6-صراع داخلي

1.1K 171 46
                                    

بعد يومان من جلستي مع مهتدي تم أمر الاختتان، في اليوم الثالث رأيت رقم يوهان على هاتفي فابتسمت أردت مشاركته الأمر، أردت أن افاجئه، لكنه هو من فجعني لا مفاجأة قال لي من بين أحاديثي المرحة:
أهل فريدة ماتوا! وهي وحيدة الآن!

-أهلها؟ من منهم؟

اجابني بأغرب جواب ممكن تلقيه فى ذاك الوقت قال
كلهم! كان هناك حادث ما! وعلمت بالأمر من صديقتها ميشيل ولم تتطرق للتفاصيل!

أغلقت المكالمة بلا تفكير وقلبي ينصهر، أنا حتى لا أعلم كيف سأتحرك، ولكن كيف عساي اتركها وحدها!

من فوري أخرجت جهة اتصالى بها وارسلت لها رسالة
[عزيزتي أنا آت إليكِ الآن، لا تهتمي بشيء سآتي وأحمل كل شيء عنك، فقط انتظريني]

أجابتني كعادتها، متحفظة وراقية وكلماتها بسيطة:
[ أعلم نيتك الطيبة يا رون، أشعر بدفء كلماتك وأتفهم رغبتك في مساندتي، ولكن رجاء لا تأتي الآن، عليّ أن أفعل هذا وحدي ،علي أنا وحدي وبنفسي أن أغلق هذا الباب بيدي]

كتبت من بين شهيقي المشتعل:
[أستطيع تفهمك ،ولكن أنا أريد الاطمئنان عليك ،أريد التواجد معك في هذا الوقت اسمحي لي ولو بالتواجد من بعيد فقط]

اجابتنى وأنا أعلم أنها تبكي، زفيري كان محتقن أيضا:
[لا أظنه العمل السديد أرجوك يا رون، دعني أختم الماضي السيء وحدي، لا أريدك أن ترى هذا الجانب البشع من حياتى]

كلماتها تلك استطيع تفهمها أكثر من أي شخص آخر، أنا الشخص ذا الماضي الذي يود لو أنه لم يكن، رق قلبي فاغمضت عيني اتماسك قليلا وكتبت:
[يا دِفئ قلبي، هل أنت بخير؟]

اجابتني من بين حدودها التي لطالما بنتها حول نفسها مني:
[نعم أنا بخير لا تقلق، وهل عهدتني ضعيفة؟]

ابتسمت رغما عني، فقوتها هي التي غيرتني بدون ارادة مني ولا طلب، فرددت عليها :
[كلا، لم أعهدك كذلك أبدا يا ريدا ،أخبريني كيف تشعرين؟كيف حال قلبك؟]

اجابت وأنا أعلم إن ابتسامتها اضاءت وجهها الشبيه بشكل القلب :
[عندما واجهتها، أدركت أني أهدرت عمرا بلا طائل، وعندما ماتت أدركت أن هذا ماضٍ قد أنهاه لي ربي، عندما راجعت حياتي وجدت أنني كنت مغماة بكفاي أنا، وليس بسبب سوء معاملتها لي، كان كل شيء واضح من البداية وأنا مَن كنت غافية عمّا حولي، وعندما استفقت أدركت أني كنت دائما أميرة لم تعلم أبدا مكانتها]

قرأت كلماتها وكأنها تتكلم عني وليس عنها، أنا كنت مغمى بيدي، أنا كنت أخبئ نفسي والقى اللوم على نفسي، أنا كنت سخيفا ساذجا، ثم مرت عيني بكلمة أميرة، ماذا تعنى بكلمة كانت! أنها حقا أميرة، كل ما تفعله لا يليق إلا بأميرة في قلعة بنت من الماس الصلب، كتبت لها وأنا أعلم أنها ستعتبرني اتجاوز حدي:

سنة أولى سُليمان  "الوصول"  انيجما 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن