من هو صديقك الوفي؟ ...محظوظون من لديهم صديق وفي ..يلجأ إليه عندما يريد الهرب من الجميع...يثق أن هذا الشخص سيفهمه كما يفهم هو نفسه...شخص هين لين طيب القلب...كريم الأصل...من جاء في بالك حاليًا هو صديقك الوفي..حافظ عليه اذاً...الامر عند غادي كان مختلف فصديقه الوفي هنا كان الخيل..له قلب في حُب الخَيل ميال...الخيول العربيه الأصيله بُسلاء و يصعب تروضيهم و كان هو من هواه التعامل معهم و ترويضهم...في مزرعه الخيول يتحرك غادي مقتربا من فرسه رعد...رعد كان هديه من جده و قام غادي بتروضيها بنفسه..فرس اسود لافت الانظار....
: اشتقت لكَ يا رعد.
قال غادي هذه الكلمات بصوته الثقيل قبل ان يمتطي رعد و يسابق به الريح في مزرعته...على جانب الاخر كان الجد حسان جالسًا يشاهد حفيده الوحيد..كيف اصبح صارم و شديد القلب...و في سره يدعو علي الأحتلال ألف مره..هؤلاء الملعنون من خطفوا أبنه و قتلوه هو و زوجته...استغفر ربه معيدًا تفكيره في حفيده..هذا الشاب المتزن..شاب مثالي و لكن بداخله فجوه..يشعر احياناً بأنه يوجد بداخله خطيء..كيف يكون احياناً يشعر بثقه كبيره أتجاه نفسه ..يكون مقبل للحياه و أحياناً أخري يكون شخص منعزل..خائف و وحيد..مزاجه يتغير كثيرًا..لا يشعر أن هذا أمر طبيعي ابدًا و يبدو أن حفيده يخفي عليه سر..
: ما بك يا حسان...في ماذا انتَ شارد...
ثم أنحني غادي مقبلاً رأس جده قبل أن يجلس بجانبه فكان الوضع كالآتي..حسان و غادي يجلسان بجانب بعضهما أمامهما الشاي بالنعناع المفضل لهما...أصوات الخيول و العصافير من كل جانب...الأشجار و الطبيعه البديعه أمام أعينهما..التفت حسان لغادي قائلاً له..
: أتريد ان تسمع حكايه اخرى عن نور القلب و فلذه الكبد؟
ابتسم غادي قائلا له: علي رغم من عدم ايماني بالحب و لكن يا ليتني اقع فى حب احداهن كما انت واقع في حب فلسطين لتقول لها هذه الاسماء يا جدي ..
: ارح نفسك لن تحب احد كما احب انا فلسطيني..
:من يعلم ربما اجد انا ايضا فلسطيني
قال هذه كلمه بشرود متذكراً سماء عينيها تلك الكاتبه الغريبه
..... ...:بالله عليك يا قيس ماذا انت بفاعل؟!!
..كانت تلك الجمله من والده قيس..تحاول فهم حاله مطبخها المبعثره تلك و علي حين غفله شهقت شهقه كبيره جدا بعد أن وقعت عيناها علي النيش الغالي الخاص بها لا تستوعب فعله هذا الأهوج ابداً..
:هل قمت بكسر الاطباق و الكؤوس يا قيس؟!!!
..ابتلع قيس ريقه مجيبا لها..
: لا لم افعل هذا هادي من فعلها
علقت هي انظارها علي أبنها هادي و كان هو فاتحاً عينيه بصدمه فهو من الأساس لم يكن موجوداً عندما تهور أخيه و فعل ذلك..
: هل تظنني حمقاء يا ولد..لكي لا أعلم مَن مِن اولادي هو من تهور و فعل ذلك ..
: في الواقع معك ِ حق يا أمي فإبنك هادي هو اسم علي مسمي كان من الخطيء القاء فعلتي علي ذلك الهادي
كانت هذه اخر كلماته قبل أن يتلقي ضربه من حذاء والدته الغالي
.......
علي جانب اخر..كانت غيث ترقص علي موسيقى الباليه..تعشق الرقص..في الواقع هي تعشق كيف تتوجه الأنظار لها..كيف ينظر الجميع إليها و يصفقون بعد ان تنتهي من رقصتها...تعشق الاضواء و الجماهير..تعشق رقصها و أنها هي الراقصه الأساسيه....لا أستخدم كلمه تحب في وصفها بل أستخدم عشق..فهذه الفتاه عاشقه لنفسها و للحُب الذي تلقاه فى هذه المهنه ..قاطع وصله حبها لنفسها قدوم ذلك القيس و يبدو..يبدو كإن..كإن احداً ضربه علي وجهه؟!!!..
:اوووه من قام بضرب عازفنا البارع؟!!! ..
تمني أن تكون أي فتاه غيرها و لكن لا يدرك المرء كل ما يتمناه...
: راقصتنا البارعه ..لا تهتمي مجرد خدش
ابتسمت في هدوء..تعشق ان يتم تدليلها كثيرا...
: لا أهتم اساساً..كان مجرد فضول...
ثم ذهبت تاركه أياه ينظر في اثرها بصدمه..هذه الفتاه وقحه و مغروره و ...و جميله!!
...............: ااه لا يوجد بداخلي اي افكار..لا اعلم حتي الأن ماذا أكتب؟..
.كانت تلك كلمات ملاك قبل ان تضع رأسها علي طاوله ..فهي تعمل كاتبه و ليس لديها اي فكره عن روايتها الجديده الي من المفترض أن تنهيها قريبا قاطع أفكارها حديث صديقتها..
: لا بأس..انتِ فقط تحتاجين لمصدر إلهام...
: لقد استنفذت جميع افكاري صدقيني...
: بالتأكيد يوجد مصدر الهام جديد..اغمضي عيناكي..
.استمعت الي كلام صدقيتها مغمضه عينيها..
: الآن فكري في شيء فريد..شيء ينعش روحك...
في الواقع هي تذكرت فعلا و لكن لم تتذكر شخصا بل كانت رائحة ...رائحة عطرة ذلك المتغطرس..أبتسمت في هدوء يبدو انها وجدت مصدر الالهام...كانت صدمتها عندما فتحت عيناها و وجدت ذلك المغرور يشتري قهوته..نظر لها نظره عابره و لم يكلف نفسه عناء القاء السلام عليها ثم خرج من المكان كأنه لم يكن..غضبت هي كثيرًا ثم استمعت لحديث صديقتها
: هل جننتي يا فتاة؟ ابتسمتي ثم غضبتي في نفس الوقت ..بدون إلقاء اي كلمه ثم لماذا نظرتِ الي غادي..نست كل شيء و لفت انتباها هذا الاسم..
: غادي؟ من غادي؟...
: الفتي الذي بقيتي دقيقه كامله تحدقين به..انه غادي..
: من اين تعرفينه؟..
: من منا لا يعرفه يا ملاك؟ ..غادي صاحب هذا المقهي...
حسنا كانت هذه صدمه لها فهذا في الاصل مقهاها المُفضل و لم تراه هنا الا يوم أمس و الآن...
.......
اما هو فبعد خروجه لم يتذكر شيء سوا عينيها..من اول مره شعر بشيء غريب اتجاه عينيها..سماء عينيها جميله...إن كان يؤمن بالحب لقال أنه عشقها و لكنه رجل يؤمن بأن الأشياء الجميلة تجذب الأنتباه و حقًا عينيها شديدة الجمال لذا هذا إعجاب لا اكثر
.....................
جلست نجمه في المقهي الخاص بالجامعه شارده الذهن...ذهبت بذكرياتها لتلك الايام التي جمعتها مع صديقة قديمه..صديقة لم تعد معها الآن..تلوم نفسها كثيرا علي فقدانها...سمعت اغنيه لعبد الرحمن محمد الذي تحبه غيث ابنه خالتها كثيرا..( امر ما لقيت من الم الهوا قربُ الحبيب و ما اليه وصولُ) هذه اغنيه عن العشاق و لكن في حالتها هي تنطبق على صديقتها أمام عينيها تراها دائما و لكن ما من وصالٍ لها..اشتاقت لها كثيرا و على حين غفله نزلت دموعها مسحتها بهدوء..و قبل أن تذهب من المقهي اتي ذلك العامل واضعا لها مرسال ثم ذهب تاركا أياها...لم تخف..لم تغضب..هذا مُرسلها الغامض..تتعجب أختياره الأوقات الذي يرسل بها..يرسل مراسيله في أكثر أوقاتها ضعفًا كأنه يود أن يحتويها..فتحت المرسال بشغف قراءته بعيون تلمع ( الدموع من عيناكي تهوي علي قلبي جمرًا..يا إمرأة اشقاني عشقها...أُعفي عني و دومعك لا تُسقطي ..ليت الذي بيني و بين العالمين خراب و الذي بيني و بينكِ عامر..ابتسمي ليبتسم قلبي لرؤية محياكِ)"
ابتسمت بهدوء..ممتنه لذلك الغامض الذي يربت علي قلبها في كل مره...وقف أنس بعيدًا متأملاً فرحتها..يدعو بداخله أن تصبح حلالة في أقرب وقت
.....
علي الجانب الأخر كانت الجده بدأت فى إعداد خطتها..مقرره أن هذا الأسبوع لن ينتهي إلا بعوده حفيداتها...الجميع يعلم أن غيث فتاة مشاكسه ولا أحد يعلم أنها تعلمت المشاكسه من جدتها ..فيروز
.........دمتم بخير 💗
أنت تقرأ
الحنين لعينيكي غلاب ( كما الحنين لفلسطين قتال)
Romance:ماذا تفعل هنا؟ :اسألي عيناكي يا سرمديه العينان حنيني لهما هو من غلبني لأتي إليكِ" اذا كنت تبحث عن المثاليه و الاكتمال..انت في المكان الخاطيء..هنا فتاه خذلت من العالم و قررت بث احزانها بين سطور كتابتها.. اكتب وصف لروايتي و انا اعلم انه فى الاغلب لن...