'الفصل الثاني'
"هل كان التخلّي عني سهلًا إلي هذا الحد؟"
كان هذا ما دونته على صفحتها الشخصية على الفيس بوك بعد مهاتفة اجرتها معه تخبره ان ابيها سيجبرها على الزواج وتريد تدخله لكنه... تخلى عنها اخبرها انه ليس مستعداً للزواج الآن وانه لا يستطيع مواجهة أبيها
جلست تحتضن قدميها وبجانبها حسناء تنظر لها بحزن لقد مرت بما تمر به الآن ذلك الشعور اللعين عندما يخذلك من تتشبث به ، عندما يتخلى عنك من فضلته على الجميع وظننت انه نجاه
اقتربت تربت علي ذراعيها بحنان تواسيها بصمت ، الحديث لا يجدي نفعاً في تلك الظروف فا تحدثت هي اولا عندما نظرت لأبنة عمها بأبتسامة رغم صفاؤها مُنكسرة : انا مش زعلانة يا حسناء بالعكس هو لو كان اتمسك بيا وبابا برضو موافقش كان هيبقى صعب عليا اوي اني اسيبه لكن الحمد لله انها جت منه.
بادلتها الابتسامة هامسة : مؤيد بيحبك اوي يا نوني ، اديله فرصة
حركت منى رأسها بإنهزام تخبرها : معنديش اختيار خلاص.. كتب كتابنا بعد بكرةصمتت حسناء مرغمة فا هي لا تعرف بما تخبرها ، دخل مؤيد إلى الحديقة يقترب منهم جلس جوار منى سائلا : عروستي الحلوة جاهزة لكتب الكتاب؟
رمقته بغيظ ثم نهضت تخرج من المنزل بأكمله وهو يتابعها حتي اختفت فالتفت لحسناء التي ترمقه بضيق فا هتف : مالك انتي كمان بتبصيلي كدا ليه؟حركت رأسها بأسى قائلة : للأسف يا مؤيد هتبقى نسخة تانية من صالح زهران ، واضح ان القساوة في العيلة دي وراثة
نهضت عازمة على الصعود لغرفتها لكنه اوقفها صائحا : استني عندك
ثم وقف امامها يهتف بها : قساوة يا حسناء !! عشان بحبها وعايزها ابقا قاسي ، لكن معلش انا مقدر احساسك وانتي شايفة حسناء تانية بتتكرر قدامك لكن اللي عايزك تعرفيه ان منى مش حسناء وأكمل مش نادر ، على الاقل نادر كان شاب كويس وطموح وانا شخصيا زعلت لما بابا رفضه بس برضو ميستاهلكيش ولا يستاهل اللي بتعمليه في نفسك لحد دلوقتي عشانه انما أكمل دا عيل فاشل وضايع وانا انقذتها منه وانتي عارفة عمي عمر بيحب منى قد ايه ومكنش هيوافق اني اتجوزها غير لما احسسه ان بنته بتضيع منه ومتعلقه في رقبة عيل هيستغلها ويأذيها نفسياً..كان يود الحديث اكثر عن ما يكنه بداخله لكنه صمت وهو يجد دموعها تنساب بغزارة بعد عودة الذكرى ، ذكرى لن تنساها مهما حيت
جلست جواره وهو متوتر ، حركات جسده تخبرها بذلك ورغم علمها بقسوة ابيها الحادة لكنها لم تتخيل ابداً ان يمنعها عن من تُحِب
حسناء بإبتسامة : مالك متوتر ليه كدا
نظر لها نادر : يعني مش عارفة ، هيبة والدك وصوره اللي بشوفها في الجرايد وع السوشيال ميديا تخليني اترعب مش اتوتر بس
دخلت الخادمة في تلك اللحظة تضع القهوة امامه فأخذتها منها حسناء واعطتها له مبتسمة : عقبال ما اعملهالك بأيدي
ابتسامتها جعلته يطمئن قليلاً ويقدم على خطوته بحماس لكن مع دخول والدها المتجهم ونظرته لها وصوته يأمرها : اطلعي اوضتك دلوقتي
أطاعته بصمت فا جلس مكانها يقيم نادر بنظرة ثم اخبره بصوتٍ رخيم : حسناء قالتلي انك طالب تقابلني خير وياريت بسرعة عشان عندي مواعيد
ابتلع نادر لعابه بصعوبة ثم اعتدل يخبره : انا اسمي نادر وجاي لحضرتك طالب ايد حسناء
نظرة ثاقبة شملته قبل ان يسأله ابيها : انت مين.. ابوك مين؟
اجلى نادر صوته وهو يخبره بتلعثم : انااا.. انا ابويا متوفي من زمان حضرتك و...
عاجله مقاطعاً : كان سفير.. وزير ولا رجل أعمال؟
حرك نادر رأسه بنفي فتابع : طب وانت..؟
اجابه : انا حضرتك مهندس...
عاد يقاطعه : مهندس ، بتقبض كام يعني؟
نظر له نادر بتعجب : نعم..!!
صالح : قولي.. عندي فضول اعرف بتقبض كام
صمت نادر قليلاً بحيرة لا يعرف ما هو المغزى لسؤاله ثم اجابه بتردد : انا بصراحة لسة في البداية يعني بس الحمد لله مرتبي كويس.. انا بقبض 5000 جنيه
قطب ابيها ساخراً : في اليوم؟
همس نادر بصوتٍ خافت : لأ في الشهر
ضحك ابيها بقوة فناظره نادر بغرابة ثم سكت فاجئة يقول : انت عارف حسناء بتصرف كام في الشهر؟!!!
معالم الجهل ظهرت فوق ملامحه فاردف : 50000 جنيه.. لبسها ، شعرها ، خروجاتها دا كله غير عربيتها اللي مصاريفها معدية أكتر بكتير من كدة ال5000 بتوعك دول يا دوب تأكل بيهم الكلب بتاعها وهيفضل جعان برضو
تراجع يستند بظهره على المقعد واضعًا قدماً فوق الاخرى ينهي حديثه والجلسة بأكملها : بيتهيألي كان لازم تراجع نفسك تاني قبل ما تدخل البيت دا وتطلب طلب زي دا..
أنت تقرأ
قلوب حائرة
Storie d'amoreتدور احداث الرواية حول أربع فتايات اصدقاء لكلٍ منهن شخصيتها المنفصلة عن الأخرى تابعني لتعرف حكايات الأربعه وقلوبهم الحائرة التي تسقط في غفلة منهم بين براثن العشق.