يجلس امام تلك الشاشة العملاقة التي تتوسط غرفة مكتبه، يراقب تلك اليافعة من خلال الكاميرا المؤقته التي وضعها في غرفتها بِعلمها كونها معاقبة، تراسل احدهم بسعادة ومرح.. يراقب انفعالاتها ويسرح بأفكاره، كم يحبها وكم تمنى لو انها تحظى بحياة طبيعية كبقية الفتيات من عمرها، ربما كانت ستصبح ام و وتملأ منزله بالاحفاد، او ربة منزل وتزعج والدتها بالشكاوى المتكررة من الزوجات بسبب اهمال أزواجهم مثلًا، او قد تكون رائدة اعمال، ام معلمة، او طبيبة.. او اي شيء آخر رتيب وجد في هذه الدنيا، عدى ان تكون مصابة بلعنة سلالته الدموية.. تلك السلالة التي عُرفت انها تعشق الدماء وشربها، هو نفسه لا يعلم كيف بدأ الامر ومع مَن مِن اجداده.. لكنه توارث اللعنة تلك مثله مثل من سبقوه، تتفاوت قدرات مصاصي الدماء في عائلته، فهو على سبيل المثال يمكنه التحكم منذ صِغره على غريزته الغريبة الدموية تلك، لا يتعطش مثل اخيه الاكبر الى الدماء بشراهه لا تُمكنه من التفريق بين اي احد امامه، ووالدته أيضا قد كانت كذلك، لا يزال يتذكر ذلك اليوم المرعب في طفولته عندما اخترق القوانين في عدم الخروج بتاتًا من غرفته بعد غروب الشمس، تسلل نحو غرفة والديه بعدما شعر بألم طفيف في معدته اراد ان يشكوه لوالدته.. فتح الباب بهدوء لتلتقط عيناه ذلك المنظر الرهيب، كان يرى والده وهو يمد بذراعه لوالدته التي كانت تعض على يده بوحشية لم يشهدها في حياته.. لاحظ سيلان الدم بين شفتيها بوضوح تام، حينها ادرك انها كانت تمتص دماءه بينما يقطب ابيه عينيه متألمًا ومستسلمًا لتلك التي تشرب دماءه..
ان هانجي ابنته ومع الاسف مصابة بمستوى عالٍ من تلك اللعنة الغريبة، عند والدتها كان يدعو الإله بشكل متكرر ان تكون ابنته طبيعية مثل والدتها، ان تنسلخ جيناته تماما منها ولا يبقى منها شيء داخلها، لكن جميع امنياته لم تتحقق.. ابنته وفي عامها العاشر، بدأت تلتف حول هوايات غريبة، كقتل الحيوانات وشم البشر بطريقة غريبة، وهذا بالنسبة له كان كافيًا ليدرك انها اخذت تلك اللعنة منه، هذه هي مواصفاتهم.. لا تشتم رائحة البشر، بل دماءهم! اما فيما يخص قتل الحيوانات فهو احد الطرق الاولية في البحث عن الدم المناسب لشربه، لكن كطفلة هي لا تدرك ان لعنتها تلك لا تتقبل الا الدماء البشرية، فبعد قتل الحيوان المسكين تكتشف انه غير صالح لشرب دمه فتتركه.
فتح مكبر الصوت المرتبط بالكاميرا التي لديها ليقول بصوت جهور
زوي: مالذي يجعل ابتسامتك هذا بارزه رغم معاقبتك؟
رفعت رأسها نحو الكاميرا الراكدة فوق احد الطاولات
هانجي ساخرة: انني اراسل صديق لي، هل هذا ممنوع أيضا سيد زوي؟
زوي: ماذا عن الشعور بالذنب حيال تلك المسكينه؟
هانجي: بربك ابي.. لا اود التفكير في الامر، حسنا اعلم انني أخطأت ولكن لا فائدة من تذكيري بذلك وانا رهن الاعتقال في هذه الغرفة صحيح؟
أنت تقرأ
قطرة من دَمك || ليفايهان
Romance- إياك والانصياع خلف تلك الملامح البريئة.. ليس كل ما نراه حقيقي.