لم يجرؤ أحدا على التقدم نحو ذلك الباب، رغم سماعهم جميعًا تلك الصرخات المدوية النافرة من داخل الغرفة، استغاثه صدحت بكل النبرات الصوتية التي قد يمتلكها اي انسان مرعوبة، يلتوها توسلات بالرحمة والخوف.. لكن، لا فائدة، حتى تلك التي تطلب الرحمة هي تعلم جيدًا ان لا فائدة من التوسل والتذلل في هذا الوقت من كل ليلة، يتغير فيها صاحب الدم المميز ذاك، والذي قد ضنوا انه قد انقرض.. لكنه لا يزال يسير في عروق تلك العائلة.. عائلة زوي ..
مضى الكثير، ولم يكن قليلًا ابدا، بل ان السيد زوي لم يأمر بإقتحام الغرفة الا في ال١٢ ظهرًا، رغم وانه عندما تحدث مثل هذه الحوادث قديمًا، كان بزوق الشمس كافيًا للتقدم نحو المكان الذي قد تمت فيه الحادثة، لكن.. الآن هو لا يعلم ان كانت هانجي قد استاعدت وعيها ام لا، فهي لم تحظى بوجبة كهذه منذ زمن طويل..
خرج من غرفته بينما طلب من كاميلا ان تبقى في غرفتها حتى لا تُعطل عمله، وخرج بصرامة مع عدد ليس بقليل من الحراس المرتعبين رغم اسلحتهم القادرة على انهاء اي نزاع.. لوى مقبض الباب بهدوء.. فاحت رائحة الدم فور فتح الباب، ما ان فتح مزيدًا من المساحة عبر الباب.. حتى رأها جثة هامدة مرمية على الارض، باهتت اللون تمامًا.. بكامل هندامها الخاص بالخادمات ودون اي جروح.. حينها، فتح الباب بالكامل، لتسقط عينيه على تلك المنزويه في احد زوايا الغرفة، تضم ركبتيها على صدرها وتلقي برأسها عليهما.. تبدو نائمة، تقدم بخطوات هادئة وهو يتأمل الارض باحثًا بعينيه عن اي دليل، وحمدلله، لا يوجد، اقترب من هانجي النائمة بينما توجه الحرس نحو الخادمة الميته على الارض لحملها.. انحنى نحوها ثم ضيق عينيه بغضب قبل ان يرفعها من ياقتها بقوة لتستيقظ مفزوعه
" انهضي! لقد نمتي بما فيه الكفاية "
هانجي وهي تحاول الاستيعاب
" ا.. ابي؟.. م مالامر!؟ "نظرت في الارجاء لتراهم وهم يحملونها وتبدو ميتة، بذات الطريقة التي تترك فيها جثثها عادةً، قطبت عينيها بحزن قبل ان تتحدث لمن يشد على عنقها
" اسف..اسفة يا ابي، لقد حاولت العودة مبكرًا اقسم لك "
ليردف بغضب مكتوم: لكنك لم تفعلي! وها قد ازهقتي روحًا لا ذنب لها!
هانجي: ماكان عليها ان تبقى في الغرفة.. اليست هذه القوانين؟
زوي: صحيح! سأقوم بمحاسبة من فعل ذلك، ولكن.. الى ذلك الحين، ستبقين محبوسة في هذه الغرفة فأنت لستِ اهلاً للثقة التي امنحك اياها
هانجي باستغراب: م..ماذا؟ هل انت جاد؟ مالذي تعنيه بحبسي؟
زوي بحدة بعد ان افلت عنقها لتسقط ارضًا
" لقد حذرتك كثيرًا من التهاون في هذا الامر، اختلاط الدماء العادية بدمك قد تجعل عمرك قصيرًا ايتها البلهاء! لا خروج بعد اليوم طالما انك لا تنفذين وعودك بالعودة مبكرًا انتهى النقاش "
أنت تقرأ
قطرة من دَمك || ليفايهان
Romance- إياك والانصياع خلف تلك الملامح البريئة.. ليس كل ما نراه حقيقي.