Part (8)

6 2 2
                                    

بعد أيام

دق دق دق

طرقت الخادمة باب غرفة ابن سيدها صاحب البيت السيد الشاب كريستيان...

المعذرة...السيد الشاب كريستيان...عليك أن تستيقظ!

هن تنهد كريستيان في الجهة الأخرى و أغلق الكتاب الذي سهر يقرأه طول الليل...

في الواقع هو حتى لا يتذكر موضوع الكتاب... لقد كان منشغلًا بالتفكير بها طول الليل...فتح الكتاب و قرر قراءته لعله ينام أو يتوقف عن التفكير بها لكنه فشل...على أي حال رؤيته لها أصلحت الكثير من الدمار بداخله...

السيد الشاب كريستيان ! صوت الخادمة تنادي عليه قطع حبل أفكاره...

كم مرة عليه إخبارها بالضبط ألا تنادي عليهط أكثر من مرة ؟!

فتح كريستيان الباب بنظرة باردة لأبعد الحدود و هو غاضب و هنالك هالات سوداء تحت عينيه فهو لم ينم طول الليل و قال :

سأكون على طاولة الإفطار بالأسفل بعد بعض دقائق !

ح...حاضر ! قالت و إنصرفت بسرعة فهو يبدوا في بعض الأحيان كالمجنون أو الجثة المتحركة...جميع الخدم يرونه هكذا...و يخافون منه...لذا اخترع ابتسامته المصطنعة و قناع الوجه المشرق ليعتادوا عليه...ف الخادمات عندما يقوم بذلك يتمنن الزواج منه و الخدم يودون أن يصادقوه...ليس الخدم...بل الجميع...والداه هما الوحيدان اللذان إعتادا عليه...لكن ليس كثيراً...هو يحبهما...لكن هنالك حدود بينهم...على الرغم من أنهما والداه...حسنًا هذا آخر همه حاليًا...فلقد وجد الشخص الذي يستطيع أن يعامله بلا حدود و بشفافية و بكل راحة...لكن عليه أن يجعلها ترتاح له أولًا...

غير كريستيان ملابسه و طلب من الخادمات أن يضعن مساحيق التجميل على وجهه...ليس لانه قبيح...بل لإخفاء معالم وجهه التي ملت من الحياة و الهالات السوداء أيضاً...هو لا يضع الكثير من المستحضرات و ليس دائمًا...فقط عندما يشعر في ضيق بصدره...و يظهر هذا الضيق على وجهه...

نزل كريستيان إلى طاولة الإفطار رفقة والديه...حسنًا هو وحيدهم حاليًا..
بعد موت إبنتهما...

صباح الخير عزيزي ! قالت أمه بسعادة .

صباح الخير !

ما بها نبرة صوتك اليوم ؟ هل أنت مريض ؟ سأله والده...

لا لست مريضًا...

الحياة ليست بذلك السوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن