الفصل (17)

1.9K 83 2
                                    

'الفصل السابع عشر'

انقبض قلبه وهو يجدها امامه ملقاه على الأرض ف اندفع نحوها يحملها ويضعها داخل الفراش ثم امسك بهاتفه يهاتف الطبيب الذي اتى مسرعاً وفحصها يخبره : دي شكلها مابتاكلش خالص
ثم اعطاه ورقة بينما يتابع : التحاليل دي تتعمل ولازم تتغذى كويس جداً
اومأ له عبدالله واصطحبه للخارج ثم عاد اليها يتحسس خصلاتها
كانت غائبة تماماً لا تشعر به.. فأبتسم واخذ يتأملها..
هذه اللحظة انتظرها كثيراً
اراد اخبارها انه لا يحبها.. لا يعشقها بل تخطى جميع درجات الغرام بمراحل
هل يمكن للأنسان ان يقع في حب احدهم دون ان يعلم عنه شيء
يتمناه..
يحلم به ويريد فقط الاقتراب..
يلمسه ليتأكد من حقيقة انه موجود
ذلك كان شعوره منذ سنوات.. منذ رآها في احدى حفلات والدها..
كانت تشبه حوريات الجنة بجمالها الخلاب..
ترتدي فستان ازرق فاتح خصلاتها الطويلة تداعب ذراعيها العاريين
كانت تلتفت حولها وكأنها تبحث عن احدهم
فُتن بطلتها وأراد الاقتراب ليجدها تتسحب كما الفئران لخارج المنزل ثم استقلت سيارة اجرة ف انطلق خلفها لتصدمه حقيقة ان قلبها لم يكن خالياً بل هناك شاب اقتحمه وتركت الحفل خلسه من أجله

ابتعد وقتها وترك كل شيء لصديقه..
هاجر خارج البلاد متوقعاً انه سيعود يوماً ليجدها متزوجة من ذلك الفتى
لكنه عندما عاد وجدها خالية.. خط الحزن حروفه فوق ملامحها..
عينيها العسلية ممتلئة بالأسى طوال الوقت
اراد انتزاع ذلك الحزن من قلبها
ارادها اليه وها قد نالها..

لمس ملامحها ليتأكد انها هي حقاً..!!
ثم ابتعد الى الخزانة اخرج منامة قطنية مريحة واقترب بيد مرتعشة ينزع عنها فستانها.. يلبسها المنامة ثم بدل ثيابه هو الاخر واستقل الفراش جوارها
امسك برأسها ووضعها فوق موضع قلبه ثم تنهد براحة اخيراً نالها بعد سنوات من الاشتياق..

***

جلست رزان بجانب والدتها التي تشاهد حفل قران ابنتها بعيون دامعة
- هي مالها يا رزان... ليه مش مبسوطة؟
رفعت عينيها لها سائلة بوله لتجيبها رزان
- انا معرفش تفاصيل يا ماما.. بس انا لما سألت بسنت فهمت منها انها كانت بتحب واحد تاني بس والدها ماوفقش عليه
حركت فريدة رأسها بأسى
- حسبي الله ونعم الوكيل ، طول عمره قا، سي ومفـ ـتري... حتى على بنته
ثم اردفت وهي تتأمل صورتها
- كان نفسي اكون معاها قوي
ربتت رزان على كتفها : معلشي يا ماما.. مصيرها هتعرف وانا متأكدة انها هتحبك وهتسامحك
اغمضت عينيها تتمنى لذلك اليوم ان يأتي قبل فوات الأوان..

***

استيقظت تنظر حولها بتيه..
اين هي وما هذا المكان الغريبة!!
امسكت رأسها الذي يدور بيديها ثم ركزت قليلاً لتلمح احدهم يأتي من بعيد يجلس جوارها ويمسك بيدها سائلاً : عاملة ايه دلوقتي؟
رفرفت بأهدابها بغير استيعاب فتابع : حاسة بأيه
رمقت يده التي تمسك بها ثم ابتعدت قليلاً تخبره : عندي صداع
ابتسم بحنو : دقايق والفطار هيكون جاهز تفطري كويس وبعدها ننزل نعمل التحاليل اللي طالبها الدكتور
- تحاليل ليه انا حصلي ايه؟
سألته بهلع ف تنهد مجيباً : وقعتي من طولك والدكتور بيقول لازم تتغذي كويس
- بس ماقلش تحاليل
قطب بغرابة من هلعها ثم همس : لا قال وكاتبهم في الروشتة تحبي تشوفيهم..
نفت قائلة : لأ ، بس...
صمتت لا تعرف اتصرح له عن ذعرها من الحقن ام تصمت وتتحمل..
- اتكلمي بس ايه.. ؟
ابتلعت لعابها تجيبه بتردد : بخاف من الحقن.. مابحبهاش
ذعرها لم يكن افتعالاً.. ملامحها التي تنطق بالخوف لم تكن متصنعة فأبتسم متفوهاً
- ماتخافيش انا هكون معاكي..
رمقته بنظرة غريبة وكأنها تسأله.. هل ستخفف الألم اذا؟!!!
ثم نظرت لملابسها لتشهق هاتفة : فين فستاني.. مين غيرلي هدومي؟؟
رفع حاجبيه ينظر اليها بصمت لثواني ثم اجابها كذباً : البنت اللي... بتشتغل هنا
تنهدت براحة ثم اومأت وظلت على صمتها تتأمل الغرفة ، بينما نهض هو عندما استمعا لطرقات على باب الغرفة يحمل صينية الافطار وتوجه بها نحوها يضعها امامها
- وادي الفطار جه اهو ، عايزك تاكلي كل الأكل دا
نظرت للأطباق الممتلئة هامسة : بس دا كتير قوي على معدتي
- معلشي عشان تستعيدي طاقتك من تاني والا مش هتقدر تقفي بعد كدا
اومأت على مضض واخذت تتناول بينما اخبرها وهو يخرج من الغرفة : هعمل مكالمة سريعة واجي افطر معاكي
تابعته وهو يخرج ثم قطبت متمتمة : شكله طيب..
ثم اكملت بإبتسامة صغيرة : وخايف عليا كمان
انشغلت بتناول الطعام عندما اتى يحمل كوبين من عصير البرتقال وضع احدهم امامها وجلس بمقابلتها يشاركها قائلاً : نخلص فطارنا ونروح نعمل تحاليل بعد كدا نتغدى برة وشوفي عايزه تعملي ايه بعد كدا وانا معاكي

قلوب حائرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن