الفصل الرابع ( العصر الفكتوري)

26 2 2
                                    

 
                              (زمرد)

بعد ان مرت بذلك الضوء الساطع تعثرت بسبب عدم الرؤية، فتحت جفونها وتوسعت من شدة الصدمه  " ايه دا "

وجدت نفسها امام قصر ولكنه ليس كأي قصر، تلك الاعمدة المزخرفه و الاثاث الخارجي للقصر و تلك الكرستلات المعلقة في السقف رأت كل هذا من الخارج إذاً ما الذي سيكون بالداخل  

"من انتِ"

فاقت من تأملها علي هذا الصوت و نظرت لصاحب الصوت لتجد ثلاث رجال يحيطون بها و بيدهم اسلحه تبدو قديمه

ما هذا لما يرتدون تلك الملابس و اسلحتهم قديمه للغايه و كأنهم من زمن اخر... زمن اخر توقف عقلها عند تفكيرها فقط بالأمر

"ماذا تفعلين امام قصر الملكه"

إذا كان احد غيرها لكان الان ميت او في مأزق ولكنها تجيد لغة هذا العصر... تجيد لغة الزهور والتي تعود للعصر الفكتوري  

"انا.. تائهه"

" تبدو غريبه لنرسلها للملكة وحسب لتقضي عليها" همس الحارس لزميلة بصوت مسموع

" لا أعلم هل سنزعج جلالتها من أجل تلك، لنقتلها "

" لا لا... قتل لا " تحدثت بلغتها العامية مجدداً عند سماعها لكلمة قتل

زادت نظرات الريبه والشك بسبب تصرفاتها ومظهرها عموماً

"سيدي عذراً"

ظهر من العدم وهي لم تعره الاهتمام وظلت تتوسل للحارس لعلها تنجو برأسها، توقفت عن النحيب واستمعت لمَ قال

"تلك حبيبتي وكنا معاً ولكنها تاهت مني" اقترب وسحبها من امامهم وهو يبتسم

هتف احد الحراس "لا تفلتها من يدك وإلا المرة القادمة لن تجد رأسها"

قدم اعتذارته مرة اخري وهو يكمل انسحابه "اعتذر وشكراً لك"

امسكت برأسها تتحسسها وهي تسير معه... أدرات رأسها نحوه ولاحظت ذلك الممسك بيدها

"من لكنتك تبدين من مكان اخر"

افلتت يده وركضت بعيداً عنه، لا تعلم اين تذهب ولا ماذا تفعل ولكنها لن تقف هكذا

لحق بها وتحدث بنبرة مرحه " من ماذا تهربين"

تكلمت اثناء ركضها " مثلاً منك... لمَ تطاردني "

قامت بالأنحناء له " اشكرك علي تخليص عنقي.. هل تصافينا الآن "

وتركته وعادت تركض وهي تنظر حولها لكل شيء وكأنها تبحث عن بصيص أمل يمكن ان يساعدها، دخلت إلي مكان يبدو كالسوق ولكنه يعود لهذا العصر

ترتطم بالماره وكل من يراها ينظر إليها بغرابة بسبب مظهرها

امسك بساعدها فلتفتت له " ماذا تريد "

وضع بداخل كفها قلادة قد اوقعتها " اوقعتي هذا "

شعرت بالحراره تكتسيها من الحرج وهو هم بالرحيل مبتعداً عنها، تبادلا الادوار واصبحت هي من تلحقه

"حسناً ظننتك تزعجني"

ولا رد فظلت خلفه حتى تعبت... وصلا لمكان به تلال واشجار

"كفاية بقي قطعت نفسي"

لم يفهم شيء فعادت تخبره بلغته " اعتذر انا استحق ولكن يكفي لقد تعبت يا... "

كان سيفتح فمه ولكنها أشارت له " توقف انا سأخمن... جاك "

توسعت عينينه وهي قد فهمت من ردة فعله انها صحيحه "اسمك جاك حقاً"

"كيف علمتي"

"لنقل أني أحب هذا الأسم" اكملت سيرها وتجمدت عند سماعها لقوله

"سأنتظر حبك لصاحب الأسم"

تخطها وتركها في الخلف وهي تغاضت عن جملتها واصبحت في مستوى سيره "أريد منك مساعده اخيره"

"تفضلي انستي"

تذكرت الأسم وهتفت " اتعرف سيدة تدعي أنجيلا بوردت "

"تقصدين صاحبه الأعمال الخيرية"

"ايوه هي دي... اقصد نعم هي"

" ما اسمك "

"لن اخبرك... حين نصل لأنجيلا سأخبرك "

" ما تلك اللغة الاخري التي تتحدثين بها "

تلعثمت قليلاً وحمحمت " لغة تدعي اللغة العامية لن تعرفها علي أي حال فهي تعود لبلدة لا يعرفها احد "

"وما اسم تلك البلدة"

" أنت كثير الاسئلة هل ستوصلني أم لا "

"سأوصلك ولكن عليكي الدفع اولاً"

"دفع... دفع ماذا"

" دفع النقود "

بحثت في جيوب بنطالها ولم تجد سوى فئة ب٥ جنيهات فوضعتها في يده

"هذا ما لدي"

"ما تلك العمله وكم تساوي"  قلب الورقه وهو يتفحصها

مثلت بتصنع "تساوي الكثير ألا تعلم انا من عائلة غنية وانا اعطيك الآن نصف ثروتي... سامحني يارب"

نظرت له بتكبر " اتبعني فليس لدي اليوم بأكمله "

غمرته السعاده بعد سماعه لتلك الكلمات وذهب ورائها

وصلا اخيراً ودخلت زمرد دون ان تقول له كلمه او حتى شكر، كان سيذهب ولكنه سمع من تهتف بأسمه من النافذة

" جاك...  جاك "

"ظننت انكِ وقحه"

" اتلم يلا "

" ماذا؟ "

" لا شيء، قابلت أنجيلا وهي امرأة لطيفة وطلبت منها المكوث لديها حتى اتدبر أموري واعثر علي مكان للعيش به "

"هذا رائع اصبحت أمورك افضل إذاً "

كان سيودعها ولكنه حدق بها قليلاً ليتأملها

"جاك، ألم تكن تريد معرفة اسمي"

اقترب بلهفه لتخبره "اسمي زمرد"

زينت ابتسامة لطيفه شفتيه وقبل ان تغلق النافذة صاحت بنبرة مشاكسة " ولست من عائلة غنية وداعاً "

يتبع...

أشرقت الأنوار

في بعدٍ اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن