وفتح الشنطه وطلع فروته ولبسها وتلثم وفتح الباب على عزام ..
لقاه نايم وخفّت زرقة وجهه سكر الباب وهو يستودعه الله .. وعزام اول مرةٍ يصير معه كذا ولا انه صاير له بغيابه ومحدن درى عنه ،، تنهد وشغل السيارة وكمل طريقه بسجة ويحوس بالشيلات ويشغل ويطفي .. ثبت على وحده ومايدري وش اللي طرّى له ليلة البارح .. وشوي شوي بدا يتذكر الليلة اللي لو خذته المنية مانساها ، نزل عيونه لفروته وابتسم بهدوء
لمها وشم ريحتها اللي تخايل له ، حط عينه على الطريق بمحاوله الانشغال بس عيونها زولها صوتها وعنادها ونظرات عيونها ورمووشها الملويهه
بالليلة اللي اكتمل بها القمر .. واكتمل وفاض شوق عايشه لأبوها
انهيارها بحضنه .. دفى كفوفها وهي لامّته وحرارة دموعها اللي مالمح لها اثر من بعد ذاك اليوم
سكر عيونه وقلبه يدق بقوهه ويطري عليه شكلها وهي نايمه على فخذه وسرّها البريئ مابين يديه .. حس بحرارة جسمههه اول ماتذكر ان اهلها جايين ذالليل لجل ياخذون عايشة لسعيد .. بدى صدره يرتفع وينزل ، عجز يتخيلها معه .. عجز يتخيّل البادية ، والجبل بلا زولها .. يخبرها اول ماشافها عقب غيبه سنتين لشغل برا المملكة .. اول ماجا للبادية وشافها هي والوراعين وهي تهوش عليهم ، وتلعب معهم .. وروحها النظيفة واللي يشوفها يقول كنّ مالها من الهم نصيب
حس انها غير غير عن بنيات البوادي كلهن .. بنت الشيوخ زينها صوتها وقلبها وسعة صدرها وكل شي بها تقاسمته معه .. كانت من قربها له وقربهه لها !
تناديه يبه .. من اللي بهالمعزهه عند عايشة لدرجه انهه يتساوى مع حب ابوها .. حسس بقهرر وعينه حمّرت وشد قبضة يده .. حس نار القهر اشتعلتت ويووجس حرّها وقوّها .. من احق بها .. انا ولا بن عمها اللي ماعرفتهه الا بآخر عمرها .. من اححق
هز راسه بالنّفي /اكيد عايشة ماتبيه .. هي كانت تقولهه تقول مااودي بالعرس وش اللي غيّر رايها وووششش
ضرب الدركسون بقوه وفز عزام بس بالقوة فتح عينه وحس بالمكان غريب .. تلفت شوي حوله وقام بسرعه مفجوع.. اخختنق وماقدر يقوم ورجع انسدح بالغصب وحس راسه انفجر لان له حول ساعه منسدح وظهره يوجعه وفجأة قام .. اخذ نفس شوي ولين هدت نغزات قلبه .. ورفع صوته شوي /بسم الله .. حاتم !! وين رايحين ، وين موديني له يامهبول
حاتم لف عليه بسرعه ولازالت عيونه تلمع وفيها من الحمار ويدينه مشدوده .. تنحنح واخذ نفس يهدي عمره ولازال لافّ .. / ءابد يابوفزاع ، هبلتني وبغيت اتطمن عليك وعانّي ماخذك للمستشفى ي بعد حيي ارتاح ماا
سمع صوت بووورري سيارهه مججنووونننن قداااممهممم ولف حاتم بسرعهه ونزل عن الطرييق وكاادت تنقلب بهم السيارة وهذا اللي كان ينتظره حاتم .. كان مسكر عيونه ويتوقع اي حادث ..!
وصرخ عزام من وجع ظههررههه بقووههه لحددد مابانت عروق رقبتهه وجبينه وحس صوته راح .. لف عليه حاتم وقلبه يضرب بخووفف عليه .. نزل بسرعهه وفتح الباب اللي عند عزام وجلّسه وغطاه ب فروته عن البرد /جااك شي ؟؟ عزام بضعف حط راسه على كتف حاتم ويده على كتفه الثاني ويضغغط عليها بقووة وبصوتت مبحوح وواضح كود الوجع به /ظهرري ياحااتم مااقوى انفس .. ملى قلبه الخوف على اخوه وخويّة وعضيده وسسندهه .. يخاف يجيه شي ويبقى لحاله بهالدنيا من له غيرهه محدن يعرفهه كثر عزاام .. يعرف اللي بعيونه قبل ينطقه .. ويعرف اللي بقلبه وكل اللي به بدون ولا كلمة .. هذا العكاز اللي يرتكي به وقت الشدايد وين يروح عنه ويخليهه /اصمل وانا خوك ماهنا الا الخخيرر .. مابقى شي على المستشفى ، اصلاً وصلنا وهالحين نبي ناصل للمستشفى "مسك يد عزام الثانيه وضم راسه وعيونه تزيد بلمععتها" تكفى ي ابوفزاع
سنده على المرتبه بخفه وشد عليه الفروه .. وسكر الباب ورجع ركب مكانه وكمل الطريق وعيونهه تسرق النظر لعزام كل دقيقه
-
بـ خيمة ام حاتم .. خيمة الضيوف للحريم
وسيعه وشرحهه ودايم لاجاهم ضيف ولا الا منّ صار عندهم عرس فتحتها وقلّطت حريم البادية بها
جالسين حريم واجد وانواع السوالف والاكل والحلاو اللي جابه حاتم معه ماتطلعه ام حاتم الا عند الضيوف .. جالسات ام حاتم وام عقاب وام سيف وام عايشة وام سعيد وبعض عجز البادية بصدر المجلس ومن حولهن بعض الحريم والبنيات .. اما عايشة وسهام وزينة جالسات عند النار ويزينن القهوة ويصبون ووقامت معهن زينب وكم بنت وعقب جلسوا ..
زينة ناظرت زينب /والله يازينب على كثر ماسولفت لي عايشة عنش ماهقيت هالزين كله وسعة الصدر .. ابك الصدر الشمالي على اصوولهه
زينب ضحكت /ي بعد حيي والله الزين زين عيونش
عايشة حطت كفها الايمن على كفها الايسر /ايه ايه اقعدن تغزّلن
زينة لفت على عايشة /وانتي وش حارقش
‏-
بعد ساعتين .. على كرسي قدام غرفة المستشفى .. توتر خوف قلق تعب .. بال مشغووول بأكثر من شغله .. شغله تضايقه .. وغيرها تخوفه .. وتحزنه وتفرحهه
طلع الدكتور وبيده الأشِعّه وفز له حاتم وكله دعاء من اعماق قللببهه ان عزام مايكون به شي خطير ! /هاه ! بشّر
الدكتور بضحكه خفيفه وعيونه على الأشِعّه /والله اني مصدوم اكثر منك
حاتم سكت ويناظر الدكتور .. ووده يسكتهه مايبي يسمع اكثر ،
ودهه يقوله خلاص ماابي اعرف شي .. ليه ؟ لانه مايتحمل يشوف روحه واخوه يتألم ومابيده يسوي شي .. اخوه ولو مهو من دمه ! روحه الثانيه لو مهو توأمه ، النصف الاخر لقلبه ولو ماعاد يملك له قلب ..
الدكتور
-
بخيمة الرياجيل والكل حاضر من رجال الباديه وشيوخها ..
ابوسيف / الله يبيض وجيهكم ويكرمكم .. حنا ماجينا هنا الا لجل شيين ..
الاول شوفة وجيهكم ولجل الوصل بيننا ماينقطع
اما الامر الثاني .. ظني اغلبكم يعرفه ، جينا نـخطب عايشة بنت صقر .. لبن عمها سعيد بن سيف
وهو واصلنا الرد بس نتشرف نطلبها منك يابوعقاب
ابو عقاب بإبتسامه /جعلك سالم يابوسيف .. والشرف لي اي بالله .. لكن مادام طلبتها مني ، ماودي اعطيك كلمة قبل ما اسمعها منها وابشر بالخير ان شاءلله .. ابوسيف هز راسه /ابد حقك حقك ،
ابوعقاب هز راسه وكملوا سوالف وشوي وقلّطهم مصعب على العشاء
-
الدكتور / لا ماشاءلله مابه شي خطير مثل كسر ولا شي! ، بس على كلامه انه طايح على حصاة على ظهره وظهرت عليه كدمه قويه اثرت عليه ومتجرّح وكله دم وعقمناه ولفيناه له واما عن كتمته فهو بسبب ان صدره شوي تعبان وعطيناه بخار وكم مرهم يعالج بها كدمات ظهره .. وبيصير احسن ان شاءلله
اخذ نفس براااحهه وابتسممم وخمم الدكتور لا شعورري بقوه / رحح عسى الله يسسعدك
ضحك الدكتور /هذا واجبي طال عمرك واي شي تبيه انا موجود
حاتم ابتسم /يعني اقدر اخذه الليلة !
الدكتور هز راسه /ومايشوف شر ان شاءلله والحمدلله على السلامه
حاتم /الله يسلمك
ودخل عند عزام كانوا فاصخين بلوزته وكلها دم وثوبه به خطوط خفيفه ومتغطي ونص ظهره ملفوف بشاش .. ابتسم /ماترى باس يا بعد عيني اخر الاوجاع
عقد حواجبه وشال البخار عنه /ابك ذولا ماعندهم سالفة رجعني مكاني ي رجال انا وش جابني بذا
حاتم /ابشر بعزك بس دامك بخير
اخذ حاتم عزام معه لفلته ومن اول مادخلوا كانت عيون عزام مستغربهه .. يدري ان حاتم عنده خير بس ماتوقع يكون ذا بيته .. واول مره يجي للديرة ، واول مره يشوف بيت عزام
كان بيت حاتم وحديقته الواااسعه شي غريييب بالنسبه لعزام
نزلوا من السياره ودخل الفله ووراه عزام /يعني ماشالله كل هالبيت لك
حاتم ضحك بخفه/لا نصه لي ونصه لجاري
عزام عقد حواجبه وكشر /وشلون ترتاح انت معه !
حاتم لف عليه بضحكه / هههههههههههههههههههههههه يعني انت مصدق ان ذاالبيت ينقسم نصين
عزام هز كتوفه / وش دراني انت تقوله
حاتم ضحك ومسك علاجات عزام ومسك يده وصعد به الدرج وراح لغرفة جنب غرفهه وفتح لمباتها ووكان قده شاب شعر عزام من المنظر اللي يشوفه .. سرير واسع ، دولاب عرييض ، ومرايه طويلهه ماقدر يسكر عينه من غرابة المنظر .. بحكم انهه من وهو ورع مايعرف غير الغنم والبل والحلال والصحرى والخيام .. وان شاف بيوت فـ هي بيوت طين او بيت شٓعر ... حاتم /انت تبي تنام بذا وانا بالغرفه اللي بجنبك تلقاني بذاك ان احتجت شي .. عزام ابتسم ونزل راسه ورفع عيونه للغرفه /الله يجزاك خير ، ماقصرت
حاتم عقد حواجبهه وماعجبه كلام عزام /ي رجال وش تقول ابك مابيني وبينك شكر وفضل ! والله ان اشيلها بخاطري ياخوي
عزام ضحك /لا تلومني ياخوي اول مرتن اجي بيتك وماتعودت على هالدلال .. مع ان الشيخ ماقصر معي وء.. حاتم باس راسه /والله ان بيتي هو بيتك يابوفزاع .. لاتخليها بخاطري ولا اسمعها منك مرتن اخرى .. لكن وعدك باتسر من اول ماتقوم .. ابي رضاوتي دقت العود ي حيي
عزام /ابشر بعزك
حاتم طلع من الغرفه /تصبح على خير لا احتجت شي نادني
-
اذن الفجر .. بعد الصلاة رجع ابوعقاب لقاها .. لقى دواه ودااه .. لقاها تحتريهه ببيت الشّعَر وقدامها المعاميل وقهوتها زاهبهه ونارها حيّه .. وترحبب بهه وتهلّي
اول ماوقف عند باب بيت الشعر .. قامت وهي تضحك وفتحتت نفسهه لباقي يوومهه /اررررحححبببب ي الغاالي ، ارحب ي حيي  ي بعد روحي وخلّاني .. ابتسمم واخذ نفسس منن كلل قلبهه / والله ان ترحبين انتي ي بعدهم كلهم من كبيرهم ل صغيرهمم
حب راسها ويدها وهي مبتسمهه وحبت راسه .. وجلس قبالها يتقهوى ويسولف لها ويسبحن عليها وكله وله عليها قبل توافق على ولد عمها وتعرس وتقفي عنهه .. ولهن عليهاا وهي وزانه حس انه شايلن هم وتكلم بركادهه / الا ي عايشة ، البارح كلمني ابوسيف عن ابن عمش
عايشة اختفت بسمتها وداهمتها ضيقه شييييينه وتحاول تخفيها
ابو عقاب بعد ماقال لها كل شي /وهذاي جايّش وابغي رايش به .. هو انتي تبينه ولا لا ؟! ضحكت بخفه /وويش اللي جاب هالسيره هالحين .. خلني استانس على هالصبح
عقد حواجبه / وراه يابوي .. هالسيرة تضيق خاطرش ؟
عايشة ابتسمت واخذت الدلة من على النار وصبت له فنجال ومدته بيمناها /بعدين اقولك .. سمّ ي بعد حيي هالوجهه
اخذهه منها بإبتسامهه /مانيب معطيهه كلمه لين اسمعها منش انتي
عايشة ابتسمت والود ودها صصرخخ ممابييه يبهه مابيه بس يبي يغصبوني علييه .. خمته وحطت راسها على صدرهه /هالحين هذا وانت شايب بك هالحنان ذا كلهه .. متى يقضي !
ضحك /شفتي ي عايشة وام عقاب مهيب تعطيني وجه
عايشة كشت على ام عقاب اللي جابت الفطور وجلست قبالها /اجل لزوم نزوجك بس .. عاد انت عن الف رجال وتوك شباب وش زينك بس انت طب وتخيّر وانا اروح اخطبها لك .. شافت نظرات ام عقاب وضحكت ولحقها صوت ابوعقاب /هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه امزح مير والله لو تعرس قطعت راسك ام عقاب مهي تَلعب
ام عقاب /اعقبي اقول .. يبي يعرس يعرس من متى نلاحق الرياجيل
عايشة عطتها بوسه من بعيد / والله اني امزح يابعدهم
ابوعقاب ناظر ام عقاب /وانا وشلون يطيعني قلبي اخلي الحرمه اللي عن اربع حريم
ام عقاب استحت .. قامت تبي تطلع /الا منكم خلصوا جيبي المواعين ي عايشة
عايشة تسدحت ضحك .. /صارت تستحي والله مهيب هينه
ابوعقاب /انا لو اني مااعرفها زين كان قلت انها زعلت .. بس ام عقاب واعرفها
عايشة منسدحه على فخذه وغمزت لهه /هاه بس .. قل من تبي وابشر بها
ضرب خدها بخفه وضحك /قومي افطري بس
قامت وجلست تفطر منه وتسولف له وجت سهام تفطر معهم وام عقاب وام عايشة يفطرون مع زينه ..
-
قام من اول الصبح وجلس يدور بالبيت وشاف الخدم والخيمه اللي بالحديقه
وشاف شيٍ ماشافه بحلومهه .. كان احياناً حاتم يوريه بعض الصور بالجوال بس ماتوقع يصير بهالزين كلهه
ذبحه الملل ومابغى يتقهوى وحاتم مهو معه .. راح لحاتم وطق غرفته اكثر من مرهه ماسمع صوت
فتح الباب بخفييف /حاتم .. حااتم
جلس يتلمس الجدار لين لمس فيش .. وشغل اللمبه وكانت اضائتها خافته وقريبه للون الذهبي .. قرب لحاتم عند السرير كان غااط بنووومه عمميييقه وحوله اوراق نصها فاضيهه وكم ورقهه بها ابيات وخطوط وحوسه وقلم وواضح انه كان منسدح ويكتب وناامم ولا حس بعمرهه .. عزام جمّع الاوراق وطاحت عينه على الابيات وجلس على طرف السرير و يقرأ .. ابتسم بخفيف وناظر له ..
كل هذا بقلبك ياحاتم !؟ .. والله اني حاسّ بك مير مدري وش اللي يربط لساني عن سؤالك
جلس شوي يناظره وداخله ضيقه على حاتم ، آبن آخيه ، عن كل اللي شايله بصدره وساكت ومتحمّل .. طرى عليه مزعل .. وأيامهه هو وزينة ووشلون كانت معه بكل وقت .. كانت تضحك لعينيه
وكن مابه بالدنيا غيره .. كانت تحط عينها بعينهه ويشيب راسهه لا شافها تمشي معه .. ويهمس بآذنها مزعل بالغزل وعذب الكلام .. لين تستحي ووجنتيها تورّد ومايحلى النظر لغيرهه وتتليها ضحكة توسّم غمازتينها من الحياء .. تنهد وهو يحس بشعور حاتم وبالغبن اللي يعيشهه .. مسك الورقه ويتأمل كل حرفٍ بها ٓ
طمنيني على روحك كيف هي عايشة
وكيف هبوب الهوى بعد لبسة الخاتم
وطمنيني على زينك وعينيك الناعسه
وينك.. وويني عنك ي الجامع القاسم
ووين طيوفنا عنّا .. يالدنيا كنك عاكسه !
هذا حبيبي .. كانّ ماني متوهّم ولا حالم
وش ابعده عني وكيف انرسم لي مفارقه
وليه وشبك ي حيي كانك بالفراق صارم
مانيب كاذب ولا مكابر وحبي باصارحه
تراني بدونك المرحوم ابن الشيوخ حاتم ٓ
وقرأ كم بيت فضفضه من حاتمم وصفط الورق ودخله بجيب بنطلونه (لبس من ملابس حاتم) .. /حاتم حااتم ، ي ابوراجح
فز حاتم وقام وتلمس عزام /ووش جاك شي ، تبي شي ؟ انت بخير؟
عزام فتح عيونه /لالا مابي شي ي رجال بس قم تقهوّ معي م صارت درت بيتك كله وانت ما قمت.. ماكمل وهو يشوف حاتم يرجع ينسدح بتنهيده ويتلحف ويخم المخده اللي جنبهه متجاهل عزام
عزام طير عيونه وميل راسه /تسفهني انا .. انا ي حاتم .. انا اوريك يامقصوم الرقبه والله ان اتقهوى لحالي ان ماجيت هالحين وافطر فوقها بعد .. وانت ارقد ارقد
طلع عزام وسكر الباب ووقف قدام الغرفه شوي  ورجع فتح الباب بخفيف وشافهه ماقام وسكر الباب بقوة ونزل تحت وطلب منهم يجيبون القهوة بالخيمة ..
-
كانت منسدحه لحالها بدكة سقفها كله سعف النخل .. ونسناس الهوى يذعذع عليها
كان شاغل بالها مخلوق .. وتهوجس به بصمت
وكن روحها ملهوفه على زوله .. وكنها مستنكرهه خفياه .. وينه البارح ماشفته .. ولا اليوم شفته عند الخيول  ولا هو عند راجح .. ولا لمحته بالسوق ، ولا هو عند الحلال ، ولا هو عند الشيخ ببيت الشعر ، ول.. سكتت وكنها ذكرت مكان ممكن يكون بهه ! لانها ماخلت مكان مادارت بهه بغير قصد وتكابر كل شعور داخلها وكل مابها يكابر ومستنكر وكنها فاقدهه غالي بالحيل وكن مكانهه ينيبه .. قامت بسرعه وركبت خيلها واسررعت
للمكان اللي على خبرههه .. للمكان اللي يشيل ريحتتهه وريحتها
ويحمل كمّ من الذكرى البريئة الموجعه .. كانت تمشي بالخيل بسرعههه وبسمتها راسيه على شفآتها .. وكنها لقتت الماء من عقب الضمى .. وكنها الورد الذابل المنحني .. لا ارتوى بالمطر
كنها رايحهه للضحكة .. لريحة الحنيّة والدفى .. وكنها رايحة لـ ابوها صقر على هالفرحهه .. زادتت بسمتهاا اول مابان لها زولهه
بانن لها قفاهه كان واقف وكنه يتأمل .. وكنه يسترخي
نزلت من خيلها ووقفت عند خيلها وهي تناظرهه
وكنها طفل طمّاع ويبغي هديّة !
-
سهام وزينة كانوا يتمشّون وزينة متكتفه وتمشي وتناظر الارض وتفكر .. وسهام ساكته ولفت عليها .. ناظرتها شوي /زينة !
لفت عليها /سمي
سهام قوست شفاتها بتعجب /تفكرين بشيء ؟
زينة ضحكت بخفه ماريّحت سهام / ي بنت الحلال ، كل الخلق يهوجس ويسج جت علي انا
رفعت حاجبها بفضول /وش تفكرين بهه ؟ عندك حبيب وانا مدري ؟؟! خالطت شفآهها نصف ابتسامة وكنه طرى عليها وهزت راسها بـ لا وهي تناظر الارض ../اهوجس بعويش .. السالفه اللي تعرفينها
سهام هزت راسها /الله يكون بعونها ويكتب لها اللي به الخير ، الا انتي تعالي بيتك ليه م عادك تروحين لهه ؟! ذكرت كلام عزام لها .. تنامين وتقومين وتاكلين وتشربين عند عايشة وخليش حولها دوم وذالبيت ماتجينه الا للحاجه .. ولو ماتجينه احسن .. اختفت ابتسامتها /ماابيه
-
ظلت تراقبهه كم ثانيهه وحس بها ولف بإبتساامهه شقت شفآتهه .. /عويش ! ارحبي .. شوفي هالمكان زينهه ، زين صح ؟ الا انتي وش جابش بذا
استوعبت وعقدت حواجبها وحست ضربات قلبها تزيد .. /سعيد ..!
ابتسم لها .. اما هي حست بشيٍ داخلها يحترّ .. يفووح
صعدت على ظهر خيلها /استآذنك ي سعيد ، سلام عليكم
نزلت من اعلى الجبل لمكان خالي من الخلق .. لمكانن مايبقى به غيرها وغير نفسها
ضجررتت من هالحالهه اللي بها من اصبحت لين امست وهي تدورهه تكلمت بغبنهه وهي على ظهر خيلها/وووينن رحتت عسى الريح .. ترفق بك
سكرت عيونها بهدوء وجلست على صخرهه وكفوفها على وجهها
متلخبطه افكارها .. وراسها بينفجر .. ماتدري وش تفكر بهه بالضبط ولا تدري وش تبي
الشيء الوحيد اللي يدور براسها
من دلّة المكان .. ووش وداه لهه ، من اللي سمح لهه يتأمل زاويةٍ بالسماء مانخلقت لغير عيونها
اعلى الجبل .. من يجيه غيرها وغير حاتم الوحيد اللي قبَلت ان يستحلّهه معها .. واستحلّها مع المكان وكل مابها .......... وقف تفكيرها لثواني
لدقيقة .. ودقيقتين
استحلها مع المكان .. وكل مابها
مر عليها شريط ذكرى قريبه .. مر عليها كل ليلة وكل لحظه قضتها معه .. كل دفى .. كل حنان وطيبة قلب شافتها بعيونهه
ذكرت ضحكته .. ودمعتهه اللي ماعمرها نزلت الا قدامها ولا هي بكيفه غصبٍ عليه
ودموعها اللي ماعمرهه اسرف منهن دمعهه .. دموعها اللي كل مايشرفن المسيل يلمّها بحضنهه وكن الحرام معها حلال
وكنها روحه الصغيره مايرضى الهوى البارد يلامس رموشها .. خمت رجولها والغيم يملى السماء وبرودة الجو زادت .. وهي لازالت ساجه
ضحكت على نفسها بهدوء وعدم رضى .. /وش هالعلم ياعايشة ؟
سكرت عيونها ويتخايل لها زوله .. بلعت ريقها بهدوء
وفتحت عيونها وتنهدتت بقلة حيله .. به شيٍ ناقص مايكمّله غيرهه !
-
بنص روقانهه وقصيده رايحه وقصيده جايه .. دخل عليهه حاتم وشعرهه محيووس وبيده العود .. جلس جنبه وانسدح تلقائي على فخذه وحط العود قدامه
عزام سكت شوي يناظره بصمت /ماودك اصكك بهالعود
حاتم قام وتربع قدامه وسسحب لحيته /انا طالبك غديني اصحى شوي
عزام ضحك /تصحى من ويش ؟ لايكون للحين راقد ونازل لي ؟
حاتم حاتم ضحك بدون خاطر وآشر له على الدله /صب صب راسي يبي ينفجر
عزام مد له الفنجال واخذ العود وحطهه بحضنهه وهو ولهٍ عليه جلس شوي يناظرهه وبدا يدق بهدوء ويَقصد .. تعنّيى يجيب شيٍ حزين على غزلي .. ممكن انهه يهيّض مابـ حاتم ويقول لهه كل مابقلبهه
لآن حاتم بدون مشاورة عزام مايقدر .. لو ياصل السماء ويرد .. حاتم بلا عزام مايقدرر
اما حاتم يتقهوى بهدوء وعيونه على الارض .. لف شماغه وتلطم به وتكتف وصد عن عزام وعيونه على الحديقة .. والنار الشابّه
عزام قال قصيد دايمٍ حاتم يردده وكنهه بدا هو يحسس بهه /
ٓ
صد والدمعه على اطراف الاهداب
والقلب يشكي يوم العيون استثارت
يوجس فراق،ن يلويّ بـ عوج الاجناب
عـوج،ن تعـــلّـق بــهـا يــــوم دارت
ترسي ضواحي عشق ورماية الغاب
لين ان ذيـك الـضـواحي فيـنـي تـوارت
من العيون والنحور البيض الاعذاب
ي تل قلبي ليتــه ماتعلـق يـوم دارت
ٓ
ارتست على شفاه نص ابتسامة ممزوجة بذكرى مايدري هي توجعه ولا تبري روحه من سقمها
لف على عزام /صح لسانك قم قم خلنا نتمشى
عزام /صح بدنك
مرت دقايق وسكوتهم يطول ويمشون .. لين ماعاد تحمّل عزام /ي رجال انت عيونك بها حتسي اهرج وش عندك مانتب على خبري
حاتم ضحك وصب له ولعزام قهوة وحط الدله على جنب / ايه ايه وش عنده مختّم الفراسه
ضحك عزام /الا نسيت اقولك .. متى نبي نَرجع لهلنا .. ابك اهل عايشة واصلين مايجوز المعزب يترك ضيفه وبعدين خوفك انهم عجلين يبون العرس هالايام وسعيد عجلٍ عليها وماهمّ مسوين شي بدوننا لزوم نرجع وانا اخوك وخلنا نجيب معنا شيء لجل عرسها.... بدا صدرهه يرتفعع وينزل وعيوننهه تزيد بروقهاا وتثاقلت خطواتتههه
عض شفآتهه يبي يقسى على نفسه لا يبيح مكنونه .. لكنّ من نطق عزآم هالكلمة(خوفك انهم عجلين يبون العرس هالايام وسعيد عجلٍ عليها)
فقد التحكم بآعصابه وظههررتت مننه صررخهه مبحوحه ورمى فنجااله وداس عليهه لين انهه انطححنن .. لف على الجداار وكله قهر وغبننه مقهوورر انهه ضعيييف لطاريهها ومغغبووون انن قلبهه لها وملكهاا ولاهيبب لهه ولا يحلمم بهاا .. وشلووونن بيووم ياخذها غيرهه وهو شهور وهو معها ويداريهااا وماضاقت الا وهو وزانها .. من الظالم قلبي ولا هي ولا اهلها .. منننههوو منن .. كل ماسج بذكراها وبانت آنياابه جابوا طاري عرسها على بن عمها .. قهررر وقهرر وغببنهه منن سواتهم بههه وبهاا
لكم الجداار اكثر من مره
وصرخاته تنآوب
وبحة صوتهه زادت لين صوتهه قام يتقطعع ويدينه تجرّحت واراف كمه دمم ولا حسس .. عزام مسك يدينه يوم شااف الدم يزيد.. ماقدر يضبطه الا لييين آنهه لكمه ولا ركز ان اللكمهه بوجهه وصرخخ /خخلاااااصصص
ناظر عزام بضعف وميل راسه ودموعه تنزل ورمى راسهه على صدر عزام وشدد ثووبه وسكر عيونه بقوة وشهق وصوته اختفى /طاريها مااقواه ، اويلي ياعزااام مااانيب اقوااهه ، لاتقولونن عرسها على ابن عمّها انا طالبك لاياخذها .. صوته يتقطع ويتكلم وعزام خامّهه وسااكت.. قلبي وانا وكلني لها وهي له ! بالله ياعزام مهي تَقهر ! انا هاجٍ منهم تجيب لي طاريههممم
وماعاد قدر يحكمم دموعه اللي روَت بلوزة عزام .. كرهه عزام نفسه حس بذنب من قلب حاتم اللي يحس به وهو ضامّه يححس برجفتهه
مسح على ظهره وشد عليه / هونها تهون وانا اخووك هذي الدنيا ماتدري وين الخيره به
اما حاتم غارس وجهه بصدر عزام ويهز راسه بالنّفي
-
نرجع بالوقت وقبل ساعه .. قامت من مكانها قاصدةٍ خيمة من خيام ابوراجح راقدين بها اهلها .. دخلت الخيمة /السلام عليكم
رفع راسه لها .. وماكان به غيرهه بالخيمة وكان يبي يمشي بطريقه لـ شيخ الباديةة وابوعقاب والرياجيل .. /عليكم السلام
عايشة آشر له /ماودك تجلس ؟
جلس وهو يجاريها .. عايشة مسكت كفه بإبتسامة / ي ابوصقر انا ادري بك قلبك طيّب ولا انتب ترضى بالظلم ، وانت تدري ان مابقلبي لسعيد مكان
سحب يده يبي يقوم عنها .. شدت يده ودنت له /اسمعني للاخير ولك اللي تبيه طلبت شيبك
سكت وكملت صوتها متغيّر مهو الصوت اللي يغشاه الدلع والغنج اصبح الصوت الباهت وخاطرها شين واخذت نفس بعفويهه وشفاهّها تقوّس /يبه انا سعيد ماابيه ، الله يوفقه ويسدد له الطيب من البنيّ لكن انا لاتغصبونّي عليه نخيتك وانا مانخى الا الذيب طالبك لاياخذني جسد بلا روح والله ان اموت حيه
قام وهو يآطى على قلبهه وصد عنها لايشوف عيونها .. عايشة فزت وخمته وحبت راسه اكثر من مره ودموعها على طرف عينها /والله ان صـقـر مـاايـرضـاهـا
حس وكن احدن لطمهه على وجهه بهالكلمة .. وارتعش وحس برجفها وهي ترددها ..
والله ان صــقــر ماايـرضــاهــااا ...
والله ثم والله ان مايرضاها .. مسكت راسه بكفوفها /مهو ريحة صقر ؟ وشلون تغصبني على اللي احدن مابغيه
ابوسيف بركاده مسكها مع ذراانها وجلّسها /لش اللي تبينه
لفت عليه وعيونها ماتصدق مادخل مع مسامعها /ويش !
ابوسيف /فكري زين ياعايشة بعد هالكلام اللي بقوله لش ولاتلوميني يومني بغيتش لسعيد .. يوم انه توفّى قبل وفاته بيومم جاني ووصاني بش وكان حاسٍ بش منتي ميته على كلام امّش له
امش قبل مايموت ابيش يوم كانت عندهه وحاملٍ بتوم بنية وولد .. راحوا البلاد وشافوا وش حاملةٍ به .. -تغيرت نبرته ماتدري كره ماتدري قهر !
- لكن عقب ماتعب ابيش وبدوا الجماعة يتكلمون عن امش ووشلون هي متحملته وبدوا ياكلونها بالكلام وطقت كبدها ونوت وهي النية القشرا .. مع انها كانت تحبه وتبيه ومااخذته الا من حبها له لكن ...
ونوت بأنها ترد لهلها ولاهيب عادها شايفته .. وهي تدري ان موته قريب وتدري بمرضهه ماينهيه الا الموت
رفض ابوها انها ترجع له وبغاها تداري رجالها .. -تكلم بإشمئزاز- وابيش ميتٍ عليها كن م بـ الدنيا غيرها .. ماتحملت الجلسه عندهه ونكست راي ابوها عقب ماالفقت .... عقب مالفقت تهمة موتكم ببطنها بـ عمّش سعود بحكم انه عايشٍ عندكم وهو اللي كان مع ابيش قبل موته .. على قولها انكم متّوا بسبة سعود اللي حاول انه .. يمسّها بشرفها ومارضت وقام عليها يضربها الين م توفيتوا وهذا اللي خلاني ابعدهم عن بعض م ابيها تنضر ولا ابي سعود ولا ابي شووفههه وبالاصل اللي مات اخيش مهو كلكم .. عقبها جلست سنين عقب موت ابيش لاني اعرف سعود ولا ابغيه .. -فرك يدينه بعصاه اللي ماسكها وكنهه محترّر
-وابيش قبل يموت جاني وحالته كسيفه ي عايشة وصاني وكنه حاس انش ما متّي .. وصاني عليش وكنه يكولني اياش .. طردتهه ووصفته بالمجنون .. ايامك قليلة ياعديم المسؤولية اللي خلا مرتهه تطيح اللي ببطنها بالخبل اللي عندهه اللي هو سعود .. -حط طرف شماغة على عيوونهه وعبرته زادت - وماخليت كلمةٍ ماقلتها له احييه لو يرجع ذاك الزمان والله لااخممه وماياخذونه مني غير لقبرهه اححييهه ياغبنةٍ بي ياعوييش
وهذا اللي يخليني اغصبش عليه .. والله ياعايشة لو تاخذينهه ان ينفطر قلبش عليه انه رجال وكفو وطيب قلب ولطيف روحح ياعويش لكن مادامش اطريتي ابيش صقر لا بالله مااعيد الكرّه ولش اللي تبينه ..كنت ابيش حولي واداريش بس ماباليد حيله دامش ماتبينه
عايشة ساكته طول الوقت وكنها متخدره .. هي تعرف ان امها هي السبب .. بس ماكانت تدري بأن السبب هو كلام الناس وسبب غبي وهو اللي يسوّد الوجه! لفت على جدها.. ووبعيونها عبره حزينه صدمه عميييييقه واللي شدها واحزنها /اءاخوي وش اللي موّتهه؟!
هز راسه وماسكٍ دموعه بالغصب لاتطيح /هذا اللي ماعرفتهه بس العالم انهه من الله ماكتب له يعيش
عدلت جلستها ورجعت على المسند وعيونها على الارض ..
تقوست شفايفها وهي تركب كلامه على اللي بنتهه براسها وتخيّلت كل موقف كما وصفهه لها
-
مسح طرف خشمه بمسحه طبية وضحك غصب /العذر والسموحه ياخوك بس انت اللي حديتني وان شاءلله انها اول مره واخر مره
ضحك وعيونه ماليها الدموع الباردهه /جعلني افداك من اطراف قدمي لي قمة راسي
عزام ناظر عيونه وابتسم /ياولد لا تضحك كذيه تقطع قلبي كنك ورع مضيعٍ امه
مسح عيونه بمنديل ورفع يده ويناظرها بصمت .. سحب عزام يده ومسح الدم اللي بها ومسك الشاش /هذا وش يقال به ذا
فكه وربطه على يد حاتم بدبره ..
حاتم /اليوم ابمشّيك شوي بالديرة وباتسر معوّدين للبادية
عزام ميل راسه /ءا لاء خلنا شوي بذا مرتاحين
حاتم /لا يرجال مانحب مأخرين الجماعه .. حتى اني رايحٍ بلا رضى الشيخ والله ان يمسي بي عشى لذيابة البر .. هز راسه وابتسم بقوة /ياولد وين نبيي نروح الليلة ؟! حاتم ضحك /اللي تبي .. بس مهوب عقب مانغير لك الشاش اللي على ظهرك واحط لك من المرهم
عزام /لا ي رجال خلنا نروح بس لاحقينن عليه
حاتم مسكة مع طرف بلوزته /اقول تعال منتب ورع اقعد اعابل فيك
عزام ضرب رجلة بالارض /اجل اخلص علي الحقني فوق
حاتم رفع حاجب وضحك / سابقكك
عزام ركض /اعقبببب
-
مشى عنها وهو حاس ان ودها تجلس لحالها عقب الكلام اللي قاله .. وكبرت بعينه يوم انها جت وكنها تاخذ الاذن منهه وماتبيه يشيل بخاطره عليها لامن جاه رفضها من ابوعقاب بدون علمهه .. اخذ نفس طويل وماقوى يمسك دمعته اللي تمادت ونزلت بلا اذنن منه .. مسحها بطرف شماغه/الله لو تشوفها وشم رويحتها ياصقير .. الله لو تشوفها كنك يوم مت ماقوَت تاخذ منك غير هالملامح
سعود قابله بطريقة /ارحب يبه .. الا ماشفت عايء.. يبه ! انت بك شي ؟
ابتسم يرفع راسه / لا مابي الا كل خير ، عايشة تلقاها بالخيمة اللي كنا فيها
سعود ماصدقه ومشى وعيونه تلتفت على ابوه ..
دخل بإبتسامة وصوت عالي /الله الله ياريحة صققرر ارحبي ..
وقف مكانه وسكت شوي
عايشة وراسها وسط صدره ومسكره عيونها بقوة وانفاسهاا كنهه انفاس الغريق لامنّه نجى وشااادده عليه بقوة
اما سعود لازال بمكانه ماتحرك ويدينه بالتدريج تبادلها .. اليين خمها وشد عليها شوي وضحك يداعبها /عويش ! وش نوحتس ي حيي
ماسمح ردها غير عنها تفرك راسها بصدره بخفييف وتشد عليه .. جلسها وسند راسه على راسها وابتسم وسكر عيونه بهدوء
وطرى على باله اللحظة اللي ماقوى ينساها .. كانت هذي وضعية صقر يوم انهه توفى
توفى على صدر صقر .. كان حاس بموتهه ومن امسى وهو بحضنهه نايم الين ماقام يصارح الموت وهو على صدرهه .. كان موقف اليييم يوجع قلبه كل ماطرى عليه
بالموت قدر يقوّي قلبه عن ذكراهه .. مهما يصير بيظل يتذكر ان اخوه مات وهو على صدره
ابعدها شوي وضحك /وش بلاش
عايشة وملامحها يكتسيها الجمود ، عيونها ذابله وغرررقهه بالدموع /انا هالحين مفروض ان لي هالحين اخ ، عزوه ، سند امي كء كانت اء اابوي كانء معك انتت تءتوفى
مسك طرف دقنها ورفع راسها ووجهه مصدوم /وش تقولين انتي ، عءعايشة
ششدتت فروتهه ودفنت راسها بوسط صدرهه وصدع صوت شهقآتها بالزوايا
وكنه يسجّل مافعل الزمن فيها ويشهد على دموعها الصعببه .. اخذ نفس بقوهه ويدينهاا تررجف ولازالت شاده على فروتهه ورجعت تنثررر مابقلبهاا كلهه ومابعينها وكننها تصفّي الدمع الصعب لايتراكم وينفلت بغير حينه .. وتأنن بألمم وكنهه جرحح وفاضت دمامينهه وماتحملتت الوجع
سكت وشد عليها ومسح على ظهرها .. ذكر على طول دمعة ابوه وربكته
وعررفف انهه قال لهاا يعني منهو غيرهه؟ .... شد عليها اكثرر ويهديها /بس ي ابوي خلاص لاتبتسين وين القلب القوي وين قلب صقيررر
سكر عيونها اكثرر وتعلقت برقبتهه وزادت دموعها .. سكت شوي وغرس اصابعه بشعرها واصبح يداعبه الين هدت
-
غير له الشاش وكان عزام يتألم وساكت ... لف عليه /ايه وين نبي نروح
حاتم /يالله امش
لف عصبتهه و لبس نظاراته الشمسية وركب السيارة وشغلها ولحقهه عزام وركب جنبه
-
رفعت راسها عقب مامسحت عيونها بقوهه وقهر داخلها ماعمرها ذاقته وقامت عنه
وطلعت من الخيمهه
لحقها وبالغصب وقفها .. لفها لهه وناظر عينها شوي
رفع وجهها وشد خدودها /وش هالزين حتى العبوس يبري حالي ، اضحكي اعنبوه الفقر
ضحكت غصب /وش جاب الفقر هالحين
سعود /ايه اضحكي جعلي ماعدمها .. وش اللي حكاه لش ابي ؟
عايشة ابتسمت واخذت نفس / حكى لي عن ابوي اول ، حكى لي عنك ووشلون وقفت مع ابوي وقفة رجال بمرضه ، -مسكت طرف شنبه- ياعلني ماعدم هالشيبه
سعود ضرب طرف يدها /وش شيبه ابك توني شباب مابعد بدا الشيب ، زين ماقال لش ي عن العرس
ابتسمت وهزت راسها /يقول لش اللي تبينه
سعود ابتسم بسعادة /زززينن يعني الراي رايش ، هاه وش قلتيي لهه ؟؟؟
عايشة رفعت عينها بعينه /مارديت
عقد حواجبه /ليهه وش تحترين ،
عايشة /لا تكثر اسئلة يرحم لي شيبانك ، مادري وش اقول بس قريّب ان شاءلله ارد
سعود بحده /عايشة ، اهلش جايين من اقصى الدنيا لاتطولين عليهم انهجي بالرد تريش اكثر من مره تردين في حكيش
هزت راسها بضحكه وهي تناظره /زين زينن ابشر
ابتسم وحضن راسها وباسه واخذ نفس وهو مسكر عيونههه وقلبهه يوووجعه مايدري ليهه !!
عايشة ابعدت عنه وقطعت تفكيره /يالله عاد غديك تاله علي ماصارت مقابلني من اصبحت
سعود /تعالي ولهت قبل ماتقفين
عايشة ضحكت وهي تمشي /دواك عندي ياقليل الخاتمه
-
وهو يمشي .. شافها قدام عينهه هالزول مألوف بالنسبه لهه راح لها بسرعهه /سهااممء
مشت عنه بسرعهه وهي تسمي وتهمس /انهبل هذا ولايش
خاب ظنهه وتنهد بيأس /ماشافها من يوم انها تروح عنه زعلهه ولا عاده شافهاا .. ووجهها بذاك اليوم مايبشر وراحت ضايقٍ صدرها .. راح لخيمة ابوعقاب ولحسن حظهه ان عايشة قبالهه عند الخيمة ناداها وجت /عويش ياعويش انتي ولا الذيب
عايشة /يخسى الذيب
مصعب ضرب يده يحماس /اجل فزي اندبي لي سهام عند المزرعهه هها اشوف لا تبطي
عايشة تنهدت وهي تشوف عيونهه الشفقهه وضحكت وراحت تناديها
سهام تكتفت /ممانيب رايحه خليهه الدب يوممم اخر مره شفتهه طاح وجههيي
عايشة ضربتها برجلها /اقول بلا دلع زايد يابوي انتي قومي الرجال يبي يموت ملتهف انا مدري وش شايف بتس
زينة ضحكت وخمت سهام /الزين والدلع كله
عايشة/ ايه ايه بس روحي
سهام ناظرت زينة وقامت وزينت شكلها وطلعت له ووجهها عبوس
وقفت عند المزرعه ولمحتهه عنها بعيد شوي وجالس لحاله ويحرك غصن الشجره وساج
سهام قربت بخفه ووكان الجو هااادييي الييننن قرربب لأذنههه وصرخت /منننن مااااخخخخذذذنن ععققلللكككك
فززز وووصرخخ ولف عليها /ععمى بلا ، ابك شبلاش شببلاش انهبلتي
سهام تناظره وترمش بهدوء /وش
مصعب ضحك ومسك كفها /ارحبي ي هالزول
سهام نزلت راسها /ااييهه وخل كل من مر من الحريم يتشمت علينا
مصعب عقد حواجبه ووضرب برجله الارض /شااايلتها بخاطرش شدعوا ي حيي  ماهقيتها منك
سهام بضيق /بسس انا كنت ابي اقولك سالفه تهمنا اثنينا
مسكها من كتوفها وجلسها على الارض وجلس جنبها وويده تحت دقنه /اسلمي وش عندش
سهام نزلت راسها وشدت على جلابيتها /امي ما.. ماتبيني اخذك
-
حاتم اخذ الطقم وركبه السيارة وعزام وراه معه اكياس ويضحك /ماشاءلله هالطلعه كلها صارت لعايشة .. تستاهل
حاتم لف عليه وحط راسه على راس عزام /ااايييهه خبرك مانيب عارف باللي تفر وتدور هنيّا -ويأشر على صدر عزام-
عقد حواجبه /وش تقول انت ابك ارفع علومك وش هالهرج
علت ضححكتهه من قلب اول ماشاف ردة فعل عزاامم ووشلون استحى
عزام /وش يضحكك انت هالحين وترا حتسيك مهوب صحيح وكانك صادق هات اسمها
ركب وهو يتمنى ان حاتم يسكت مايبيه يعرفها -
حاتم يكمل ضحك وقرب لصدر عزام وهمس /زززيينه .. هالله هالله وش هالطبول
عزام ضحك غصب ودفه/قم قم بس ياحبك للجة
-
عقد حاجبينهه وقرب لها ومسك كفها وكآنها فرريستهه وطاحتت بيدهه مايرضى يتلذذ بها غيرهه .. وقربها له بحدهه /وووشش تقولين ، سهام والله لو انش تمزحين لا..
سهام سحبت يدها وخافت من شكلهه .. مصعب اللي عرفتهه مرح وروحهه خفيفهه وطيبب .. عرفت اليوم نظراتهه عكس اللي خاابرتهه .. لكن مصعبب اذا استملك شي وقرب ياخذهه ويحآوطهه ويحببه بكل ماابهه مسستحيل يفكر لو تفكيرر انهه يفلته من يدده .. ووشلون سهام يطلع منها هالهرجج ... اخذ نفس وهدا روحه شوي /ووش قلتي لها
سهام ناظرته ببرآئه تمتزج بخوف /قللتت لها اني ابيك واصلن وافقت عليك وعطيت ابوي كلمة وقللتت لها اني احبـك يـعني
حس بنار داخله تخمد .. وتتحول لجليد صلب وبرودهه مرريييحه / انش ويش ؟
سهام بعفويه /يعني قلت لها كذاا
مصعب ضحك وهو على نفس حالته /ايه وش اخر كلمه قلتيها من شوي ؟!
سهام تفكر شوي ولفت عليه وضربت جبهتهه /مماالتت عليك يياوصخ انا ووين وانت وينن
مصعب ماتتحملها خمهها بقوهه وضضحكك منن قلبب على عفوويتها
جلس معها شوي وبعدها رجعها لهلها وهو يهوجس بالفكره اللي برااسههه
-
"مساء شقاوي على صدور البعض وودافي حيل على غيرهمم .. شقاوي لما يحمله من حقيقته المّره .. وخبر يعكر المزاج بمجرد سماعه ..
وكالعاده نبدآ يوم جديد بأمل وحسن ظن .. بأنه يغير الحزن لفرحه وغيمة تغسل ذاك الوجع "!!
رجع عزام ورجع معه حاتم وشعور متضارب مابين خوف من انه يكون صاير شي  له اسابيع مايفارق تفكيره ولا اعتقه .. جالس بصدر المجلس وجنبه جد عايشه ابو سيف
وسعيد وابوراجح عزام جنب ابوراجح ..
وكان قلقان عليه وكل شوي يلتفت عليه ويهمس /تبي شي ياولدي ؟! تحتاج شي .. قل لي وش قال لك الدكتور لك
حاتم ابتسم/ بس بس يابوي الرجال طيب ان شاءالله مابه الا العافيه لاتخاف ذيب ذيب
ابو راجح / ماشاءالله اجل اشوا والله اني من رحتوا ويدي على قلبي خايفٍ عليه
حاتم عقد حواجبه/ايه ايه واشوف انه انسحب علي
ضحكوا كل اللي بالمجلس على وجه ابو راجح وتبريره /لا يابوك انت غالي ومكانك بالقلب بس عشاني فقدت عزام البارح هو اللي مغير يركّض عندي
حاتم /يستاهل عزام
عزام ابتسم /تستاهل الطيب
-
مرر الوقت واليوم بشكل عادي وجميل .. لليين ماجاء اخر الليل
من يوم ماجاها الخبرر .. بأن حاتم جاء .. او بالاحرى هي سمعتهه من ام حاتم
حستت بشعووررر جمميل داخلهاا وكن روحها ردت لها واستاسع صدرهاا حييل
كانت تبي تشووفهه وتلمحهه وتكلمهه بس ماتدري وشلون .. هي عارفه ان طول الوقت يطلع قدامها هوو .. بس لامن صصارت تبييه مايظهر ابد ..
كانت تممشي وتهوجس وكانت تتمنى يططلع تكلمهه
هزت راسها /استغفر الله ياعويش ويش بلاش معه ذا .. جاها صوت من وراها .. صوت جهوري وهادئ غصب ان تررووق وتهدأ اعصابك ولكن لا يخلو من الغييرهه والقهر/ياسعده..
لفت بسرعه وتعلقت عينيها بعيونه لثوا
ني تستوعب وابتسمت بفرررححهه /ححااتم
يازين حاتم على لسانك..قالها فيي نفسهه وهو يتمنى يعلنهاا ويرفع صوتهه بها .. / سمي ، عيونه
عايشة /جعلني ماخلا من عيونه
-
مشت للبير بعد ما وصتها ام عقاب تجي مويا .. بس ماتدري وش اللي غير رايها واتجهت للغدير لانهاا تححببهه بشكل غير طبيعي .. رييحته ، والشجر اللي حوله ، نظاافتهه
انحنت للمويا وبدت تعبي ابريقها وهي ساجهه ..
قبل دقايق ..
طلع من الخيمه وهوو يمشي بالصدفه
لمح ابريق المويهه فاضي ومن المفروض انهه يكون مليانن لجل ابوراجح اللي موصيه مايشتغل اليوم بس كأنن يدهه تحكهه تعوود على شغله مايحب يشوف به تقصيرر ولا نقص .. اتجهه للغدير اللي ووله علييه بكل مابه والباديهه كلهاا وله عليهااا .. لمح بنية جالسه تجاهلها وجلس بعيد عنها شوي ويعبي ابريقهه .. بنص هواجيسها قامت تدندن ومانتبهت ان به احد حولها ويسمعها .. حطت الابريق جنبها وضحكت وهي تداعب المويا بآطراف اناملها ،
وههي تحس برعشهه من برودة المويا وقربت لها ورفعت جلابيتها لنص ساقها وظلت تمشي عليها شوي بإسترخاء وتضحك ولأنهه كان بعيد شوي عنها مانتبهت له ..
وتقرب للنص وترفع جلابيتها عن المويا اللي بدا يغطي سيقانها .. كااننن الغدييرر على عادته مُظلم وقليلٍ احدن يجيهه ماتوقعت به احد .. صارت تدخل الين تعدت سيقانها لفخوذها وكلها تحت الماء اصلاً .. اللي برتت حاله من بياضها اللي تعكس على الماء نورها .. ورجفتهاا تحت المويا الباردهه ..
وكآن كأنهه يحس بطراوتهاا من رجفتها وهي لازالت تضحك وترجف .. رفعت راسها بفهاوه ورجعت تنزله وتلعب .. كنها استوعبتت وفاقت ورفعت راسها من جديد
ططيرت عيونهاا وهي تشوفه ماسك الابريق وحاطه على جنبه ويناظرها بصممتت نظرات مافهمت معناها
افلتت جلابيتها اللي بدت تتبلل وتنزل ولازالت مصنمهه مكانها وخجلها مايوصف
سحبها بقوه يطلعها برا الماء بخوف يجيها برد ولا كآنهه اللي من شوي يبي يموت على منظرهآ..
-
قبل دقايق ..
يازين حاتم على لسانك..قالها فيي نفسهه وهو يتمنى يعلنهاا ويرفع صوتهه بها .. / سمي ، عيونه
عايشة /جعلني ماخلا من عيونه
غصب عنه وعيونه بعيونها ابتسم وبانت انيابه وبياضها ويابري حال عايشة اللي بادلتهه بضحكهه وكزتّ يده/ ووينك اعنبو حيك فر عقلي البارح وانا انقّر من مكان لمكان ادور عليك ابك لاعاد تعود كذيه ولا تعلمني
حاتم اللي نسى كل وعوده لنفسه .. كان يبي ياطى على قلبه وينساها ويقبل انها لبن عمها .. كان يبي ييتجاهلها ويقسى عليها شوي لنهه عارف انها تعودتت عليه .. وووينن وعودك ياحاتم ، وين وعد الرجال اللي عطيتهه عزام قبل تنزلون من السيارة ..
"
قبل اربع ساعات تقريباً .. وقف حاتم وابتسم /الحمدلله على السلامة ، ومسك الباب يبي ينزل وهو ملهوووفف
بس حس بيده الثانيه تنقبض بقوه ويشد عليه
عزام رفع صوته شوي /ابي منك الوعد ياولد راجح ، ان كان لي معزةٍ
حاتم بغصيبهه تظهر منه الحرووف /ان كانها لهه .. ابشر باللي تبيه
"
ابتسمم لها وهو يرد على نفسه ( شوي بس ! ابي اشبع من حسها ودلعها والضحكه اللي ماتروي العطشان ) /ووش بغيتي يابنية صقر
عايشة من شافت زوله نست كل شي .. سكتت تتذكر شوي
حاتم عطاها ظهره ومشى /ماعندش شي اجل يالله مع السلام..
سحبته مع ذراعه ووجهها متغير يوم ذكرت السالفه /الا ععندي ياولد خلك .. ابعدوا شوي ورواحوا ورا الجبل قعدت على صخرهه كبيرهه وحاتم واقف ومرتكي ويسمعها .. عايشة قالت اللي قاله لها البارح جدها ابوسيف
كلهه وهي تحرك رجولها كنها طفل .. ويشتكي
حاتم من لمح بريق دمعتها على طرف عينها
وهي تكلم عن ابوها ووشلون عمي سعيد كان معه .. وكان حاس بها ما ماتت .. وتهرج ان مفروض ان عندها اخ ووش كثر انلهفت على شوفتهه
لامس اطرآف يدها وهو يمسح عليها بدفئ وعيونه على عينها لاشعوري .. تفاجئ بأنها تشد عليه بيدها وكملت بكفها الآخر وحاوطت كفه بيدينها وهي شادده عليه وكآنها تدفي يدينها بكفهه اللي كان عكس يديها الجليد
وتحتميي بهه .. حس بحرارتهه ترتفعع وجبينه عرقق وهي تفرك يده وهمساتهاا تلعب بهه لعب والعبره خانقتها .. تغلبت عليه
حس بإستسلام .. وحمد ربهه ان ماكان به نور غير نور القمر ووجهه مايبين حيل ولا وضح لها توترهه .. عايشة اخذ نفس ولازالت عبرتها /ومدري انا اعررس عليهه واسكن ببيت ابوي ولا اثبت على رايي ياحاتم والله لو اني ماخبرتك رجال وعادتك سند ماكان جيتك .. جيت اخذ منك المشوره ياحاتم وش تقوول ؟!!
حاتم اللي مندمج مع يده بوسط يدينها وتفركها بتوتر وتشد عليه وكبر يده عن يدها ..
انصدم من طلبها له وكيف انها وثقت بهه وعزتهه لدرجة انه يحدد مصيرها .. ناظرها بهدوء والود وده يصرخ علليها ممجنونهه تبيني اواافق على عرسش مالقيتي تسألين غيري
همس همسهه تختلط برجاء وغبنه .. وتمني / لاتاخذينه
حست برده انانية وكنه يطلب منها ، ماهو يعطيها رايه /ويش ؟ ليه طيب
حاتم ناظر عيونها وكانت بنظرتهه نوع من الحدة وحببهه لتملكها يزيد / بدون ليه ياعويش ، هذا رايي وطلبتيه وعطييتش تبي تاخذينهه ولا بكيفشش اعرسي علييه واسكني ببيت ابيش هناك بعيدٍ عننا
صد عنها وهو يتمالك نفسه ويحاول يهدي لايزل بكلمة
فز وهو يحس بيدها تلفهه عليها وكنها خايفه يزعل عليها ولا ياخذ بخاطرهه/ اللي تبيه يصير بس لااتاخذ بخاطرك مني اصلاً انا الخبله اللي قايله لك كلهه مني
حاتم قرب لها وهمس /منتب ماخذتهه؟
سكتت ماردت وعينها بعينه اللي ماتعكس الا صورتها .. ونفَسه اللي مايرده الا نفَسها ليصل لرئتينه ويستوطن داخل جسده ومايظهر من داخله .. حس انه محتااج لهالفرحه ويحتاج يعيشها ويستغلها .. يحتااجها لدرحة انه مايحس بنفسه
خممها بلهفـهه وحب وضيااع يسكنه .. شد عليها ويده على ظهرها ويتحسس شعرها ويتشبّث به ويشدها له اككثرر وياخذ من رييحة شعرها الى مايوقف نفَسه .. حس من قوّة حرارته اللي تعدّت الاربعين انه ذااب ماعاب باقي به غير حقيقته الصلبه
من قوة الحراره اللي تكاد تسيل عرق جبينه .. اصبح فحيح انفاسه مسموع وحرارتها يخترق نحرها .. وتحس بررعشه كل ماشدها له زودد ! وجسمها تصلّب ماعاد قدرت تحرك ولا تكلم ووجنتيها الصافيه وردنّ وقلبها يكاد يخترق صدرها لتقترب اكثر منهه ومن صدرههه العريض .. صدره اللي ماعرفت الحنيّة والدفى غير بوسطهه وهو لامّها وكنه بعرض كفوفه .. ووسع كتوفه يغطيها عن مايآذيها
-
نرجع بالوقت قبل نص ساعه تقريباً ..
نزلت جلابيتها وراسها يدوور  حست ودها ترمي نفسها بوسط هالماء وتختفي وبدتت ترجف وهي تنااظرهه ووشلون يناظرهاا .. غرقتت عينها لين ما ملاها الدمع وماعادت تشوف ولا تحسس بممن حولها من الخججلل مافاقت غير بيدهه تنتزعها بقوة من وسط الغدير .. تلفتت حوله وجبينه احترّ من الصوره اللي شافها .. ماتنمحي من باله وششادها له من خصرها ويتلفت بسرعه ويتمعّن هو كان به احدٍ غيرهم ولالا ؟! عقب مااستراح باله ولف عليها وقربها اكثر وبهمس /وويشش تسويين بذا .. انتي ماتدريين ان هالغدير بعيد واغلبه رياجيل وويش جايبش بذا ؟!
زينة كان الخجل مربّط لسانها وكلامه وقربه لها زاد خجلها .. اكتفت انها تطالعه بعيوون مدامعها متشبّععه .. سكت شوي وهو يناظر عيونها وينتظر ردها ويحسس داخله يتآكل ويحترق بنار بارده .. منن خووفه ان به احدٍ غيره شافها وحاول يخفض صوته وقرب لآذنها وهو يحط يده الثانيه ورى ظهرهاويلامس اطراف شعرها /والله لو انّ احدٍ غيري لامحش بهالمنظر .. ان مايمرح الليلة (مايمرح=ماينام)
ارتعشت اذنها اول ماخترقتهآ انفاسه الدافئه وبحته الذايبه .. حاولت واخيراً انها تحرر نفسها منه وتتحرك لولا يدينه اللي مثبّتها وكنها بنته وخايفٍ عليها من الضياع ..
بس حركتها وعّته على نفسسه عقب ماكان مستمتع وهو قريب لها لهالدرجة حتى الهوى مال للهوى مجال بينهم ..
مايدري وش الجرأة اللي خلّته يضمها له ويقرب لها زود ويكسر حواجز بيينه وبينها .. حاجز اليتيمه والصبيّ ...
ابتعد بهدوء وكن عاده ماشبع .. وحط عينه بعينها وقلبه يضضررربب بعنف وكن دقّااته صارتت مسموعه .. تنهد بصوت مسموع ومشى لأبريقه وبريقها اخذهم ولف عليها بصوته الرجولي الاعتيادي /خلنا نعوّد يالله .. امشي
وعت على خطواته وهو يمشي ومعه الابريقين .. اسرعت تمشي لين وصلت جنبه وكلٍ منهم يبين عليه الجموود بعكس مابداخلهم من مشاعر غير مفهوممه وجديده !
مشآعرر حيّت وفاقت وآرتووت وزادت عطش ...
ٓ-
ابتعد عنها ببطئ
والود وده ياقف الزمن ويدخلهآ بجووفه للأبد .. ناظر عيونها لثواني .. الثانيه اصبحت دقيقة .. ابتسم اول ماطرى على باله فكره
قططع تفكيرهه وسجّته /عايشة وهي تدفه عنها واخذت نفس مصدومه وعصصبت ولا تددري ووش تقوول /اابكك انتت ووش تتسويي نايسٍ ععمركك ععيب عيب عيبب احششم شنبك
حاتم يناظرها وماهو مصدوم من حركتها ويدري اللي سواه غلط ومايجووز
عايشة اخذن نفس ووحهها حمّر
حاتم ببحه وحتى مهوب عارف يتعذّر بوشّ !/العذر والسموحه منش والله اني ماوعيت غير وانا .. سكت شوي ..
عايشه ضحكت بخفه واستهزاء ومشت عنه وماتنكر ان كل مابها تلخخبطط كل مابها يررجفف وقلبهاا يدق بكل قوّتهه اللي تكاد تشق صدرهاا
-
حطت الابريق على الارض جنب النار الشابّه بقوة وتخصرت ونص جلابيتها تقطر .. وقفت جنبها عايشة ومهيب اقل منها عصبيه ودمها يفور ماتدري ليهه !
مع انها ماكانت تبيه يتركها ولا يحررها من على صدره .. تنهدت وهي تففكررر وبالها مششغوول نزلت عيونها
عقدت حواجبها !! .. /زينة ؟! وش بلا ثوبش يقطر ماء؟
زينة فزتت ولفت بسرعه وبهمس/بسم الله! .. ءءهلاا هذا ماء انكب علي .. الا انتي وينش به
عايشة تنهدت ونزلت راسها /انا رحت اتمشى شوي ي خيّتي طاقتن تسبدي
زينة ناظرت عايشة وهي تحسس بووله لها .. دااييم فاقده شي منها من جوا اهلها !
دايم تحس بنقصص .. كانت تفضل الصمت وهي حاسه ان عايشة مرتاحه معهم لكن ؟!
اليوم عايشة مهيب تطمن لا حكيها ولا نظرتها ولا صووتهاا ولا شيٍ بها مع انها مفروض تكون فرحانه لنّ اهلها حولها ! وعرسها قرب
زينة بلطف/عايشة ؟! ويش بش ي ريحة امي
عايشة حطت عينها بعيون زينة وميلت راسها وعيووونها تللمعع بضيييققق /مدري ززينة مدري علمي علمش يمين اني احس الارض ما تاسعني من الضييقه
زينة انخطف قلبها وسحبتها من ذراعها لبعيد شوي لجل ترتاح وهي تكلّم معها
زينة قعدتها على راس النفود وجلست جنبها وعيونها تراقبها وكنها مجبووره .. ابتسمت بهدوء وهي تعاينها بشووووووووق ماينوصف بوله ماله حدود وله لذيك الايام اللي كانت بها عايشة الام .. الاخت .. التوأم .. الخويّة .. السّند .. الحنان والشي الوحيد اللي تداريه بحياتها .. ايام كانت ترقد وتصحى بها وراسها على صدر عايشة ولا يهنا لها النوم بغيرهه .. ناظرتها بحب حب عميييق لانها ماعرفت ام بحياتها غير عاية ، ماعرفت اخت ..
بثواني قامت تطري عليها لحظات مع عايشة ماتنّسي .. لحظات يمكن عايشة نستها ! لا هي تعرف عايشة مهيب من اللي ينسى .. مهيب من اللي يقسى
اكيد انها خابرهه ذيك الايام .. ذيك السنين .. ايام ماكاننّ يدوجنّ بسوق البادية ويتضحّكن وماهنا نفودٍ ولا جبل حولهن ماصعدوه وكلٍ منهن تعاون الاخرى .. ابتسمت زينة وهي تدري ذيك الايام مانخلقت لجل تموت .. ماصارت عايشة امها واختها وكل مابها .. لجل تبتعد عنها !
اخيراً بعد هالدقيقتين اللي كان فيها الحوار بين زينه ونفسها .. نطقت وهي تضضضعف عند عويش ! كل الدنيا الا هيّ ! لدرجة صوتها يكاد يختفي من بحته امام عايشة سندها وروحها الظاهرهه ، تكلمت وكنها سنين عنها بشوق ولههفه /عوييش (ضحكت بعيون داامعه بطبيعة زينة البرييئة ، وماهي الا ثواني وتحوّلت الضحكه لعبره .. شفايف تقوّست وبرز دقنها برجفهه واجهشت بالبكاء بعد شهقه !!!
للحظة اختفت بسمة عايشة اول مارتمت زينة بحضنها وحستت قلبها يتناثرر مثل هالنفود على كبره وثقله .. الا ان هبّة الهوا تمحييه .. وكنها نقطة ضعفهه .. وهي زينة مع عايشة ! نقطة ضعف /زززينةة يابعد اهلي وروحي وانا .. زينة فديتش وش بلاش ... زيينة يابعدهم وخلَفهم !!
اما زينة كان تشد عايشة وتحاول تخفض صوتها اللي اظهرر ماكانننت مخفييتهه من شهوور على الرغم من ان عايشة قريبه لها الا انها كانت ابعد من امها وابوها !
صرخت ووجهها على صدر عايشة / عاايشهه .. يممه ، يممهه يييمهه ياعزووتي وسندي والله ان الشوووق ذبحني وووينش انتي وويننش ياقربش لي ويابعدش يامّي يااقربش لي ويابعععدش
وكنّها فهمت سبب شوق زينة اللي ماتنلام عليه وشدتها وابعدتها شوي عنها ! /ززينة يمه ! وش بلاش ! انا كم مرةٍ اقولش هالدموع ذي لاعادني اشوفها تنزل ، تعرفين بكم هي ضحكشّ عندي تدري اني اشريها بدمي .. وشلون هالدموع الغاليه لا يازينة طلبتش لاعاد اشوفها والله اني منيب بنت صقر لا شفتها عليش مرتن اخرى طالبشّ طلبه والله ان هالضحكة طبّي اي بالله
زينة حطت كمها على عيونها وتمنع دموعها تنزل وتبلع عبرتها .. ورفعت راسها لعايشة وهي ساااكته
عايشة علّقت عيونها بعين زينة .. عضت شفاياها وابتسمت على شكل زينة ! وهي عارفه انها لو زينة نطقت تبي تبتسي .. معودتها عايشة ماتبتسي غير عندها ولبعد عايشة عنها انفجررت اول ماختلت بها .. ضحكت  ضحكه تبري الحال وغمازتينها بانت تحت شفاتها المكنوزه .. شبيهة اللوز.. وسنونها المصفوفه حضنت زينة وهمست بحنيّة /وش في عيونش كذيه ؟ مغير ناقصها تفقّع من كود مهي مكتنزه ومحمّره .. اضحكي اعنبو الفقر على قولة سعود ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
زينة عقدت حواجبها / ايه ايه خلش معهم خلهم ينفعونش لا وبعد ماخذتن من حكاهم
عايشة ناظرتها .. ردت زينة بسرعه وكنها قمطت /هو ادري انهم اهلش ووميخالف ماقلت شي بهم ونعم...
عايشة ضحكت بخفه وكنها ننسسست همها بدون حتى لاتحس انها قبل خمس دقايق كانت بضياع تامّ .. /هههههههههههههههههههههههههههههههههه مير وانا اختش هالسباهه والفهاوه متى تبي تنتهي من عندش .. متى تبي تصيرين زينة الزين ، والثقل والرزانه والغنج ي حيي انا افداش هالدقيقة بس
زينة رفعت يدها بإعتراض ومزح /هالحركات ماهيب تحصل الا عند رجالي مهيب عندش منتي نافعتني لا عندش عيال تبي تعرّسينّي ولا شي
عايشة /ماتدرريين وبعدين تخبرين ان عندي عم الزين عنده والرجوله منبعهه
زينة تطنّز /الزين عنده .. اقول ارفعي علومش الرجال اكبر من ابوي
عايشة ولّعت وشمرت عن كمومها وضربت كتف زينة /لااتقولين شيٍ عنهه ولا سمحح لش
هذا رييحة الغاااليي لاتطرررييينهه ولا تفكررين بهه حتى والله اني انتّفش بسنوني
زينة ردت لها الضربه /اببك لاتمدين يدش لا اكسرهاا هالحينن هالشايبب تبدّينه علليي وانا ارقد واصحى معش ......
وأستمرّ موّال مناقر زينة وعايشة مثل اول ماخبرناهم
-
خففت سرعة خطاها وهي شابّه .. /ووويينهمم وعمى ، ماخليت مكانن مادورت به يعني الارض انشقت ولهمتهممم !!! شدعووا ماخذننّي معهن ..نست كل شي من لمحته من بعيد حول الحلال ومنشغلن بهم ..
مشت له وتحاول تشبع ناظريها من زووله قبل يعوّدون للديرة /مصععب !
ابتسم وهو مدنّق يبي يشيل العلف للحلال يطعمهن .. تجاهلها ومشى
طررطعت زودن على مهي عليه ومشت وراه وشافته مالقاها بال .. ضربت رجلها بالارض /زززين زينن ياقليل الخاتمه
مشت عنه ولف عليها بتمثيل ويده على راسه .. /سهااام ! اررحبي
سهام لفت عليه /هالحين ارحبي ! وانا اناديك من شوي ماترد وتسفهني
مصعب جلس على الصخره/ي بنت الحلال تعيبان ومكروف اعذريني ي بعدهم مادريت عنش
سهام وقفت عنده وتناظره بطرف عين /ماشاءلله وشبك !
مصعب مكشر /ابك من قمت وانا اكرف -ابتسم وهو يناظرها-بس زولش يزيل التعب ي بري حالي عنهه
وحط يده على كتفه بألم .. /الا وش فيش مختبّه
سهام جلست جنبه وحطت يدها فوق يده /وين يوجعك
مصعب غير مكان يده /لالا الكتف الثاني
سهام استغربت وحطت يدها عليه وتهمّزه .. صارت كنها ضامّته من كتوفه
مصعب كاتم ضحكته /ايه ايههه .. زين ان به احدن حنّ علي من اصبحت وانا اشتغل .. اقربي وش فيش مبعده .. قربش دواي
سهام ضربت كتفه بقوة /والله اني انا الهبله اللي معطيتك وجه
مصعب بيتكلم .. قاطعته /هالمهم ترانا بكره راجعين
مصعب وقف وشكله جدّي /وين ! للديرة ؟
سهام هزت راسها ....
-
مرّ المسى والهدوء مستوطن المكان .. عايشة وزينة ردّوا لأم عقاب وسهام وام عايشة وابوعقاب .. مرت دقآيق والنوم مثل كل يوم جافي العين وكن بينه وبين عايشة خصام .. من سنين
نزلت عيونها لزينة اللي على صدرها نايمه بعمق وتعبب .. وسهام وامها نايمين حول بعض
تنهدت على حالها كل ليلة وهي تكلم روحها .. ابك انا وش بالناس زودٍ بي كلٍ له همّه ولابد من الضيق وش بي انا ما آذوق النوم .. لفت لا إرادي لسهام وهي قريبه لآمها لدرجة ماتفصل بينهم نسمة الهوى .. قامت بهدوء وطلعت من الخيمة بكبرها وعليها جلابية روز لنومها لها دلعه واسعه  وشعرها متناثر على كتوفها وظهرها وصدرها بعشوائية .. وهي ضاايقه وولهه على قديم لياليها اللي كانت تقضيها مع ابوها .. وياكم اشتاقت الروح لروحه اللي ارتفعت للسماء .. وياكم اشتاق القلب لجسده الي تحت التراب ... كانت هي واجزاء ذكريات من ابوها وروحه اللي تحاكيها بالسماء وليلة قديمة
وصلت برجولها لعالي الجبل المقصود دوووم وتركت خيلها بآول الجبل وربطته بشجرة .. جلست ولا حست بقسوة البرد مادام "الخيشة" اللي تحس بروح ابوها جواتها .. وتحس بعد ان حضن ابوها محتويها ماهي بحاجة اكثر منها
جالسة بجمود وبيدها خيشتها اللي عمرها اكبر من عمر عاييشة .. وعينها على القمر بآكتماله وكأنها تشاهد عتاب ابوها الولهان وعينها يملاها الغشاش ......
فللت كل مابالخيشة بحجرها وتقلب بيدينها الاغراض البسيطة واللي تعني لها الكثييير الكثيرر حتى لو هو حياتها !
ابتسمت وصارت تضحك وتناظر القمر وترجع تناظر اللي بحجرها (على رجولها)
فتحت الاروراق المُنظمه ومطويه بترتيب .. اخر ما مسها يد حاتم .. عقبها مافتحتها عقب ذاك اليوم ولااازالت تحفظ كل حرف بها وطريقة كتابتهه .. والشقوق اللي على الورقه والخيط الصوف مربوط  بها .....
-
طلع من الخيمة واراح يمّ النخل وغسل يدينه ورفع راسه وضيّقها بتركيز وبصوت عالي /ي ابوراجح تعال تعال شف
طلع من الخيمه وثوبه الاسود عليه و غترته البيضاء متلثم بها .. وعليه فروته السودآء قرب من عزام /سم .. وش بغيت
عزام يآشر على خيل ماياضح واجد لكنّه معروف /هذا مهو كنه خيل عايشة ؟
حاتم سكت شوي ولف على عزام /مدري يا حيي ، امش خلنا نرقد البرد اشتد
عزام ابتسم بخفه وكان هذا بمثابه اختبار وظنّ ان حاتم نجح فيه لكن !
دخلوا وانسدح عزام على بطنه ودهن حاتم ظهره بمرهم والكدمه المزرّقه بادية تخف وحاتم يدهنه ببال مشغول .. لف له ظهره بشاش جديد وغطاه وانسدح بمكانه وعزام بمكانه .. رفع حاتم ساعته ودقق فيها لثواني وصد للجهه اليمنى والهوى بوجهه .. بعد ربع ساعه ولف حاتم ماقدر ينتظر اكثر .. شاف عزام مسكر عيونه وهاادي
فز من مكانه وسحب الفروه اللي تُعتبر جزء من عايشة مخبيها عنده وركب خيله لجل يوصل اسرع وحمد ربه ان خيلها لا زال موجوددد يعني ههيي به !!!
فتح عيونه بخفيف وهو يتنهد كان يظن بأن حاتم تجاوز اختباره الااول وبسهووله .. لكن مادرى انه يتشوّق ويتحرى ويخفق بآختبارهه بذكاء
وصل ونزل من خيلة وهو يلهث بتعب مع ان الخيل اللي يمشيي بههه لكن دقات قلبهه كانت ترركض تسابقه على دليلها ......
قرب لها بهدوء ووقف مكانه خلف شجرة بعيده عنها شوي لكننه يطالعها كامله وماظهر منه غير ظلّه
وصار يطالعها كما الطفل المتشفّق .. الغيران .. الولهاان .. العااشق بصمّت
فر عقله وهو يشوفها مالبست غير جلابية خفييفه وشعرها متناثرر يغطي نصفها
شوي يهوجس لا يدخلها برد .. وشوي تخطر بباله فكرة ان احدٍ شافها !
نزل الفروه من ظهر خيله وتعمد يظهر صوت .. لكن شدّة انها مالقّته بال .. حاتم تنحنح بصوته الرجولي واقرب لها ..وقفه صوتها
عايشة بهدوء /حيّاك ياحاتم .. -ضحكت بخفة- .. رفيق الليل
حاول يتدارك موقفه ويضيع سالفتها مد لها فروة ابوها .. وماعاد صارت ريحة ابوها بها .. صارت ريحة حاتم مستوطنتها من كثر مهو يرقد وهي بحضنه لريحة عايشة بها .. /لاعاد تظهرين بهاللبس
فزت اول ما لمحتها وقفت بسرعه واخذتها منه وبسمتها تملى وجهها ورفعت عينها له وكنها عين الطفل / ياابعد حيي جعلني ماخلا والله ي حاتم تسسلَم
حاتم صد بعينه اول ماوقفت ولفح جسمهآ الهوى وشعرها رجع وبانت دلعة صدرها وحس بحرارة وجهه وجسمهه كلها ارتفعت .....
لبستها بسرعه وشعرها داخل الفروه .. مسكت اطرافها وشدها وضمت نفسها ورفعتها وهي تشمهآ بكل مآ اعطاها ربي من القوة .. ورفعت راسها له بنظرهه يفهم معناها زيين .. نظره ممنونه /من وين جبتهه
حاتم ابتسم بخفه وهو يتآملها /ع.. عقب هكالليلة وهو معي حافظه ومبديه على نفسي
عايشة / اصيل وما ماتقصر
بعد خمس دقايق من الصمت وعايشة تقلب بآغراض ابوها وحاتم متسنّد  وراسه على الشجرة ولافّ عليها بصمت حط يده على رقبتها ... اررتعشت من بروده يده على نحرها
ومسك شعرها وطلعه كله من تحت الفروه ولا زالت يده على شعرها ومادّ يده ويلعب بآطرافه وهو على كتوفها وتكلم ببحه هاااديه ببسمه /شحالش ؟!
لفت عليه بآبتسامة / حالي يسرّك ، الا تعالي ذكرتني ودي انشدك !
حاتم /سمي
عايشة /هالحين يومنك انت وعزام تعوّدون للديرة وش عندكم .. عزام به شي ؟
حاتم كادت ان تنطق حرووفه .. تقولها انا اللي بي بلاوي .. انا اللي ماقويت انظر بن عمّش واهلش وهم جايين يطلبونش من ابوعقاب .. انا تعيبان ياعويش ابي منش الدّى ي الدوا !/ لا ابشرش بخير بس تعب هكالليلة وخذيته للمستشفى وهذا هو بخير ان شاءلله .. عايشة ابتسمت بخوف / زين الحمدلله خفت لايصيبك شي مادريت ان عزام معك الا يومنّي جيت ابسأله عنك ومالقيتهه
ابتسم وححسس برغغبهه يضممها حيييل ويدخلها بصدره وين حاله قبل قبل اسبوع وحاله ذالحين !
صارت تحكّم بمزاجه ../عويش !
لفت عليه /لبيه
حاتم من لمح عيونها واستوطنه صوتها من جميع الجهات .. حس بضعف كانت ثواني أو لحظات ويبيح لسانه مابالخاطر كلّه وببحه هاديه /تراني يوم اقول لش لاتاخذينه مهب قصدي ان الرجال به عيب لا والله سعيد كفو ونعم فيه وينشد به الظهر ..
ضحكت /انا اشهد ومايحتاج شهادتك فعوله شاهدة لهه
ناظرها بغيرة تجتاحه وحده .. /يعني لو قلت لش خوذيه ! تبي تاخذينه ؟
عايشة استغرربت سؤاله وماتدري ليه حست بنبرة صوته متغيّره / حاتم .. هماي قايلتن لك اني احسك مثل ابوي .. وابوي ماهوب حيّ الله اي احدن احطه مكانه .. وماحطيتك وماعطيتك هالثقه الا وانا عارفه انك كفو ومانت بتخليني بأشد ضيقتي .. من الله تجيني مثل البرق اول ماتضيق بي الدنيا ، صح انك يوم عوّدت للديرة ويا عزام بغيت اتفجّر من الضيقه والهوجاس
حاتم بخوف /ععلّني تحت التراب كان عوّدت للديرة نوبتن اخرى وماعندش خبر
عايشة عقدت حواجبها بعصبيه وحده /استغفرالله ولاعاد اسمع تقولها يا حاتم طلبتك
صد عنها وملامحه مشتدّه ولايمٍ نفسه على روحته .. عايشة /وهالحين ابقولك لو انك تقول لي خوذيه اباخذهه لانه رجال وشاريني واشوف هالشي بعينه ولنّك قلته ، ولو انك قايله لواحدن مايستاهل تبطي وتبطون مااخذه بس سعيد ابن عمي واعزه وشاريته لو بغاني .. ومالي حاجه بذا هناك عندي بيت ابوي معززه مكرمه وانت ماتدري عن كل اللي بالخاطر ي حاتم ماتدري وش تبي تكون عيشتي بذاك -تنهدت بضيق -ولاعاد تطري هالسالفه ضايق تضيق خلقي
حاتم انجن وحس بحرارة جسمه ترتفع /ماقلتي لجدّش ابوسيف؟
هزت راسها بـ لا /مابعد قلت له
همس و بالغصيبه تطلع منه الحروف وابتسم/بنيّتي تبي ترتاح معه ؟
عايشة التزمها الصمت لثواني .. هزّت اكتافها بأمل وعيونها على السماء /يمكن
تنهد بدون صوت وغرس اصابعه بشعره من تحت غترته وشددّه واسنانه تشد القبض على شفايفه بتوتر .. ولف عليها وهو يقوّي نفسه بكل ماعطاه ربي قوّة
مسك مؤخّرة راسها وقربها له وطبع على جبينها قُبلة حستّ بحرارتها تُذيب دماغها
وصعد وطبع قبله بأعلى راسها وهو يستنشق ريحتهاآ وريحة شعرها ويحاول يحفظها عندهه ..
رجع نزل على جبينها وحبها بخفه /الله يوفّقش معه روحي ياعسى السعادة فالش
.
.
.
روحي عسى التوفيق فالش وفاله
قلتها وانا والله مانيب اكونــهــا
روحي يادلع يابرائه ياكل الأصاله
ولو انها .. ترحل ببقى مضمونها
و اقفت تضوحك ..وثارت يوم قالت
ياصقير امحي زمنّا تراني حلاله
لكنّ والله ان يا انا يا انتي
ويااكونها او ماكونها
.
.
.

 ياعازف العُود صحّيت جفن الحزن من دقت اوتاركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن