الجواهرجي

الثالث والعشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى على نبيك الكريم

_________________________________________

كان يجلس فى غرفته لايتحدث مع أحد فقط صامت
كان يجلس على فراشه وينظر لمظهره فى المرأ ، فقد شحب وجهه و غز الشعر ذقنه وأصبح كثيفاً جدا وكان مظهره مبعثر جدا من يراه يقول أنه كبر فى العمر

وأن فى الشهر الذى ماتت فيه زوجته أصبح يكبر سنه عشرة أعوام

كان يتذكر عندما حملها ونزل بها فى القبر ، اجلسها على الأرض وفك رباط كفنها بيد ترتعش وأغمض عيونه بألم لا يصدق أنه سوف يرحل ويتركها يكاد يصرخ ويقول لهم أغلقوا باب القبر وأتركونى معها

ولكن مايمنعه هو أبنه الذى لايعلم حتى الآن عن موت والدته

نظر لها و ودعها الوداع الاخير وتركها وخرج بعدها ظل يردد الدعاء ورأ الشيخ كانوا يرددون ورائه دعاء المتوفى

كان يقف بجانب أخيه وكان زياد يساند أخيه على الوقوف وبعد أن انتهت مراسم الدفن أخرجه زياد بصعوبة وساعده عمر ومازن على ذلك  كان فى الخارج فريد يودع الناس الذين جائوا ليؤدو واجب العزاء

وكانت داليا تجلس بجانب والدتة ماريا تحسها على الصمود

داليا:" لازم تهدى يا شمس عشان خاطر بنتك هى كل اللي محتاجه دلوقتى دعواتك أن ربنا يثبتها ساعة السؤال ، شدحيلك ياشمس عشان أبنك

نظرت شمس نظرة باهته فاهى لم تتوقع أن تخسر ابنتها الوحيدة بتلك السهولة ، ولكنها لا تقدر أن تجلس فى نفس البلد التى ماتت فيها ابنتها وكأنها أصبحت تخشى من وطنها أنه كما قتلت فيه ابنتها سوف يحدث أى شىء خطير فى ابنها

صرخت بقوة وهى تنادى على أبنها وحثته على الرجوع ولكنه منعها عندما أخبرها أنه لن يذهب اللي عندما يأخذ عزاء أخته

وبالفعل تم العزاء وحضره كبار البلد بسبب سمعت فريد وأولاده التى تلمع فى أى مكان مثل مجوهراتهم

أنتها العزاء ودخل غرفة ابنه وجده نائم فى أحضان يارا

اقترب منه وجلس على ركبته وقبله من رأسه وعندما وجده نفسه أن هناك شهقة ستنفلت منه خرج بسرعه حتى لايستيقظ

دخل غرفته وهو منهك بشده كأنه كان فى حرب يخوضها وحده دون مساعدة أحد

جلس على الفراش دفن وجهه بين يديه وهو يبكى حتى نام مثل الطفل الذي ينام عندما يتعب من كثرة البكاء

ظل على حالته تلك لا يخرج من غرفته ولا يتحدث مع أحد ويأكل بعض اللقميات بعد إصرار الجميع عليه

ظل على حالته تلك حتى بعد غياب شهر كامل على موتها كان فقط يصلى ويقرأ لها أيات الله ، ويدعوا لها بالرحمه والمغفره