الفصل الأول

279 13 3
                                    

الذكريات...اكثر شيء تقدسه في حياتها..من ماذا يتكون الإنسان سوي من بعض الذكريات؟..بعضها مؤلم و بعضها سعيد و نحن البشر نترنح بينها فى النهايه انت( تنسيء كأنك لم تكن ) كما قال محمود درويش و لا يتبقي منك سوي بعض الذكريات التي يتذكرك بها الاخرين....دائما ما كانت تحرص على ان تترك بصمه جيده ليدعو لها الجميع بعد عمر طويل...و حرصت ان تعلم ذلك لحفيداتها الثلاث...زهراتها ثلاث....اجمل ما حدث في حياتها انها اصبحت جده لهن...( اغلي من الولد..ولد الولد ) مَثل لا يفارقها ابدا....اشتاقت لهن كثيرا ف كل واحده منها في وادي خاص بها....و لكن ذلك لن يدوم طويلا لن يكون اسمها فيروز اذا لم تجمعهن جميعا...يكفي فراق حان وقت اللقاء حفيداتي..............

تجلس بهدوءها المعتاد في ذلك المكان الذي يعد افضل قهوه باريسيه علي اطلاق و هي تكتب قصيده عن الحب و رغم انها تدعي أمام الجميع انها لا تؤمن به..لكن في اعماقها تعلم بحقيقة وجوده و لكن ليس لديها اي ثقه بهؤلاء الرجال
قاطع تركيزيها في هذه اللحظه راءحه عطر ذكوري جذاب...في العاده ما يجذب النساء للرجال يكون الشكل الاولي..ماذا يرتدي؟ ما نوع الساعه في يده؟ عيناه؟ ضحكته؟...اما هي دائما ما كان يجذبها رائحه العطور...اغمضت عيني لدقيقه متأمله هذه رائحه ...حقا سوف ادمنها و لم يكن صاحبها اقل جاذبية عنها ..فتحت عيناي علي صوته اللطيف...ايعقل ان يوجد هذا الجمال في انسان واحد؟
: هل تسمحين لي بالجلوس ..للاسف جميع الأماكن ممتلئه
في العاده لم اكن لاهتم و كنت سإرفض و لكن شيء ما جعلني اوافق..لم اكن اعلم أني اقوم بفتح ابواب الجحيم بيدي
:شكرا سيدتي ..
قال هذه الجمل البسيطه و جلس في هدوء
بضع ثواني تاءملته بها بغير ادراك
ملامحه ليست تلك المبهره و لكن هذا لا يمنع باءنه جذاب
: لم اكن اعلم اني بهذا القدر من الوسامة
غضبت هي و قالت
: ماذا تقصد ؟
: اعذريني انا لا احب النقاشات الكثيرة او حتي الكلام..لذا دعينا ننسي اني قومت بمحادثتك حتي ..
صمتت هي و بداخلها تلفظ بأبشع الالفاظ
عادت لكتابتها و عاد هو لقراءة الكتاب خاص به
كل ما يدور في عقلها ان هذا الوضع يبدو سخيفا..اليس هذا ما يحدث في الأفلام؟ ولكني بالتأكيد لن اري بطل وقح كهذا في اي قصه حب  يبدو  الامر كمشهد كلاسيكي قديم و كاءن هذه بدايه قصه حب مثلا؟!!!
.................................................
وجهه نظر الشاب
حسنا كنت اود قراءه كتابي و معي قهوتي في هدوء لاصدم ان جميع المقاعد ممتلئه سوا مقعد هذه الفتاه المنغمسه في قرأه الكتاب
جمالها جميل....كم تبدو بريئه و هى تكتب .. لاحظت مع اقترابي لها انها قامت ب اغماض عينيها..ما بها هذه الفتاه...عندما قمت بلفظ اسمها و نظرت لي بعينيها اكاد اقسم اني غرقت في سماء عينيها السوداء ....علي عكس الجميع هو كان يغرق في العيون السوداء و ليس الزرقاء..السماء السوداء هى البحر الخاص به و هذه الفتاه بحرها جميل
قاطع خلوتي صوتها العذب و هي تقول
بما انك تقراء لكفاكا فلا بد أن زوقك الفلسفي جميل..هل يمكنك أن تعطيني راءيك فيما كتبت؟
فى العاده كنت سإتجاهل حديثها و اكمل قرإه في هدوء و لكن شيء دفعني للموافقة..ربما تلك الأبتسامة البريئه التى اعطتني ايها...انا شديد الوقاحه احياناً و لكن كيف لي أن امحي ابتسامتها؟
قراءت كلماتها بهدوء..علي اعتراف كتابتها رقيقه مثلها..ايمكن ان يقع المرء في عشق كلمات؟
لديها زوق رفيع و حساس و لكنها استخدمته في الكتابه عن اكثر شيء سيء في هذه الحياه و هو الحب
الم تجد شيء اخر؟
: كتابتك جيده
..............................................
كان يقراء لكافكا ..احب كافكا و لكنه كاتب باءس..آهذا الوقح بإس مثله ايضا؟ حسنا سإخذ راءيه في كتباتي في النهايه هو قاريء من المؤكد ان رإيه سيكون مفيد..لم اكن اتوقع هذا الرد البارد ظللت مصدومه لدقيقه
ايعقل بعد كل تعبي و مجهودي ان يقال لي جمله من حرفين فقط!!!!!!!
ما هذا المزاح؟!
و تقال لي بكل برود ايضا ..
: جيده فقط؟!
نظر لي بكل برود ليصدم بعيناي التى تشع غضب كإني سأقوم بقتله
: اجل جيده..لكن في المره القادمه أختاري موضوعا أفضل..الحب شيء سخيف للكتابه عنه
بقيت دقيقه مكاني لأستوعب ماذا يقول هذا الأخرق
: الحب موجود ..أنتم الرجال من تقومون بتكسيره و قتله ايضا
لم يكلف نفسه حتى بالرد عليها فقد قام بإخد كتابه ليتابع قرإته بكل هدوء ...متجاهلا اياها تماما
: انا ساءذهب لن ابقي لثانيه اضافيه معك ايها البارد و حقا حقا لست سعيده بمقابلتك
اجابها و هي يرتشف من كوب القهوه
: لا تتسرعي في إلقاء كلماتك ربما يشاء القدر ان تريني مره اخري و لحين حدوث هذا اريد اخبارك بإن مشاعرنا متبادله ايتها الأنسه...أنا أيضا لست سعيد بلقإك
نظرت إليه في صدمه كيف يجمع بين البرود و الوقاحه في نفس الوقت!!!
اكتفيت بحمل حقيبتي و الذهاب خارجاً و انا أردد اني لا أتمني ان القاه مره اخري ..لكن أيدرك المرء كل ما يتمناه ...بعد خروجي أدركت ان ذلك المقهي أصبح خالي من أكسجين فجأه منذ قدومه.....قاطع افكارها رنه الهاتف الخاص بها..جدتها تهاتفها...أختفي كل غضبها فجأه و حل محله السكينه و الهدوء تتعجب كثيرا كيف لبضعه الحروف المكونه لأسم جدتها تستطيع أن تجعلها أسعد أنسانه في الكون..أجابت اتصالها فورا............
:اشتقت لكي كثيرا ي ملاكي.....
صوت جدتها و هي تلقي علي مسامعها هذه الكلمات اشعرتها انها ملاك فعلا...تحب اسمها فهو ليس تقليدي اعني من يسمي ابنته ملاك؟ و لكن فقط جدتها هي من اصرت علي هذا الاسم و من يومها لا تقول لها الا ملاكي....
:ملاكك اشتاقت لكي يا فيروزه
..ضحكت جدتها علي دلال حفيدتها و هي تجيبها..
:و ماذا يفعل المشتاق يا صغيره؟ ألا يعود لاحضان وطنه؟
..ابتسمت ملاك في هدوء فجدتها هنا لا تقصد ان تعود لوطنها مصر بالتقصد ان تعود لاحضانها هي ..ف دائما ما كانت تتغزل بها قائله لها ( بين احضانك يا جدتي يقع وطني) ..
:ربما في وقت قريب جدتي..ربما في وقت قريب
............................
علي جانب الاخر كانت تلك العنيده صاحبه الشخصية القويه تتشاجر لم تكن تلك الفتاه الحساسه الهادئه كملاك و لا تلك الطفوليه كإبنه خالتها الاخري نجمه...كانت غيث ...اسم علي مسمي لا تشبه المطر الهاديء ابداً بل تشبه ذلك المطر المصحوب مع الأعاصير و البرق...راقصه باليه تتفنن فى الرقص علي اوتار قلوب الجميع..ينبهر الجميع بها و بثقتها ....كيف تمشي بكل ثقه جاعله جميع الاوجه تلتف لها فهي غيث...اليس عند نزول المطر يجتمع الجميع من حوله؟ منهم من يشعر بالعطش و يريد أن يرتوي و منهم من  يهرب خوفا من بطش الأعاصير...
: انا عازف بارع يا صغيره ..يرقص الجميع علي اوتار عزفي من بينهم انتِ
.....غمزت له بمشاكسه ليست بالجديده عليها
: لا بإس فكما تعلم أنا راقصه ماهره
...ذهبت من امامه تاركه اياه يقف في شرود قاطعه صوت صاحب المكان قائلا
: نعتذر لك استاذ قيس و لكن الانسه غيث طبعها حاد بعض الشيء...
:غيث ..اسمها غيث اذا؟ ..يليق بها بشكل غريب ...لا بإس لا أفضل الطباع الهادئه في العموم
لم يفهم صاحب المكان ما معني هذا الكلام و لكنه استنتج أن قيس ليس غاضب فشعر بالأرتياح قاطعه قيس وهو يخبره بإنه سيتجول في المكان ليلقي نظره .....علي جانب الاخر كانت غيث ترقص بهدوء بعد ان قامت بتشغيل موسيقى هادئة لعبد الرحمن محمد  مستمتعه بصوت الموسيقي( اصابك عشق ام رميت بإسهم..فما هذه الا سجيه مغرم) تتحرك بهدوء مرتديه ذلك الثوب الاسود و عيناها العسليه مكحله بينما شعرها يرفع رايات الحرب في الخلف..كانت تلك الفتاه هى غيث....ربما أصابه غيثها بالفعل
قاطع صوت الموسيقي رنت هاتف غيث ...آفاق قيس من شروده علي توقف الموسيقي ذهب سريعا قبل أن تلحظه غيث و يتشاجرا من جديد...بينما أجابت غيث علي الهاتف
:فيروزتي الجميله اشتقت لكِ يا صغيره
...ضحكت جدتها ف هذه الفتاه هي اكثر واحده مشاغبه من بين احفادها و لكنها تحبها كثيرا...
:اصبحت اشبه الصحراء الجرداء في غيابك يا غيث..الا تردين ان تمطري بقربي؟
....ابتسمت غيث علي غزل جدتها...يبدو أن ملاك حصلت علي موهبتها في كتابه من فيروزتها الجميله..
:لا اعلم يا جدتي انا مشغوله و لكن ربما قريبآ

في جامعه الإسكندرية كانت تقف نجمه مع احد صديقاتها...و هى تشعر ببعض الحزن بعد ان قام المعيد بطردها من المحاضره بلا سبب يذكر حسنا ربما كانت تتناول بعض الطعام و لكن مؤكد هذا ليس بسبب مقنع!!!قاطع نوبه غضبها تلك قدوم طفل صغير في يده ظرف صغير يشبه المرسال..انحنت هي علي ذلك الطفل الجميل  بعد ان شار لها مقبلة خده فهي تعشق الأطفال
:ماذا تريد ايها الوسيم ؟...اعطاها المرسال الذي في يده قائلا
:انتِ جميلة لا يليق بكِ الغضب
ثم ذهب تاركا اياها في حيرتها ..امسكت المرسال بفرحه تشبه فرحه أطفال...تعشق المراسيل كثيرا كما أن هذا عليه بعض النعناع..يا آلهي انه شكل المراسيل المفضل لها!!!! فتحته بلهفه و اتسعت عيناها و هي تقرأ هذا الكلام ( في بحر عينيكِ هامت كُلّ أشواقي
يارّبة الحُسنِ ، هل تنوينَ إغراقي؟
المخلص لك).. ( مقتبس )ابتسمت بفرحه كبيره منذ فتره و يرسل احدهم هذه المراسيل لها..علي رغم من خوفها من هذا الغامض و لكن لا تنكر ان مراسيله تغمرها سعاده...قاطع افكارها رنه هاتفها معلنه عن اتصال من جدتها الحبيبه
:فيروز الجميله..اشتقت لكِ
اجباتها جدتها
:جميعكن اشتقن و لكن هل تفكرن بالقدوم لزيارتي؟
: يبدو انك حدثتي الفتاتان و غضبتي..
: لا يوجد نقاش يا نجمه..ستإتين لزيارتي انتِ و هؤلاء الحمقوات..
ابتسمت نجمه و هي تجيبها
:قريباً جدتي..قريباً جدا
علي جانب الاخر من الجامعه كان يقف ذلك العاشق انس يراقبها و يراقب فرحتها بمراسيله..متمنياً في سره ان يإتي يوم و يلقي علي مسامعها كل الغزل.. لا يوجد أحد يستحقه سوا نجمته الغاليه

دمتم بخير💗

الحنين لعينيكي غلاب ( كما الحنين لفلسطين قتال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن