لست شخصًا يستحق الموت!
II
_____________________________هل تلك السعادة كانت كثيرة ، لدرجة أنه لم يعد يُسمح لي بأن أكون سعيدة..؟!
.
.
.هل تم الأمر ..؟!
: هل جُننت، لماذا تريدين فعل هذا ...؟!
فتحت عيناي عندما فاجأني هذا الصوت الذي لم أعرف من أين أتى .
صرخ عليّ: لماذا أنتِ أنانية هكذا، ألم تفكري بمن حولكِ، هل تريدين إفساد حياتهم جميعًا.
نَظَرتُ حولي لأرى ذراعان تحاوطاني لاُدرك أني لم أمت بعد وهناك من تطوع لإنقاذي ، تحدثت بصوتي الوهن : أرجوك، هل يمكنك أن تدعني..؟!
سمعته يبكي ، اللعنة لماذا يبكي...؟!
هل يعرف من أكون؟!
يستحيل هذا!
هو لا يعلم من أنا ، لم أكن مقربة من أي شخص في أي مرحلة من مراحل حياتي، ترددت حينما قلت: معذرة لماذا تبكي؟!قال بين نحيبه: يجب علي سحبكِ أولاً، أرجوكِ ساعديني وامسكي بالسياج كي لا تتعثري.
كنت صعبة المراس جدًا لكي أوافق على طلبه هذا ،أنا لا أريد إطلاقًا أن أعود لحياتي اللعينة تلك لقد اتخذت قراري الذي لا رجعة منه: لماذا تحشر نفسك بهذا ؟ لماذا لا تكون مثل البقية فحسب، وتواصل ليلة عيد الميلاد خاصتك مع من تحب؟!
رد بنبرته السابقة بينما يُحكم إمساكي كي لا يجعل لي مجالاً بأن اُبعد يده وأسقط: لقد كنت على وشك الذهاب اليها لكنكِ قاطعتني.
قلت بدون إهتمام: إذا فلتذهب فحسب وكأن شيء لم يحدث.
: أمي التي ترقد بالقبر لن تسامحني أبدا إذا تجاهلت أحدًا أحتاج لي.
ترددت كلماته الأخيرة في ذهني ، ودارت عدة أسئلة في رأسي ،هل أحتجت فعلاً لشخصٍ ما ليقوم بإنقاذي؟..هل كُنت اُريد فقط جلب إنتباه من حولي ، ام فقط أردت معاقبتهم بإنتحاري؟
ازداد نحيبه لكني لم أعلم ما السبب بعد : لا تستطيعين فعل هذا، هذا ضعف من قِبلك، لا تكوني غبية تؤدي بحياتها لأجل أشخاص او مصاعب تواجهها.
فقط ....حاولي تخطيها.يا للسخرية!
التحدث بهراء كهذه ممتع وسهل، أن تحاول لعب دور البطل وتعتقد أنك تقوم بإنقاذ أحدهم والتحدث ببعض الترهات وانت لا تعلم مالذي يشعر به ،
او لماذا يقدم على فعل مثل هذا الشيء .نظرت للأسفل حيث تستقر مياة النهر، وشعرت كما لم أشعر سابقًا بالخوف الشديد ورغبة في الإبتعاد والعودة للسطح.
هذا ما أنا عليه دومًا ، شخص جبان لاحول له ولاقوة غير البقاء في الغرفة طيلة الليل محدقة في السطح و ممددة كالميت، هذا ما أنا علية دومًا لا أستطيع فعل شيء ولا أجرء على فعله أبدًا.
قلت بصوت خافت وقد شعرت بالإختناق: هل يمكنك مساعدتي..؟ اُريد العودة.
ظهرت السعادة في نبرته وهو يحاول رفعي من على السياج: بالتأكيد .
تعاونت معه وعدت للطرف الأخر من الجسر كانت قدماي ترتجف كما كان قلبي يفعل .
سقطت للأرض بعد أن عجزت قدماي عن حملي بجانب هذا الغريب الذي كان يجلس بجانبي ويربت على كتفي بينما يُثرثر بكلمات لم أكن استوعبها في حالتي تلك، ذهب من أمامي مسرعًا لجهة عربته وعاد ومعه قنينة ماء، أخذتها منه لكن يداي لم تطاوعني فسقطت أرضًا ،فأمسك بها هو وقام بمساعدتي لأشرب منها
امهلني عدة ثواني وقال بعدها: الجو بارد أرجوك تعالي معي للعربة.
نظرت حولي ورأيت أزهار الأقحوان التي أعتقد أنها كانت لأجل والدته ، شعرت بإنقباض في صدري فقد كان من المفترض أن يتم وضع هذه على قبري بعد عدة أيام؛ بالطبع عندما يجد أحدًا مشؤوم جثتي، لكني أراها الأن بجانبي.
أستقمت بعدها وهربت من أمامه، هرولت من دون أن أشكره او حتى النظر لوجهه، كل ما شعرت به هو الخزي،
لكن لا أعلم لماذا؟!
هل لإقدامي على الإنتحار ام من هروبي من الموت.__________________________
لست شخصًا يستحق الموت!