P̷A̷R̷T̷{2}

320 18 0
                                    

وهكذا استمرت حياة ( ساو ) لا يرد على احد ، ولا يجيب على الهاتف ، وبعد مرور اسبوعان ، خرج من منزله ليشتري بعض الطعام ، لانه قد نفذ منه كل طعامه ، وبعد ان اشتراه وهوا في طريق العودة ، سمع صوت من بعيد ينادي :
- ( ساااو )
فالتفت براسه ليرا من هذا الذي يناديه ، وفجاة ، توسعت عيناه ، واصبح صرير اسنانه يُسمع من شدة فركها ببعضها ، لقد رأى ( زامو ) و ( شيزو ) يمشيان ويشيران له من بعيد ، فعندما وصلا اليه قالت ( شيزو ) :
- عزيزي ( ساو ) لقد اشتقت اليك ..
واذا بها ترمي نفسها نحوه ، ولكنه دفعها وقال وهوا يصرخ :
- إياكي والاقتراب !
فقال ( زامو ) بصوت مرتفع هو الاخر :
- مابك تدفعها ، هل هذا لانها تحبك ؟
فإذا ب( ساو) يرمي الاغراض من يده ، وإذا بقبضته اليمنى تحلق الى وجه ( زامو ) ، وسقط ( زامو ) ارضا وقال وهو يصرخ :
- مابك ايه المغفل هل جننت ؟!
فاقترب منه ( ساو ) ومد يده اليسرى وامسك عنقه ، وشده اليه وهوا يضغط على عنقه بشدة ، وصرخت ( شيزو ) :
- اتركه ايه المجنون !
فنضر اليها ( ساو ) وقال بكل غضب :
- ان لم تصمتي سأريكي ماذا سيفعل المجنون .
فتجمدت مكانها والرعب يملأ وجهها ، وقال ( زامو ) بصعوبة وهو لا يستطيع التحدث :
- اتركها هيا لم تفعل لك ..
قاطعه ( ساو ) قبل ان يتم حديثه وقال بصوت حاد ، ووجه يملأه الحقد والكره :
- اصمت ، لقد خنتماني وانا من اعتبرتكما اقرب الناس الي ، هل هذا ذنبي لاني احببتكما واعطيتكما كامل ثقتي؟
ثم رماه ارضا وقال :
- حقا انكما لحثالة ، لم يعد بيني وبينكما اي شيء يربطنا ، لذا انسياني من حياتكما ، وان رايتكما مجددا فستكون اخر ايامكما .
واخذ اغراضه واكمل طريقه الى المنزل ...
"صوت فتح الباب"
دخل ( ساو ) المنزل وذهب ليأكل مباشرة ..
ولم يرا اي شخص طوال العطلة الصيفية ، يومه عبارة عن اكل ، شرب ، تلفاز ، نوم ...

والان لنعد للحاضر ..
- يبدو اني لن اذهب للمدرسة هذا الاسبوع ايضا .
" طرق باب "
رفع ( ساو ) راسه باستغراب وقال :
- ماذا هل هناك شخص مازال يعرف هذا المكان الكأيب ؟
ثما نهض من سريره ببطأ ، وبدأ يمشي نحو الباب ، فتح الباب ونضر امامه ، وجد فتى مقارب لطوله ، نحيف ، ابيض البشرة ، لديه قليلا من الوسامه ، فقال الفتى والبسمة على وجهه :
- هل هذا منزل ( ساو ) ؟
رد ( ساو ) بعينيه الباردتان وقال :
- نعم ، وهل سلطك علي احد ؟
فضحك الفتى وقال :
- لا يا صديقي مابك فقط اتيت لاعطيك بعض اوراق الدراسة ، واخبرك بأمر مهم .
فنضر ( ساو ) نحوه ببرود دون ان ينطق بحرف
قال الفتى باستغراب :
- مابك ؟
فلم يجد اي اجابة ، فرفع يده ووضعها على راسه وقال وهوا يبتسم :
- صحيح نسيت ان اعرف عن نفسي ، انا ( بيل ) ، ادرس بنفس الصف الذي تدرس فيه ، وهذا الاسبوع الثاني وانت مازلت لم تحضر ، لذا قالت المعلمة ، يجب على شخص منّا ان يذهب ليطمأن عليك ، وليعطيك اوراق الواجبات .
فاخذ ( ساو ) الاوراق منه ، وقال بصوت مشمأز :
- حتى في عدم حضوري يجب ان احل الواجبات ، ما هذه المهزلة .
فقال ( بيل ) مباشرة :
- ليكن في علمك ، ان لم تحضر هذا الاسبوع سوف تفصل !
فنضر له ( ساو ) ثم نضر لتلك الاوراق ، وعاد ينضر نحو ( بيل ) وقال بكل برود :
- الا تشعر بانك اطلت البقاء هنا ؟
فقال ( بيل ) متبسما :
- اسف ، لم انتبه على الوقت ، سوف اذهب الان قبل ان اتاخر عن الحصة ، الى اللقاء .
وذهب مسرعا ، فدخل ( ساو ) واغلق الباب ...

يتبع...

SAWحيث تعيش القصص. اكتشف الآن