2-نبي الله سليمان!

2K 203 47
                                    

غادرني العم سليمان وصوته يرن في خاطري:
على اسم نبي الله سليمان!

فسألت نفسي من هو نبي الله سليمان؟ مع مناداة على موعد رحلتى الذي قد حان نهضت عن مقعد المطار غير المريح، ثم فتحت هاتفي وأنا امشي بين ردهات صالة الانتظار وكتبت نبي الله سليمان، وقرأت عنه وعلمت لما كان العم فخورا باسمه!

نبي الله سليمان، ليس رجل عادي ليس شريف قوم يتفاخرون بالنسب له، لا بل هو نبي وملك، حتى عندما ذكر في القرآن قال عنه الله نعم العبد! يا إلهي الخالق يثني على مخلوق! ولما اثنى عليه؟ اثني عليه لأنه أواب!

لم اعلم ما معنى أواب وقتها، عربيتي لغة ليست بأحسن حال! صحيح أنني مُترجم وصحيح أنني اجيد بعض اللغات، لكن واحسرتاه لم تكن العربية من بينها ظللت ابحث عن معناها حتى وجدت وقتها معن تقريبي بالإنجليزية!

في أفكاري البسيطة البدائية، كنت أظن المخطئ لا يُعفى عنه، ولا تُنسى له ذلاته، ليست افكاري وحدي للحق، بلد منشأي لايعترف أبداً بالسماح والمغفرة، فالمخطئ سيبقى أبد الدهر مخطئ بل وقد يمتد سلسال اللوم لأحفاده لو تمكنا من ذلك!

لكن الإله هنا اختار عبدا يمتدحه، لما امتدحه ليس لأنه الصفحة البيضاء ولا لأنه المواطن المثالى، بل لأنه خطاء، نعم أثنى عليه لأنه سريع الندم والاستغفار، أثنى عليه وأعطاه ملكا لا ينبغى لأحد من بعده، تلك ليست هبة من الإله فقط لا بل هو بنفسه طلبها والله اعطاها له! فقط هكذا سليمان نبي الله تمنى ودعا والاله أعطاه!

كان سليمان يحب الخيل ففتنته يوما عن صلاته، فقتلها! هنا قد يأتي عقلي البشري العقيم وأقول لما قلتلها ما هذا؟ لكن من أنا لأتدخل بين العبد المختار وربه!

لم يكن المغزى هنا أنه قتلها، بل بيت القصيد هو أنه نحر افتتانه توبة لله، وأناب من بعدها ودعا ربه بطموح كبير ربي «هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي!» فأعطاه عن الخيل الذي يركبه ليتنقل، ريحا يمتلكها بين يديه يصرفها كيف يشاء، ليس هذا وحسب! بل أعطاه ملكا على الشياطين يبنون له ويخرجون كنوز الارض له، له فقط!

الرجل لم يكن شريف قوم، لم يكن ملكا لبلد، هذا الرجل كان ملكا للأرض كلها! ولما أُعطي هذا؟ لأنه أواب!

كان اندهاشي عظيما! ألهذا الحد هو غفور؟ ألهذا الحد هو كريم؟ مهلا عبدالله سليمان ليس بالعبد الضعيف اليائس! إنه رجل يعترف بأخطاءه ويجاوزها ويتوب منها ويطمح للآتي!

جالت فى خاطري سنوات أعماني فيها الانتقام، وأيام لم أنم فيها من الارتعاب والخوف، وأيام كنت أخطأ واختبئ فى خلوة لا أعرف ماذا أصنع بخطأ فعلته، لم اغفر لنفسي ذلة، وبل وتعجرفت فى طمعي وجعشي وظننت أنى ما أريده سيكون لي، وكل ما تجمعني به الصدف فهو ملكي! وإلا لما يصادفني دائما!

سنة أولى سُليمان  "الوصول"  انيجما 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن