الفصل (20)

2K 84 2
                                    

'الفصل العشرون'

"من يحمِل الماضي تتعثر خطاه"

وهي تركت الماضي.. تناسته وقررت الخوض في حياتها برفقة صغير نبت داخل احشاؤها نتيجة علاقة كانت تظنها قوية.. لتتفاجئ انها هاشة.. لا يجب ان تستمر

تتذكر عندما أخبرت خالها بما فعلته وطرده لها من المنزل.. نعتها بالعـ ـاهرة التي ستجلب له العـ ـار

تخبطت في الطرقات تبحث عن عمل.. مكان يأويها هي وجنينها الذي اصبح يكبر مع مرور الأيام وتزداد بطنها بروزاً
حتى عثرت على عمل في احدى محلات الحلوى.. حيث طالبين صانعة حلوى ماهرة
ودائماً ما كان يشهد لها الجميع في صنع الحلوى والمعجنات..

لم تكمل دراستها ورسخت نفسها لعملها وطفلها..
احبتها مالكة المكان ف وجدت نفسها تقص عليها حكايتها.. لتحتويها السيدة الحنون ف تنهدت براحة بعد شهور من الهوان
كانت بجانبها دائماً تهتم بها كأنها طفلتها الصغيرة.. حتى صدمها يوم وفاتها.. بكت وكأنها لم تبكي ابداً طوال حياتها لتتفاجئ بعد ذلك بأبن تلك السيدة يأتي اليها طالباً يدها للزواج
اصابتها الدهشة ورفضت ليخبرها انه يعلم كل شيء وان هذه وصية والدته له

لم يكن في مخيلتها يوماً ان الحظ سيحالفها لهذه الدرجة
وافقت وبعد ذلك انجبت طفلها الذي اصر زوجها ان ينسبه له حتى لا يبقى الطفل دون هوية لكنه سوف يخبره بالحقيقة عندما يكبر يخبره انه ليس والده
ليس لشيء فقط لأنه لا يريد خداعه .. وان الحقيقة مهما ظلت مختبئة سيأتي يوم وتظهر..

وها هي الحقيقة تقف امامها بعينين جاحظة تنظر اليها والى طفلها الذي امسكت به تجذبه للداخل..
بينما التفتت ساندي الى فتح الله الشارد تهتف به : حبيبي مش يلا ندخل بقا
ابتلع لعابه ثم امسك بذراعها يخبرها : لأ.. يلا نمشي من هنا
- في ايه مش قولت عايز تاكل حاجة حلوة..
حرك رأسه نافياً : لو كلنا حلو مش هنعرف نتغدى.. نتغدى الاول وبعدين نبقى نفكر نحلي

اخذها الى المنزل ثم اخبرها : انا عندي مشوار مهم ساعة بالظبط وراجع
وعاد للأخرى يقف امام المحل متردداً في الدخول..
ماذا يفعل هنا وماذا سيقول بعد كل تلك السنوات
لكنه اراد رؤيتها الحديث معها على الاقل يعتذر عن ما اقترفه بحقها

دلف يبحث عنها بنظراته لكنها كانت مُختفية
- تؤمر بحاجة..؟
التفت لذلك الواقف خلفه ثم حرك رأسه نافياً يخبره : انا... كنت بدور على واحدة بتشتغل هنا
قطب الواقف حاجبيه فتابع : اسمها ميار
اومأ له الرجل : اه مدام ميار دي صاحبة المكان
- هي فين من فضلك انا عايز اشوفها ضروري

رفع الرجل احد حاجبيه سائلاً : وانت تبقى مين وعايزها في ايه؟
- موضوع شخصي..
اجابه ليبتسم الرجل بتهكم ثم رفع يده ليصافحه معرفاً عن نفسه : اعرفك بنفسي انا احمد و اكون زوج مدام ميار
- جوزها..!!!
ابتلع فتح الله لعابه بعسر ثم رفع يده هو الاخر ليصافحه
- ايوة ومدام ميار مشيت دلوقتي.. ماقولتليش انت مين وعايزها في ايه
اصابه التوتر.. ماذا سيخبره.. !! ف اجلى صوته بنحنحة خافتة
- ولا حاجة انا... انا قريبها وكنت جاي اسأل عنها
ثم اندفع للخارج هارباً بينما التفت زوجها يتابعه وهو يرحل
وعندما عاد الى المنزل في المساء وجدها جالسة على الاريكة بصمت.. الصغير نائم فوق قدمها وهي شارده حتى انها لم تشعر به عندما دلف
جلس جوارها ف انتبهت له هامسة : احمد.. انت جيت امتى ماحستش بيك
اجابها : مانتي قاعده سرحانة ومش مركزة خالص
صمتت فتابع : مالك يا ميار.. ومشيتي ليه بدري النهاردة
اغمضت عينيها قليلاً ثم قالت تخبره بالحقيقة : انا شوفت فتح الله
لم يبدو على وجهه اي رد فعل فتابعت : شكله كان داخل المحل وانا بجري ورا باسل عشان اخد منه الدوناتس.. اما شوفته حسيت اتخنقت ، فكرة انه يظهر قدامي حتى لو صدفة كنت لغياها خالص من بالي وكان بيبص لباسل قوي يا احمد..
مسحت على رأس طفلها بحنان مردفة : خوفت.. خوفت يفتكره ابنه و...
- هو ابنه يا ميار .. دي الحقيقة
نظرت له بقـ ـهر هامسة : انت كدا عايزه ياخد مني ابني.. ولا عشان مش ابنك مش هيفرق معاك يا احمد

قلوب حائرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن