الفصل الأخير (25)

3.4K 131 24
                                    

'الفصل الأخير'

انهت احضار الطعام ونظرت للأطباق المتراصة برضا
ثم دلفت الى غرفتها بدلت ملابسها وعادت لتجده عاد ويقف بجانب المائدة يلتقط الطعام من الاطباق ف هتفت به : يعني مش قادر تستنى لحد ما ييجوا
التفت لها بإبتسامة ثم طبع قبلة فوق وجنتها
- اعمل ايه مش قادر اقاوم ريحة الاكل
ثم رفع كفها الى شفتيه يقبله : تسلم ايدك..
ابتسمت له بحنو والتقطت قطعة لحم وضعتها بفمه فأردف : والضيوف؟!!
رفعت كتفيها تجيبه : مش مهم اي حد طالما جعان
بادلها ابتسامتها مخبراً : يسلملي قلبك الحنين
- هو انا عندي كام عبودي
صدح صوت الجرس ف هتفت به : يالا ادخل غير هدومك على ما افتح لهم
ثم توجهت نحو الباب لتجد مؤيد ومنى اولاً فأدخلتهم ف سألها اخيها : يزن ورزان لسة ماجوش؟
ما كاد ينهي سؤاله حتى صدح صوت الجرس مجدداً ف ذهبت لتفتح لهم
وجلسوا جميعاً ثم تناولوا الطعام في مرح..
ثم نهضت تسكب العصير وعادت ثم توجهت للشرفة تعطي يزن كوبه والذي كان واقفاً يتحدث مع خطيبته بمجرد ان رآها اغلق الهاتف بينما هي وضعت كوب العصير وكادت تخرج قبل ان يباغتها
- حسناء لو سمحتي ممكن تخليكي شوية عايز اتكلم معاكي..

زفرت بقوة تعلم ما سيخبرها به..
والدتهم والتي تحاول بشتى الطرق الاقتراب منها لكنها تبتعد
- لو هتتكلم في الموضوع اياه يا يزن ف مش هتلاقي عندي اي جديد
- حسناء.. ماما مالهاش ذنب بالعكس دي ضحية
حركت رأسها رافضة لما يقوله..
ف لم يكن هناك ضحية سواها في تلك الحكاية فتابع : انتي سمحتي ليا اقرب منك الفترة اللي فاتت ليه مش عايزاها هي كمان تقرب يمكن تسامحي
- عشان انت ماعيشتش اللي انا عيشته ولا شوفت حاجة من اللي انا شوفتها.. انت اتولدت لقيت ابوك وامك حواليك مش ناقصك حاجة ، لكن تخيل تيجي الدنيا تلاقي اب قاسي.. جبروت ماشي ع الارض والأم مش موجودة.. ولما تسأل يقولولك هربت وسابتك ، احساس وحش قوي لما تسمع من صحابك عن حنان الأم وانت ماجربتوش ولا حسيته.. لما تسمع حكايات عن الأم اللي واقفة جنب ولادها وبتدعمهم وانت وحيد في الدنيا دي حاسس ان مالكش حد يدافع عنك او ياخدك في حضنه لما تعيط

صمت غير قادر على التفوه بشيء امام وجعها فتابعت : انت مش هتحس بيا..
- لا حاسس بيكي والله ومقدر موقفك بس انا لو مكانك هحاول ادي نفسي واديها فرصة خصوصا وانا شايفها مالهاش ذنب فعلا وسابتني غصب عنها

- مافيش حاجة اسمها غصب عنها كان في مليون طريقة تشوفنا بيها بس هي اتجوزت وسافرت لبلد تانية يعني بعدت اكتر ماهي بعيدة، انا مش بقسى عليها بس مش قادرة اسامحها لأن محدش اتأذى قدي

ثم دلفت وتركته واقفاً بحيرة وحزن على والدته التي تنقص سعادتها بعدم وجود ابنتها ف هو معها دائماً ومؤيد يأتي اليها من الحين والاخر بينما تلك الغاضـ ـبة ترفض دائماً وجودها..

***

جلست بسيارتها شاردة امام النادي الرياضي الذي تدرب به تنظر الى الحلقة بإصبعها..
الأيام تمر وكل يوم تكتشف انها تسرعت في اخذ خطوة كتلك..
قلبها يأن بألم على حال ساكنه.. ف شهاب تبدل
اصبح اخر صامت على الدوام.. عدواني يتشاجر ويعلو صوته بإستمرار ، يرمقها بنظرات لائمة كلما رآها
نظرات رغم لومها عاشقة..!! ضائعة وتود محوها بشتى الطرق
دلفت لصالة الچودو ف لم تجده سألت عنه ليخبرها مدربها
- في صالة ال boxing
اصابتها الدهشة ماذا يفعل هناك.. ذهبت اليه لتجده بمفرده جالساً بمنتصفها متعرق الجسد
- شهاب..
هتفت به فالتفت لها وبعينيه سعير اخافها ثم عاد ينظر امامه ف اقتربت منه متابعة : انت بتعمل ايه هنا
اشار الى كيس الملاكمة والذي كان يفرغ به غضبه منذ قليل : زي مانتي شايفة
حاولت لمس ذراعه العاري وهي تقول : طب ممكن تقوم نتكلم
نهض بغتة فأجفلها ثم ذهب لحيث مائدة جانبية اتى بقفازي القى واحد اليها هاتفاً : ما تلاعبيني
نهضت هي الاخرى قائلة : بس انا مبعرفش العب boxing
التوت شفتيه بإبتسامة متهكمة : مانا عارف.. ماتخافيش مش هضربك
احتجت بتحديٍ : مش خايفة
ثم القت حقيبتها جانباً وخلعت سترتها لتبقى فقط ببنطال جينزي وكنزة خفيفة دون اكمام
ارتد احد القفازين ثم بدأت المباراه بينهم
كانت تسدد ضربة ويباغتها بأخريات.. هي ضئيلة امامه بل وزيادة على ذلك عينيه تضعفها..!!

قلوب حائرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن