١٠ : لم يكن إبراهيم يهوديا و لا نصرنيا ، فأحذروا

27 6 0
                                    

أنشأت الإمارات ثلاث بنايات متجاورة، وقالت هذا معبد يهودي، وهذه كنيسة نصرانية، وهذا مسجدٌ!، وثلاثتهم داخل بيت أو نطاق واحد أسموه "بيت العائلة الابراهيمية"، نسبةً إلى إبراهيم -عليه السلام-، ونحن بهذه المناسبة نحبُّ أن نذكر العالم كله بأنَّ إبراهيم -عليه السلام- كان مُسلمًا موحدًا، وعاش ومات -عليه السلام- على الإسلام والتوحيد.

ولعظيم شأن إبراهيم -عليه السلام-، ولأنه لا يُتهم بفساد الدين والملة، حاول أصحاب الملل الباطلة أن ينسبوه إليهم، اليهود قالوا إنه يهودي، والنصارى قالوا إنه نصراني، الكل يحاول أن يجعل إبراهيم على ديانته وملته، فردَّ الله عليهم جميعا وقال سبحانه:
{يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده، أفلا تعقلون}

أي كيف تتجادلون في إبراهيم وتنسبونه إلى اليهودية وما أنزلت التوراة إلا من بعده، فكيف يكون يهوديا؟!
وكيف تنسبونه إلى النصرانية وما أنزل الإنجيل إلا من بعده، فكيف يكون نصرانيا؟!

وقال عز من قائل:
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين}.

وقال تعالى:
{إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا، والله ولي المؤمنين * ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يُضلون إلا أنفسهم وما يشعرون}.

فكل الذي يحدث الآن هو من إضلال أهل الكتاب، الذين يريدون إضلال المسلمين وشباب المسلمين، والتسوية بين الإسلام وغيره من الأديان المحرفة، تحت دعوى ديانة جديدة مخترعة تسمى الدين الابراهيمي الجديد، خلاصتها التسوية بين الإسلام وغيره من الديانات الباطلة.

ولا تظن أنها دعوة للتعايش السلمي كما يروج أتباع دين الإنسانية، فإن مشروعا تتبناه الـصهيونية العالمية لا يمكن أن يكون له علاقة بالسلام بوجه من الوجوه، فإنهم رأس الدماء وسبب الفساد في الأرض، ثم إن السلام المبني على فساد الاعتقاد، واغتصاب الأرض، وانتهاك الحرمات... ليس سلامًا، بل هو إجرام بالغ وتزييف للحقائق وتضييع للمعاني الشرعية.

إبراهيم -عليه السلام- كان مسلمًا، وأبناؤه من الرسل والأنبياء كانوا مسلمين، وموسى -عليه السلام- كان مسلمًا، وعيسى -عليه السلام- كان مسلمًا، وما من نبي إلا قال لقومه {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}.

فلا داعي للعبث بالعقائد وإقحام اسم نبي الله أبينا إبراهيم في معترك يهدف إلى تحريف الاعتقاد، ومن كان يرجو ثواب الله فهو عائد إلى الله يجازيه على نيته، ومن كان يريد دين الإنسانية فله ما نوى.

الديانة الابراهيمية دينٌ عند أهلها، أما أهل الإسلام فهم على ملة إبراهيم، قال تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان المُشركين}.

✍️ الشيخ أحمد يحي الشريف

تدبروا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن