الفصل (7)

2.4K 81 1
                                    

'الفصل السابع'

شاب طائـ ـش مُدلل رغم صرامة ابيه يمتلك الوسامة والمال لتقع الإناث في شباك نظراته وابتسامته
كان في بداية دراسته في كلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة عندما اكتشف انه يهوى كل ماهو انثى خاصتاً مع انجذاب الفتايات اليه ومحاولاتهم الحديث معه والتقرب منه.
انجرف معهم واصبح يرافق هذه ويغازل اخرى حتى التقى بها في عامه الثالث الدراسي..
ميار ، فتاه رقيقة الملامح رغم عاديتها
جذبته بعينيها اللوزيتين ف اخذ يسعى هو تلك المرة خلفها.. يحاول التقرب منها ، فعل كل شيء حتى يستطيع التحدث معها.. لتسقط في شباكه.. صادقها ليعلم انها اتت من محافظة اخرى مثله.. يتيمة الابوين وتعيش مع خالها وزوجته
احبته واحبها او ظن ذلك ثم اراد الزواج بها ليرفض ابيه مخبراً اياه انه لازال صغيراً  ولا يتسرع في الحكم على مشاعره
اخبرها برفض ابيه وعرض عليها الزواج
زواجاً عرفياً سرياً لن يعلم به احد غيرهم.. رفضت وثارت عليه في البداية ف ابتعد.. هجرها و تظاهر بأنه غا،ضب منها لعدم ثقتها به
ف عادت اليه تخبره بموافقتها وتم الزواج يتقابلا في منزله طوال ايام دراستهم حتى فاجأته بما لم يحسب له حساباً
- انا حامل يا فتح الله
- ايه.. انتي اتجننتي يا ميار احنا مش متفقين ان دا مش هيحصل غير لما اخلص الكلية واروح اتقدملك رسمي
همست ببكاء : والله ما اعرف دا حصل ازاي.. غصب عني
اخبرها انه لن يستطيع تحمل هذه المسئولية وان تحاول اجهاضه لتعترض وتذهب الى ابيه الذي اهانها و اخبرها صراحةً انه لن يقبل بها زوجة لإبنه ومن الممكن ان يكون الطفل بداخلها ليس بحفيده
- وانا اش عرفني بجا ان اللي في بطنك ديه من ولدي
جحظت عينيها من ذلك الاتهام الحقير الذي يلصقه بها ليكمل دون الاهتمام لشعورها
- ماهي اللي تعمل إجده و ترخـ، ـص نفسها مايتآمنلهاش
رحلت وتركته... كأنها تبخرت تماماً ولم يراها مطلقاً حتى الآن..!
غضب عليه ابيه.. كان لا يحادثه ولا يبعث له بأموال ، منعه من دخول منزلهم بل البلدة بأكملها واراد هو فعل اي شيء حتى ينال رضاه
خمس سنوات قضاهم وحيداً فقط شقيقه هو من كان يزوره من حين لآخر حتى أبلغه ذات يوم ان والدهم يريد ان يراه
ظن انه عفا عنه وذهب اليه سعيداً ليقابله ابيه بجفاء وجلس امامه يخبره بما يريده منه
- عايزني ارضى عنك وترجع تدخل البلد دي تاني
اومأ له دون تفكير وهبط على كفه يقبله
- انا مستعد اعمل اي حاجة يا حج بس انت تكون راضي
اخبره بحاجته لأحدى الاراضي والمتوقف عليها بناء المصنع خاصته
مالكها يكون ابن عمه ولا يريد البيع لانه كتبها لأبنته الوحيدة
سيتزوج بها ثم يجعلها تتنازل عنها له وبذلك تتم خطته كما رسمها واذا اراد ان يطلقها بعدها ف ليفعل ويتزوج بمن يشاء
وافق... لم يكن امامه خيار اخر
انتفض مع يد اخيه فوق كتفه ونظر خلفه ليهتف شقيقه : مالك يعم فتح الله سرحان في ايه كدا
اجابه : ابدا بفكر
- بتفكر في ايه.. اوعى تكون صعبانة عليك
علم انه يتحدث عن ساندي ف صمت ليتابع : ابوها هو اللي عِندي ومارضاش يبيع.. هيعمل ايه هو بالارض يعني لا بيجي يشوفها ولا هو عايش هنا اصلا ولولا رفضه ماكنش كل دا حصل
ابتسم فتح الله ابتسامة جانبية عابثة : بيني وبينك انا مبسوط باللي بيحصل دا
رفع اخيه احد حاجبيه : يااه للدرجة دي
حرك رأسه وهو يتخيلها : البنت قطنة يا قاسم رقة وهدوء وايه بقا...
اطلق صفيراً مكملاً : صار،وخ
ضحك قاسم قائلاً : اااه عشان كدا الموضوع جاي على هواك
- جداااا.
***
سارت امامهم ترغي وتزبد شاعرة بالغضب والسخط عليه تباً لك مؤيد ولفعلتك تلك
- بقا انا... انا يسيبني واقفة كدا زي اي حاجة مالهاش لازمة ويروح ورا البتاعة دي
نظرا لها كلا من حسناء وبسنت بينما تتابع : انا غلطانة اني اروح اشوفه اصلا... ها ليه ليه اروح اشوفه وعشان ايه وانا مالي اصلا بيه
- يمكن عشان.. جوزك مثلا او يمكن تكوني يعني... حبتيه
قالت بسنت بذات مغزى لتصـ ـرخ بها : بس ماتقوليش حبيته دي قال حبيته قال دا في أحلامه
ابتسمت بسنت ثم همست بخفوت : واضح ان أحلامه بتتحقق
- ايه انتي قولتي ايه؟
رفعت يدها مستسلمة : انا ماقولتش حاجة خالص
حسناء : منى اعترفي انتي حبيتي مؤيد وبتغيري
بسنت : بتغير ايه بس يا بنتي دي مولعة خالص مش شايفة النار طالعة من راسها ازاي
ضحكا الاثنين بينما هتفت بعيظ : انا لا بحبه ولا بغير اصلا انا بس اتضايقت لانه خلى منظري زفـ ـت
نهضت حسناء تمسك بها : لا بتحبيه ومش دي المرة الاولى كمان اللي تغيري عليه فيها فاكرة يوم الحفلة واللي عملتيه عشان شوفتيه واقف مع الـParty planner
ابعدتها عنها بنزق : بس هبل ، أحبه على ايه هو بيعمل اي حاجة غير انه يضايقني ويزعقلي
- دا بس عشان بتعندي معاه لكن لو اعترفتي انك وقعتي هتشوفي حاجات تانية خالص انا متأكدة من اخويا
اشاحت بيدها هاتفة : مش عايزه اشوف حاجة انا عايزاه يبعد عني وخلاص
- فعلاً !!
التفتت خلفها لتجده واقفاً يديه بجيب سرواله وينظر اليها بتهكم ف اقتربت منه بغـ ـضب : انت ايه اللي جابك هنا؟
زفر هاتفاً : يووه ع السؤال البـ ـايح اللي بيتكرر كل مرة ادخل فيها البيت دا ، منى يا حبيبتي انتي مابتزهقيش
- لا مابزهقش واطلع برة يا مؤيد انا مش عايزه اشوفك
نظر لمن خلفها سائلاً : انتوا سامعين حاجة يابنات.. انا سامع كدا في قطة بتنونو
نهضا يكتمان ضحكاتهما لتهتف شقيقته : لا خالص احنا هنمشي بقا باي باي يا موني
ركضوا الى الخارج متجاهلين نداؤها بينما اقترب منها مؤيد يمسك بمرفقيها قائلاً : هو انتي غاوية تعب قلب
جاهدت لتتخلص منه لكنه احكم وثاقه حولها لتهتف : ابعد يا مؤيد ماتخلنيش اتغابى انا اصلا مش طايقاك
رفع حاجبيه ساخراً : ايه دا ايه دا القطة بقت بتخربش اهي
- لا وبتضرب كمان
قالتها ورفعت ساقها لتنغرز ركبتها في بطنه فـ انحنى متأوهاً : ااه يابنت الـ...
وقبل ان تفر منه هاربة امسك بها هاتفا : ورحمة امك لاوريكي يا منى
وحملها فوق كتفه بينما هي تصـ، ـرخ به ان ينزلها : نزلني... نزلني يا حيـ، ـوان
صفعها على مؤخرتها ثم قذفها في حمام السباحة صائحاً : عايزه تضيعي مستقبلي يا منى... مستقبلي ايه بقا مستقبلنا الله يحـ ـرقك
حاولت قذفه بالمياه لكنه ابتعد في تلك اللحظة دخل ابيها ونظر اليها بغرابة ثم هتف بمؤيد : تعالى يا مؤيد عايزك
وخرج ليمرر هو أنامله على ذقنه متوعدا اياها ثم اتبع عمه بينما هي صعدت تلعنه وتلعن كل الظروف التي اوقعتها معه.
***
صعدت غرفتها بدلت ملابسها لأخرى وهبطت حيث يجلسون.. حيث وجه ابيها كان غريباً وهو يستدعيه
وقفت امام غرفة مكتبه تشاهد مؤيد ينتفض من فوق مقعده هاتفاً : يعني ايه برضاها او غصب عنها انا مش فاهم.. عايز يجوزها غصب
- انا ماقولتش غصب الراجل طلبها للجواز وابوك موافق لكن لسة معرفناش رأي حسناء
- مين دا اللي طلب حسناء للجواز؟
اقتحمت عليهم الغرفة سائلة ليجيبها والدها : رجل أعمال مصري كان عايش برة بقاله سنين ولسة راجع
نظرت إلى مؤيد ثم هتفت : حسناء مش هتوافق
تبادلا النظرات ثم ألتفت إلى عمه قائلاً : وبابا هيفرض رأيه زي كل مرة طالما له مصلحة ومش بعيد يحصلها نفس اللي حصل زمان
- مصلحة ؟!!! كمان عايزين تجوزوها مصلحة
تمتم عمر بخفوت : الشركة وضعها المالي صعب وعبدالله الجيار هيمولها
هتفت منى بغـ ـضب : واحنا مالنا.. ليه بتاجروا بينا بالشكل دا
مؤيد : منى اتكلمي عدل..
- هو دا كل اللي همك اتكلم عدل... انت كمان موافق مش كدا؟
- انا ماقولتش اني موافق انا مش هوافق على حاجة تضر حسناء
وضعت يدها بخصرها قائلة : طب والعمل بقا
اجابها ابيها : صالح هيتكلم معاها النهاردة لازم نكون هناك
اندفعت منى للخارج ليوقفها مؤيد هاتفاً : ياريت تمسكي لسانك شوية مش عايزين حاجة تحصل
رمقته بإشمئزاز ثم انطلقت لخارج المنزل تحاول مهاتفتها لكنها لا تجيب.
***
كانت جالسة بين شهاب وبسنت تستمع لمناقاشتهم وخناقاتهم التي لا تنتهي زفرت بضيق وهي تضـ ـرب فوق المائدة صار، خة : وبعدين انا صدعت
انتفض كلاهما ليهتف شهاب : يعني يرضيكي اكلمها ماتردش وحتى لما بتشوفني بتعمل ماتعرفنيش لو زعلانه تقول بدل شغل العيال الصغيرة دا مع اني يعني أشك اني زعلتها في حاجة
بينما نهضت بسنت تخبرها باختناق : حسناء انا مش طايقة اقعد مع البني آدم دا انا هسبقك ع العربية حصليني
وانصرفت لتحرك حسناء رأسها بيأس وهي تنظر له
- بتبصيلي كدا ليه انتي كمان
- عشان غـ ـبي
ثم نهضت زافرة بحنق : اووف كلكوا كدا رجـ ـالة متخـ ـلفة
وصلت لسيارة صديقتها واستقلتها بجانبها قائلة : ماحدش يستاهل دموعك
ألتفتت لها باكية : عمره ما هيحس بيا يا حسناء وانا تعبت من وجودي جنبه اللي عامل زي الهوا شفاف مش باين
- يبقى تقـ ـطعي الحبل دا خالص يا بسنت
رمقتها مستفسرة : قصدك ايه؟
- قصدي حبل الصداقة اللي مش صداقة دا يابسنت تقطـ ـعيه وتبعدي عن شهاب خالص
رفرفت بأهدابها هامسة : تقصدي... تقصدي اسيبه... مانبقاش صحاب تاني؟
أومأت لها : بالظبط
حركت رأسها نافية : ماقدرش.. انا ماقدرش يوم يعدي من غير ما اشوفه يا حسناء احنا قبل الخلافات دي ما تحصل بينا كنا حتى يوم الاجازة بننزل نتمرن سوا في النادي وبنقضيها تليفونات ازاي اسيبه كدا وابعد عنه
همست بيأس وهي تشعر بالتعب يجتاح جسدها : خلاص يبقى يا تتحملي معاملته دي ليكي يا تحاولي تلفتي نظره وتخليه يشوف الأنثى المختفية تحت ثوب المحاماه ، المهم انك دلوقتي  تروحيني بسرعة لان حاسة اني تعبانة جدا

أومأت لها وانطلقت توصلها إلى منزلها ثم رحلت بينما دلفت حسناء لتجد الجميع جالس في البهو والدها واقفاً ينظر من النافذة  ويبدو انهم ينتظرونها
نظرت لهم بتعجب سائلة : في ايه قاعدين كدا ليه
ألتفت ابيها هاتفاً بصرامة : قاعدين مستنيين سيادتك كنتي فين لحد دلوقتي
ابتلعت لعابها بخوف تجيبه : كنت مع بسنت ووصلتني لحد هنا
ثم جلست على الأريكة بجانب منى سائلة : كنتوا عايزيني في ايه؟
- عبدالله الجيار رجل أعمال مصري كان عايش في إنجلترا بقاله سنين ولسة راجع من مدة صغيرة..
قطبت حاجبيها بتعجب ما دخلها هي بذلك الرجل
- وانا دخلي ايه مش فاهمة
- عبدالله طلبك للجواز وانا وافقت وهييجي بكرة عشان نتفق على ميعاد كتب الكتاب
انتفضت من جلستها بغير استيعاب : طلب مين للجواز.. طلبني انا؟!! وكمان جاي بكرة عشان تتفقوا مش كدا
حل الصمت على الجميع ف هتفت : بس انا مش موافقة
- وانا ماخدتش رأيك
رمقته بصدمة صـ ـارخة : امال مين اللي يقول رأيه ، لما اكون انا اللي هتجوز ماليش رأي مين اللي يقول رأيه
جلس صالح رافعاً قدمه فوق الاخرى : المصلحة اللي بتقول انك تتجوزي عبدالله الجيار
حركت رأسها غير مصدقة تنظر لأخيها.. عمها وابنته.. الجميع صامت لا يتحدث
هل استمعت هي وحدها لما يقوله.. الم يسمع احد انه يريد تزويجها فقط لأجل المصلحة
عادت تنظر له بعـ ـنف : وانا مش موافقة ومش هتجوزه مهما تعمل.. عمري ما هوافق اكون سبب في حاجة انت ليك مصلحة فيها
رفع انامله ليصفعها بقوة حتى كادت تطيح لولا منى التي امسكت بها وعمها الذي نهض هاتفاً : مش كدا ياصالح الكلام مش كدا
ابعدت منى وركضت الى الحديقة تدور بها تشعر ان رئتيها تُختنق ولحق بها مؤيد ومنى ف اندفعت نحوه باكية بجنـ ـون : قوله يا مؤيد.. اقنعه انا مش هتجوز الراجل دا مش هتجوزه.. انتوا فاهمين ، انا لو اتجوزته هموت نفسي بجد..
امسك بها يحاول تهدئتها : مش هتتجوزيه غصب عنك والله العظيم مافيش حاجة هتحصل انتي مش عايزاها بس اهدي
وقفت فاجأة واضعة بدها فوق قلبها ثم سقطت بين يديه فاقدة للوعي لتصـ ـرخ منى بإسمها ويجثو أخيها بجانبها يحاول افاقتها ولا تستجيب
تركض منى للداخل تأتي بمياه وزجاجة عطر وكل المحاولات بائت بالفشل ف حملها مؤيد وركض هو ومنى بها إلى المشفى اتبعه عمه بينما ابيه متحجر القلب ف لم يهتم.

قلوب حائرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن