٢ : علاقه زوجيه مثاليه

100 8 2
                                    

تحليل لعلاقة زوجية مثالية 

ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وقال له:
أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى.
( أدب ).

فقال له النبي:
لا أفعل حتى أستأذنها.
( شرع ).

ويدخل النبي ﷺ على زينب:
ابن خالتك جاءني وذكر اسمك..
فهل ترضينه زوجا لك؟

فاحمرّ وجهها وابتسمت.
( حياء ).

فخرج النبي وتزوجت زينب أبا العاص بن الربيع لكي تبدأ قصة حب قوية..
وأنجبت منه علي وأمامة.

ثم بدأت مشكلة كبيرة ( عقيدة ) حيث بعث النبي نبيا..
وكان أبو العاص مسافرا وحين عاد وجد زوجته أسلمت.

فقالت له:
عندي لك خبر عظيم.
فقام وتركها.
( احترام ).

فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول:
لقد بُعث أبي نبيا وأنا أسلمت.
فقال: هلا أخبرتيني أولا؟

قالت له:
ما كنت لأُكذِّب أبي..
وما كان أبي كذابا إنّه الصادق الأمين..

ولست وحدي لقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي..
وأسلم ابن عمي (علي بن أبي طالب)..
وأسلم ابن عمتك (عثمان بن عفان)..
وأسلم صديقك (أبو بكر الصديق)..

فقال:
أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه وكفر بآبائه إرضاء لزوجته..
وما أباك بمتهم..
فهلا عذرتِ وقدّرتِ؟
( حوار بناء )..

فقالت:
ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟
ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه..
( فهم واحتواء ).

ووفت بكلمتها له 20 سنة..
( صبر لله ).

ظل أبو العاص على كفره ثم جاءت الهجرة، فذهبت زينب إلى النبي ﷺ
وقالت:
يا رسول الله أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي؟
( حب ).

فأذن لها ﷺ..
( رحمة ).

وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر، وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش..

زوجها يحارب أباها..
فكانت زينب تبكي وتقول:
اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي..
( حيرة ورجاء ).

ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر..
وتنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص، وتذهب أخباره لمكة..
فتسأل زينب:
وماذا فعل أبي؟
فيقال لها:
انتصر المسلمون.
فتسجد شكرا لله..

ثم تسأل:
وماذا فعل زوجي؟
فقالوا:
أسره حموه.
فقالت:
أُرسل في فداء زوجي..
( عقل وتأني ).

ولم يكن لديها شيئا ثمينا تفتدي به زوجها..
فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها..
وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله ﷺ.

وكان النبي جالسا يتلقى الفدية ويطلق الأسرى..
وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل:
هذا فداء من؟
قالوا:
هذا فداء أبو العاص بن الربيع.
فبكى النبي وقال:
هذا عقد خديجة..
( وفاء ).

تدبروا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن