الفصل (13)

1.9K 73 0
                                    

'الفصل الثالث عشر'

- انا هرجع امريكا..

وقف ابيها يهتف : ايه الجنـ ـان اللي بتقوليه دا امريكا ايه اللي عايزة ترجعيها ، احنا مش كنا خلصنا من الحوار دا

- لا يا بابي ماخلصناش... انا مش مرتاحة هنا ولو انتوا مش عايزين ترجعوا معايا انا هسافر لوحدي

- لاااا دا انتي اتجنـ ـنتي رسمي

نهضت فريدة تمسك به تهدئه : اهدى يا عاصم الكلام مش كدا
ثم تخطته تسحب رزان الى غرفتها : وانتي تعالي معايا عايزاكي
دلفا ف اجلستها وجلست امامها هامسة بإبتسامة
- قوليلي بقا.. انتي عمرك ما خبيتي عليا حاجة ، عايزه تسافري ليه؟
دارت عينيها في المكان بتوتر ف شعرت فريدة ان هناك خطب ما ف أكملت
- واضح ان في موضوع كبير يا روزي وانتي مش عايزه تحكيه
ابتلعت لعابها واخفضت عينيها هامسة : ابدا يا مامي انا بس...
وضعت اصبعها على شفتيها تقاطعها : اوعي تكدبي عليا يارزان.. انا بفهمك من عيونك اللي مدرياها دي
رفعت وجهها اليها تقر بحقيقة تعلم انها سوف تسقطها من نظر والدتها
- مامي انا بحب واحد..
تغضن جبينها بتعجب فتابعت بإرتباك : واحد امريكي زميلي في الشغل لما كنا هناك وكان معايا في الكلية كمان
- وبعدين؟
تسائلت بثبات اصاب رزان بالخوف ف اكملت : بنحب بعض يا مامي و... عايزني أكون معاه
رفعت احد حاجبيها
- عايز يتجوزك يعني ، طب ما ييجي يتقدم ونشوف
اغمضت عينيها تشعر ان الكلمات تقف بحلقها تخنقها
- يا مامي هو... هو اصله يعني مش... مش مُسلِم
لم يبدو على وجه والدتها اي اندهاش وكأنها كانت تعلم..!
- وهتتجوزوا ازاي؟
لا تعرف بما تجيبها ف ظلت صامتة بعينين حائرتين لتتابع فريدة : مافيش جواز مش كدا؟!!.. عايزة تروحيله تعيشي معاه في الحـ ـرام يا رزان
رمشت بعينيها الكلمة كانت ثقيلة عليها ووالدتها تتابع دون رحمة
- هو دا اللي انا ربيتك عليه ، حقيقي ياخسارة.. ياخسارة تعبي ، كنت فاكرة اني ربيت بنت عاقلة وناضجة مش طايشة بالشكل دا وعايزه تسافر لواحد هتكون مجرد
عاهـ ـرة بالنسباله زيها زي كتير غيرها.

القت بكلماتها ورحلت بينما هي هطلت دموعها وتقوقعت حول نفسها تبكي بصمت
تعلم انها مُحقة.. لكن القلب يريده.. منذ رأته وقعت بسحر حديثه وعينيه ، كانت تحبه وكان لا يعلم حتى عملت معه بنفس المكان بعد تخرجهم من الجامعة ووقتها صدمها بإعترافه بحبها لتهتف هي الأخرى مُعلنة حبها له
حاول التقرب منها كثيراً لكنها كانت تمنعه وتخبره انهم سيكونان سوياً ذات يوم.

***

اضحت عروس ساحرة.. غاية في الجمال بثوبها الأبيض وخصلاتها الشقراء المرفوعة في تصفيفة رائعة
هبطت الدرج متعلقة بذراع والدها بينما عينيها تنظر له وهو واقفاً في انتظارها
كان اشبه بنجوم السينما بطلته واناقته
اخذها من ابيها بعد ان أوصاه عليها وبدأت رقصتهم الأولى
احتضنها بدفيء بينما يهمس بجانب اذنها
- انتي اجمل بنت شافتها عيوني
ثم ابتعد قليلاً يتأملها متابعاً : والله ما مصدق ان القمر دا كله بقا بتاعي انا لوحدي
اخفضت عينيها بإبتسامة خجول ف امسك بذقنها يرفع وجهها اليه
- طب بزمتك ينفع العيون الحلوة دي تداريها عني
لكزته في كتفه بخفة
- بس يا فتح الله بقا بتكسفني
استند بجبينه الى جبينها ثم غمض بعبث : بس ايه دا الليلة لسة بتبتدي ياجمييل
ثم طبع قبلة خافية بجانب شفتيها متابعاً : تصبيرة لحد ما نروح بيتنا
اخفت وجهها المحتقن بكتفه خاشية ان يكون قد رآه احد.

قلوب حائرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن