11

476 40 2
                                    


B O O T S

11

______

حاصرت راكيل تلك الفتاة المرتجفة ضد الحائط و الغضب العارم يفيض من محياها

اقتربت منها واضعت ذراعيها على الجدار بجانب رأسها كي تمنع سبيل الهروب عنها

و فرق الطول الواضح بينهما زاد ارتجاف الصغرى لتتراجع للخلف اكثر لعل هذا الجدار يعطف بها و يبتلعها الى داخله

نضرت راكيل اليها من الاعلى باعين حالكة و اسنان تصطك بغضب

كان القتل يفوح منها و رغبت في سفك الدماء و كأن ملك الموت يقف خلفها بمنجله

عرفت ليني لماذا يلقبونها بالشيطان

او الملاك الساقطة

انها لا تمت بصلة للملاك لكن كل من يحاول نيل رضاها فقط لانها تمتلك اسوء مزاج في التاريخ يناديها بهذا اللقب المبتذل

كانت راكيل مستعدت لجعل تلك الفتاة تقول كلماتها الاخيرة لول انها احست بيد باردة تسحبها من الخلف على حين غفلة

قبل ان تلتفت لترى هذا الذي ستنتف شعره حالما تستدير
كان قد جرها الى احدى المخابر الفارغة في ذلك الرواق مغلقا الباب

تنفست ليني بعمق و ابتسامة ارتسمت على محياها

ففكرة ان داناييل بنفسه هب لانقاذها كانت ستجعلها تطير فرحا بلا شك

لم تستطع كتم قهقهاتها و هي تهرول في الممر عائدة الى صفها و فراشات تحوم في معدتها

--

نضرت راكيل لذلك الوسيم الذي يحاصرها ضد الحائط كما كانت تفعل منذ قليل مع ضحيتها الصغيرة

لكنها لم تستطع تفسير نضراته فكانت مشغولة في تأمل فكه الحاد الواسع و ملامحه المتناسقة بجمال
شعره الاسود المبعثر حول جبينه زاده سحرا

افاقت على نفسها بفعل انفاسه التي صارت تتراطم مع خاصتها بمنحى خطير
"ماذا تريد؟"
رددت باكثر نبرة وقحة لا مبالية استطاعت خلقها

استمر بالنضر اليها في صمت قبل ان يقول
"هناك حديث ما يدور"
اشاح ببصره نحو الرواق
"اضنك سمعت ايضا به"

حمحمت راكيل و هي تضرب كتفه بخفة لينزل احد ذراعيه من الجدار
"بخصوص ذلك"
باشرت الحديث و اعينها على الارض
"انه كليا غير صحيح ، هناك سوء فهم كنت على وشك اصلاحه لانني ابدا و اعني ابدا لن اكن لك داناييل اي مشاعر "
رفعت عينيها نحوه لتحاول قراءة نضراته المبهمة من دون جدوى
"و الان ، اذا عذرتني لدي ما اقوم به "
تمتمت و هي تتنحى لترحل بخطوات شبه متعثرة

bootsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن