عائلة سعيدة~

49 7 81
                                    


القصة السابعة // عائلة سعيدة

دمى تُحمل بيدٍ صغيرة.. غرفة من غيهب.. أراهن أن الشمس تعطي للصباح قيمته في الخارج.. و صوت قرقرة بطنٍ يقطع جو اللعب..
إنتفضتُ من الأرضية و بدأت أخطو خطواتٍ أشبه بدبيبٍ السحالي.. فتحتُ باب الغرفة ليظهر نورٌ في الرواق جعلني أحمي عينيَ بيدي لتفادي الضرر..

أستمر في الخطو بإتجاه الدرج ثم أنزل تبعاً لتياره ، أمر بجانب صورٍ معلقة على الحائط لسكان هذا المنزل..
عند نهاية الدرج ألتف نحو يميني و أتقدم بضع خطوات لربما كانت ستة خطوات.. باب مُوصد أمامي فتحته بهدوء..
تم تعيين الهدف ، مشيت نحوها لأصبح خلفها مباشرةً ثم سحبت بلطفٍ جزءًا من قميصها لتلحظ وجودي أخيرا و تلتقي أعيننا..
النفور ظاهرٌ على محياها و قبل أن تتحرك شفاهها غمغمتُ مخاطبة إياها "أنا.. جائعة"

نظرة إستحقار وُجهت إليَ من قبلها..
"هاه السافلة تطلب الكثير دون خجل.. بسببك تدمرت حياتي هل كان عليكَ أن تولدي؟"
اه كلامها المعتاد لكنها في النهاية مجرد كلمات..
"المعذرة.. أنا جائعة"

صفعة ،
لم أستوعب حتى متى إتخذتْ الوضعية لتطبعها على خدي لكنه أصبح يشبه الفراولة أليس هذا لطيفا؟

فُتح باب المطبخ بقوة تبا لقد كاد يكسره.. رجل بل حيوان آدمي ذو بنية جسدية ضخمة.. نظرته الإعتيادية لقد عاد بعد أن ثمل بالكامل..
"أيتها المرأة تعالي هنا"

اه ليس مجدداً.. ركض نحوها و إذْ به يصفعها لتسقط أرضاً و تتكئ على الحائط ثم ينهمل عليها بصفعات متتالية..
"أ.. أنا.. المعذرة جائ_"

"أيها الحقير هذا كل ما تجيده.. إضرب أكثر إذن"
بدأت تضحك في وجهه.. يزداد الضحك مع زيادة الضرب و الضرب يزداد بدوره لزيادة الضحك.. إنها تستفزه لكن ما من فائدة من التظاهر بالقوة..

إنتظرتُ هدوء الغوغاء..
خرج أخيرا لا بد من أنه متوجه للنوم.. تماماً كنوم الحمير..
في الجهة الأخرى من المطبخ طُبِعت ندبات على وجه من ولدتني..

"أنا جائعة"
"اه أنتِ لا تفهمين شيئا و لا تراعين مشاعر الناس لَكَم أمقتكِ ! "
"أنا_"
"جائعة صحيح؟.. تعالي هنا"

جرتني من شعري و أجلستني على مائدة الطعام.. تناولتْ إبريق ماءٍ بيدها و قربته مني ، "هنا إشربي الماء إلى أن تمتلئي"
أخذت أول كوب.. ثاني كوب.. حتى الخامس ، "لقد شبعت.."
"مهلا لحظة إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟.. تعالي هنا إشربي أكثر"
"لكن أنا_"

لم أكمل جملتي فالمزيد من الماء يجد طريقه نحو معدتي.. المزيد و المزيد.. لا يمكنني التنفس.. أُجبرت على إبتلاعه لتفادي الإختناق، كرهت ما يسمى بالماء أنذاك كل ما أردته هو أن تتوقف حتى أنني تمنيت أن لا أشرب الماء مجدداً طيلة حياتي..
حاولت الإنسحاب لكنها تمسك ذراعي بقوة و تسقيني أكثر..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 06, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

على جدار من دم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن