عائلة ( ساو )

137 11 2
                                    

في يوم من الايام كانت عائلة تشتهر بثرائها الفاحش ، وقد رُزقوا بمولود صغير كي يكون وريث هذه العائلة ، وبينما كان هذا الصغير يكبر بسلام لم يعرف مدى سوء ما ينتضره ...

((عندما وصل عمر الطفل خمس سنوات))
--صفعة--
قالت الام بغضب شديد :
- يالك من وغد يشوه هذا المنزل ، ليتني مت قبل ان اجلبك الى هذه الحياة ..
خرج الطفل ( ساو ) من الغرفة وتكاد عيناه تنفجر من الدموع ، واذا به يسمع صوت والده غاضبًا :
- ايه الوغد لا تمشي وكأن المنزل منزلك ..
فألتفت هذا الطفل وهوا لم يعد يحتمل العنف الذي يمر به وبدأ بالبكاء.. واذا بوالده يذهب تجاه ( ساو ) بكل غضب ، وذاك المسكين يتراجع وهو يصرخ باكيا لكنه لم يكمل بكائه الا يد والده تمسكه من فمه ، ويخنقه باليد الاخرا ويقول بغضب :
- الا يكفي انك تسكن بمالي وتاكلي بمالي وفوق هذا تزعجني بصراخك كل يوم ، هل تريد ان تقتل ، الا يكفيك ما فعلته امس بضهرك ؟
ولم يستطع المسكين الرد بكلمة لان والده كان يغلق على فمه ..
لم يكمل حديثه حتى بصوت يقاطعه...
"تنننن ، تنننن"
فقال الوالد بغضب :
- سحقا لهذا الجرس اللعين ..
رما ( ساو ) ارضا وقال له اذهب للغرفة ولا اريد سماع لك صوت كي لا يكون اخر ما يصدر من فمك .
فوضع هذا الطفل الصغير يده على فمه كي لا يخرج صوت بكائه وبدأ بالركض تجاه الغرفة ودخل واغلق الباب.. واذا بوالده يفتح الباب ويجد جاره الانيق ( ميشيل )
__ (ميشيل) رجل ولديه اسرة مكونة من زوجة وطفل صغير مقارب لعمر ( ساو ) وولده هذا هو ( زامو ) وبمعنا اصح ان هذا والد ( زامو ) __ قال ( ميشيل ) باستغراب :
- حتى في منزلكم الضخم هذا يصل بكاء الطفل الى الباب! الا يعني هذا انه يبكي بشدة اكثر من اللازم ؟
فتبسم والد ( ساو ) وقال ضاحكا :
- بحقك ، انه فقط يبكي لاننا اجبرناه على الاكل فانت تعرف الاطفال يهملون صحتهم ويجب ان نعتني بهم بانفسنا ..
ثم ضحك مجددا وقال :
- تفضل تفضل بالدخول ..
فدخل ( ميشيل ) حتى اوصله والد ( ساو ) الى غرفة الجلوس واجلسه بمقعد كبير وجلس بدوره بالمقعد المقابل له ، ولكنه لم يجلس إلا وب( ميشيل ) يقول باستغراب :
- اين ( ساو ) الصغير اني لا اراه ؟
- ماذا ؟ ( ساو ) ؟ اوه ، انه بالغرفة يلعب فبسبب اننا نحضر له العاب كثيرة لم يعد يحب الخروج من غرفته ، هذه المشكلة عندما تدلل طفلك زيادة عن اللوزم ..
- هل استطيع رؤيته ؟ فأنا لم اره منذ مدة .
- لا بأس ساجلبه حالا .
وذهب الوالد ليجلب ذلك الصغير .. عاد بعد مرور دقيقتان وبرفقته ( ساو ) وقال بصوت ضاحك :
- القي التحية على عمك ( ميشيل ) ..
فقال ( ساو ) بصوت منخفض :
- مرحبا عم ( ميشيل ) ..
فنظر والد ( ساو ) اليه بحده ، فتغير وجه ( ساو ) كانه رأى شبح ، ثم نظر الى ( ميشيل ) بسرعة وقال بصوت مرتفع وخوف شديد :
- اهلا بك عم ( ميشيل ) ..
فنظر ( ميشيل ) الى ( ساو ) وقال بابتسامة لطيفة :
- تعال يا صغيري لتجلس بجانب عمك ..
فذهب ( ساو ) والتوتر يملأ خطواته ، وجلس بجانب ( ميشيل ) فقال ( ميشيل ) بضحك :
- اليس هنالك اي حلوى كي ناكلها انا وصغير ( ساو ) ؟
فقال الوالد ضاحكا :
- بلا يوجد بقدر ما تشاء سوف اجلبها حالا .
فذهب الى الغرفة .. واذا ب ( ميشيل ) ينظر الى ( ساو ) ويضع يده على راسه ويمسح به حتى عنقه من الخلف ، ويرفع شعره وينظر الى عنقه فلقد لمح لونا غريب كانه كدمه ، ثم قال ل( ساو ) ان يقف امامه ويعطيه ضهره ، وبدأ ينزع قميصه وهو ينظر الى ضهر هذا الطفل المسكين الذي يملأ جسده جروح وكدمات ، ثم اجسله بجانبه دون قميص ووضع يده على رأسه وقال بنبرة حزينة وغاضبة بنفس الوقت :
- سأخرجك من هذا الجحيم يا صغيري لا تقلق ..
واذا به يسمع صوت الباب يفتح وياتي والد ( ساو ) وهو يمشي مسرعا ويقول :
- اتاسف على التاخير لكن من كثرة انواع الحلوى لم اعرف ما اختاره فاخترت لك اكثر الحلوى الذي تعج...
لكنه لم يكمل كلامه الا وهو ينتبه ان ( ساو ) من غير قميص وجميع الجروح تملأ جسده ، فتوقف والخوف يملأ وجهه ، قال ( ميشيل ) بنبرة حاده وهو يشي باصبعاه :
- لديك خياران ، الاول ان اخبر عنك الشرطه وستسجن وتاخذ عقابك وحتى إن خرجت فسمعتك ستصبح سيئة بشكل فضيع ، وهذا سيأثر على تعاونك مع باقي الاثرياء ، والخيار الثاني ان تتركني اخذ ( ساو ) واعتني به بنفسي وان تنساه من حياتك حتى يبلغ السن القانوني ثم تجدوا حل لكم .
فزاد التوتر على وجه والد ( ساو ) وخاف على ضياع امواله ، فقال بابتسامة يملأها الخوف :
- لا بأس خذه ، لكنك بالطبع لن تخبر احد عن ما رايته ، وانا اعدك باننا لن نتدخل فيه مرة اخرا وسينساني حتى يبلغ سنه ..
وقف ( ميشيل ) وهو يمسك يد ( ساو ) وقال بحده :
- انا راحل من هنا واتمنى ان لا اضطر للعودة مرة اخرا .
وخرج من المنزل والى الان المسكين الصغير لم ينطق بكلمة فهو لم يعتاد الا على اطاعة الاوامر دون اي سؤال او قول كلمة ..
وصلا الى المنزل وقال ( ميشيل ) بابتسامة :
- هذا منزلك الجديد ..
ثم جلس على ركبتيه وامسك ( ساو ) باتجاهه ووضع يداه على كتف ( ساو ) وقال بلطف :
- من اليوم ستكون كأبني ولن يمسك اي اذا ، وان اردت اي شيء تعال واخبرني به مباشرة .
فقال ( ساو ) بكل تبلد :
- حسنا .
ثم دخلا المنزل .. وبعدها تعرف على ( زامو ) وهكذا اصبحا صديقان وتغيرت حياته للافضل فلم يعد هناك تعذيب او عنف وبدأ يستمتع برفقة عائلته الجديدة حتى وصل عمر ( ساو ) 12 عاما .. كانا يلعبا ( ساو ) و ( زامو ) وفجاه سمعا صراخ ام ( زامو ) فركضا الاثنان ليرا ماحدث ووجداها تجلس وهي تبكي بشدة والهاتف ملقا على الارض ، فاخذا الهاتف ليفهما ما حصل لكنهما صدما بمعرفة ان ( ميشيل ) قد تعرض لحادث ولم يستطيعوا انقاذه بالوقت المناسب ، وقد صعق هذا الخبر الطفلان وقد بدأى بالبكاء ، ذهب ( زامو ) بين ذراعي امه وهو يبكي ولكن ( ساو ) فلم يكن له من احد ليعانقه ...

في اليوم الاخر وقد انتهت الجنازه ذهبا ( زامو ) وامه للمنزل ، ولكن ( ساو ) لم يذهب معهما بل ذهب ليسكن وحده من ماله الذي ادخره ، فهو لم يكن يستخدم الاموال التي ياخذها من ( ميشيل ) لانه اعتاد عى عدم حصوله على مال في منزله .. وجد منزل مكون من غرفه وحمام وشبه مطبخ صغير ، وسكن في هذا المنزل لان سعره مناسب ..

ومن هنا بدأت قصة ( ساو ) الذي تعرفونها.

SAWحيث تعيش القصص. اكتشف الآن