الفصل العاشر

33 3 0
                                    

في البدايه أتمني أن تدعو لوالد صديقتي المتوفي بالرحمه و المغفرة
( اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار)
( استودعتك يا الله قلب صديقتي فأزح الهم و الحزن عن قلبها..بسم الله علي قلبها حتي يهدء بسم الله علي فؤادها حتي يطمئن )
شكرا من قلبي لكم..استمتعو🤍
...................................................................
الأهل ..يبدء كل شيء منهم و ينتهي عندهم..يمكنهم اعطأنا الحياه و يمكنهم أيضا جعلنا اموات و نحن نتنفس ...و ليس الجميع محظوظين بأن يكون لديهم هؤلاء الأهل المثاليين أو سويين نفسيا...و ملاك لم تكن من هؤلاء المحظوظين...تمثلت حياتها بين ام مسيطره و أب ضعيف..خاضع للقرارات والدتها ظناً منه أنها تدرك مصلحه فتاتهم الوحيده...لم يخلو منزلها ولو ليوم واحد من صوت الشجار..كانت تتعجب من نفسها كثيرا..كيف تقضي اغلب وقتها تستمع لشجارهم العنيف و عندما تغادر منزلها تبتسم في وجه الجميع معطيه لهم الأمل..ذلك الأمل الذي سلبته منها اليد التي من المفترض أن تعطيها إياه ولكن الله عادل...لم يعطيها يد والديها و لكنه أمدها بيد جدتها..وطنها و أغلي ما تملك..جدتها التي تبدء حياتها بين شق ابتسامتها الاول و تنتهي عند الشق الثاني. . لم تكن جدتها بالشخص المثالي..هل هناك شخص مثالي اساساً؟..لكن و رغم اختلافهم الكبير...كانت جدتها هي الشخص الوحيد المسموح له بمعارضه افكار ملاك..تحبها و تحترم وجهات نظرها و إن لم يتفقا...حبها من والديها كان مشروط...منبع الأمان الغير محدود للجميع ..كان مشروط بالنسبه لها كانت ساخطه علي هذا الألم في البدايه و كيف كان بقيت الاهالي يعاملون أطفالهم بكل حب و حنان و هي فقط كانت تحتاج لعناق ..ظلت تبحث عن ذلك الحضن الذي سيدفيء قلبها يوما ما..فرغم وجود جدتها بجانبها مازال قلبها بارد يعيش اجواء الشتاء بكل حوزن.. هل سيأتي يوم و يحل الربيع علي قلبها؟...بين احضان جدتها يكون وطنها...و لكن بين احضان من... يبنع الدفء الذي فقدته منذ زمن؟!
حمدت ربها انها خضعت لعلاج نفسي جعلها تتخطي جزء كبير من الأثار سلبيه لتربيتها..أما والديها فقد تطلقا منذ زمن و ذهبت هي بمنحه للدراسه في باريس و بعدها بدأت بالعمل هناك و من فتره لاخري تلتقي مع والديها
قاطع ذكريات ملاك قدوم صديقتها نضال لتجلس بجانبها..فقد عادا كلهما لباريس منذ فتره...تحدثت نضال و هي تقول
: اليس هناك جديد؟...
: لا..
قالت ملاك هذه الكلمه بجمود ظاهري و قلبها يحترق من الداخل..منذ عودتهم لباريس لم تسمع بشيء عن غادي..فقط اختفي و كأنه لم يكن ...ذهبت لكل مكان معتقده انه هناك ..ذهبت للمقهي و لم تجده و عندما قررت الذهاب لسؤال السيد حسان عن مكان حفيده أخبرها بتلك الجمله التي حطمت قلبها لأشلاء...كانت كطفل يبحث عن بالونه في كل مكان معتقدا منه أنه حلق بعيدا في السماء و بخيال طفل ظن أن البالون ربما يسقط في مكان ما أو يرتطم بعمود إنارة و لكنه صدم ان البالون قد فرقع و أنه أختفي نهائيا و ببرأه طفل ظن أن البالون لا يريده.. و هي أقتنعت أن غادي لا يريدها حين أخبرها حسان بطريقه غير مباشره ان غادي لا يريد وجودها بجانبه ..صدمت وقتها كثيرا..كان هذا أكثر شعور مؤلم شعرت به منذ فتره. .. بينما هي تكاد تقتل نفسها قلقا عليه ..هو فقط سأم من وجودها..كانت كطفله اكتشفت لتوها أن الاميرات غير موجودات في الواقع و هي تيقنت أن غادي لم يكن سوي ألم جديد لقلبها..الخطأ من عندها هي التي تعلقت بلحظات إعجاب سخيفه..تعترف انها ربما أعجبت به في النهايه هو كان شخصيه جذابه..صحيح؟
قاطع أفكارها مره أخري حديث نضال و هي تقول
: ربما لديه عذر يا ملاك..لا تعطي حكم مسبق...أنفعلت ملاك و هي تجيبها
: بالله عليكِ يا نضال أي عذر هذا؟..شهر كامل...شهر لم يحاول حتي محادثتي..دعينا من أمر محادثتي ماذا عن عمله...هل كنت أنا الغبيه يا نضال؟..هل أنا من توهمت كل تلك الأشارات؟..لا يعقل..لا أصدق أني أخطأت معاني نظراته..فقط الأمر مؤلم...
صدمت نضال من كم الأعترافات التي أدلت بها صديقتها و سألتها بقلق
: ملاك..انتِ لا تحبينه صحيح؟...
كان سؤلها تقريرا منها بأنها تدرك ما هي الإجابه حقاً و لكنها فقط تمنت أن تقوم صديقتها بتكذيبها و حينها أجابتها ملاك قأله
: لا أعلم..صدقيني لا اعلم ولا أدرك مشاعري جيدا...فقط أشعر أنه تجاهلني...لا أحب أن يتجاهلني أحدهم..ان كان لا يريد وجودي كان يمكنه قول ذلك لي في وجهي لا أن يضعني في موقف محرج مع السيد حسان ..لن أشفع له صدقيني..
لم تشفي هذه الإجابه قلق نضال و لكنها فضلت الصمت فبعض الأحيان يكون الصمت خياراً أفضل من أي كلام قد يقال
....................................................
عند غيث كانت تتمرن علي رقصتها الجديده غافله عن زوج الأعين الذي يراقبها ...لا يستطيع أن يفهمها أبدا..عند النظر اليها من بعيد و في هذه الثانيه تبدو له فتاه لطيفه و عاديه و عندما يتذكر غرورها و عنادها لا يصدق أن من تمتلك ملامح البرأه تلك هي نفسها تلك النرجسية..يُعتبر أنهم اصبحوا أصدقاء قليلاً الأن.. في خلال هذا الشهر تغيرت الكثير من الأمور فيما يخص علاقتهم ..لم يعودوا أعداء و لكنهم حتماً لم يصبحوا أصدقاء..فغيث حتي الأن لم تشفع له أنه دمر عرضها المميز بعدم حضوره و ستتأكد من أن ينال جزاء  ذلك ..هو يدرك ذلك جيدا فمن خلال تقربه القليل منها..أدرك أنها لا تحب أن يكذبها أحدهم...أو أن يخلافها أحدهم الرأي..أنها المعني الحرفي للنرجسية ..قاطع أفكاره صوتها و هي تناديه
: أيها العازف اللعوب ماذا تفعل هناك؟..
ابتسم بهدوء علي هذا اللقب الغريب..ثم سار نوحها بدون أن ينطق كلمه علي الجانب الأخر كانت غيث تعترف و بداخلها و للمره الأولي أنه يملك قدر من الوسامة لا بأس به..هل كان وسيماً هكذا دأما أم أن هذا جديد؟..قاطع أفكارها صوته محدثاً لها و هو يقول
: ما رأيك أن أعلمكِ عذف البيانو؟
حسنا كان هذا صادماً ..لا تفهم ما الداعي لهذا الأن..و لأنها غيث لا تخشي أحدا و تقول ما تفكر فيه دأما قالت بهدوء تحسد عليه
: لماذا تريد تعليمي البيانو؟
نظر هو لشهد العسل في عينيها..يتعجب كل مره من لونهما...كيف يكونان بلون القهوه الغامق و أحيانا أخري يكونا بلون العسل المفضل له..عيناها متاهه و حقاً هو لا يمانع أن يتوه بها أبد الدهر..قاطع أفكاره صوتها و هي تقول له
: مرحبا..أين عقلك يا هذا؟..
.ليجيبها بأجابته التي قطعت الأنفاس عنها
: عقلي لديكِ أنتِ و أريد تعليمك البيانو لأقضي بعض الوقت معكِ ..موافقه؟...
صدمت من جرأته و لكنها كانت بارعه في إخفاء تعابير الصدمه و هي تقول
: لا ..لست موافقه..
حسنا كانت الصدمه حليفته هو هذه المره.  لتبتسم هي علي تعابير وجهه و تغادر بهدوء شاعره أنها حققت أنتصار أما هو فهمس بداخله
: لا بأس..صعبه و أنا أعشق المصاعب
...................................................
أما عند نجمه فكانت تحاول أستيعاب ما يحدث حولها..في خلال أسبوع سيأتي أنس مع عألته لمقابلة عألتها من أجل طلب يدها و الزواج منها...هي حقا لا تصدق..تشعر بأنها كانت تلك المرأه العاقر الذي صدمها القدر بأنها تحمل طفلا بداخلها..و لكن رغم صدمتها تشعر بسعاده غريبه..شيء ما بداخلها يخبرها أن هذا هو الصواب...هذا ما يجب أن يحدث...و هي سعيده..متوتره من لقاء العألتين معاً و لكن لا بأس..تدعو بداخلها أن يسير كل شيء علي ما يرام ....
.........................................................
ابعتلي سلام قول أي كلام من قلبك أو من ورا قلبك)"
..كانت هذه الكلمات تصدح من الراديو بصوت عبد الحليم...بينما أنس كان يتجاوب مع كلمات الأغنيه قألاً: يا ليتك تشفقين علي قلبي يا نجمه..ياليت قلبي لا يهون علي قلبك..
ثم أحتسي من كوب الشاي بالنعناع مكملاً إنصاته لصوت العندليب العذب..مر شهر بالكامل وهو لم يحدثها و لم يرسل أي مرسال أخر لها.  ينتظر أن يكون بينهما ذلك الإطار الشرعي..و في غيابها يشعر أنه كالطفل التأه الذي حرم من أمه في هذه الحياه و لكنه قريباً سوف يجتمع بها..و علي ذكر الأم ..قامت والدته بالجلوس بجانبه و يبدو علي ملامحها الغضب...لم يحتاج كثيرا من الوقت ليفهم أن والدته و منذ الأن تغار عليه..و قد صدق أحساسه عندما بدأت والدته بالكلام قأله
: و تغني لها مع العندليب أيضا؟..مراسيل و كتبت..شاي بالنعناع و شربت..عبد الحليم و سمعت..عاشق و أصبحت..ماذا فعلت بك تلك النجمه؟..
لم يستطع منع نفسه من الضحك و عندما لاحظ ان غضبها يزداد توقف عن الضحك ثم أنحني مقبلاً رأسها و هو يقول
لا يليق بكِ دور الحماه الشريره..انتِ أجمل من هذا يا نجوي..صدقيني نجمه فتاه في غايه الجمال و اللطف من فضلك لا تدعي غيرتك تحكم عليكِ فتجعلين تلك المسكينه تخاف .. ثم أكمل كلامه بمشاكسه
:كما أنها لم ترسل لي أي كلام من قلبها أو من خلفهِ حتي
ابتسمت والدته هنا ليكمل كلامه قألا..
:احبكِ كثيرا يا أمي و أحب نجمه أيضآ..لذا لا تجرحيني فمن أحبها قلبي من فضلك..
ابتسمت نجوي بهدوء شاكره ربها علي نعمه وجود طفلها الغالي أنس..ذلك الشاب الذي يمتليء بقدر كبير من الحنان لذا قالت له و هي تعانقه بهدوء
: لا تخاف..معك حق فأنا لست بحماه شريره...تلك التي يحبها ابني ستكون كالأبنه لي ..
أجابها أنس و هو يستنشق عبير رأحتها بدون أن يبتعد عن حضنها
: أثق بذلك يا أمي
.....................................
الحب...لم يفهم الحب أبدا..كيف يفهمه و هو لم يكن له وجود في حياته من الأساس؟...الحب في نظره هي تلك الذكريات البسيطه التي يتذركها عن والديه لا أكثر...كان طفل صغير عندما ماتا علي يد الملاعين و بموتهما لم يعد يؤمن بإستمرار الحب للأبد..رغم وجود جده بجانبه و حبه الشديد له ..لم يؤمن..أصبح الحب في نظره هو حبه لفلسطين..و محبوبته الوحيده الذي ينبض القلب شوقاً لها هي القدس...أحب دأما السهر و تأمل الليل ..كان عاشقاً لليل و النجوم..ليله كان طويلا دأما طويل كعيناها مثلا..سرمديه العينان...لم يكن يوما من هواه النساء و لم يكن يوماً شاعراً مبتزلاً يلقي الشعر علي كل أمرأه يلقاها..لا يؤمن بالحب من اول نظره و لكنه يؤمن بتألف الارواح من اول لقاء..لكن روحه هو كانت مشوهه هل أستطاعت أن تتألف معها رغم ذلك؟...غاب عنها لمده شهر..لا يعرف لما فعل ذلك و لكنه فقط فعل و علم من جده انها كانت تبحث عنه هذه أول مره يختفي و يهتم أحد غير جده بغيابه و هذا جعله يشعر بمشاعر عده لم يفهمها و لكنه أحبها ..لن تغفر غيابه بهذه السهوله يعلم جيدا..لا يعرف إن كانت تحبه و لكن بالتأكيد يهمها أمره..لماذا تفعل فتاه كل هذا لرجل إن لم يهمها أمره؟ قاطع شروده النادل يسأله عن المشروب الذي يريده و لكنه فقط أجاب انه لا يريد مما دفع النادل لسؤاله
: هل تريد بعض الخمر؟ يبدو إنك تفكر كثيرا ربما يساعدك لتهدء؟
لم يستغرب سؤال النادل هذه باريس في النهايه و لكن خرج منه سؤال بشرود متذكرا عيناها
: و ما نفع الخمر أمام عينيها؟..
أندهش النادل ليسأله بفضول ماذا تقصد؟..
ليجيبه قألاً:الخمر يُسكر من يُعاقر كأسّهُ وعيناها السرمديه ..سماءً من الخمر.. بِلا كؤوس تُسكر ..
قال هذه الكلمات بلغه العربيه التي يجهلها النادل و لكنه لم يهتم ...فقد قام بجمع أغراضه ليخرج من هناك معتفرا بداخله أنه قد أشتاق لها ...و لم يدري الا بقدماه تسيران به اليها. .. فيبدو أنه منها و إليها المهتدي
.....................................................
أشتقت للكتابه كثيراً)"
الحمد لله أمتحناتي عدت علي خير و رجعت تاني...أتمني الفصل يكون عجب حضراتكم
إن شاء الله كل يوم جمعه هيكون في فصل جديد
نزلت ده من غير إنذار أول ما جهز بس بعدين مش هينزل غير كل جمعه فصل...الجمعه دي مش هيكون في فصل ..القاكم الاسبوع القادم ان شاء الله الموافق 16 /6

دُمتم بخير 💗

الحنين لعينيكي غلاب ( كما الحنين لفلسطين قتال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن