الفصل (8)

2.2K 80 0
                                    

'الفصل الثامن'

تناست كل شيء في وجوده امامها.. قدميها تشبثت بالأرض وهي التي أرادت الركض نحوه ومعانقته على تركه لها السنين الماضية
اغمضت عينيها لثواني وفتحتهم لتجد الصورة تبدلت
كان بمفرده الان أليس كذالك؟!!
اما انها لم ترى تلك التي يتشابك كفه مع كفها ويقفان ينظران اليها بذهول..!!

"دنيا"

نعم تذكرتها.. هذه الفتاة ماذا تفعل معه ولما تمسك بيده هكذا وكأنه لها

الصدمة شلت تفكيرها.. كم تريد الهروب في تلك اللحظة وتساؤلات عدة تتجمع برأسها
هل عاد حقاً؟!! ولماذا تلك الفتاة معه؟!!
لما يمسك بيدها هكذا؟!!!

تركزت نظرتها على الكفوف المتعانقة لتلمح الحلقة في كفه اليمين
ارتعد داخلها وكأن قلبها ينتفض حزناً ووجعاً ولا تعرف ماذا تفعل الآن تود لذلك الموقف ان ينتهي وتجد نفسها وحيدة بغرفتها
وكأن امنيتها كانت مسموعة ليأتي شهاب الذي وجدها متسمرة في مكانها يهتف بها : حسناء مالك واقفة كدا ليه

ثم نظر امامه لتصيبه الدهشة لثواني وهو يجد نادر امامه وتلك الواقفة جواره
انتقل بعينيه بينهم وبين حسناء المتخشبة ثم سحبها من ذراعها دون ان ينطق بحرف
اوصلها إلى سيارتها ووقف امامها سائلاً بقلق : هتعرفي تسوقي؟

رفرفت بأهدابها والصدمة تسيطر على عقلها كلياً ثم اومأت نافية ف عاد يجذبها خلفه حيث سيارته ومنها ذهب بها إلى المنزل

***

توقعت فوق الفراش بعد ان ودعها شهاب امام باب المنزل
لم تشعر بمسافة الطريق..
بل لم تشعر بحالها ، رأسها متوقف عند اللحظة التي رأته بها وتشابك أنامله مع أخرى

أخرى في وقتٍ ما كانت تحاول جذب انتباهه اليها

في اول يوم لهم في الجامعة ذهبا سوياً ودلفا إلى الكلية تتشابك اصابعهم يرتدون ذات الكنزة وذات لون السروال 
الابتسامة كانت تشع على وجهيهما معاً
اخيرا تحقق الحلم والتحقوا بكلية الهندسة
لم يكن حلمها.. بل حلمه هو وحققته معه حتى تكون جواره فقط
تركت الجامعات الخاصة واعترضت على رغبة أخيها في ان تكمل تعليمها بالخارج
اختارت فقط أن تبقى جواره..
يومها تركته لتبحث عن صديقاتها لتعود بعدها وتجده واقفاً مع إحدى الفتايات

انتابها الغضب واقتحمت وقفتهم بأن وقفت بينهم والقت عليه نظرة مغتاظة ثم رحلت بغـ ـضب ليلحق بها معتذراً مبرراً انها هي من اوقفته تسأله عن احد الأماكن 

تكررت المواقف الكثيرة التي جمعتها بتلك الفتاة
عندما يجلسون داخل المدرج كانت تتعمد ان تكون قريبة منهم وتلقى عليه الكثير من النظرات
وعلى درج الردهة .. لمحتها ذات مرة
واقفة ترمقه بنظرة حالمة وهو يضحك ويتحدث مع احد اصدقاؤه
وعندما انتبهت اليه هو الاخر وجدته يلقي عليها بعض النظرات ثم يتظاهر بأنه لا يراها
رفعت إحدى حاجبيها ولكزته بكوعها في جانبه هاتفة : هو ايه حكاية البنت دي يا نادر
نظر لها بدهشة مصطنعة : بنت مين يا حبيبتي؟
- ماتستعبطش انا عارفه انك شايفها وهي بتبص عليك ودي مش اول مرة من يوم ما وقفت معاها وهي على طول كدا
أدار رأسه ينظر إلى دنيا ثم عاد اليها قائلاً : واحنا مالنا يا حسناء هو احنا هنحاسب الناس على نظراتها كمان
وضعت يدها بخصرها تقول بغيظ : طبعاً مانت تلاقيك عاجبك
رفع من ياقة قميصه بغرور : انتي المفروض تفرحي ان حبيبك قمر والبنات هتمـ ـوت عليه مش تتعصـ ـبي بالشكل دا.

قلوب حائرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن