ياعازف العُود صحّيت جفن الحزن من دقت اوتارك

٦

ابتدت الشمس تشرق وعينه مانامت .. وبوسط تفكير عمييق
انا وشلون استرجيت وخليتها له ! انت وش سويت ياحاتم
ابك انت وش سويت بعمرك
صار يفكر بصمت وهدووء تام
-
تشتت.. من اشرق  الشمس وهي ضايعه
ابتس حاتم مايقولها لي كذيه بلا سبب ، وش اللي خلاه يهرجها
نظرته ذيك اعرفها ، ماطمنتني ، انكسار ، دمع متحجّر ، بريق عينه الراجي
وكلماته اللي تظهر بالغصيبه .. مهو اللي بالعادة
تذكرت وشلون فرحته بنص اليوم والحزن اللي اكتسى عينه بآخرهه !
مشت لخيمة جدها ابو سيف اللي كانوا يتزهبون لرجعتهم .. ويحمّلون على النياق قشهم
ابتسمت بهدوء وقربت لهم /عانكم الله
سعود يساعد ابوه / علّش سالمه
دخلت عند ام سيف وام سعيد .. ساعدتهم شوي وعقبها قرب رحالهم والا تفوهت ب ولا كلمة
عجززت عجزتت تكلم جدها تحس لسانها مربوط ولا هي مرتاحه
الظهر .. ودعتهم كلهم وشدوا رحالهم لديارهم بما ان السماء منوره والجو غيم ويرد الروح ويمديهم ياصلون قبل يحل الظلام ..
خلى المكان بها لوحدها ولفت تبي تمشى شوي بين العرب وهي لابسه برقعها
وصلت للسوق تبي تسلّى شوي وتشغل بالها عن الهوجاس والسجه .. صارت تمشي وتقلب بالاغراض البسيطه
وماهي الا دقيقتين وسمعت جميع الشياب والشباب اللي يبيعون يرحبون به وكلن يعزمهه /اررحب يامرحبا .. حياك حياك .. يالله حيه ي مرحبا
لفت تطالع وهي حاستن انه هوو ولا من غيرهه ؟
ابتسمت اول مالمحت زوله فوق الفرس وجنبه عزام يسلمون على الشيّاب من بعيد
من هيبته ومحبة العرب له حتى النسوان يرمنّ السلام عليه .. ويرحبن
وحده من النسوان غطت نص وجهها بالشيله وتكلمه وهي صاده عنه ومابان غير عيونها ونصف وجنتيها /ي مرحبا بـ ابن الشيخ ياهلا بالشاعر تو مانور المكان
ابتسم ورد عليها /ي مرحباً بكن في محلكن
حطت عينها عليهن وماتدري حست بإشمئزاز منهن والود ودها تحرقهن  مشت وكملت طريقها وتحس بجسمها يحترّ ولا لفت عليهن ولا عليه وطلعت من السوق بكبره ورجعت لخيمة ابوعقاب
ام عقاب / يامرحباا ، وين انتي به يمه
زينة توها قايمه وعيونها متسكره ووجهها مورم
عايشه ضحكت على شكلها / الله الله الله يازينة وش هالنومه
زينة تاكل تمر / والله انها نومتن زينة على اسمي
ام عقاب /وين انتي به ، من قمت ما شفتش
عايشة /تعرفيني يمه مااداني اقعد بمكاني لزوم اخذ لي لفه على الباديه كلها اتطمن على احوال الرعية
زينة كشرت /ببسسمم الله علييش
عايشة تفرك اصابعها وتقهر زينة
-
بالسوق .. كان واقف عند رجال / اظهر لي احسن قماش حرير عندك
ولف لا إرادي وطاحت عيونه على البنية بخطاها الموزونه والثقيله متوجهه لخارج السوق .. ماتخفى عليه هالخطاوي اي بالله انه خاتمها بباله وقلبه
جاه رد الشايب /هاه عساك تبي تعرس يبه ، مابغينا نشوفك عريس
رجع عيونه للشايب وكلن عينه على البنية اللي قدام عايشة
تضوحك ورافعه شيلتها لنصف وجهها وتمشي مع بنية كبرها .. و تناظر حاتم
لف على الشايب وماهيب غريبه نظرة هالبنت .. ولاهيب اول مره من جميع بنيّات البادية
واطلق ضحكته الراكده / لا ي حيي هذا لأمي ودي البسها احسن ماتشوف بالسوق جعلني فدا رجولها
عزام سحب قماش حرير لونه يريح العين /هذا وش زينه
حاتم عاينه شوي وجاز له .. لنه قده لمح هاللون على عايشه .. تنهد ومده للشايب / بكم هو
الشايب رده /لا بالله ماتدفع شي
حاتم /يارجال تعوذ من ابليس وبكم هو مانيب ماخذه الين تاخذ حقك
الشايب / كانك تبيها كذيه ها اجل ابعطيك نص السعر
حاتم ضحك على اصرار هالشايب /اجل كل من يجيك هالليلة تعطيه بنص السعر
ابتسم الشايب بصفاوه وعينيه تقوّست والشيب مالي راسه ونفض يدينه / وين يجيني احد ياولدي ابتس هالحين ماياخذون الا من البلاد ماعاد احدن يشتري من هنا
شهقت بنت عنده /افا يهالشايب ابتس انا كل يومٍ عندك مغير اتخيّر من هالاقمشة الزينه عسى الله يخليك بس ولا يحدنا للي بالبلاد
ابتسم حاتم له ودفع وراح يتمشى بالسوق واخذ لامه وشرا له ولعزام سبحات ٓ
بمكآن ثاني .. ببادية ابوسيف
الجميع فرحان برجعة الشيخ ابوسيف واهله
ويتسائلون وش اللي صار معهم ويجاوبهم ابو سيف /ابد مغير ولهنا على الربع اللي هناك والجماعه وضيفونا الله يبيض وجيههم
لكن ماحدٍ فقده ، يمكن ماحدٍ حس بالقهر اللي يسكنه ويسكّته.. ويذبحه بلا صوت
كان جالس بسطح بيت الطين .. بيت ابوعايشة
وتسبده تفرك الود وده يختفي عن العرب كلهم ويجلس له كم يوم لوحده
كم مره .. كم مرةٍ راحوا يخطبونها .. وهو ولد عمها ، واقرب لها ويعزها ، وشاريها ويبيها
ماتعطيهم رد مقنع ماتكلمت ولا قالت شي لهم بآخر مره .. ولا قال له شي جده ابو سيف
يعني يبي يعرّسهم وبس ماحسب له حساب
مهمها يكون هو اللي يبي يعرس وجده ماهو معبّره يروح به ويجي والمشكله ان هالعود مايفضى مجلسه ولا وقت يكلمه ويسأله
وغيره ..
صار يحس بشعور يستوطنه من يشوفها .. من يسمع حسها
غصبٍ عنه مهو في يده .. تنهد تنهيده طويييييله وهو يسولف مع نفسه بصوت خافت
هذي طريقته لا تضايق .. منّه إليه
منّه الضيقه ويفضفض إليه .. ولربه اللي مايسمعه غيره
انسدح وحط يدينه ورا راسه وعيونه على السماء ..
من جوا للبادية وهو على هالحاله مج
مايداني يطلع بين العرب وهو ضايق يعرف انه ممكن يظهر اللي به بحداهم
ضحك وعيونه على السماء وهز راسه بأسف واخذ نفس براحه
-
بنصف الليل ..
طلعت ويا زينة يتمشون ويسولفون ويتضوحكن .. زينة تثاوبت /ابتس انا ابي الرقااد وخري وخري رجعيني مااشوف الطريق
عايشة عقدت حواجبها /اقووول انثبري ابتس وش ترقدين تو الليل بادي
زينة عيونها دمعت من التثيوب /وش ناويه تسوين بعد
عايشة / ااببد نرقىالجبل وننزل ونتمشى ونفرفر بهالبراد والجو الزين
زينة بققت عيونها والنعاس ماليها /اكيد تمزحين اقول امشي امشي يكفي تمشي الليلة
عايشة عصبت وتبيها تهوّن /مانيب متحركه وهاه تبي تروحين روحي نامي يالعنز
زينة حطت يدها على فمها وتثاوبت
ورفعت يدها الثانيه تودع عايشة /زين اجل انتبهي لعمرش ولا تتاخرين
فتحت عينها على وسعها وهي تشوفها تعديها وتدخل الخيمه
انشحنتت /حشى حشى ابتس خيشة نوم براسها ذي ياهب
لفت وراها .. تنهدت وهي توزع عينيها على الزوايا والخيام والجبال
مشت للخيول اول ماسمعت صوتهن
ابتسمت وضحكت اول ماشافته متبالش مع الخيل /عزززاامم ، هذا وانت مروّض الخيول
عزام ماسك الخيل بالقوة .. /ععايشه .. ابتس روحي نادي حاتم الخيل تبي تالد
عايشة طيرت عيونها / ي ويلي انت صادز انت
عزام وجهه حمّر وهو ماسكها .. /ععاءءاييشه
طارت بسرعه لعند حاتم .. وقفت شوي عند الرواق /وشلون ابناديه ذا
غسل يدينه وهو لابس ثوبه وفاتح ازرّته ومستعد للنوم وغترته على كتفه
جا من وراها /خير
عايشة شهقت /اهب يذالوجه
حاتم ينشف دقنه ووجهه بغترته /وش عندش بذا
عايشة تهمس له وقلبها يرجف من الركض / عزام يبيك
عقد حواجبه / عزام وينه ؟
عايشة /عند الخيل ، ابتس يبي يولدها الولد بغى يموت من الخيل تعال نعاونه
ام حاتم طلت براسها من الخيمه لعند الرواق اللي طلع منه حاتم /حااتم ، يالله لا تأخر نم وراك طريق باتسر يمه يالله
ماسمعت رده وقامت تشوف ../هاه وين غدى
حاتم اول ماسمع خطا امه شد عايشة من ذراعها وراح ورا الخيمه ولازال شاد على ذراعها ويطالع امه
عايشة وجعتها يدها وضربت يده بحراره /ابتس .. فك فك يدي
شد على يدها اكثر ووقرب لها وعقد حواجبه /اششش .. لاتسمعش امي
عايشة عينها بعينه /اقول فك يدي لا اجمع عليك كل العرب .. ابتس كسرتها
حاتم شبك يده بيدها ولازالت حرّتهه على سالفة عرسها ومايدري وش سوت بعد ماقالها الله يوفقش !/صايرةٍ تدلعين واجد
حاولت تنفض يدها منه /مانيب اتدلعع وبعدينن الرجال يتحرانا امش لاتنفقع كبده
مشى بسرعه وهي وراه ليين وصلوا لعزام .. عزام /اي بالله كان رقدتوا وجيتوا بعد الصلاة
حاتم راح من وراها وهو عاض على شماغه اللي على كتفه ويولّدها وعزام وعايشة واقفين ويساعدونه
شوي عايشة راحت عند وجهها وهي تطلّع صوت خفيف
قربت يدها لوجهها بشفقه على شكلها وعيونها اللي يملاها البريق والدمع سايل
عضتتها الخيل وصرخت عايشه وهي تنفض يدها /ييي وييلليييييههه
ضحك عزام /هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ابتس ابعدي عنها
عايشة /هالحين هذا جزاي
حاتم وجهه حمّر من حركة الخيل وصعوبة ولادتها .. /امسكها ياعزام امسكها
مسكوها وبعد 10 دقايق من التعب والمحاولات .. طلعت المُهره الصغيرة
ابتسم حاتم وجلس على اقرب صخرة .. /الحمدلله .. الحمدلله
عزام /ماشاءالله
عايشة جلست عندها والفرحه ماليه عيونها على منظر الخيل وهي ت /ي ويلي يزينها
حاتم ابتسم لفرحتها /هاه قومي جيبي ماء لجل اغسل
عايشة ناظرته شوي كانت بترفض بس قامت من حط عينه المبتسمه بعينها .. صبت الماء على يدينه وعيونها على الخيل وعزام ينظفها
رجعت عيونها على حاتم والجميع في حالة صمت .. تكلمت بهدوء / تبي تمشي بكره للبلاد ؟
حاتم كان يفرك يدينه بالطين .. رفع عيونه لها  ونزلها ليدينه /الله الله .. اهملت الشغل هناك ولزوم اعود وشكلي مطول هناك
عايشة /وش كثر تبي تجلس
حاتم /شهرين .. ثلاثه حولها
شهقت /الله الله .. اقول -سكتت شوي - تروح وترجع سالم
حاتم خلص مغسل وغسل وجهه وتنشف وجا قرب للمهره وامها ببسسمه وناظر عايشه /وهذي لش وسميّش ياعايشه بس تكبر شوي تاخذينها من امها .. ضحكت عايشه بدون استيعاب وقربت له /وووشش صادق ولا تمزح ؟ هذي ! لييي وسميتي بعد !
خممتهه بقوه وهي تضحك وماتقدر تعبرر عن الفرح اللي اجتاحها وبان على عيونها /يااابعد حييي جعل العررببب كلهمم فداااككك
شد عليها وهو يضحك وغرس راسه على نحرها وببحه /تستاهلين اكثر
عزام طير عيونه ولسبهم بشماغه اكثر من مره /ابتس قدروني واحشموني
عايشة بغت تفكه وشدها اكثر وسند راسه على كتفها /خليش منه اسفهيه
عزام احتد صوته /حاتم .. عويش استحوا على وجيهكم اعنبودارك انت وياها
عايشه ابعدت عنه ولفت على عزام / انت وشبك تراه شايب بحسبة ابوي
حاتم طير عيونه وناظرها
اما عزام ماسمك نفسه وضحك من قلب /ههههههههههههههههههههههههههههههه اما بهذي انا اشهد انش صادقه
عايشة حطت يدها على خد حاتم /الله يخلي لنا هالشايب بس ويطول بعمره
حاتم دف يدها / الشرهه علي اجل انا شايب هاه
عايشه نفضت يدها بآشمئزاز / يوه عاد اكره ماشوف تشرّه الشايب وزعله
-
قبل مايأذن الفجر بساعتين عايشه استأذنتهم وراحت تمشى وكل مابغت تفرح على المهره
ضاقت زود على مشيه حاتم للبلاد والمدة اللي يبي يجلس بها هناك
دخلت الخيمة اللي نامت بها زينه
واللي به فراشها سرّحت شعرها وغيرت جلابيتها لجل ترتاح وغسلت وجهها وانسدحت وراسها ينبض .. من كثرة التفكير والهواجييس .. وماهي الا ثواني وغفت بدون شعور
وتفكيرها كله حول انها لزوووم تودع حاتم قبل يمشي ٓ
اما عند حاتم وعزام .. كلن دحر فراشه وحاتم منسدح على ظهره ويدينه ورا رقبته ويهوجس .. تراه شايب .. بحسبة ابوي
ضحك وهو منسدح ولف على جنبه يحاول ينام
-
بعد ساعتين
دخل خيمته وازرة ثوبه مفتوحه وشماغه على كتفه وتوه مغسل وجهه ..
زينب شهقت وهي قايمه توضى لجل الصلاة /الله .. انت توك تعود وين انت به
سعيد /لا توني قايم من النوم
زينب /لا تلعب علي ، مانيب جاهل عندك
تنهد ولف عليها /سمي وش بغيتي
زينب /وين كنت به
سعيد /اتمشى ، عن اذنش ابصلّي وارقد
عقدت حواجبها بغرابه من وضعه ونبرة صوته .. حست بالضيق من لمحت بعينه ضيقه وحزن
اكره ماتشوف بحياتها الضيق بعيون اخوها
دخلت من اختفى عن عيونها وتوضت لجل تصلي
-
الساعه 10 الصبح
فتحت عيونها بخفه وتحس راسها ثقييل .. قامت وغسلت وجهها وهي تسآئل/ وش هالنومه ؟ .. اخخ ياراسي كني راقدةٍ على صخره
كانت تنام خمس دقايق وتقوم وترجع تنام وتقوم ماهوب ذاك النوم العادي !..
غسلت وجهها وجلست تقهوى شوي .. ومستغربه ابوعقاب مهو معهم يتقهوى
ططيرت عيونها اول ماجا ببالها .. حاتم يبي يمشي اليوم
حطت شيلتها على راسها وتوجهت لمكان سيارته بسرعه ومافكرت .. ليه .. راحت وش اللي وداها
وقفت وانفاسها تقطّع ووعيونها تلفّت تدوره ..
ٓ-
لمح خيمتهآ .. وش تسوي ؟ ، هذي وينها فيه ماجت ، كان يمشي خطوه ويتراجع خطوتين .. اكيد تبي تجي .. تبي تسلم علي قبل امشي
تمت ١٠ دقايق وهو يتحراها تظهر .. ولا ظهرت
رمى تنهيدة ومشى بسرعه بعد ماسلم على عزام اكثر من مره ..
مطنّش اصوات داخله ترجّاه يرجع .. يروي بصيرته بها قبل يغيب الغيبه اللي م أطولها .. فتح باب السيارة بقوة رمى اغراضه بالمرتبه اللي جنبه قبل يسكر الباب .. جاه صوتها اللي ابعده عن العرب .. زودن ماهو بعيد بمكان سيارته عنهم
نزل من سيارته ويدور صوتها .. كانت ورى السيارة وجت عنده
ابتسم غصب عنه مع ان ملامح الغضب كانت مستحله وجهه .. عقد حواجبه وحط عينه بعينها لثواني /وش هالحركة ابك وينش به انتي ...ء
ركزت شوي بعينه وبريقها .. عقدة حاجبينه المرسومه /علّني مانحرم من هالسود ياحييّ ولا يحرم ناظري منهن
سكت شوي .. رفع حاجب وهو يناظرها ومبتسم .. شوي وضحك بخفه ودنى بقربها /جيتي تضيعين علومي وتأخّريني ولا توادعينّي
ضحكت وعيونها بعيونه /كلهن
طال صمته .. لمدة دقيقة كامله وهو يتنقّل بين تفاصيل وجهها وتقاسيمه وعيونها اللي اتعبنّه
ادخلها بين ضلوعه بدون ولا كلمة .. ضمها بشوووووق قبل يفارقها وقبل يقفي عنها ويغيب زولها عنه .. شد ضمها بصمت وياخذ من ريحتها معه لدياره .. ويحفظها بصدره
عايشة ببحه نوم وعين نعسه .. ابتعدت عنه /ودعتك الله ، انتبه لروحي تراها على روحك ولا اوصيك بالصلاة وانت ماتنتوصى عليها .. وعوّد بسرعة لاتطول
حاتم ابتسم بحنيّه /وانا يابوي لاوصّيش بقلبي ترا مكانه حول قليبش .. وظني ماهوب متحرّك ..ديري بالش عليه زين .. ولاتوصين حريص .. روحش بالحفظ والصون يابنت صقر وخير من توصيتي به .. ي الأوله والتاليه
عايشة ابتعدت كم خطوة عنه بإبتسامه صفراء / يالله .. فمان الله ، اخّرتك على مشاغلك .. مدت يدها وحضنته من نحره وشد عليها .. حس بيدها تدخل بجيبه وطلعتها
حاتم ناظرها بصمت وصد يفتح باب السيارة .. ويحس بوداعه .. انه مطوّل بالحيل
لف عليها والوله شاله شيل قبل يمشي .. آشر لها بالوداع وشغل سيارته ومشى وعينه عليها بالمرايه
تفطر قلبه وهو يلمح الحزن بعيونها وعلى ملامح وجهها .. نزل راسه وضحك من ذكر كلمته / ي الأوله والتاليه
تنهد وسحب شماغه يشم ريحتهه .. ريحة مسكها عالقةٍ به
رمى عقاله جنبه وشد شماغه على راسه زي العمامه .. دخل يده بجيبه ولمس شي غريب زي قطعة القماش !
طلعها وكانت قطعه قماش متوسطه .. قربها لوجهه وشمها ابتسم بتنهيد وضل على هالحال ثواني
قلب القطعه وكان مكتوب عليها بيت
"
ياعازف العود حتى لو ابطيت
لا ينشغل فكرك ولا يضيق لك بال
تصحى لك جفون الوله والبخاخيت
وتغفى عيونٍ للكرم  و الفخر  مدلال
"
ابتسم وربطها على الدركسون .. لجل تكون قدام عينه طول الطريق
وشغل المسجل يملي وقته شوي .. ويسلي وحدته
-
اقفى والين الحين كلمته تدور براسها / ي الأوله والتاليه
سكرت عيونها بهدوء وبهمس /الله يحفظك ياحاتم ويردك سالم
كانت كل ماتذكرت انه يبي يغيب ثلاث شهور ويمكن تزود ! تزيد ضيقتها وتسلى عن العرب
-
مرت اسبوعين مثل السنتين عليها وعلى ام حاتم بغيبة ولدها اللي طالت ولا اعتادوا عليها
اليوم جيّة ام عايشة وسهام وابوسهام .. وابوسهام ناوي يكلم ابوعقاب وابوراجح عن عرس سهام ومصعب .. في عصر ذاليوم
جلست عايشة جنب زينة وهي تسوي المراصيع .. زينة / هالمراصيع تحبهن سهام .. هالخبله ولهانتن عليها
عايشة قربت لها السمن والعسل .. وجابت الدله عقب مافاح الماء وجلست تسوي القهوة بهدوء
زينة / ابتس اهرجي
عايشة /وش تبينّي اقول .. يكفي اني الدنيا ماتاسعني بجية سعود ان شاءلله الليلة
زينة /وه من هالسّعود ، هالحين انا ودي ادري هو انتي تسولفين بي عندهم ولا بس انا اللي صاكتن راسي
عايشة ضحكت /انشديهم إلى جوا
-
جلس على الصخرة وشرب الماء بتعب من شغله اليوم .. نظف الخيل ومكانهن واطعم الحلال كله وينقل الماء لجل الضيوف الليلة
جاه مصعب /السلام عليكم
عزام /عليكم السلام ياهلا ارحب ، اشوف الضحكه ماشاءلله الله يديمها
مصعب /ابك صادق انت .. الليلة يبي يجي ابوسهام ويكلم ابوي على عرسي على سهام
عزام ضحك/والله وكبرت يامصعب .. اجل تبي تعرس -عجز يمسك نفسه واطلق ضحكته -هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مصعب /خير ان شاءلله وش يضحكك ايه كبرت وابعرس زينة المزايين
عزام كبح ضحكته/والله لو انها ناقه
مصعب صد يبي يمشي عنه .. مسكه عزام من ذراعه وضمه وهو يضحك وحب راسه /امزح معك ياخوي عسى الله يوفقك ويسعدك معها قل امين
شد عليه /تسلم يابوفزاع تسلم .. عقبالك ان شاءلله
عزام ضحك بخفه وهمس /لا انا ماظني
مصعب /وراهه ، وش زودك عنا .. الا ان شاءلله تبي تعرس وابشوف عيالك مصعب وفزاع
عزام ضحك ورفع حواجبه /يجيب الله سيل وانا اخوك
ٓ-
المغرب .. وصل ابوسهام وبخيمة ابوراجح
مصعب ابتسامته شاقه وجهه بعد ماقالوا العرس بعد مايرجع حاتم
-
اما عند عزام كان واقف بإستقبال سعود عم عايشة
اقبلت عليه بإبتسامة /السلام عليكم ، وش تسوي بذا
عزام /عليكم السلام ي مرحبا ، اتحرى سعود عمّش
عايشة ابتسمت/ وانا بعد .. يالله ياني ولهانتن علييه جعلني افداه ماولهت على احد كثره
عزام لف عليها /ماولهتي على احد كثره؟توكّدي غدي به حاتم متصدر قائمة الوله
عجزت تخفي صدمة ملامحها وهزّة شعُورها على هالطاري
حست بحرارة جسمها ترتفع وذكريات وداعه تمر قدام عينها بلحظه .. ماساعها تنطق الا ببحتها الراكده وتنهيده تخفيها /الله يرده سالم
عزام هز راسه وماينكر الولهه اللي به لخويه واخووه حاتم /امين ، الله يسمع منش
عايشة رفعت راسها للسماء اللي بدت تظلّم /ماكنّه تأخر ؟
عزام جلس على صخره بجنبه /لا هالحين ان شاءلله على وصول
عايشة جلست هي بعد وهي ساكته
عزام ابتسم/اخر مره طول بها حاتم ماجانا كان مريض ولا جانا 6 شهور ، يا علّش ماتشوفين حالنا بليّاه
حست بخوف والحزن ملى عينها .. لفت عليه /6 شهور؟ واجده ي عزام ، ووش كان به ؟؟؟!
جاء مصعب واكثر من رجال لجل يستقبلون سعود ويرحبون به وابوعقاب معهم
عزام وقف ببسمه /اعتدلي هذا سعود اقبل ، وعليكم السلاممم يااامرررحباا اررحب ياهلا ياهلاا يالله حيّه
سعود نزل من الخيل /الله يحييّك ويبقيك يامرحباً بك
سلّم عليه بشووق ولف على عايشة وسلم عليها /ارحبي
عايشة ابتسمت / تبقى ياحييّ
سعود يهمس لها بحب ووله /وانتي كل ماسيّرنا عليكم زاد حلاش
ضحكت بحياء غريب وحطت يدها على دقنه /علني افدا هالشيبه
عقد حواجبه /وش شيبته ابتس تبي تكبريني توّي على الشيب
عايشة باست راسه /يالله جدي الرياجيل يتحرونك
سعود وهو رايح /دواش عندي
ضحكت بعفويه ورجعت للحريم
اما سعود عوّد للرياجيل
-
ام حاتم /ماشاءلله ياسهام ، تبي تعرسين ، عسى الله يوفقش ويسعدش خير ماخترتي مصعب رجال وينشرى عسى الله يوفقكم
سهام ابتسمت ووجها ورّد بخجل ماعتادوا عليه
ام عقاب بنبره غريبه اللي تقريباً ماميزها غير عايشة وهي خابره ان جدتها ضايقه على سالفة عرسها اللي غدت لعبة بسواتها /اي بالله اصبحنا نجهز لعرس عايشة ونمسي على خبر عرس سهام .. عسى الله يوفقهن بس
ام حاتم بركاده /امين .. -لفت على عايشة اللي تغيّر وجهها عقب كلمة جدتها-وعقبالش ياعايشة
عايشة بضحكه نرجسيّه ورزت عنقها /وش تظنين يايمه -ام عقاب- هو الود ود جميع الرياجيل بي .. الوكاد ان ماهنا نصيب
ام عقاب لفت عليها /الا بلا .. هنا نصيب بس العنيده مايرجى منها شي (همست بهمس سمعته عايشة بحكم قربها منها) ماصدقنا يجي لش رجال ينشرى وباغيش بالزينه والشينه وبن عمش بعد ثم تعافينه ، يكفي انش طريتي على بالهم عقب هالسنين وجايين يعرّسونش منه انا مدري وشوله معيّه
صدمه .. احتدت نظراتها وحواجبها تعقّدت بخفه .. ضاق نفسها من هالطاري وكلام جدتها قدام نسوان البادية .. سكتت ماردت لانها لو تكلمت يمكن يظهر منها شيٍ ماترضاه على جدتها قدام النسوان
طلعت من المجلس بكبره وبصدرها تزاحم من الغبنه والضيقه .. والحزن الكايد عليها
لدرجة ان عينها احترّت وجبينها يغلي ويا جسمها وتمشي ماتدري وين تروح .. وكلمة جدتها تحر تسبدها " ماصدقنا يجي لش رجال .. يكفي انش طريتي على بالهم " ،
عايشة حمل ثقيل ؟
زينة لاحقتها وتركض وراها لين وقفت عندها واخذت نفس ويدها على صدرها/عوويش طلبتش لاتشيلين بخاطرش عليها .. طالبش طلبه
عايشة انفجرت عليها /وش هالكلام يازينة انا مانيب ماخذتن عليها بخاطري .. جميلها ببطني اللي ملازمتها ماهو يوم ولا يومين .. اكثر من عشرين سنه يازينه ولا عمري سمعت منها الشينه .. صحيح انها كايده نوب ، بس هالكلام ماعمري سمعته منها .. مانيب زعله على هالكلام .. الشي اللي مزعلني انها كاظمةٍ هالحتسي ببطنها طول هالسنين -بانت دموعها بزوايا عينها وبحتها زادت .. ناهيك عن وجهها المحمّر من كود الغبن-
اللي مزعلني اني ماعتدت امٍ لي غيرها .. اللي مزعلني اني طول هالسنين ارتكي على كتفها وعلى صدرها ولا عمري حسيت بآني الحمل الثقيل عليها .. ماعمري اوجست منها اكوَد من هالحتسي وقدام النسوان كلهممم .. ابتس هذي حياتي وشهو بعد تبي تحكمونها .. امي وعيشتهت وابوي رحمة الله عليه .. وش باقي بعد
زينة دموعها على خدها /باقي انا
تخصرت وصدت عنها واخذت نفس عميييق وهي مسكره عيونها .. وقد ماتقدر تسحب الهوا داخل صدرها كود هالنار تطفي
زينة قربت لها وخمتها من ظهرها ووجهها بنص ظهر عايشة وتبكي بلا صوت .. عايشة لفت عليها بهدوء ومسكت وجهها .. /هالحين الكلام جاني انا ، انتي وش بلاش تبكين
زينة /هالحين انتي زعله صح ؟
ادري انا حاسةٍ فيش لجل هذا ضايقن خاطري ماودي يضيق لش بال
عايشة ابتسمت غصب وخمتها بصمت وبقت على حالها دقيقتين كامله
وراسها على كتف زينة وتهوووجس .
. وزينة شوي تبتسي وشوي تمسح على شعر عايشة
عايشة فكتها ووحاوطت وجه زينة بكفوفها وتمسح دموعها .. وبتنهييده /لاعاد اشوفهن ذولي زين ؟
زينة /ان شاءلله ، وانتي لاعاد اشوف ابن امه يهزش كان من كان لاعاد ينشغل بالش ولا يضيق خاطرش والله ان اللي يمسش يمسني ياعويش .. وهالحين خلينا نرد
عايشة عقد حواجبها / لا ياملي روحي انتي انا شوي بتمشى
زينة /هو انتي تغلينّي ؟
عايشة /قليلة هالكلمة بحقّش
زينة سحبتها/اجل تعالي ، ماودي يفكرون انش تضايقتي
مشت معها ورجعت ملامح الجمود ترخي وجهها وجسدها
-
قبل تدخل عايشة وزينة ..
ويوم خلى المجلس بأم عقاب وام حاتم
ام عقاب / يا أم حاتم محشومه ومحشوم حاتم .. رجال عن الف رجال ماشاءلله ، مير يوم تخطبونها البنية صغيّره .. ماهيب بالعمر اللي يخليها راعية بيت .. ولا حاتم ماينعاف ولو اني ابيها بذاك العمر تعرس ماتراجعت ثواني عن حاتم
ام حاتم ضحكت بركاده / لا بالله ياام عقاب ماطرى على بالي هالكلام وانا عارفشّ زين .. والبنية كنش قسيتي عليها شوي قدام النسوان ،
ماتستاهل كل هالكلام اي بالله مابه نصيب على قولتها وش بلاش  عليها
ماتستاهل .. وانا يوم اخطبها لحاتم ، البنية زينه وجمالها ماشاءلله وسنعها مايخلي ولا ام بالبادية تمر عندها بالسلام عليكم ،
لزوم تاخذ الزين لولدها وانا مالقيت احسن من عايشة مير ما الله كتب نصيب بهكالحين .. ولو ادري انها تبي توافق هالحين لو خطبتها له مانيب متردده ولا ثانيه الرجال كبر وفهم والبنيه كبرت وفهمت ماهنا شي يحدني عنها
ام عقاب ضاقت /ابتس انا وش يدريني انها تبي تزعل قلته وانا مانيب فطنه اي بالله .. وحاتم والنعم والله يرده سالم ويعافيه ويشفيه ، به مير راسها يابس ولا يانسبكم ينشرى انا اشهد
زينة بتوتر مسكت يد عايشة /ءا عاييشة ، عوييش
عايشة عقدت حواجبها وهي داخله عليهم وعيونها تنقّل بين ام عقاب وام حاتم .. ماتدري تفطن لكلامهن .. ولا لحاتم .. ولا لكلمة " الله يرده سالم ويعافيه ويشفيه"اللي شلّت راسها وتفكيرها .. لفت على ام حاتم وصوتها يكاد يختفي /حاتم وش بلاه؟
ام حاتم مسكت يد ام عقاب قبل تكلم وتكلمت هي ومستغربه /وشبه ؟
عايشة /من شوي تقولون الله يعافيه ويشفيه ، حاتم به شي ؟ لاتلعبن علي
ام حاتم مستغربه وسكتت
ام عقاب /بنت وش هالكلام اعقلي وش لش بالرجال تسألين عنه
عايشة جلست جنب ام حاتم وحطت رجلها اليمنى فوق اليسرى .. /ابد والله ياام حاتم بس وجهش اقلقني قلت الرجال لايكون صايبه شي كايد ، طمنينا وش بلاه
ام حاتم ناظرت ام عقاب ورجعت تناظر عايشة .. /لا ان شاءلله مابه الا العافية
نزلت راسها وبدى بالها ينشغل عليه زودن على ماهو شاغله وانشغل بالها زود على اللي سمعته من كلامهن من شوي .. رفعت راسها لأم عقاب وبعيونها نظرة عتب وغبن واضح ..
ام حاتم بهدوء وحب /يايمه عايشة لاتشيلين بخاطرش على امش .. هو انتي تعرفينها زين مايحتاج ازيد بالكلام وانتي خابرته كله .. لاتزعلين عليها الوكاد ان ماحدن من النسوان سمع هاللي قالته ماكان وزانها غيري وغيرش .. وين الضحكه اللي تبري الحال ياحيي وين السوالف الزينة ،
يالله عاد اشوف قومي وزانها وادحري الشيطاني اللي دخل بينكن
عايشة سكتت شوي .. ماساعها غير انها تطلق تنهيده من اعماقها /يهبى الشيطان ، مير تصبري هاللي بصدري يزول وابشري بسعدش ،
ماهو انا اللي انسى كل هالسنين اللي راحت لجل سالفةٍ ماهيب تسوى
ام عقاب ضاقت وطلعت من الخيمة بكبرها .. عرفت ان خاطرها شين بالحيل .. اجل تقول ماهو انا اللي انسى كل هالسنينن لجل سالفة ماهيب تسوى .. ابتس -ابك-والله مانيب قاصده ياعويش مانيب قاصده
جمعت لها كم ماعون وراحت تغسلهن وتشغل نفسها .. دخلت خيمة نومها هي وابوعقاب
دنقت تشيل ثوب من الارض وتلملم بهالخيمة
-
الساعة 3 العصر..
بيت تملاه الوحده .. ويملاه العز والكرم
بابه مفتوح مايصكّ وظاهره مايختلف عن باطنه .. جلس على الكرسي ويده على راسه توه قايم
جاه عبدالعزيز وبيده صينية بها اكل له ولحاتم .. /وش هالنوم يابوراجح خليتنا ناله عليك
حاتم ضحك/ماهو بيدي يا عز .. عبدالعزيز / تبي تتعب وانت طول النهار مهلكٍ عمرك بالشغل وعيونك ماترفعها عن هالاوراق
حاتم /الا انت اللي مهلكٍ عمرك معي .. اسبوع ويومين يا عز ، اعذرني وقد قلت لك مير انت متوثق بوصاة الوالده
عبدالعزيز /اي والله هذي ام حاتم ووصلتني عليك ، ولاعاد اسمع منك هالكلام تراها تحز بخاطري يابوراجح
حاتم /اصيل ياعز عسى الله يعزك وابشر بالعوض وبمن يردها لك
عبدالعزيز /العوض شوفتك سالم .. الا متى موعدك مع الدكتور اليوم تبس تطلع نتايج التحليل صح ؟
تنهد وهز راسه /ايه ، الليلة الموعد
عبدالعزيز مسك يد حاتم وبإيمان وابتسامه صافية /احسن الظن بالله وان شاءلله ماهو حاصل الا كل خير ياحيي .. سمّ بالله يالله كل لك لقمه وخلنا نقوم للمستشفى .. بعد ما اكل هو وحاتم مشوا للدكتور .. حاتم جالس على الكرسي ومتسند عليه ويناظر عبدالعزيز ويضحك
عبدالعزيز رفسه بخفيف وهمس /يابرد اعصابك ، انا على جمر وانت ولا همك
حاتم عدل جلسته /ياخوك وش تبيني اسوي اصيح وانوح على بلا ربي .. وان شاءلله مابي الا العافيه بإذن الله
عبدالعزيز /انشاءلل..
دخل الدكتور وبيده ورقه ومبتسم /خوفت الكل عليك ياحاتم
عبدالعزيز /بشر ..
الدكتور /لا ابشرك مع نتايج هالتحليل كنت متوقع شيء كبير بس الحمدلله طلعت سليم ماشاءلله وحافظ على صحتك لااوصيك
حاتم ناظر عزوز وضحك /شفت
عزوز انشرح صدرهه وابتسمم/الحمدلله يااخووك طيحتت قلبي-حضم حاتم بقوهه وسلم على الدكتور وطلع
-
العصر بعد يومين ..
جلست جنبها على راس الجبل بتعب وعتب /خخيير ان شاءلله وش هالحالة ياعويش ماخبرتش كذيه ، وين عايشة الاوليّة وين بنيتنا اللي خابرينها مايجي احدن على سعة صدرها ووناستها ويين ..
لفت عليها وعيونها تلمع بضييق ومعقده حواجبها .. /انا مايهنا لي عيش ولا يرتاح بالي الين اشوفه قبالي متعافي وبصحته ، لاعاد اسمعش ترددين علي هالكلام مره ثانيه
زينة ناظرتها .. ثواني وبتردد/عءعايشة .. انتي تحبينه ؟ تودّينه ؟
جلست دقيقة كامله تفكر ولفت عليها /انتي وش تقولين ..
زينة بصوت عالي /لش يومين وانتي فوق هالجبل وتحرّينه وعينش على طريقه .. وكل ماجيتش وعينش تغورق ومااببالش غيره .. وشوفي وجهش وش لونه لامن جاء ووشلون يضحك .. لاتلعبين على عمرش وتقولين انه ابوي او اخوي .. شوفي كمّ من مرةٍ جاش سعيد ويوم جيتي تبي تعرسين مسك طريقه كن ماوده يشوفش عروس لبن عمش .. ومايروح الين يودعش ومايجي الا وانتي اول من يستقبله ويحييه ..
ٓ -نزلت دموعها وهي تشوف عايشة تصدد عنها وتمسّح دموعها وساكته-
عايشة .. تدرين ليه الومش .. عايشة الاولية ماكانت كذيه .. اختش عرسها بكره والعرب تكلم الصغيره اعرست قبل الكبيرة واخذت ابن الشيخ .. مسكت وجهها بكفوفها وقبّلت جبينها /لاتخافين يمه حاتم يبي يرد وتشوفينه خلاص عاد افردي هالوجه اضحكي خلي العرب تضحك يازينهم وحلاهم
عايشة ضحكت الين بانت غمّازتينها وزوايا سنونها /كذيه زين
زينة ردت روحها وتنهدتت برااحه /ايييه ، ابتس انا مالوم حاتم وهالزين قباله ليل ونهار الى من جاء من الديرة
عايشة قرصت فخذها /اسكتي بس لحدن يسمعش من اهل البادية ، وءبعدين اللي قلتيه هذا كله تنسينه وويلش لو تقولينه لحد .. انتي تدرين ان ماعندي هالعلوم ومانيب راعيتها
زينة ضحكت /يالله اجل تعالي خلينا نشوف لش شيء تلبسينه بكره
عايشة ناظرت الطريق اللي دايمٍ يجي منه حاتم .. /تهقينه يبي يجي
زينة ضحكت بقوة /توّش تقولين مانيب راعية هالعلوم .. وش اللي تغير
عايشة سحبتها مع يدها /قومي قومي الكلام معش ضايع ٓ
-
بعد صلاة المغرب .. كان راجع من الصلاة وبطريقة شافها طالعه من بيتها ومعها اغراض ، اعترض طريقها بإبتسامة /السلام عليكم
رفعت راسها /عليكم السلام ي مرحبا
عزام /بشري ، وش صار على عويش
زينة اتسعت ابتسامتها وعينها ضحكت /انا قايله لك خلها علي ،  لعبتي
عزام / وش قلتي لها لجل تنزل ، عويش راسها يابس
زينة ناظرته بغرور /اللي راسه يابس يلين
ابتسم وعينه بعينها /واللي قلبه راقد
ضحكت بقوه / والله علمي عملك لكن الراقد مرده يصحى ، يالله فمان الله ياعزام اشوفك بالعرس باتسر
ابتسم /ودعتش الله .. وعلى هونش بالزين لاتغطين على العروس
لفت عليه بضحكه وكملت طريقها
تنهد وعينه عليها / وش يبي يصير عزام بالعرس غير صبيّ للقهوة والذبايح
-
دخلت على عايشه وشافتها واقفه قبال المراية ومعها جلابية شهقت من شافتها /اعنبوو حيش من وين انتي جايبتها وش هالزين
ابتسمت وهي تناظرها /هذي من حاتم وعزام ، يومهم بالديرة جابوها لي لجل عرسي اللي ما تمّ
زينة بملامح رجاء /طلبتش البسيها خلي بشوفها عليش
عايشة /لا يازينة تطرّي علي العرس مابيها
زينة /اييه خل تطرّي عليش العرس ، لجل تبي تلبسينها بكره بعرس سهام
ابتس هذي من حاتم البسيها لجل ماتالهيت عليه زود
عايشة عصبت وبحده / زززيييينة ، ابي البسها وشوفي هي زينة ولالا .. وماهو لجل كلامش ، لجل ان ماعندي شي البسه
زينة هزت راسها /زين زين انهجي
دخلت عايشة عنها ولبستها .. جلابية سوداء بلُون الليل ومطرّزه بالذهبي عند صدرها وبنهآية كمومها اللي تصل الى نصف الذراع .. مفصّله على جسمها العُلوي وماسكه من خصرها اما بقيّة جسمها السُّفلي القمآش ماخذ راحته وجسمها مزيّن الجلابيّة زود .. مفصّله عليها ومُختاره بذوق ودقّة وكنه يتخيله عليها .. شراها ونيران صدره تحترق وتلتهب يااكوووود هاليوم وياسواده .. شراها وكن له معنى بسواد الجلابية الشديد وجمالها .. صاحي هو شراها لجل تلبسه عند اهلها وعند بن عمها اللي كان ممكن يكون رجّالها
ناظرت نفسها لثواني .. ابتسمت وطلعت لزينة /هاه ، وش تقولين ؟!
زينة ناظرتها لثواني .. نزلت عيونها لأسفل الجلابية ولأعلاها .. ثواني /يعمي عدوّش لايشوف هالزين ويعِينش ، وبعدين اعنبوحيّش تبي تلبسينها واذا طلعتي بهالزين كله اجل سهام وش بقيتي لها من الزين
عايشة رفعت راسها /الا تعالي مير سهام وينها مااشوفها
زينة ضحكت وهي تفك جديلة عايشة وتنثر شعرها /انا ادري عن امش قاضبتها مااطلقتها من اصبحت
عايشة اطلقت ضحكتها الرزينه وعينها على المراية /وين هي هافةٍ بها
دخلت ام عقاب وحطت شيلة لعايشة ولزينة وعممّ /لجل تلبسنّهن بكره
جت تبي تطلع ، ماطاعها قلبها مشت تركض لامها وخمتها واخذت من ريحتها لصدرها /الا ياحيي هالريحة
ام عقاب خمتها بخفه وهي تطبطب على ظهرها
عايشة قبلت جبينها وخشمها مرتيبن / طاح الحطب
ام عقاب ضحكت عينها وهي تشوف شعر عايشة على كتوفها وظهرها وطاايل زود ، وهالجلابية اللي عليها / وش هالزين كله ، مابقيتي شي للعروس
ضحكت عايشة وبعتد ودارت / زيين؟
وردت زينة بسرعه / اي بالله توي اقول نفس الكلام لها ، ماشاءالله تبارك الرحمن
ام عقاب / ماشاءالله يمه حصني نفسش الىكاد انش تعرفين نسوان البادية به منهن الحسود وخصٍ على بنت صقر تاج الحسن على روس البنيات كلهن
عايشة /هالحين تتخلننّي باتسر اروح رافعتن خشمي عليهم ومااناظر احد منهم
زينة ضحكت بكشره / لا عاد مابيش ملح
ام عقاب /يالله يالله توضّن يبي يذن العشاء هالحين
-
دخل بسيارته لحدود البادية ورديفه عز .. /ياليتك ماجبتني ياحاتم ، حتى ملابس مامعي
حاتم ضحك وجهه من لمح انوار البادية لجل عرس مصعب وسهام والزوالي متوسطةٍ البادية قبال خيمة الشيخ .. /انزل انزل حياك ي مرحبا قدهم هالحين خلصوا صلاة
نزل عبدالعزيز وهو لابس ثوب اسود وعليه عمامته البيضاء ووقف جنب حاتم ومشوا لعند الشيخ ابوراجح
اقبل بإبتسامة وعينه تضحك من شاف مصعب متصدر المجلس وجنبه ابوسهام وابوراجح وابوعقاب وبقية الرجال .. حاتم وتبعه عبدالعزيز /السلام عليكم ورحمة الله
وقف اشخاص منهم وملامحهم مصدومه واللي عجزت رجوله عن الوقوف ماكان يبي يطول ؟ وشلون بهالسرعة رد
ماكان يعرف سالفته غير ابوراجح وابوعقاب ومصعب وعزام واهله .. اما الباقين صدعت اصواتهم بالمجلس بالتراجيب والسلام والسؤال .. جلس جنب ابوراجح وابو عقاب وعبدالعزيز جنبه / وهذا عبدالعزيز خويي بالديرة
ابوراجح ابتسم /اجل هذا هو عبدالعزيز .. ونعم والله ياهلا بك
بعد وقت وبنص السوالف .. حاتم لف على مصعب بإبتسامة /وشلونك يالمعرس هاه بشرنا
ابوعقاب ضحك بصفاوه والشيب مالي وجهه /خلك ياوليدي من اليوم مقرط وساكت مدري وش بلاه
ضحك حاتم ومعه عبدالعزيز من قلب على شكله حتى ماهو قادر يرد .. /اجل وين عزام
ابوراجح /مدري والله عَنه من عقب الصلاة ماشفته
مال فمّه بإستغراب ولف على عبدالعزيز واخذ منه الفنجال وشد ذراعه /الحقني
مشى وراه عبدالعزيز .. وطلعوا /وش بغيت
حاتم دار بعيونه على أمل يلمح عزام بس ماشافه ! ، لف على عبدالعزيز /ماودك ناخذ فره على الخيول والفرس
عبدالعزيز سكت لثواني / امش امش مدري وش وراك
حاتم /افا يذالعلم .. بس عطني دقايق اسلم على اميمتي واعطيها ال .. الا وين اللي شريناه لها والمعاريس
عبدالعزيز طلع شنطة ظهره وضحك وهو يفتحها / لاتلومني حديتني مدري وين احطهن به
حاتم /طلع طلع كلشي احطه عند امي اسهل
عطاه وجلس ينتظره .. عقب مارجع "عند الخيول"
وقف عبدالعزيز عند مهره /ماشاءلله وش هالزين
حاتم ابتسم ومسح عليها بيده / هذي سميناها المهره عايشة
عبدالعزيز مهوب لمّه ويطالع البعيد القريب .. ويذكر الله /اويلي ياماشاءلله يهالمزايين
حاتم قبل راس المهره /جازت لك ؟ .. ورفع عينه له .. وجهه عينيه للي ماخذٍ عقل عبدالعزيز واللي مخليه مهو يمّه
عبدالعزيز نزل عينه لحاتم /اء سء سم وش قلت ؟
حاتم تمقل بها زين مانزلت عينه ، وشعرها يسبح بسواد الليل وطولها الرزين ينافس بٌعد السماء
رمشت عينه بشوووق ووله يبان بعينه ونزل راسه .. /سلامة قلبك ، خل نرجع كود عزام عوّد
عبدالعزيز مشى وحاتم رجع عينه لنفس المكان وخاب ظنّه ..
اطلق تنهيده طالعه من كل قلبه .. مايصدّق اللي شافه .. هو حقيقة ولا خيال ؟
حلم ولا علم ؟
شهق بفرحه غمرت وجدانه وروحه وخخممهه بكل ماعطاه ربي من قوة وحيل .. /اررررححبب ارححبب ياحيي ياهلا
حاتم فز من سجته وقام يضحك  وشد عليه ولازال يضحك/وش دعوا غايب سنه ،
عزام /اعقب .. فال الله ولا فالك وش سنه لاتجيب هالطاري ، هالحين انت وشلونك عساك بخير وش قالوا لك
عبدالعزيز تدخل /لا ابشرك بخير بخيرر الدكتور كان متوقع شي والحمدلله طلع العكس
عزام ناظره وسلم عليه /العذر والسموحه ماشفتك ، وش دراني واقفين بهالظلمة .. شافوكك ابوي ومصعب ؟
حاتم /ايه ايه شافوني كم لي جااي ، الا ماعرفناك عبدالعزيز خويي انت خابرهه
ٓ-
بنصف الليل .. هدوء غريب
طلع مايستره جيبه .. الذهب
اللي ماقوى يعطيها ياه ، ولا لقى مايقوله لها
وش يقول ؟ .. وش يخلي
يتعذر ويستسمح منها .. وهو يبي يفيد عذره ؟ لو يدري انه يبي يفيد ماطال صبره
مازاد بُعده على انّه قريب !
ماذبحه شوقه وماتعذبت روحه
تنهد بهدوء والشيب يتخفّى بدقنه وشعر راسه / ولو هو بيدي ما صار ماصار .. ولو لي شور ماكان ذا قدرك !
-
فلّت شعرها ونثرته على مطرحها .. /عايشة .. وين فروتي
عايشة تسرّح شعرها بسرحآن /مادري يازينة شوفي يمكن حول قعدتنا من شوي
زينة قامت بضجر وعلى ظلام الليل ولا هيب مبعده حطت شيلتها على راسها بس .. راحت ورى الخيمة وبه قعدات وجلسات لقتها بمكانها .. بس شدها ! ابوسهام
استغربت وجلست تناظره شوي .. ماجازت لها حالته
تعوذت من ابليس واقفت تبي تدخل الا ناداها صوته وهو مضيّق عيونه / سهام يبه هذي انتي ، تعالي تعالي اقعدي جنبي باتسر تعرسين وماتفضين لي !
لفت له وعيونها حايره .. تكمل طريقها ولا .. ابوسهام بإبتسامة صفراء ماتبين من سواد الليل ومن بُعده /زينة !
استغربت من نظراته وشدت شيلتها / آمر .. بغيت شي ؟
ابوسهام /بالاصل انتي اللي تبين شي ! تراي بحسبة .. ابوك لاتستحين
زينة / ماتقصر .. بدون مايفكر مد لها الكيس /عايشة وصلها حقها ، وسهام حقها موجود .. باقي انتي هذا حقك وتستاهلين اكثر .. بس هاه عاد البسيه بكره بالعرس والبسيه دايم
زينة فتحت الكيس وناظرته /وشهو ذا ؟
ابوسهام /ادخلي داخل عن البرد وشوفيه ، يالله فمان الله
ميّلت فمّها بإستغراب وراحت داخل وهي متلهفه تعرف وش بالكيس
شعلت الضوء وجلست على مطرحها وكبت اللي داخل الكيس بفراشها .. عايشة منسدحه /هاه لقيتيه
زينة بهدوء /ايه ، عايشة ابوسهام معطيش ذهب ؟
عايشة عقدت حواجبها تذكّر /ايه عطاني على قولة امي حسبناتس تبي تعرسين ههههههههههههههههههههه "رفعت عينها على زينة" وش له تسألين ؟
اخذت التعليقه الصغيرة وتركت الثانية لبكره .. وراحت لعايشة وعطتها قفى رقبتها وهي مبتسمه
عايشة سحبت منها العقد /وشهو ذا؟ من وين جبتيه
زينة تفاجأت وهي تناظر العقد بيدها وشادة عليه /هاتيه
عايشة ناظرت اللي بفراشها ودنقت تاخذه ورفعت راسها لزينة بصدمه وبإستغراب /من وين جبتيهن .. ماخبرت عندش مثلهن وء وبعدين شكلهن غريب وواضح انهن من البلاد ماهن من هنيا .. 'عقدت حواجبها وبهدوء وبحسن نية' من جابهن؟
زينة سحبتهن منها /ااييه ولنّ ماعندي احدن اوصيه يجيب لي ولا عمرش شفتي معي مثلهن تستغربين لاشفتيهن معي .. لاتخافين ماسرقتهن من احد ولا مديت يدي لغيري .. ماانييب سروقه ياعايشة لاتناااظرينني كذيه
عايشة مسكت وجهها بيدينها وثبتته بإنفعال من كلامها /ززييينة ! وش هالهرج والله ان تزعلّيني منش ماهوب ذا كلامش ، مغير سألتش عنهن 'سحبت درجها الخشب لين طاح اللي بوسطه ' وانتتي تدريين ان كل مااملكه تملكينه انتي .. والله ان شرهتي عليش مهيب هينه يازينه وش تقوليين انتي
زينة ناظرت الدرج اللي طاح وانكسر من قدمه .. وانتثر مابوسطه .. وناظرت عايشة اللي سحبت شيلتها وطلعت وهي تمالك روحها لاتنفعل اكثر .. همست والبرد ياكلها ولا حست به /مقلت انش سرقتي يازينة مااقلتتهه ، وش بيش ماعاد تحمّلين مني اي كلمة
نزلت دموعها وتقوست شفآتها بهزّه بريئة .. مسحت دمعتها بطرف كمومها وتناظر واخذت العقد ولبسته بصعوبه لنه اول مره يجيها زيّه
‏جمعت الذهب اللي طاح من عايشة وعينها تكاد تُخفي النظر عنها من الدمع اللي غشاها
طلعت برا وهي تلفّت .. تدور زولها بسواد هالليل المشؤوم من طرف .. ومن الطرف الآخر
-
قبّل جبينها وهو مبتسم /عسى الله يخليني لش ويعيني على البر والطاعة قولي آمين يمّة
دفعت عينها وبصوت راجف وعيون راجيه من خلف البرقع /اميين آمين الله يقوله ، والله يوفق مصعب مع حرمته ويسعد وجه الخير عبدالعزيز ويوفق ابوفزاع وينوله مايتمنّى
عزام ابتسم /اممين امين يمه
عبدالعزيز /اممين ، الا انت ياعزام هالحين ابوك ابوراجح صح ؟
عزام سكت شوي وابتسم ورفع راسه لعبدالعزيز/لا انا صبيّ هنيا.. بس يشهد الله انه اكثر من ابو ولا عمره ومرني بالغصب ولا قسى علي ، هو الخوي هو السند هو شايب البيت والعرب كلهم وفوق روسنا كلنا ..
حاتم حاوط عزام من كتوفه وقبل راسه /ابوفزاع من صغره وهو بذا .. كبرنا سوا ، هذي ارضنا من وحنا وغدان وهو اخوي وسندي واقرب لي من روحي .. 'همس لعزام' لاعاد اسمعها منك صبيّ ! ولا ترى شرهتي كايده .. انت ادرى بمكانك هنا فوق الراس
عزام ضحك /مزوحه ياخوي لاتصدق
ضحك وضرب ظهره بمزح وكملوا يسولفون وام حاتم استأذنتهم تبي ترقد ..
-
جلست بتعب بعد مادارت حول الخيمة تدور عايشة ولا لقتها .. انسدحت على مطرحة عايشة وماهي الا ثواني دار ببالها صراخ عايشة وعيونها المصدومه .. نظرات ابوسهام ، ابتسامته ، نبرته وغموووضه .. واغلقت عيونها بهدوء واخذها النوم
-
يوم جديد على البادية .. يوم كل العرب متشوقين له ويتحرّونه
سكّر زرار ثوبه البدوي الأسود .. وحط عقاله على الغتره البيضاء .. عقال البدو العريض وعلى زواياه الصفار وابتسامتة تملى وجهه وهو يشوف مصعب بكامل زينتة والعود والبخور حوله
دهن على ظاهر يده من دهن العود ومسحه على لحيته /الله الله يامصعب غطيت علينا بالزين تبارك الرحمن
مصعب ضحك فجأة / ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يااارجاال ودي بحدن يهبدني مادري انا بحلم ولا علم
حاتم سحب غتره من الارض ولففهاا ومحطه بها وهو يضحك /هااهه حسييت ولا تبي زود
مصعب نقز /ااااه الله لايبارك فيك ابك انت تبي تدخلني على المرة مكسّر
حاتم يعّدل عقاله بضحك /هذا اللي انت تبيه
مصعب بنص عين /فال الله ولا فالك
دخل عليهم عبدالعزيز /هاه وش رايكم ، عساني لابسه زين
لف عليه مصعب منصدم /لا لا
حاتم مات ضحك لين بانت غمّازتينه اللي تخفّى تحت لحيته وبانت زوايا سنونه / هههههههههههههههههههههههههههههه ماااهو كذيه ينلبس الثوب البدوي يبي لك دروس لجل تعلم ههههههههههههههههه  اجل هذي سواة الله يصلحك
عبدالعزيز /حسبي الله عليكم وعدلوه اشوف عن التشمّت
عزام دخل عليهم وزين ثوب عبدالعزيز /اصوات ضحكك ياحاتم ياساتر
-
بكامل جمالها البسيط .. وعايشة تكحل عينها وزينة تفرد شعرها /ههههههههههه يمه سهام تبي تعرررسين!
سهام بتوتر وربكة صفقت بسرعه/ااييه اسكتتي هذي ثالث مره تقولينها
عايشة /وش هالزين ياسهام ، الله يعافي كحلتي .. ابرك من هالالوان اللي حطيتيها بوجهش
سهام عقدت حواجبها وتناظر مكياجها بالمرايه/حراام عليك من قمت وانا اسوييه مو حلو؟
زينة تناظر عايشة ومقصدها ثاني /الا زين زين ماعليش منها تمزح معش ، ولا ياعايشة ؟
عايشة ناظرتها.. تنهدت بضيق وصدت تبي تطلع /لاتطلعين ياسهام ابي انادي لش امي
طلعت وراحت لأم عقاب
اما زينة تناظر المكان اللي طلعت منه بضيق وعيونها تحترّ .. بلعت ريقها /اجل يالله انا ابي اطلع اشم شوية هواء
سهام بخوف /لاتروحون وتتركوني لحالي
زينة /اقول عن الدلع هالحين امش تبي تجي
طلعت زينة وقامت تمشي والهواجيس تاكلها .. وقفت عند المزرعه براس جبل صغيّر تلفح به ريحة الخضره
والهواء يلعب بشعرها ويتحضّن نحرها وكنه يتبآهى بها
وريحة دهن العود منها ماكنه دهن العود .. الا ريحة مسك دمّ الريم والورد الطآئفي
رفعت شيلتها على راسها
-
اول مالمحها من باب المزرعة وعلى كتفه خيشة تمر مدّها للصبيّ واقبَل لها بضحكه ومزوح /وش بلا عنق الريم براس الجبل لوحده .. هو احدن مزعله على هالكشره اللي تجيب العافية
ضحكت ونزلت من راس الجبل ووقفت قباله /هالله الله .. وش ذاكله لايكون مسخن هاليوم عاد
عزام /لا بالله اللي يشوف هالزين ولو هو ورع يغدي شاعر
رفعت راسها له وتمقلت عينه ..رست على شفاتهآ ابتسامة صافية وصارت ضحكه /الله مير يسلّمك .. ها سجل انت اولهم
عزام عقد حواجبه /وشلون
زينة /انتت اول من مدحني هاليومم
ضحك بخفه وهمس /وانا وش خليتي لي مااقوله!
-
بعد صلاة العشاء بدأ اللعب للرجال بنصف ساحة البادية
وسعود عمّ عايشة جاء بالنوب عن هَله ..
والحريم لهن مكان بخيمة ام حاتم الواسسسعه وقدامها ساحةٍ خالية .. وسهام متوسطةٍ الحريم والخجل ياكلها .. ببساطتها وهدوئها وابتسامتها اللي مافارقتها "وغدَت عروس" لأول رجال دخل قلبها وأول رجّال لمحته بالبادية
اول حب طاهر سلب منها عقلها وقلبها .. اول حب صادق
غدت عروسته ذالليل على سنة الله ورسُوله والعرب كلّهم يشهَدون ويباركون
على الطّهارة والحب الصدوق اللي ابتدى من بعد النهاية بالحلاال
-
من عقب العشاء .. واللعب والسهر واليوم اللي كلن يحتريه
ابوراجح /الف مبروك يامصعب .. ويالله توكلنا على الله
مصعب اخذ نفس وتلاه صوت ابوسهام /مبروووك الله يجمع مابينكم ويسعدكم وتشيبون تحت سقف واحد
مصعب ضحك /امين
حاتم كاتب قصيدة لبن عمّه وخويّه وسنده /لا مشينا القصيدة علي وتستاهلها يامصعب
مصعب /تستاهل الطيب
عزام سلم عليه /مبروك مبروك ياجعل السعد فالكم ، اخيراً نبي نفتك منك شوي
ضحكوا كلهم ورد ابو راجح /اما بهذي ياابوفزاع انت صادق
مصعب ناظرهم /هاه .. تراي ابهوّن
ابوعقاب /لالا يارجال ماتعرف بالمزوح انت .. يالله مشينا
مسوا عقب ماسلموا عليه سعود وعبدالعزيز والرجال كلهم وباركوا لهه
ووالحريم مشوا معهم .. وهذا عرس البدو والبادية "يختلف من بين العرب "
مشن الحريم الكبارمن اهل العروس.. مع العروس ووراهن البنات
والشيّاب والرجال من اهل المعرس والعروس معهم .. وصوت حاتم يصدح بالقصيدة ووراه الرجال كلهم يردّون .. زينة مسكت ذراع عايشة /ماخبرتي هالصوت؟ ماتدرين من هو له ؟
عايشة ركزت شوي بالصوت وحطت يدها على فمها وتناظر جهة الرياجيل تتدوورهه من بيينهم /حاااتم ياززييينة حااتم!!! هذاااهو صووته ! اللي يقول القصيدة
زينة ضحك /ايه ايه هوو اسكتي لحدن يسمعش واثقلي
ابتسمت بروووح وكن الحياة ردت لها وبحة صوته تصدع بشعره الجزيل
خلصت قصيدته وقبل راس مصعب والرجال وراهم لازالوا يرددونها .. لف لسعود وراه وطاحت عينه عليها .. وعليها برقعها .. وكن رموشها تستر البرقع ماهو هو اللي يسترها
سنعوسةٍ عن الف رجال .. بخطاها .. ووقفتها والضحكه اللي تعدّل وقفة المايل إلى مالّ ..
ولاعاند الوقت خاطرها وِلا حال .. عوّد يزين وكنها تلسبه بطارف شعرها
بانت له غمازتينها اول ماطاحت عينها بعينه
تنهد يبي يستعدل بوقفته وصد عنها يضحك "اجل لابسة الجلابية اللي اخذتها لها!،انشهد انش انتي اللي تزينينها ماهيب اللي تزيّنش" .. كمل طريقة يحاول مايلتفت ويسرح بها زود .. وصلوا لبيت مصعب وسهام .. قريّب من بيت ابوراجح حيل ماابعدوا لجل تكون حول ام حاتم واهلها
دخلن الحريم "اهلها ام حاتم وام عقاب وام عايشة وعايشة وزينة"
وجلسوا سهام بمكانها وعدلوا جلستها وطلعوا ودخلوا اهلها الرجال ومصعب .. وقفت برا ويّا زينة وعينها على حاتم بسرحه .. وكنها الطفل اللي يتحرّى جية ابوه ومسنده من زمن!
لفت للصوت اللي همس لها .. كان صوت عمّها سعود وهو يضحك ويآشر لها /عايشة !! تغطي زين
ضحكت بخفه ورفعت شيلتها من جهة الرجال بوجهها ومشت هي وزينة ورا الحريم
زينة لقت الفرصه اللي اختلت بها مع عايشة/عايشة ء يعني .. هو طاح الحطب !
عايشة عقدت حواجبها وعيونها على طريقها /وش حطبه؟
زينة ناظرتها /وشلون يعني ، لاتصيرين دلخه مرتن وحده ، شوفي اليوم عرس سهام وراحت مع رجالها الله يوفقها وححاتم جاء ووجهش مسفهل ماشاءلله قبل عشر دقايق بس
قاطعتها عايشة بقرصه بذراعها /اسكتي لايسمعنش الحريم وبعدين وش هالهرج ماهنا حطب ولا شي بس لجل ماتعودينها وتحسسين مني لو اقول وش اقووول انا اقرب لش من الروح ماتلوميني وانا مالمتتش بس لجل تنقرصين وتعدلين
زينة تخصرت /اناا تقررصينّي وتعدّليني يابنت صقرر!
عايشة لفت عليها /الا ياناكره .. انا امش اللي ماجيتي من بطني اعقلي بس
زينة كشرت ومشت معها
وقفت بعيد عن الحريم شوي .. /زينة انتي اسبقيني وانا شويٍ وجاية
زينة بنص عين /لاااتطوولين ولا تراي ابتلّتس من شعرتس من عندهه
عايشة عقدت حواجبها /زززييينة!
ضحكت وهجت /زييين زينن منتب شايفته ولاتزعلين
-
بعد دقايق وهي واقفه بنص الارض الخالية .. من النور ، ومن الصوت ومن العيون
جاها من وراها وطلع مابجيبه وحطه قدام وجهها ووبحه صوته يلحفها ببرد هالليل /وشلون تدرين باللي ودي به
لفت عليه ووجهها من تحت برقعها يكشف سعَدها من غمّازتينها اللي انغرست من سمعت صوته
وعينها ضحكت ورفضت ترمش .. تبي العلم الوكاد !
هو ماتراه .. حلم ! ولا علم ؟ .. قبالي متعافي ومابه الا الزين زود !
تغيّرت ملامحها فجأة وضربت ظاهر يده بحراره وآلمته وناظرها بصدمه !
عايشة بلوم /هاللحين يومنّك تمشي وادري من سوالف النسوان انك تعبان ، مادريت عن وجهي بينهن وشلون قلَب ؟ وشلون صوتي انهزّ بينهن وعيوني قامت تغورق
يعنني ماتدري بغلااك .. ليي ايام وانا تقول ذيب فوق الجبل ومغير اتحرّى جيتك
مسك طرف غترته لتلآمس اطراف شفآتها ويلزمها بالصمتّ! سكر فمها وحط يده على راسه /صدقيني لو ابسمع هالهرج هذا كله يبي يجيني بلاي وينقلونّي نقل لمشافي البلاد
سكتت لثواني وراسهآ يوجّ بريحة غترته ، البخور ودهن العود الثقيل
يزيده هيبه وثقلٍ على ثقله .. صدت عنه وكنّ بلاها جاها /فال الله ولا فالك
نزل غترته وهو يتمقل بملامحها /افا ، انتي زعلتي ؟ لايكون بخاطرش مني شي .. "التزم الصمت وماسمع ردها وكنّها سرحت!" ردت على صمتها بحة صوته وثقله /العذر والسموحه منش ادري قلقتي ع
عايشة قاطعته وهي تنتبه وش يقول /لاتعذّر ادري باللي تبي تقوله كله ، خلاص مسموح ولاتعودها
حاتم ضحك وهو مدنّق لها /خفي علينا بالزين ذالليل ، تتخلين النسوان كلها تحسّدش
عايشة ضحكت بشقاوة وفرحتها ماااتنووصف ولاتنصاغ بالحروووف الفرح بعينها وبرووحها وصوتها /اجل فمان الله ، خل اروح احرّ النسوان ، يحق لي اتباهى بينهم من بعد لقياك
فرّت منه مامداه يرد عليها .. مامداه يقضبها عنهن وعن العرب كلّهم
فلتت من يدهه واطلق تنهيده وعينه تتبع خطاها /قد هو من زمان يحق لش ألا يابعد حيي وميتي ٓ
صفت جنب كبار النسوان وهي تميّز من بينهن وتباهى وزينة تبوحر بها وتضحك على وجهها المفضوح أمره .. بالنسبة لها
اقبلت لها بنية من بنات البادية وعيونها تذر من الغيرة والحسد وبصوت خافت / امرش مفضوح ياعويش .. شفتش مع
عايشة لفت على زينة  وهي تنثر شعرها على جنبها الايسر/الا يابعدي ياعمي سعود .. شفتهه جاي ماكسر خاطري من شوي سلمت عليه يازينة
ابتسمت وانتبهت للي بجنبها /ء قلتي لي شي ؟ ما آوحيت
تراجعت بصمت وتكتفت وهي تناظرها بقهر " اجل هذا عمها الله يخلف عليّه افف وانا وش يدريني بالظلمة واقفين وبعدين وش هالسلام ماكنه عم"
ضحكت عايشة وقامت تلعب على الخفيف ومعها زينة جنب ام عقاب وام حاتم و يلاعبنّهن الى ماتوسطن الحريم هالأربع وعايشة ماتشيلها الأرض دام كل من تغليه واقف عليها
-
اقبل عليهم والضحكة ترسم وجهه .. ماشبع منها بس موقن ان ماهو ذاللقى ذالليلة .. تو الليل بآوله
قابله عزام وهو يلعب بسيفه ودخل معه حاتم واصوات الرجال بالقصيد تعلى وسعود يطلق بالرصاص ويشوّشهم
كلن يملاه السّعد دام الليلة مرت على خير وبأفضل مايكُون ..
على خير ؟ .. بأواخر السّمره والنار حيّه وماغير باقي الا الشباب وبعض الوغدان
ضحك عزام ورووحه حيّه ومستانس ويسولف مع الرياجيل .. وماتحرك مع الصبيّه اليوم لجل طلب ابوراجح له وان اليوم له حق يفرح معهم .. الا شيّن بخاطره ماقوا يتركهم لوحدهم يشتغلون /الا يارجال انا نعست .. المكان مكانكم وانا استاذنكم بغيتوا شي ؟
الكل استودعه الله الا اخ لشخص يعتبر عدو عزّام "اخو مزعل" وعينه تعاين عزام بكل كبر /الا ياعزام .. الليلة ماشاءلله شكلك معفيّ عن منصبك الشريف .. اشهد لله الليلة ماتنعرف عن العادة
ماغير باقي ملامحك تغيّر لجل نتعود عليك بذالشكل "وقالها بأسلوب مزح وكان اثرها قويّ وكان عزام عارف وش مقصوده ووش وراه " ماخبرنا عليك مثل هالثوب البدوي هههههههههههههه الله اعلم انها من حاتم ابن راجح على العموم فمان الله
ارقد عساك ترد لنا عزام الاوليّ ونتعرف عليه الطيب والصابر والرجال هههههههه تربية ابوراجح الله يعزّه
ضحك البعض مسايره له ولجل مايحسسون عزام بشيء
وسكت البعض وكنه عارف اثرها على عزام اللي رد على كلامه بإبتسامة وهدوء /كلن على طبعه تربى
جن عقله من هالكلام اللي دخل اذنه لا حشيمه للمكان ولا حشيمه لليلة ولا حشيمة للي جالسين حوله .. عقب مامشى عزام لف عليه وعيونه عروقها تمزقت من عصبيه غشت عينه
ويتمالك نفسه وماتمالك صوته اللي زاد جهره /وش اللي دخل اذني يا عبيد .. انت الظاهر ماتعلمت العيب لا احترمت المكان والرجال اللي اكبر منك قدر وعمر.. ولا احترمت الليلة اللي هي عرس ابن عمي ابن الشيخ الا بالله عيب عليك وشرهتي وشرهة الرياجيل اللي بذيا تطولك وتعداك ياحيف بس عزام اخوي ومتربي معي ولا طريته بالحكى طريتني وطريت مصعب .. وانت تعرف من حنا
لا تشوفك عيني لين تعذّر له قدام كل من سمع هاللي ماينطرى  شبت حميّته على اخو عرفه قريب وكنه يعرفه من سنين .. سعود بركاده /اي بالله ابوفزاع اخو وعيب الكلام اللي قلته وان كان مااخذ عليك بخاطره فهو من طيبه ماهو من طيب هالسم اللي قلته وان كانه ماشال بخاطره بعد فهي عيب بحقنا اهله وبالعرب كلها
عبيد/انت منت من اهله
حاتم ربت على كتف سعود بيده /الا بلا من سيد اهله ياعبيد واسمع الكلاماللي انقال .. بعدك تجهل المرجله دام هذي سواياك
قام عنهم وتسبده تفرك من كلمة حاتم الاخيره "بعدك تجهل المرجله دام هذي سواياك"
-
عقب ماقفى عنهم بسرعه وكنه يتمالك شيء ما بداخله لاينفجر ويثور ويطلع لهم الضعف اللي به
عدى بسرعه وابعد عنهم وانفاسه تسآبق طرى عليه كل شي .. كل شي
منظر مزعل ويا زينة
ومنظرهم ببيت زينة ودموعها
ووجه مزعل بذيك الليلة
وكلام اخوه عبيد عنه
حس بكلامه وكنّه يصحّيه من الوهم اللي عاشه اليوم كله .. جلس على راس جبل ورى بيت زينة
هذا مادلّه عقله وقليبه .. هذا الطريق اللي جرّت له خطاه
نزّل غترته .. او غترة حاتم له وفتح اعلى الثوب لجل يتنفس وينسى اللي سمعه
ناظر بيت زينة .. وكن جناحه اللي يعونه لها انجرح وقريب للإنكسار
كل مايتذكر انه صبي وان مابيده حيله على من هو اعلى منه
يدري انه ماهوب قاوي يطولها .. بس القلب حب والعقل اقوى .. يصحّيه دوم ويزعجه لايعيش حلمه ولو هو حلم !
-
نزّلت العقد من نحرها وكيانها يجذب وعينها تضحك وروحها تطيير من هاليوم اللي رد روحها من اقصاها ..
زينة جنبها تلبس قميصها للنوم وحباله المربوطه اللي تحضن خصرها ../الله ياسهام وطرتي من يد امش وابيش بس يستاهلها مصعب وهي تستاهله عسى الله يوفقهم .. الا تهقين هالحين وش حالهمم؟
عايشة ضحكت /وش لش بالمعاريس اتركيهم بحالهم يابنت الحلال
اخذت شيلتها وحطتها على راسها /اجل انا بآصل بيتي اخذ لي غرض وبردّ مانيب مطوله
عايشة سمعت صوت عمها سعود برى/زين لاتبطين بجلس مع سعود شوي
راحت زينة وطلعت عايشة من مرقدها ووقفت ورى قماش الخيمة الفاصل بين الرياجيل وبينها وسمعت الصوت اللي وقفها بمكانها .. وهز خلخآلها لين سمَعه ..
حاتم بفخر /بيض الله وجهك ياسعود عز الله انك رجال وبعض العرب ماينفع معها الا الكود .. وانت ماقصرت
سعود /حق وواجب ماعليك قصور ومبروك مرتن ثانيه ورابعه لكم ولمصعب ، انت تبي ترقد ذالحين ولا؟
حاتم هز راسه وكنه قاصدٍ احد بكلامه وعلى شفاه نصف ابتسامة /لااا انا ابي آصل لمكانٍ يحبه قلبي غدي الخير ياصلني
سعود ضحك /ماشاءلله وش هالمكان ولا تبي تخفيه عنّا ؟
حاتم طق كتف سعود واقفى /انسى تعرفه لا انت ولا العرب كلهم فمان الله
سعود /فمان الله ، وعسى الخير ياصلك
ضحك زود وصوت خلخآلها يرن بآذنه وكنّها تلبي الندا
-
طلعت من البيت ومعها غرض وشيلتها على كتفها بالظلام .. مشت خطوتين وعينها على بيتها .. كل مادخلت وكل ماشافت البيت مرت عليها ريحة مزعل
اللي كل ماذكرته تكاد تختنق من مروره ببالها وتعكيره لصفوة مزاجها
ضيّقت عينها لراس النفود اللي ورى بيتها .. قربت شوي وهي تركز بالجسم اللي عجزت تعرّف عليه
بس للحظة غشاها الخوف وصدت بهرولة وتنفى فكره ببالها انه هوو مستحيل يصير مزعل وش جاابهه ، وقفت فجأة من وصلها صوته صوت الامان صوت الدفى صوت الحمية والسند
عزام وقف ونزل من الجبل وبصوت عالي / زينة!
لفت عليه وضحكت بربكة /هذا اءانت
-
صعد براس الجبل من زمن ويتحراها .. وبصوت راكد وبحه هاديه ضحك وعينه على القمر المكتمل / اجل تغلّين علي .. تبي تزيدين الحطب بنار الوله اللي بصدري  وتكودين شعلتها زودن على ماهي شاعله وتضوي بقليبي .. لكن زين ، انتي تغلي يالمذنبه وانا حليم وصبور دامني ابلقاش
نزلت من ظهر الفرس وضربت رجولها بالارض وهز خلخالها
برنّته يبري حاله من الوله يوم التفت لها وهزّه بآقترابه يبري حاله من الذنب اللي آقترفه
ابتسم براحه وركاده وعينه عطشه عليها /ارحـبـي
عايشة ضحكت /ماخيبت ظني .. قلت خليه شوي كود يحس باللي حسيتيه من الوله والحزن بفرقاه وتدرين من الناس بسبب روحته
حاتم سكر عينه بسكُون وهي تقترب ويحتريها تكمل يبي يتشبع
من شرهتها ومن نبرة الوله بصوتها
ولمعة الشوق بعيونها
من ريحتها اللي بمثابة الأكسجين له .. وشوفها هو النظر ولو هو ضرير
قربها .. هو الوطن ولو البلد دمرتها الحروب
دنت له وهي تجهل وش حاله بهالقرب .. دنت له لين حست بالدفى يحتضنها ويلمهآ له
-
عند بيت زينة براس الجبل
زينة /انت حالك ماجاز لي وش بلاك ياعزام .. وش بلا الغتره والعقال بالارض كذيه وش صار
وهو لازال سجته والتفت لها بصمت وعينه الذابله عليها بدون مايوجس
رفعت شيلتها على راسها وارتبكت /عزام !
عزام على حاله /لبيه
زينة/سمعتني وش قلت ؟
عزام /بس كلامه صحيح كله ماغلط بكلمة متى بيتعودون على عزام وهو بالشكل اللي هو به اليوم
زينة ابتسمت /ايييه ياملحك الليلة وش هالزين اللي متخبي عنا ، الله لايشوفنّك نسوان البادية ينخبلن ماشاءلله
عزام /لاتلعبين على روحش انتي بعد وتصدقين .. مردي صبي وش انا انا ! هالليلة انسوها هي غلط وماهوب متكرر دام العقول الصغيره والخفيفه موجوده
زينة/وش تقول انت ؟ عزام عيب هالكلام انا ماقلت انك صبي من اللي قايله
عزام الا بلا قايلته بهاكاليوم يومش مع مزعل .. و لجل همٍ بقلبي نسيتها .. والليلة اخوه يرد يذكرني بمن انا .. مير ماعليه شرهه دام مزعل اخوه
زينة بعد صمت / العذر والسموحه منك ياعزام وياسواد وجهي يوم قلتها لك
عزام / لا دامش بعيده عنه ، كل شيّن يهون
زينة توسعت عينها ببراءة الاطفال / طيب ودي انشدك هالحين يصير ؟
صد وضحك من لمح عينها وبراءتها /هاتي وش عندش
زينة /وش الهم اللي في قلبك .. اللي نسيت قولي لك بسبه و..
عزام / بس بس فاهم ماهو لازم تشرحين زود
زينة /دامك فاهم اجل وشوله تخليني انشد كان جاوبت وبعدين وشلون فهمت قبل ماتكلم
عزام ناظر عيونها وابتسم /فاهمش من عين الريم اللي تبوحر بي من اقبلت
زينة /انا محد يفهمني من عيوني الا عايشة .. واحياناً ام عقاب الامن لعبت عليها
عزام / وانا صدقيني افهم .. زينة / طيب ما..
سكتت يوم وقف عزام وسحبها مع يدها يوقفها معه واخذ شيلتها من على التراب ونفضها وحطها على راسها /يالله ابي اوصلش النوم مالي عينش
زينة وهي تمشي معه / اووه عاد لاتبالغ ، بس انت ماجاوبتني يااشينك عاد
عزام /ابتس روحي ارقدي والصباح رباح لاتزودين الحنه
زينة /يعني تبي الفكه مني ، وانا اقول زين لقيت لي احدن اهرج معه بهالليل
عزام وقف ورا مرقاد عايشه وزينة وبهمس /وانا وش اقول ، وبعدين عايشة تحرّاش تلقينها
زينة /ويييه عايشة هذا وجهي ان دخلت ولقيتها ، ماتقضبها الاررض
عزام ضحك /زين زين روحي فمان الله ، تصبحين على خير
زينة لفت عليه وهي تمشي /نشوف من يحلم بالآخر ، وانا ابحاول احَلم فيك غديني اغلبك
ظلت ابتسامته على شفاته وعينه لين اختفت عن عينه ولين رد لمرقاده وانسدح بفراشه وزولها يتخايل له
ابتسم وهي تطري على باله يومنها تحاول تنسيه همه وتطيّب خاطره
-
سند راسه على كتفها ومسك اطراف شعرها وحطه على وجهه ويتنفس ريحته اللي اخذت قلبه وعقله
ظهر صوته اخيراً ببحه وهدوء /عواش
عايشة سرحانه بالقمر وتهوووجس /لبيه
حاتم بهمس /ودّي بيش ، دوم حولي
لفت عليه / سم ؟ وش قلت "ابتسمت وهي تناظر عيونه" سرحت بسواد السماء اللي يشوف القمر وكاد يجس به
ابتسم بهدوء .. اتسعت ابتسامته وضحك ونزل راسه
عايشة /الا وش قلت لي ؟
تحضنت عينيه عيونها ولاحدن منهم قادر يصد عن الاخر وقلّب عيونه عنها وصد بكبر /كلامي ماينعاد وشوله ماسمعتي من اول نوبه
عايشة عقدت حواجبها /ياحاتم اقولك سجيت .. مهو انت تقول اللي يسج ماعليه شرهه ؟ وش اللي غير كلامك
حاتم ضحك /اللي يلمح حد السيف ورمش المها ينسى وش يقول
عايشة تخصرت وعيونها طايرهه عليه وماتخفي ضحكتها /وش هالحين تبي تهرج ولا قمت ارقد ولا ادور لي شغله غيرك
حاتم مسك ذراعها وحطها على اكتافه ودفن وجهه بصدرها /مالش شغلٍ غيري اقول اقضبي الارض بعدي ماشبعت منش
عايشة بغرور وهي تطق ظهره /انا لو بحتريك تشبع عز الله مافترقنا
حاتم بهدوء/وش له الفرقى؟ .. لانفترق
عايشة بعفويه ونبره غريبة / حاتم .. هالحين انت .. يعني انت
رفع راسه ومسك طرف دقنها وبحّر بعيونها ويوجس الغرق/وش بيش ؟!
عايشة نزلت وجهه/لاتطالعني كذيه
حاتم ضحك ورفع راسه /هاه ؟ ماوحيت
عايشة بزعل /حااااتتم
حاتم /لبيه لبيييه عيونوه
ٓ-
انحفر على سقف هالبيت اصوات ضحكهم
من أول يوم .. كان سعيد وجميل ، خفيف ، بربكته ، بهدوءه ، بشقاوته ، بصوت السّعد اللي فيه
جاها ومعه الفطور بالصحن الشعبي اللي بدت تتأقلم معه رغماً عنها
لجلها ولجل حبها الطاهر حبت كل شيٍ عشانه
وكل شيٍ يعنيه
ضحكت وهي تفرك يدينها ببعض بحماس بضحكه /وااو جووعانه .. تسلم يدينك
مصعب /كولي جعله بالعافية .. انا من هالحين بقولش منتب ذايقتن احسن منها
سهام بدت تاكل ومبسوطه بإنها من دخلت معه هالبيت ماحست بخوف او ندم
وهو كان ماتاسعه الارض بوسعها من فرحته .. اخيراً نال مايتمنى من بعد اقناع لأبوراجح
بأنه يعرس قبل حاتم وان العرس نصيب متى مانكتب له يبي يجيه
-
مسك يدها وصوت ضحكتها يرن بمسمعه ويتآمل حناها بيدها ..
ولو ان للحنى منطق .. غاظني بأنه يتحضنّ يديها /عواش بخاطري هرج
عايشة /انا خابره ، لبيه سم
حاتم بلا وعي /عايشة انتي تدرين ان امي قد خطبشّ .. لي
عايشة بهدوء وبغرابه/ايه خابره
حاتم /انا نشدت امي وقالت ماهنا نصيب .. بس ذاك زمان هالحين
عايشة تصدد /انا مادريت الا من تالي و مابي العرس
انصدم من كلمتها ثواني .. عجز عن الكلام لدقيقة كامله وهو يطالع عيونها ووجهه بِلا ملامح
اختلطت نبرته بهدوء وغرابه / و .. وراه .. وليه ماتبينه ؟
عايشة ناظرته/ ابتس انا بزير وش اللي اعرس ،
ووش ابي بالعرس ووجع الراس
وزين يوم عيت عليكم امي ام عقاب .. وقد هي عيت وانا عييت عن واجد
وبعدين كود اتغلى شوي وش يضر
حاتم خفق يسار صدره واحترّت انفاسه زود/بس عاد .. تغليتي واجد يكفيش ماراح من التغلي
عايشة ضحكت / وش تبي هالحين
حاتم دنى من اطراف اصابعها وداعبهن بحنية /عايشة ،
انتي تخبرين انش غالية علي .. وعمري مادنيت لوحدةٍ من نسوان العرب غيرش
عايشة سكتت وجسمها تزود حرارته وهي تسمعه
حاتم اخذ نفس / عايشة .. انا لارحت للديره انهبل متى ارد هنا .. ومن اصل تدور عيوني وانا اتفقدش بين العرب .. ابك انا تعبت من كود فرقاش ياعويش اي بالله انا من اروح بذاك يتخايل لي زولش .. عايشة .. انا ابيش ولا اريدش لغيري
عايشة ناظرته ولاتكلمت لين رد عليها صوته /ابخلّي امي ترد تخطبش ولاتردينها خايبه
لازالت بحالة صمتها لين خلص كلامه وقامت من محلّها وهي تنزل من الجبل تبي ترد لبيتها
وبراسها تدووور فكرة ان حاتم يصير رجّالها .. هي تعزه وتغليه بس ماعمرها تخيلت بأنهم يجتمعون سوا تحت سقف واحد
-
بنصف العصريه .. كان يفكر وهو يمشي وراها ويهوجس ...
لفت عليه /يابوي ابلشتني اهرج عندك كلام بين عيونك هاته قله ..
حاتم ابستم بوجهها /يمه .. انا ابي العرس والبنت زاهبه
ام حاتم بفرح غشى عينها وماهيب مصدقه مادخل اذنها / ويش!! انا بحلم ولا بعلم يايمه وش هالعلم الزين
حاتم بركاده /ابي عايشة بنت صقر ، وليمنها ماوافقت مالي غيرها ، وكلمت ابوي "ابوراجح" وقال توكلوا على الله
ام حاتم بتردد /والله عايشة بنيه عن جميع البنات بس
حاتم /انا خابر يايمه ، واذا منها رفصت انا بنفسي ابروح اخطبها من ابوعقاب واذا ماكتب نصيب ماحنا غاصبينها
‏-
المغرب ..
جلست بهدووء وبتفكير
هو صحيح اللي سمعته من شوي ولا هي تحلّم .. ام حاتم جت ! وتطلب يدها لولدها حاتم للمره الثانية وهالمره غيييير
هالمره فيه بينها وبين حاتم حبل عريض  حبل متجوّدين به اثنينهم
زينة جلست جنبها / يابعد حيي والله .. هالحين انتي مستحيه ولا وش بلاش
عايشة بلعت ريقها /ززينة ، وس السواة الحين ، الرجال فعلها وهو صادق ، خطبني
زينة / طيب وش رادّش عَنه .. وش اللي مقلقش كذيه
انتي تعرفين حاتم اكثر مني .. وخابرته
اللي اعرفه عنه انه رجال وعن الف رجال ويخاف الله
وكريم وطيبه من ابوه وهله
وش بلاش اجل كذيه !
عايشة ناظرتها /مدري يازينة .. مدري
زينة /لاتقولين ان قليبش يقرصش لنه اذا قرص ماهوب حاصل خير الا باذن الله
عايشة /زينة .. انا مابي العرس
زينة عقدت حواجبها /وش ! وش تقولين انتي
لو هو اي رجال قلت الله يحفظه ويخليه لهله
بس هذا حاتم ياعويش وانتي خابرته .. حاتم اللي تموتين الا منه غاب يوم ولا يومين ماتصبرين الا لين تراه عينش .. "ماكملت كلامها وقامت عايشة بخطوات سريعه "
شافته بعيد ومعه عزام وسعود يتساسرون عند النار  وبخيمة ابوراجح وعندهم رياجيل
راحت من جنب الخيمة بقصد يناظرها ويجيها بس ماشافها
زفرت وهي تهز برجلها وطلع بوجهها عزام /عزاام .. واللي يخليك ناد لي حاتم انهج انهج
ناظرها شوي وهز راسه ورجع لحاتم وآشر له يجي .. جاه وشافها واقفه بعيد تحتريه
وقفت وقلبها يرجف مدري خوف .. مدري ربكه .. مدري وله .. مدري لوووم !
لفت عليه اول ماسمعت خطاه تقترب واحتد صوتها/حاتم
عقد حواجبه /لبيه
عايشة سكتت شوي وكملت /وشلون كذيه تخلي امك تجي ، انت صادق انتت!
حاتم انت مانتب فاهمني ولو تكلمت ماحدن يبي يفهمني
ابن عمي وهو ابن عمي عجزت ارضاه
وشلون تبيني .. انت ....
حاتم كبت كل شعور يتصادم داخله وكل سؤال وسؤال يدور بباله من كلامها .. بس ما قدر يكبت نبرة صوته اللي زادت بحتها وجهرتها الخافته /انتي وش تقولين ؟ وش هالهرج ياعويش
انتي ماتدرين بغلاش عندي وان غلاش من غلا امي
"
ارحمي من هو على وجودش تلهّف
واقسي من هو بفرقاش يبتغي خير
قلبي يا مره ماهــوب طيــرٍ يرفـــرف
ولاني احثـــه على متبـــع السيـــر
انا عزيز النفس ولا اقـــدر اطـــــرف
انسان دخل هالقلب ورقد به بخير
"
عايشة ناظرته وشعوورها متضارب وقلبها يرجف وزوايا عينها مرويّه من دمع عينها الذابله /خابره .. خابره بس ليتك تفهم ان مالي بالعرس ماابيه ماعرفه ماطيق طاريه مااداني احدن يحكمني ويقيدني ببيت واصبح وامسي مثل باقي نسوان البادية كل اليوم بالمطبخ .. والغثى اللي يجي من وراه والظلم .. حاتم انت تدري بي .. اعزك وانت اغلا من على وجه البسيطه
وادري بك تبي تفهمني وتوجس بي لو ماحتسيت
صدت تبي تعود دارها وقفها صوته وهو يزييد بحه من الغبن /وانا مريد افهم .. ولا اريد اعرف ولا اوجس ياعايشة انا اريدش انتي .. ابيش لي راسي يشيب وانا اشوفهم البعاد قراب وانا القريب لش البعيد عنش .. اريدش ياعايشة وانا على حالي هذا .. انا مظلوم وانتي لي الحاكم -قرب لها بنبره هزتها وبحه توجع قلبها وهي تحبه وتغليه لكن ماتبيه ولا تبي غيره-
اريد منش انصاف ان كان تعرفينه !،ماني اخذش لجل احكمش وانتي حاكمتني
-
طال نظرها فيه .. دقيقه دقيقتين .. خمس .. وهي تتطالع عينه المريوشه
وانفه المسلول .. هذا حاتم ؟ حاتم اللي ارق علي من الهوا البارد
يبيني لشيّن مابيه .. نطقت بصوتها الراويّ وعيونها الذبله تدمره /ماابيك ماابيك ياحاتم ولا ابي غيرك
اقفت عنه بسرعه قبل تسمع منه كلمه .. وهي تلقط النفس كله ولا ترتوي ويدها على قلبها وتمشي لوين ماتاطى رجليها
.
.
.
ياحاكمٍ قلبي وعقلي وحاكمني
انصف بالفقير ان كان تبي الاجر
تعال اقرب اشمّك وانت ضامنّي
تعال زوّد عناقك وزوّدني عمـر
تعال احكي لك علومــي وعلمني
الســـــاعه بدون عينك تصبح دهر
ياحاكمٍ قلبي وروحــــي اعدلنـــي
تكفى طلبتك كان تبي المثوبه والاجر
.
.
.