8-تيليكومتكالا؟!

1.1K 181 25
                                    

بعدما خرجت الشرطة أتى وسحب الكرسي مكان باهر هذا أو فتحي وقال بإنجليزية تزحف في الوحل محاكيا طريقهتهما:
مصائب.....  مغناطيس.....نصب..... أنت يا بسكويتة!

دخل كلانا في نوبة من الضحك معه حق أنا مغناطيس للنصب والمصائب على الأقل في كلا المرتين رآني يتم النصب عليّ وعندما انتهينا مد يده تجاهي مصافحا وأردف:
أنا كريم برهان السويفي.

مددت يدي تجاهه وقلت:
أنا سُليمان إيم.

رفع حاجباه وقال:
سولومون؟ 

يقصد نطقها الانجليزي، قلت له معدلا:
لا سُليمان،  كما هي بالعربية

-سِلِيمان؟

-سُليمان!

هز رأسه تفهما مع ابتسامة ماكرة-أعتقد انه كان يتقصد أغاظتي-ثم أردف:
أخبرني ما قصتك؟ لما أجدك دائما فى مصائب؟  لن افترض إن خدعة باهر وماهر قد انطلت عليك لكن ما سبب موافقتك؟

أعلم أنه يحاول تجميل الموقف أنا بنفسي استطيع رؤية خيبتي ترقص أمامي تخرج لسانها لي، حاولت ابتلاع احراجي وتغيير الموضوع،  صحيح أنني أسمع الأفكار وصحيح أنه يفكر بطريقة تهكمية الآن، لكن للمرة الأولى أحمدُ خالقي أنني لا أستطيع فهم العربية، لا أريد أن أعرف ما معني ذلك اللحن الخارج من رأسه عني، أخذت شهيقي وزفرت أحراجي بعيد أسأله:
بمناسبة المصائب لما لم تسلم الفتى المراهق للشرطة؟ هل لأنك تعرف قريبه؟

ابتسم  ونظر بعيدا للحظات وثم واجهنى وقال:
هذا الطفل يعمل منذ صغره وأخاه حسن، أتذكره؟  ذلك الرجل الذي ضربه، كان يرعاه منذ وفاة والديهما، لكن فى الآونة الأخيرة انجرف الفتى وراء هرمونات الفحولة المتخلفة، وأراد ان يشغل عقله المركون فشغله عليك، لكن فى النهاية الفتى سخيف وأخاه مسكين، أما فردتا النعال فتحى ومصباح هذان سوابق نصب وسرقة بالاكراه وسطو على المنازل، لا يمكن أن يصطلح حالهما بمجرد الوعظ

على الرغم من عجرفته وتبجحه وأسلوبه الواثق غير المبرر، إلا أن له منطقه الذي اقنعني ولا أستطيع مجاراته، ليس ذلك موضوعنا الآن، فالأهم أن صلاة المغرب وقتها قد شارف على الانتهاء، نظرت من حولي ابحث عن النادل، فسألني:
هل تبحث عن شيء ما؟

فقلت له:
النادل،  أريد المغادرة، لأمر طارئ!

ضحك وأردف:
لا انتظر للحظات فقط، هناك ما أريد ان اناقشه معك بالنسبة للسيارة المعطلة، اعطني المفتاح سأرسل شخصا مؤتمن لاصلاحها،  لكن مما رأيته اعتقد أن تصليحها قد يأخذ مدة اسبوع،  اما بالنسبة للرخص فلا أعتقد أنه يمكنك الحصول على واحدة إلا إذا كنت مقيم بالبلد، إذا أردت اخباري عن الأمر الطارئ فسأحاول مساعدتك!

نظرت له مطولا، لا أفهم ماهية شخصيته العجيبة،  شخص يتحدث كمتشرد وسلوكه متعجرف،  لكنه مراعي ويقدم المساعدات لمن يراه يستحقها! لم أفهمه! قبل ان تأخذني التقييمات لشخصيته استعجلني بتبجح يطرق بعقلة السبابة على الطاولة امامي صائحا:
هيي أيها البسكويت الحالم أين ذهبت؟

سنة أولى سُليمان  "الوصول"  انيجما 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن