تَهب الرّياحُ الربِيعيّة علَى العشبِ الرّطْب مُتفاوِت الأطْوَال و يسْمع وصِيع العصافير علَى غوصَن الأشْجَار و نٓسَائِم أبرِيل تهْفُوا أَحْيانا و تَغيب ما إنْ تستَحي فَتُذكّر بِعُمرٍ ليسَ لآيٍ حقٌ فِي اسْتِرجاعِه حاملة معها آمٓالا تنتظِر أنْ تتحقق
فِي الشّارِع الرئِيسي المُؤدي لمُحافظة سِيكياما تسير حركةُ المرورِ بإِتساقٍ و انْصِباب و تتكدّس اللافِتاتِ التِي تحمِل جلّ المرافِق المُتوّجه إليها للتأكيدِ أنّ لا أجنبي عنِ المكَان سيضِيع أين ينطفِئ نُور أعْمِدة الإِنارةِ التّي صُفّفٓت بِترتِيب مُسبق ، واحدًا يليهِ الآخٓر مُعلِنة انْقِضاء دُجى أواخِر الفجر و أُولى ساعاتِ النّهار
- يالَ الإزعاج !
نَبس ذُو الشّعر الأبيَض فور ما حلّق صوتُ رنِينِ المُنبّه إِلٓى أُذنيه ، فأخذ يُداخِل خُصلاتِه بِبعْض عن طريقِ تٓحْرِيك يدهِ خِلالها مراتٍ عِدة دُون وعيٍ قبل أن ينتقِل لخدش مؤخِرة رقبته و الإلتواءِ كدودَة في السرير ، ثم طاشَ بِه خيالهُ فِي التّفْكِيرِ لكمْ هُو مرهقٌ الإضطرارُ لمبارحةِ الفراشِ فقطْ لمزاولةِ نشاطاتهِ المدرسيةِ المزعجةِ كما يدعُوها وٓ للمرةِ الألفِ شعرَ أنّ هُنالك مُتعةً فِي تٓأمُّل سٓقفِ غُرْفتهِ عِوض الوُقُوف وٓ القِيام بما ينتظرهُ من مهام
نٓهض بِجِذعهِ وٓ جرّ بٓين يَديهِ وِسادتهُ ليطِلّ نُورُ الشّمسِ مِن النّافذةِ عٓلى يمينِه ، تَحديدًا الجُزء الذّي لَم يُحكمْ اغْلآقهُ مِن السِتارةِ اللّيلةَ المّاضِية ، فَتكشرتْ مَلامحهُ في عبُوس أكثرَ مِن الذِي قبل مَع اِنتصافِ جٓفنيْه ، تعبيرًا عَن انّ هٓذهِ الأجواءٓ لا تروقه ، فأعاد دفنَ رأسِه فِي الوِسٓادةِ بين يديهِ و بمجردِ أنْ اعتاد الإِضاءة التّي اخْترقتْ مَجال رُؤيتِه تَألقت مُقْلتاهُ بلوْن البٓلَخش وَ أظْهرتْ لمْعَة مِن الرّمادِي والفِضّي فِي أفضَل درجاتِهما
-صباح الخيرِ تْشوكِي
مَد سَبابتهُ وَوخزَ نَبتته القُرنفليةَ و التَي كانتْ صبارةً مُخْضَوْضِرة ذات أشواك بيضَاء مَوضوعَة ميمنَة المُنبهِ ، و إسْتمرّ في فعلِه إِلى أنْ تخٓدر اصْبعهُ فإِكْتفَى و أَمسك بِهاتفهِ المحْمولِ دُون نيةٍ للإِرتحالِ مِن فِراشِه مع الولُوج إلٓى أٓحد الألعاب التَي كانتَ مجرد واحدَة من الوافر و الوٓفير ، لدرجَة أنّ المِساحةٓ الدّاخليّة للهٓاتف لا يسعُها احتِمال تثْبيت أخْرٓى
-لقدْ متت ......
قَال بإحباطٍ تٓام بَعد أنْ تعالت أصواتُ نغمةٍ حزينَة مرفوقَة بعبارةِ ( انتهت اللعبة ! )
- يجب أن أستيقِظ-------
كَشفتْ قرقرةُ بطنِه عنْ حضُورها فإنقطعت حبال أفكاره لٓكن سُرعان مٓا تكدس المزيدُ منها حول كمْ هو مزعجٌ و مرْهق تناولُ الطعامِ و غسلُ الأسنانِ بعدها ، لكنْ مِن الجيدِ أنه حتّى نائِمٌ مثلهُ لا يزالُ يعتنِي بكلّ هذا و لا يسمَحُ لنفسِه بتفويتِ أن يكُون نظِيفا ، و يبْدو أنّ الأوان قد حان لمُتوانٍ واهٍ مثلهِ أنْ يتٓجهّز للمغادرةِ إلى المدرسةِ
أنت تقرأ
جُـرمٌ أٓخْـصٓف | ᴺᴬᴳᴵ ᔆᴱᴵᔆᴴᴵᴿᴼᵁ
Fanfictionاللّهيب الراقِص ، مُتهلل جدَّا و منْعتق ألقَى تعويذَة على الفَراشة الرَهيفة تعثرتْ بالقُرب منه بأجنحة رشيقة و فُقدت في الحمَاوة و البهجَة الوضّاحة فِي حُضنها الهشِ بسطَت الضوء إنسابتْ قصة زفيفٍ عابر قُبلة النَار خطيرة جدا و عزيزَة قادَتها في رحل...