حكاية ٩

12 3 0
                                    


.. هننقل حكايتنا المرادى لبيت بسيط على التراث القديم ، كل حاجه فيه بتفكرك بأيام الزمن الجميل زى ما بيقولوا ، بس بالنسبالى يمكن دى أكتر أيام كان فيها بركه 💚
_ ماما . ماما انا رجعت
_ رؤى ! وأخيرا يبنتى ، هونت عليكى سنه كامله مشوفكيش
_ حقك عليا يا ماما انتى عارفه انه كان غصب عنى ، وعارفه برضو ظروف شغلى
_ ماشى يا حبيبتى حمد لله على سلامتك ، ادخلى ارتاحى على ما احضرلك الغدا ، دى خالتك هتفرح اوى لما تعرف انك رجعتى ، كنتى وحشاها اوى
_ ضحكت بوجع وقالت اه ماشى ابقى سلميلى عليها
.. دخلت اوضتها ، اتنهدت بوجع وقالت الحمد لله على كل حاجه ، والحمدلله ان ماما مخدتش بالها من النقاب كويس انى نزلته قبل ما انديلها ، مش قادرة خالص ادخل فى مناقشه دلوقتى
_ يلا يا رؤى يا حبيبتى الغدا جهز
_ حاضر يا ماما جايه اهو
.. غيرت هدومها وصلت وطلعت تتغدى مع مامتها
_ قوليلى بقا يا ماما عامله اى وعملتى اى فى غيابى ، اوعى تكونى اتجوزتى يا بطه.
_ بس يا لمضه ، انا الحمدلله يحبيبتى بقيت بخير لما شوفتك
_ ماشى يا بطه ربنا يديمك ليا ، بقولك صحيح انا هنزل بكره عشان انقل ورقى فى الجامعه عشان ابدأ شغل ان شاء الله
_ ماشى يحبيبتى ربنا يوفقك
.. تانى يوم
_ ماما انا ماشيه
_ ماشى يحبيبتى ، رؤى اى اللى انتى لبساه دا
_ اتنهدت وقالت ما انتى عارفه يا ماما انى كنت عاوزة البسه من زمان
_ طب وليه دلوقتى يبنتى
_ ماما مش انتى دايما بتقوليلى انك عايزة راحتى ، بالله انا مرتاحه كدا والله مش قادرة اتناقش او ازعلك منى
_ خلاص يحبيبتى طالما انتى مرتاحه كدا خلاص شكلك قمر اصلا.
_ والله انك ام عسل هاتى بوسه.
_ انا ماشيه بقا سلام ادعيلى
.. روحت الجامعه والحمدلله كان نقل الورق سهل وهبدأ شغل من بكره ، بس وانا خارجه من الجامعه شوفت أسر ابن خالتى الصغير ومعاه اتنين من زمايله جايين ناحيتى
صاحبه _ بصراحه يا أسر اول مرة اشوف سواد بالشكل دا
_ وانا كمان تصدق
_ بهدوء كدا عدونى
_ ولو محصلش يا عسل ، وبما ان اسر معرفنيش بالنقاب ، لسه جاى يلمس ايدى كان واقع على الارض بيصوت من الوجع ، وصحابه لسه هيقربوا نحيتى ، قولت بصوت عالى وغضب اللى حابب يترمى جنبه كدا يقربلى
_ طبعا بما ان الفكره عند اغلب الناس ان اللى لابسين النقاب دول من الارهاب كدا فطلعوا يجروا.
نزلت على ركبتى جنبه وقولتله
_ ابقى سلملى على خالتى وقولها انها معرفتش تربى يا ابن خالتى ، وبصتله بقرف ومشيت وهو يعينى اتصدم وقال
_ رؤى !!
.. وبدون مقدمات نلاقى شخص غريب كدا نازل من عربيه قرب من اسر وقاله قوم يا اللى فضحنا قوم مين اللى عمل فيك كدا ، عاكست مين المرادى !!
_ انت عرفت منين
_ صحابك يا باشا وهو فى غيرهم ، قوم شكلك بقا زفت قدام الجامعه
_ تخيل انا سيبت بنات الناس كلها وعاكست مين المرادى
_ مين يا اخرة صبرى
_ رؤى بنت خالتك !
وقف العربيه بصدمه وقال
_ رؤى !! هى رجعت ، هى عامله اى انت شوفتها هى كويسه
_ يا عم هو انا لحقت اشوفها دا انا يدوبك لسه همسك ايديها كومتنى على الارض زى ما انت شوفت وبعدين انا مكنتش اعرف انها رؤى ، كانت لابسه نقاب
_ نقاب !!
.. نرجع عند رؤى ، روحت البيت بس محكتش لمامتها على اللى حصل ، غيرت وصلت ووقفت تساعد مامتها فى المطبخ
_ صحيح يا رؤى بقولك اى رأيك نروح عند خالتك انهارده
_ وقفت تقطيع فى السلطه وقالت ، روحى انتى يا ماما انا مش قادرة
_ طبطبت عليها وقالت : لحد امتى هتفضلى تهربى يبنتى ، لازم توجهى وجعك عشان تقدرى تخلصى منه ، عشان خاطرى يبنتى حاولى ، وخالتك كمان عايزة تشوفك ، دى ما صدقت انك رجعتى من السفر
.. ضحكتك بوجع جواها على كلمه سفر دى لان اللى محدش يعرفوا انها كانت بتتعالج اصلا طول السنه دى بجانب شغلها ومسافرتش ولا حاجه هى كانت فى نفس البلد بس كانت نقلت جامعه تانيه عشان محدش يعرفها لانها وببساطه بتدرس لأسر فى الجامعه.
_ اتنهدت وقالت حاضر يا ماما اللى يريحك
.. خلصوا الغدا ولبسوا ووصلوا عند خالتها ، قبل ما تضرب الجرس اتنهدت ومسكت ايد مامتها جامد
_ اهدى يا رؤى انتى اقوى من دا كله
_ بصت لمامتها وهزت راسها ورنت الجرس
_ ازيك يابطه عامله اى ، وازيك يا بت رؤى وحشانى ، اى الغيبه دى كلها ادخلوا ادخلوا
_ معلش يا خالتو انتى عارفه شغلى
_ ولا يهمك يا حبيبتى المهم انك رجعتى ، دا الواد اسر وسليم هيفرحوا اوى لما يعرفوا انك رجعتى
_ ضحكت جواها باستهزاء ولسه هترد لقت سليم واسر داخلين من الباب
_ اسر اول ما شافها قال وانا اقول البيت منور ليه ازيك يابنت خالتى عامله اى ، وقالها بصوت واطى وحياة خالتك متقوليلها على اللى حصل انهاردة ، دا انا لسه مفوقتش من علقه اخر مرة.
_ ضحكت وقالتله ولا يهمك يا بشمهندس سرك فى بير
_ واد يا اسر انت عرفت منين انها رؤى
_ كان بيشرب شرق وقال لا ما انا شوفتها انهارده فى الجامعه وسلمت عليها بكل احترام وادب  مش كدا يارؤى ، وكان بيبصلها برجاء
_ ضحكت وقالت كدا يا هندسه
.. وفى الوقت دا سليم كان بيبصلها بصه ، ولو كانت النظرات بتقتل ، كان زمان رؤى محروقه مش مقتوله بس.
_ اى يا رؤى مش هتسلمى على سليم ( دا كان صوت خالتها )
_ لا طبعا يا خالتو ازاى  ازيك يا بشمهندس سليم معلش بقا انت عارف انى مبسلمش
_ والله ودا من امتى !!
_ من بدرى اوى انت بس اللى مش واخد بالك ، تحبى اساعدك فى حاجه يا خالتو
_ لا يحبيبتى انا وبطه هنجيب الاكل اقعدوا انتوا ارتاحوا
.. شويه وقت وخالتو نادت عشان العشا
.. قعدوا يتعشوا وطبعا الجو مخلاش من مناقرة رؤى وأسر لبعض ونظرات سليم اللى هتحرقهم هما الاتنين.
.. بعد العشا خرجت البلكونه كانت وحشانى اوى ، كل ركن فيها وحشنى ، انا اللى مختارة كل ركن فيها ، كل ركن فيها بيعبر عنى فعلا ، قعدت اتأمل فى السما وادعى ربنا ان اليوم دا يعدى على خير من غير ما ادخل فى اى كلام مع حد عن زمان ، لحد ما سمعت صوته

حكاوي رؤى وسليم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن