الفصل السابع

54 7 0
                                    

حتي لا ننسي _ حتي لا نلين

الخذلان...هل يستطيع المرء التعافي منه؟...أسوء شعور قد يشعر به أحدهم هو ذلك الشعور..أنه قد هان...هان علي أحبته و هان علي جميع و هان علي نفسه حتى!!
لا أقول إني بريئه من هذا الذنب فأنا أيضاً بغبأي خذلت أحدهم...أن تثق بشخص و تعطية مكانة ...أن تجرب شعور الصداقه أن تشعر أنك و أخيراً أصبح لك  عائله اخري و في لحظه يرحلون و تختفي هذه العائله..تصبح أنت المنبوذ بينهم..تعرف أنهم أُناس جيدون و لكنك لا تتخطي هذا الخذلان ...و أعتقد أن اكثر من يفهم شعور الخذلان هي غاليتي..فلسطيني...لا أنكر أنه في البدايه وقفت بجانبها الدول العربيه و لكنها الأن وحيده!!
مخذوله من الجميع ( إلا من بعض الدول التي لم تخذلها كغاليتي سوريا كان الله في عونها و علي ذكر سوريا ...أهلها أسمهم سوريين ليس لاجئين!!) ...أسرإيل لم تكن فقط مؤذيه لفلسطين بل كانت أيضا مؤذيه لمصر و لم تكفني حروفي و لم تسعفني جُملي لأشرح لكم هذا الأمر البشع لذا سأقتبس كلمات العراب  (احمد خالد توفيق )
شارحاً هذه المأساه التي اصابت مصر في الثامن من إبريل عام 1970 تحت مسمي مجزره بحر البقر
.................
سأحكي لك يا مريم قصة كالتي حكيتها أمس.. في سنك تحلو القصص والتحليق بجناحين شفافين في أنسام الخيال، ولست أنسي لمعة عينيك السوداوين الجميلتين وأنفاسك المتلاحقة وأنا أحكي لك عن سندريلا عندما اقتربت عقارب الساعة من الثانية عشرة فراحت تركض كالملسوعة هاربة من الحفل. كنت خائفة مذعورة، وبرغم أنني أكدت لك أن نهاية القصة سعيدة؛ فإن النهايات المقلقة أمر غير وارد في مفردات عالمك
قصة اليوم جميلة ولسوف تروق لك، ما عدا نهايتها. هناك غنوة كذلك علي طريقة أبلة فضيلة التي لم يسعدك الحظ بسماعها. أنت تحبين الريف.. أليس كذلك؟.. قصتنا هناك. قصتنا في قرية صغيرة ناعمة باسمة حيث يبدو كل شيء كأنما خلق لتوه. الربيع علي الأبواب.. أنت تحبين الربيع.. أليس كذلك؟.. الأزهار ورائحة الحقول المحروثة والملانة ودود القز.. أليس كذلك؟.. تلك مفردات عالمك في المدينة، لكن لك أن تتخيلي كيف تبدو الأمور في القرية الناعسة.. الأجمل هو أن اليوم هو الأربعاء، وكل الأطفال يحبون الأربعاء لأنه يسبق أجمل أيام الأسبوع: الخميس

ـ(زينب السيد إبراهيم) طفلة في سنك تقريبًا.. زينب تحب اللعب في الحقل وتحب الماعز الصغيرة وتحب الأطفال الآخرين، ولابد أنها فتحت عينها في ذلك الصباح شاعرة بانتعاش.. سيكون اليوم جميلاً. ترتدي المريولة الصفراء من ذلك القماش الذي كنا نطلق عليه (تيل نادية)، وبما أننا في قرية فهي تضع المريولة مباشرة فوق ثياب النوم، ثم تحمل الكيس القماشي الذي تضع فيه كتبها. معها أخوها (محمد) الذي يدرس في ذات المدرسة معها. إنهما يغادران الدار معًا.. الأب ذهب للحقل بعد صلاة الفجر كعادته والأم أمام الفرن.. يوم معتاد

أنت تتابعين باهتمام يا مريم.. يبدو أننا نحب القصص التي تتحدث عن عوالم خيالية، لكننا كذلك نحب أن نرى أنفسنا في القصص من حين لآخر

الحنين لعينيكي غلاب ( كما الحنين لفلسطين قتال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن