عدت للقاهرة أولا واخبرت مهتدي عما أتممته مع خالها فطمأنني انه حتى وإن لم يحضر الخال هذا التوكيل، فيمكنه ان يكون وكيلها نفسه اذا لم يتوفر غيره، وأخيرا حلت المشكلة!
في ذلك اليوم سألت مهتدي بسذاجة:
كيف سأجد مأذون؟نظر لي عاقدا حاحبيه كمن يرى كائن عجيب ورد:
هو انا بشتغل ايه يا سليمان؟-أنت معلمي!
-ايه؟..... يعنى بطاقتى مكتوب فيها معلم الاستاذ سليمان!
وانهمك ضاحكا وقال:
أضحك الله سنك يا سليمان، بس أنت ازاى متعرفش؟-اظن أنك معلم!
-معلم بس؟ لا يا سيدي فى الأساس أنا مأذون، لكن معايا رخصة تدريس برضو! وعشان كدة كتب كتابك عليا!
لأقول الصراحة لقد فرحت حقا لم أكن لأتوقع هذا لكن أنا فعلا أعتز بصداقته والآن سيعقد قراني بنفسه،.... ودعته، غادرت فندقي فى القاهرة نهائيا، وذهبت للاسكندرية على أمل لقاء قريب!
تحاوري الأخير مع مهتدي لفت نظري لأنى لا أسأل اي شخص عن تفاصيل، تكرر الأمر سابقا مع كريم، هل هذا الأمر خاطئ؟
أنا لا اعلم، لكني لا أملك أي رغبة في سؤال من حولي عن تفاصيل لا يذكرونها بأنفسهم! هل يرجع هذا لقلة خبرتي وفقر محيطي اثناء نشأتي، أم هل هو راجع لضوضاء قدرتي التي تعلمني ما لا أرغب به عن المجاورين لي، لست أدري لكن هذا مريح أيضا!
حملت حقيبتي التى أتيت بها ينقصها بضع أكسسوارات رميتها، وزيد عليها بضع جلابيب أحببتها، استأجرت كالعادة سيارة من تطبيق لتوصلني للفندق المعهود، الآن أنا سأنتقل لأبقى بجوار فريدتي، لا بل ليس هذا وحسب بل سنختار منزلنا!
بعد أن استقررت فى الفندق، فى الصباح التالى اخبرتها ان تأتي لذات المطعم الذي التقينا به من بضعة ايام، تلك المرة لم تخلو من مداعبات كريم.
ذلك الوقح كنت أجلس على مقعد نفس الطاولة ثم وفجأة أصبحت تمطر ورودا على رأسي وكانت الغيمة كائن سخيف يدعى كريم يقف فوق دماغي ممسكا بمزهرية! وابتسامته تخطت الاذنان يحرك لي حاجبيه باستفزاز!
نهضت من مكاني انوي رميه بكوب الماء أمامي لكنه ركض بعيدا وانقذ نفسه، لحسن حظي ان الموقف انتهى قبل أن تأتي هي وإلا كانت لتمسك علي ذلك المشهد لتقصه على احفادنا! .... آاه سيكون لنا احفاد يوما ما، سأحضر لهم كعك وحلوى بدون علمها! كم أحب هذا!
دقائق وكانت أمامي، أتت بأعين مرهقة متعبة، هل كانت تبكي كل تلك المدة! كم مر على آخر مرة كنا نجلس هنا! كيف أمكنني أن أبيت ليلتان بعد أن علمت أن هناك مخرج بدون أن اطمئنها! ما أغباني انشغلت فى تحضير الحقائب والانتقال ونسيت أن أخبرها، حسنا لا بأس الآن علي فقط طمأنتها بدون التطرق لتفاصيل محسن!
أنت تقرأ
سنة أولى سُليمان "الوصول" انيجما 2
Aventuraرحلة من الظلمات إلى النور، رحلة مهاجر هجر أرضه ودياره وهجر نفسه ليجد منزل جديد. رحلة ظلمة طريق ملحد إلى نور طرقات مؤمن ورع. من رون جي إلى سليمان نوڤيلا مكملة لرواية انيجما، من عام رون المخفى عن العين 🤍 بدأت 22/03/2023-01/09/1444 انتهت 07/04/2023...