الرحيل صنع وحشًا !

63 12 13
                                    

جلست روشا على كرسيها الهزاز و هي تحمل إطار صورة ما.. يكاد يظهر من في الصورة.. ليشتت انتباهنا بكلامها:
_أحياناً نساهم في صنع قاتلنا.. ألا تصدق؟.. كما لو أنني مطالبة بالتبرير لك !
اه كلا كنت أمزح دعكم مع القصة.

الفصل الثاني / / القصة الثانية:

في منزل قروي بسيط بنيت أعمدته لتكون مأوى لزوجين و إبنهما العاق المريض ، إعتادت الأم ملازمة طفلها الصغير و وضعه في أحضانها بينما كان الأب يشرع في الصيد حتى غروب الشمس لكسب لقمة العيش.
يوما بعد يوم إزداد الطفل ضعفا و هوانا.. صار وجهه كالورقة شاحبا بأنامله التي غدت منطفئة فالسواد يغطيها كما لو كانت عظامه تتآكل ، وعد والدا الصبي بإيجاد علاج له مهما كان حتى لو عنى ذلك هلاكهما لكنهما لم يحققا أي تقدم.

_لطالما تمنيت رؤية العالم الخارجي.. كانت أمي تقرأ لي الكثير من القصص التي زادت من فضولي أعني أريد أن أركض فوق العشب.. أن أقطف الأزهار.. أن أكون صداقات.. لكنني لا أستطيع الحراك.. أو ربما كنت لا أستطيع.

قبل اسبوع:

بينما كنت نصف نائم استمعت إلى حديث والداي القلقان و ظننت أن حالتي الصحية تدهورت لكن حديثهما كان مختلفا هذه المرة.

_اعني انهم لصوص مسلحون لن نتمكن من الهرب ثلاثتنا الن تستطيع فعل شيء ببندقيتك ؟

قالت والدتي انهم لصوص؟.. حسنا على حسب معرفتي من تلك القصص التي كانت تقصها امي علي فإن اللصوص أناس أشرار..
على كل حال فهمت أن أمي رأت مجموعة لصوص مسلحين يقتربون من منزلنا و بالرغم من أن ابي يستعمل البندقية للصيد إلا أنه يستحيل أن يواجههم..
لما والدي جبان؟ أعني سمعت قصصاً كثيرة فمثلا الحطاب في قصة ليلى و الذئب كان شجاعاً كفاية ليواجه الذئب الشرس و ينقذ ليلى و الجدة..

فجأة ركض والدي و هو يمسك يد أمي متجهاً الى الباب الخلفي.. أوقفته أمي للحظة و أردفت:
_ماذا عن آرثر؟
_بالحالتين سيموت نستطيع انجاب طفل غيره.

هذا.. صادم.. جارح.. مؤلم بطريقة ما.. أعني لا استطيع تحديد موقفي لطالما أحبني والداي هل كنت حملا ثقيلا عليهما؟..
أنا لا اعلم ماهو هذا الشعور لكن..

قوطعت أفكاري بسبب صوت أشخاص يحاولون فتح باب المنزل لأدرك الموقف الذي أنا فيه..
لطالما كنت في خطر بسبب مرضي لكن هذه أول مره أجرب فيها شيئا كهذا و بمفردي.. أ-هذا هو الخوف الذي شعرت به ليلى عند معرفة أن جدتها ليست جدتها بل ذئب؟
لا أستطيع الحراك حتى ما العمل؟.. كل ما اعرفه هو أنني أرغب بالعيش..

ألحت بنظري نحو سقف الغرفة -بالتحديد نحو زاوية السقف- لألمح ظلا غريبا.. كان طويلا.. لا أعلم كيف لكنني أراه يبتسم كما أنني أرى عيونه انه مجرد ظل اسود لكن لماذا أرى عيناه الدمويتان تشعان مثل الياقوت..

على جدار من دم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن