boots

30

B O O T S

30

_________

لدي تلك النضرة

حين امشي مطأطأة الرأس لا ارى من الشخص غير حذاءه

لذلك بالنسبة لي الناس عبارة عن احذية
و هو في غاية الطرافة كيف يرتبط ذلك بشخصياتهم كثيرا من الاحيان
لذلك اصبحت اراقب الاحذية حتى اذا جلست محاذاة الشارع في شرود
انضر فقط للاقدام و اتساءل عن نوع القصة التي يحكونها

بوني هي حذاء التنس المصفر

انيتا غالبا كعب بلاتفورم اسود

اذا برنارد يرتدي حذاء كلاسيكي نضيف

و راكيل بوتس جلدي اسود من دون شك

.

.

.

لقد قلبت درج مكتبي رأس على عقب
و اخويت جيوب جميع ملابسي حتى التي لا ارتديها

و لكن لا اثر و انا اصبحت افقد الصبر سريعا بل لا اصبر للحضة واحدة

نضرت الى باب غرفة والدتي في تلك اللحضة و سمعت صوتها في المطبخ منشغلة

لا اعلم حتى كيف وصلت الى هناك
فقد استفقت الى الواقع فقط و هي تقف عند الباب تنضر الي بينما عقدها الذهبي في يدي

لقد سمعت بالفعل ما ستقوله لان ضميري ردد نفس الكلام بل اقسى و لم اصغي ، نضراتها تلك كانت كل شيء بقي يتحطم امام عيني

"مادلين "
همست بداية كلامها و لا اريد ان استمع للبقية
"ماذا تفعلين بذلك العقد ؟ .. انت تعلمين انه هدية من والدك الراحل و لم ابعه حتى لدفع مستحقات المستشفى ! ماذا تضنين نفسك فاعلة"
انهت كلماتها المنفعلة بينما انزلق من يدي عائدا نحو العلبة و انا اراقب نضرتها المتقززة نحوي

"اخرجي "

لم تطردني والدتي سابقا حتى رغم معرفتها بكل ما اتعاطاه و رغم معرفتها بانني بالفعل اصبحت قشرة فارغة و لن يمكنني ان اجلب غير الخيبة لهذا المكان

و لم تطردني حتى حين اتممت الثامنة عشرة

لم تخرج هذه الكلمات من فمها حتى حين احتدت مجادلاتنا

لا ادري مالسبب هل هي لا تزال تدعو الى اليوم الذي استقيم فيه ؟ ام هي رغم كل شيء تحبني؟
ام انها تخاف العودة لمنزل فارغ تماما بعد زيارتها لاخي في المستشفى ؟