إن لم تكُون أنت نفسك سعيدًا
فما الفائدة من إنقاذ الأخرين ؟I
________________________________
نظرتُ للأضواء التي زُينة بها جدران المنزل قبل ولوجي اليه , تراجعت بضع خطوات بعيدة عن سوره فلم ارد الدخول اليه مجددًا .ابتعدت لكني توقفت عندما خالج سمعي صوت ضحك الصغار في باحة ذلك المنزل الذي يدعى بمنزلي نظرت لهم يمرحون في باحته التي غطت الثلوج سطحها .
لم اشعر باي شيء عندما كنت اُشاهد إخوتي الصغار سعداء و يتقاذفون بكرات الثلج على عكس ما توقعت، فبالرغم من إدعائي اني اكرههم لكنهم كانوا يضيفون بعض من السعادة في قلبي عندما أراهم يمرحون هكذا , رؤيتهم تجعلني أتمنى لو اني لم اكبر أبدا وبقيت فتاة العاشرة من عمرها ,تلك التي لم أرى من هي اكثر سعادة منها ،تلك التي لم تعد كذلك وكأني استهلكت مقدار سعادتي كلها حينها.
لم يلاحظ الصغار وجودي او لم يهتموا فحسب، عدت ادراجي وابتعدت عن السياج قبل أن يراني أحدا وسرت مبتعدة عن الحي الذي أعيش فيه.
وصلت للشارع الرئيسي الذي لم يكن مختلف عن باحة ذلك المنزل, الزينة والأضواء والأشخاص الذي يرتدون زي سانتا كلوز يوزعون بعض الهدايا على المارة ,بالطبع فهو عيد الميلاد، لا أعلم لماذا يتم الإحتفال به ،ليس وكأن بلادنا مسيحية بالكامل.
واصلت خطاي بين جميع هؤلاء العائلات والأصدقاء والأحباء لقد كنت انا الوحيدة التي لا تبدو مثلهم ، لطالما تساءلت هل الجميع سعداء ام فقط يتظاهرون انهم كذلك، نظرت امامي وقد استعدت تركيزي لأجد اني قد اصبحت بجانب الجسر.
قهقهة ساخرة وكأن قدماي تعلم اين تقودانني التفتت للعالم الذي انوي ان اغادره وكأني استبدل كلمة الوداع خاصتي بنظره ,كان يبدو عالم مثالي للغاية غير الذي انا اعيش به وكأني انا فقط من يعاني .
.
.
.نفضت عني افكاري وسرت لجهة سياج الجسر حيث ذلك الفاصل الذي يفصل بيني وبين الحياة الأخرى الذي اتمنى أن ينتهي فيها كل شيء.
أصوات السيارات الصاخبة خلفي جعلتني انزعج هل من فيها يروا تلك الفتاه الذي تقف بجانب الجسر ام ان الأمر لا يهمهم سوا بقت او ماتت، سوف يتم إهمالي حقاً حتى في أخر لحظاتي ؟
مالجديد...!
هذا هو الحال معي طيلة حياتي لم أكن أحدث اي فارق في حياة من حولي بل ان البعض كان ينزعج من وجودي ضمن نطاق حدودهم، ضممت نفسي عندما هبت موجة الرياح الصاقعة .
قهقهة "يالي من غريبة اخاف من البرد بينما انا على وشك السقوط من هذا المكان".باعدت بين يدي عندما اقنعت نفسي ان الوقت قد حان للرحيل امسكت بالسياج الحديدي ورفعت قدمي لأمتطيه للجهة الأخرى.
هأنا ذا في الجانب الأخر من الجسر أغمضت عيني وارخيت يدي الذي كانت تمسك بالسياج، نزعت يدي نهائيًا منتظره لذلك الشعور ، الجزء الأصعب من الأمر، عندما يطوف جسدي في الهواء ويرتطم بعدها بهذه المياة المتجمدة، لكني لم اشعر بشيء إطلاقا كل ما شعرت به هو ذراعان تلتف حولي وتحكم إمساكي، سمعت بعدها شخص ما ينتحب ويتمتم بكلمات أنا لم افهمها.
ما هذا هل مت اخيرًا ...؟!
هل تم الأمر ...؟!___________________________
إن لم تكُون أنت نفسك سعيدًا
فما الفائدة من إنقاذ الأخرين؟