الفصل الرابع

57 5 2
                                    

التألق و الجمال...الحب و الشهره..هذا ما تنتمي إليه هذه الغيث..تفعل أي شيء في سبيل أن تكون الأفضل و حاصله علي إهتمام الجميع..الأمر ليس مجرد غرور و تكبر هي تشعر بأن هذا الأمر خارج إرادتها أحيانا و كأنه مرض لا تستطيع التحكم به..قاطع أفكارها دخول المشرفه تحسها علي الأنتهاء من تجهيز نفسها فقد حان وقت العرض أخيرا..ستقف علي المسرح و تكون الراقصه الأساسيه..مكانها تماماً..ذهبت الي هناك وهي تسير بكل غرور و جمال ملفته للأنظار....وقفت علي مسرح مستمتعه بصوت الجمهور و فرحتهم بها..قاطع فرحتها صراخ المشرفه بغياب عازف البيانو الأساسي و عدم وجود أي بديل و يبدو أن الاضأه لا تعمل جيداً...وقفت أمام الجمهور و قد بدأت تشعر بالغضب و لا تدري ماذا تفعل..و ها هي تجلس في غرفتها بعد أن حطمت الأثاث كله...و قد تم إلغاء عرضها و تم تأجيله إلى حين أن تشفي قدم تلك الفتاه التي دفعتها لتكون هي الراقصه الاساسيه ....صرخت بكل قهر و قد علمت أن ذلك الغيث هو من رفض المجيء بلا أي سبب مقنع و أن أحداً قام بإفساد الاضإه عمداً..ستعرف من و لماذا يفعل شيء كهذا ..ستكون المواجهه قريباً..عليها الآن فقط الأستعداد ستذهب لجدتها غداً صباحاً
..............
عند ملاك كانت قد جهزت نفسها للسفر من باريس و الذهاب إلي جدتها و قبل الذهاب للمطار قررت الحصول على قهوتها من مقهاها المفضل و من ذلك الغادي..كان الجو غأما  ويعم هدوء الليل..ذهبت و قبل أن تتحرك رأته يخرج من المقهي معطياً ظهره لها بثيابه الثقيله و تعابير وجهه الجديه و يقوم بإغلاق المقهى  ...لاحظ غادي وقوف أحد خلفه..التفت لينظر فوجدها هي..
: سرمديه العينان..ماذا تفعلين هنا؟..
شعرت بأن قلبها يقرع كالطبول..هذا اللقب لا يفشل ان يجعلها تقع له ابدا...
: لدي اسم ..ليس هناك داعي ان تقول لي هذا اللقب.....
: في الواقع انا اقول ما اريد يا صغيره و يجب أن تشعري بالفخر فأنا اشبهكي بالليل الذي أبقي ليالي ساهراً متأملاً نجومه و قمره..لكن هذا لا يمنع فضولي لمعرفه اسمك..
شعرت بالحيره أكان هذا سؤلاً  عن أسمها ..أهو يخجل من أن يسأل عن إسمها بطريقه مباشره..يبدو أن هذا الغامض سيتعبها كثيراً....
: إسمي ملاك...
إبتسم بهدوء و هو يقول
: يليق بك ِو لكن سرمديه العينان يليق أكثر...
ثم نظر الي الحقيبه بجانبها فسألها....
:الي اين انتِ تذهبين بهذه الحقيبه؟..
: هل أعتبر هذا اهتمام سيد غادي؟..
: و تعرفين إسمي ايضاً يبدو إنكِ المهتمه هنا..أما أنا سؤالي ليس إهتمام بل فضول...شعرت بالتوتر تعابير وجهه الثابته مع نظره عيناه الواثقه صوته اللعوب كلها أشياء جعلتها تشعر بالتوتر
: أعرف إسمك لأنك بطبيعه الحال صاحب المقهى المفضل لدي...و للأسف لن أشفي فضولك بإخبارك الي أين انا ذاهبه ابداً...
أخفي فضوله بمهاره راسماً علامات إلا مبالاه
: لست مهتم كثيرا و لكن أخبريني علي أقل لماذا انتِ هنا الآن أمام المقهي الخاص بي..
: كنتُ أريد شرب قهوتي قبل ذهابي و لكن يبدو أنك أغلقت
..و بعد الأنتهاء من جملتها كان قد فتح لها باب المقهي سامحاً لها بالدخول..
: سأعد لكِ القهوه بنفسي..تذكري هذا الجميل جيداً يا سرمديه العينان
...............
في صباح اليوم تالي و أمام منزل الجده فيروز كانت ملاك تسير بهدوء مشبعه عيناها بشارع جدتها المحبب لقلبها قبل أن يقطعها صوت صراخ تعرف صاحبته جيداً...كانت غيث تحدثها بكل غرور
: مرحبا يا بأسه...
ابتسمت ملاك ببرود مجيبه أياها بغرور ليس من طبعها
:مؤكد افضل منكِ حالاً يا ساحره...
ابتسما الفتاتان بهدوء و عانقا بعضهن علي حين غفله...كانت علاقتهما مميزه كثيرا فرغم غرور غيث كانت تحب ملاك كثيرا..ملاكها المدلل..تعلم أن تلك الملاك رغم برأتها إلا أنه يوجد بها ذلك الجزء الخبيث الذي تعشقه غيث فيها..مقربتان كالأختان..هذه كانت علاقتهم...قاطعهم صراخ نجمتهم الغاليه: خيانه..تقومون بمعناقه بعضكما بدوني...
فتحا غيث و ملاك يديهما قألتين في صوت واحد: تعالي الي هنا يا نجمتنا..
تعانق الثلاث فتيات بفرحه كبيره..تحت نظرات الحب و الحنان من جدتهن فيروز و عندما رأتها ملاك ابتعدت عن الفتيات راكضه إليها و هي تحتضنها قأله
: و أخيراً الأن فقط قد عُدت لوطني
ركضا نجمه و غيث لتأخذهم فيروز في عناق كبير و هى تقول بشوق:
: مرحباً بكُن أميراتى
........
جلسن الفتيات الثلاث على سرير مستعدات للنوم و عند دخول جدتهن هتفت نجمه قأله
: جدتي لماذا لا تحكين لنا قصه؟...
طالعتها غيث بسخريه و هي تقول
: هل انتِ طفله يا نجمه؟..ماذا تقولين؟..
هتفت ملاك بحماس: دعيها يا غيث أنا ايضا أريد أن أسمع...
الجده بهدوء: لما لا ؟سأحكي لكم قصه جديده...قصه من الماضي......
......
في زمن بعيد كانت فيروز مراهقه تذهب من فتره لأخري عند جدها ..كانت جميله رقيقه و في أول سنه في جامعه و في مره عند ذهابها لجدها.. رأته ذلك الفلسطيني...كان شاباً رأعاً في ذلك الوقت فى غايه الجمال و النُبل...التقت نظراتهم مره واحده معلنه بدايه القصه
:فيروز وصل اليكِ هذا الخطاب. ..
هذه كانت طريقتهم دأما للتواصل..خطاب واحد في شهر بكلمات محدوده تروي بها عطش قلبها لمحبوبه
:شكرا لكِ
...فتحت فيروز الخطاب بشغف إذ ولا بُد أنه من محبوبها
(سلامي لضحكتكِ ثم بعد...أرسل اليكِ في اليوم الثاني من شهر ستمبر..يقولون ان فى هذا الشهر تنتهي الأحلام..و حُلم نيل الوصال منكِ ما زال يرفرف في الأفق...يا جميله يفيض الحنان من عينيها...أحبك حُب الفلسطيني للقدس ...لا أتخلي عنكِ و إن كانت النتيجه مماتي...المخلص لكِ و لعينيكِ دأما....حسان)
قرأت فيروز هذه الخطاب بقلب مليء بالحب متمسكه بوعد عدم التخلي ناسيه بإن بعض الوعود لا توفي

......
دمتم بخير 💗

الحنين لعينيكي غلاب ( كما الحنين لفلسطين قتال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن