part 1

1.6K 92 210
                                    


كـ صباح أي يوم عادي.
الجميع يتبع روتينه المعتاد، سواء كان عمل أو مدرسة.
يمكن للجميع أن يعيش بسلام، سلام جسدي و نفسي.
لا حروب و لا أعمال شغب منتشرة بكثرة، سيكون هذا طبيعياً لأي أحد.
يمكننا العيش في  'هنا و الآن'.
نتألم بسبب الماضي لفترة وجيزة و لكن بعدها ماذا  ؟
سنقول ما هذا الهراء الذي يستحق أن أحزن عليه  ؟.

جميعنا لدينا حياة مختلفة، و هذا الإختلاف يرفقه بالطبع إختلاف مشاكلنا  .  .



"إبنتي عزيزتي، هيا إفتحي لنا الباب".

صوته الضعيف الحنون يخرج بهدف إقناع إبنته المنعزلة كلياً عن العالم.

"أبي لست جائعة و لا أريد الخروج، دعاني و شأني هل يمكن  ؟".

تحدثت بهدوء قدر الإمكان، مثلها مثل أي شخص إنطوائي يعزل نفسه عن العالم، ليس حزناً أو خوف و ما إليه.
لا.
هناك أشخاص يعزلون نفسهم فقط لأنهم يريدون، يجدون الراحة بالإبتعاد عن الضجيج.
بالإبتعاد عن  'كيف حالك  ؟ ماذا أكلت اليوم  ؟ هل أنت أعزب  ؟'.
جميع هذه التفاصيل الصغيرة ستؤثر بالتأكيد على شخصين أو ثلاثة من بين عشرة.
و لكن  .  .

هل حقاً من المفيد أحياناً أن يعتزل هؤلاء الأشخاص العالم  ؟

"حسناً حبيبتي، لن نضغط عليك. و لكن أرجوك تذكري أنه يجب عليك الإستعداد لأنه لديك موعد مع الطبيب".

تحدثت والدتها بصوتها الرقيق و الملامس للقلب، وقفا ينتظران إجابة صغيرة.
لقد فتح الباب أخيراً يكشف عن جسد إبنتيهما التي تشبه جثة محنطة بسبب شحوبها و ضعف بنية جسدها.

"هل سيكون من الأمان أن أذهب أمي  ؟ هل هو طبيب أم طبيبة".

سألت بقلق و خوف، إقترب كلا من أبويها يدعمانها بحضن جماعي مريح للأعصاب.

"نحن نثق بها صغيرتي، الطبيبة هي إبنة صديق قديم، إنها فتاة لا يوجد داعٍ للقلق حلوتي".

"الأهم من ذلك أن تكوني مستجيبة لأي شيء هي تفعله، أو تقوله. نريد لك الأفضل مهما و أياً كان".

نظرت بهدوء تام لأعين صغيرتها الوحيدة.

"بالطبع أمي  .  . هذه المرة سأحاول حقاً، من أجلي و من أجلكما".

عادت لتحشر نفسها بين أحضان كلاهما، تستشعر بالدفء و تستمد قوتها للبدء من جديد مرة أخرى.

"حسناً إذن، دعونا نتناول الفطور و نستمتع معاً".

إبتسامته المشرقة جعلت من أعين إبنته ناعمة، تبتسم لإبتسامة والدها المعدية، تشكر الكون على منحها والداً يخاف ويقلق عليها من نسمة الهواء، حنون و فقط ينظر لمصلحة فتاته قبل نفسه.

PSYCHIATRIC DISTURBANCES || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن