17-ولي مفقود!

1K 177 40
                                    

بعد دقائق أتت وجلست ووجهها لم يبشر بخير، جلست وانا انتظرها ان تتكلم ماهو باد على وجهها، اخذت شيقها ودمعت عيناها وقالت بصوت مبحوح:
أنا لا استطيع الزواج!

صوتها وجملتها ودموعها والألم الذي اعترى صدري، كل هذا مألوف فكان كظاهرة ديچا-ڤو من يوم اعترافي الأول.

لكن تلك المرة أنا أكثر وعيا وتفهما، كل ما علي الآن أن أهدأ، لكن النابض اللعين في صدري يحترق، ما بالها بين يوم وليلة قررت أنها لا تستطيع الزواج مني! فنطقت أخيرا بعد أن تعالت شهقاتها فتصدع فؤادي، ما بال ما يمنعها، هل أنا غير كاف! وضعت كفى على صدري وانحنيت تجاهها وقلت وأنا أغالب ضعفي:
لما لا تستطيعين الزواج مني؟ هل أنا غير كاف؟ ألم اقنعك؟ هل بي خطأ ما؟ أهناك شخص أصلح مني؟ أعدك سأكون أفضل، أقسم لك سأفعل ما بوسعي، فقط اعطني فرصة أخرى!

رفعت عيناها نحوي وقد تجمدت دموعها وتوقفت شقاتها وحاولت التماسك لتتحدث، كانت تدافع انخفاض زوايا فمها بلا حيلة وردت:
من أصلح لي منك يا سليمان! من غيرك آمنه على روحي؟ ومن قال أنني لا أريد الزواج منك؟

-أنت؟!

-لا قلت أنا لا استطيع الزواج! وهذا...

-مهلا ما هذا يا فريدة؟ هذا نفس المعنى!

-لا انتظر هذا ليس نفس المعنى مطلقا! أنا لا استطيع الزواج مطلقا! و....

-لا! ستتزوجي، ستتزوجيني أنا، أيا كان ما يخيفك سنحله معا! إذا كان هناك من يهددك من أسرتك فسـ...... مهلا!

-بالضبط ما فهمت، لا عائلة! لا ولي! إلا....

-إلا؟ من تقصدي؟

-هو قريبي من جهة الأب ايضا..

-من؟...

فصمتت لم تجيبني لكني لم آخذ وقتا طويلا حتى علمت من تقصد، ليس الخال بالتأكيد ترتيب الولاية يكون لرجال جهة الأب أولا، وفى تلك الجهة لا يوجد غيره، ابن عمها وخالتها! ذلك العاشق المتيم الذي أتى خلفها وتسبب فى ذلك الحادث محاولا قتل كلانا! هل أتى اليوم لأحتاجه! زفرت حنقي وأردفت:
ألا يوجد شخص آخر؟

فأومأت بالنفي، كدت أقضم شفتاى غيظا وسألتها:
لا يوجد حل آخر؟

-لا أعلم حقا، عندما وصلت للمنزل بالأمس وعندما كنت أرتب أفكاري اكتشفت هذا الأمر، أنا لا أعلم كيف أفعلها حتى! لكني لا أريد منه ولاية ولا توكيل ولا أريد ذكر اسمه!

كلماتها أفهمها أكثر من أي شخص آخر، أنا ايضا لا أريد منه لا شفع ولا عدل، ولا جَميلة، بالله أنا اريد قتله، فهل أجعله ولي زوجتي، أخذت شهيقي وتنهدت وقلت:
لا عليك، اتركي الأمر لي سأتصرف!

حاولت الاستفسار فأخبرتها أنه لا بأس، ليس لأنني أعلم واخبأ عنها، لكن أنا حقا لا أعلم كيف سأتصرف! ودعتها وبقيت مكاني ساكن فقط يكاد شعري أن يقلتع فى يدي وأنا أواري رأسي بين ذراعاي، فسمعت صوت كريم يسأل:
هو فيه يا سليمان؟ أنا كنت مفكرها مقابلة خطّاب! بس المنظر ميدلش على كدة!

سنة أولى سُليمان  "الوصول"  انيجما 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن