16-ديچا-ڤو!

940 159 34
                                    

كانت تفتح الباب وهي تخرج مالا من حقيبتها وتقول:
أيوة يا فندم، حضرتك....
رأيت تحجر الدموع في عينيها، لم استطع مقاومة ابتسامتي، أغراني شيطاني لغمرها فى صدري اشتقت لها، لصوتها وبسمتها، اغفر لي يا ربي لم استطع تمالك أفكاري لكني تمالكت أفعالي قدر المستطاع،  حاولت التحدث بالعربية فرفعت يدي المرتعشة الوح لها قائلا بصوت مبحوح:
مربحا، فريدة

سالت الدمعات المتحجرة على وجنتيها وسالت معها مشاعري،  لما البكاء يا موطن قلبي لما؟ ثم وكأنها وعت ما نطقته توا فقالت لي بالانجليزية:
ماذا؟ ما هي مربحا هذه؟

ثم بدأت تضحك وتمسك جوانب عيناها التى خالط لونها البني دموع فرح على دموع رأيت فيها اللوم، حاولت التماسك أكثر ثم رأيتها تنظر للجلباب وقالت:
لما اخترت تلك الملابس ؟

فنظرت لملابسي وقلت:
أليس زيا معتادا هنا؟

-ليس دائما، إنه معتاد قليلا في صباح يوم الجمعة وفي الأعياد في بلادي هنا ،لكن ليس في الأيام العادية

قاطعتنا  ميشيل التي خرجت تقف بجوارها عند الباب وقالت لي:
كيف أتت لك فكرة الملابس؟ لم أتوقع أنك سترتدي هكذا!

مابالكم أيها البشر؟  لما جلبابي المسكين أصبح فجأة حديث المدينة! كنت سأرد لكن فريدة وعت توا أنني كنت على تواصل مع ميشيل، أتمني ألا تغضب، أردت التبرير لكنها سبقتني وسألتها:

أكنتِ تعلمين أنه آت؟

-بالطبع ، أنا أصبحت كوالدة لكما الآن ، هيا إلى السيارة اسبقاني، وأنا سألاقى جون ونلحققكم إلى عنوان العشاء، ونعم لم أقل انه عشاء بسيط لأنك لم تكوني لتُفرغي جدول أعمالك المكتظ لعشاء فقط

ودفعتها لتخرج بجواري خارج الشقة وأغلقت الباب وكأنها تخلص من مشكلة ما ، فور أن شعرت أننا وحدنا صرت أهمس لنفسي «يا نفس استقيمي»  أريد سحبها لصدري، فاستدرت مانعا لنفسي وبدأت بالنزول جاعلا مسافة متر على الأقل بيننا،  كنت أنزل على الدرج سامعا صوت خطواتها وصوت نبضات قلبي وتنفسي المضطرب، ماذا عساي أفعل؟!  تماسك يا سليمان تماسك!

خرجنا من باب البناية بذات الهدوء ركبنا السيارة معا في البداية، خفت أن ترفض لكن أعتقد أنها كانت تحت وقع الصدمة، حتى رمشات عيناها لم تكن متواجدة وقدت السيارة بها مبتعدا ،وصارت نفسي تقول لي«لنذهب لشراء المنزل » «لا اذهب لأقرب مأذون ثم ابحث عن منزل لاحقا» قاطعني صوتها اللطيف الدافيء الذي اشتاقه ثلج اجتاح صدري وبدأ ينصهر الآن:
لماذا لم تخبرني؟

-وأفوّت على نفسي تلك الضحكات المشرقة! لا، شكرا.

-أنت تمكث في ذاك الفندق المقام به العشاء، أليس كذلك؟

فاجئتني بكلامها لم أخبر أحدا عن هذا! فسألتها:
ها؟ لقد اشتقت لشيرلوك خاصتي ، كيف علمتِ؟

سنة أولى سُليمان  "الوصول"  انيجما 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن