P̷A̷R̷T̷{7}

165 14 1
                                    

فجلس ( ساو ) على الارض امام الطاولة الصغيرة ، فقالت له ( يوكي ) :
- سوف اذهب لأسخن الطعام ، لن اتاخر .
فبدأ ( ساو ) ينظر من حوله على المنزل ، فوجد انه منزل صغير للغاية ، ولا يوجد فيه انواع للترفيه ، لا تلفاز ولا العاب ولا دُمى ، وبعد دقائق اتت ( يوكي ) ووضعت الطعام وقالت :
- اسفه لقد تاخرت ..
- لا لم تتاخري ..
فجلست امام الطاولة هي ايضا ، وابتسمت وقالت :
- تستطيع ان تأكل ..
ثم بدآ الاكل ، وقالت وهما يأكُلان :
- اعتذر عن عدم وجود تلفاز ..
فقال ( ساو ) :
- لا بأس ، انه مزعج بكل الاحوال .. ايضا اردت سؤالك ..
- اسال ..
- ماذا تفعلين بالعادة طالما انه ليس لديكي اي شيء للترفيه ؟
- في العادة ادرس وعندما انتهي اقرأ بعض الكتب الثقافية او القصص ..
لم يقل ( ساو ) شيء واكمل الأكل ، بعد مرور دقائق وعندما انتهيا من الأكل ، قال ( ساو ) ببروده المعتاد :
- سوف اعود الان للمنزل .
فقالت ( يوكي ) بلطف :
- رافقتك السلامة .
وخرج ( ساو ) من المنزل وبدأ يرتدي حذائه ، و ( يوكي ) تقف بجانب الباب تنظر اليه ، وبعدها بدأ يمشي باتجاه منزله ، ورفع يده دون ان ينظر وقال :
- طهوك لذيذ ، اتمنى ان اكل منه مجددا .
فأحمر وجه ( يوكي ) واغلقت الباب ووقفت خلفه ، ثم ابتسمت .
وصل ( ساو ) للمنزل واستلقى فوق السرير ، ووضع يده على رأسه وقال بسخرية :
- سحقا ، هذه الفتاه تسيطر علي .
ثم وقف من مكانه وذهب ليشاهد التلفاز ، وبدأ يفكر بأن يجرب قراءة كتاب ، فذهب وخرج من المنزل وبدأ يمشي وهو يفكر ما نوع الكتاب الذي سيشتريه ، وهو في طريقه وجد من مسافة بعيدة ( بيل ) يتحدث مع ( يوكي ) امام منزلها ، ثم وضع يده على رأسها وهو يبتسم ، لكن ( ساو ) لم يستطيع سماع ما كان يقوله لانه بعيد ، فبدأ يمشي ( ساو ) بالقرب من الحائط كي لا يريانه ، وعندما اقترب سمع ( بيل ) وهو يقول بتوتر :
- اصمتي كي لا يسمعنا ، لا تنسي ان هذا طريق منزله .
وفتح باب منزلها ودخل ، ودخلت بعده ( يوكي ) واقفلت الباب ..
وتجمد ( ساو ) المسكين دون حراك ، وعيناه مفتوحتان الى اخرهما ، وهو يقول بكل حزن :
- حقا ليس مجددا ، ليس انتما ايضا ..
ثم التف الى الخلف وبدأ يمشي الى منزله ، وهو كالثمل لا يستطيع المشي ، حتى وصل منزله ودخل واقفل الباب ، ثم اتكء بضهره على الباب ، وبدأ ينزل حتى جلس على الارض ، ووضع يده على وجهه وبدأ يضحك بصوت عال ، بصوت عال جدا كالمجنون وقال :
- يال حماقتك وانت من ظننت انهما سيعوضانك ، لقد وقعت فالحفرة مرتين ، حقا يالك من احمق .
وذهب للسرير واستلقى ، وبدأ يضحك مجددا ثم وضع الوسادة فوق رأسه ونام .
تنتن ، تنتن ، تنتن ...
"رنين المنبه الجديد"
- سحقا لهذا ، الم اكسرك مسبقا ؟
ثم اخذ المنبه وفتح عينيه ونظر اليه وقال بضجر :
- صحيح لقد اشتريت منبه جديد ، لقد كان مبنيا لهدف ، لكن الان لم يعد له اي هدف ، لكن لن اكسره قد استفيد منه .
قال كلماته هذه ثم نهض من السرير وذهب ليغير ملابسه ، وبعدها ذهب للمدرسة ، وهوا في الطريق وجد ( يوكي ) تقف وتبتسم وهيا تنظر اليه من بعيد ، فاكمل طريقه حتى وصل جانبها ، ثم اكمل المشي كانه لم يراها ، فتعجبت ( يوكي ) ولحقت به وقالت :
- صباح الخير ( ساو )
فقال ببرود تام :
- لماذا لا تصبحين على حبيبك ؟
فقالت باستغراب :
- اي حبيب ؟
- او صحيح ، لا تريدان من احد ان يعرف حبكما ، كي تستطيعان خداعي ..
- اي خداع ؟ عن ماذا تتحدث ؟
- لا شيء .
ثم قالت ( يوكي ) :
- ايضا اردت اخبارك ، قال ( بيل ) انه يريد ان يلتقي بك بعد المدرسة ..
- حقا ، ولماذا لا تلتقي به انتي ؟
- حقا مابك ، لماذا تتحدث هكذا ؟
لم يجبها بشيء واكملا طريقهما حتى وصلا المدرسة ، ودخلا الصف لكن ( ساو ) لم يجد ( بيل ) فذهب وجلس مكانه ولم يهتم ، وطول اليوم لم يلتفت الى ( يوكي ) ولا مرة ، وبعد انتهاء اليوم الدراسي ، خرج من المدرسة فوجد ( بيل ) ينتضره ، فأشار ( بيل ) الى ( ساو ) وقال بصوت عال :
- هيا ايه البطيء مابك بارد هكذا ..
فاكمل طريقه ( ساو ) دون ان يجبه حتى وصل عنده وقال :
- لماذا لا تنتضر حبيبتك بدل مني ؟
فتعجب بيل وقال :
- حبيبة ؟؟
ثم نظر بعيدا ( ساو ) وقال :
- ماذا تريد مني ؟
- امشي ورائي وستعرف ..
وبدآ يمشيان حتى وصلا الحديقة ، ثم حاول ( بيل ) التحدث لكن ( ساو ) لم يهتم له مطلقة ، ولم ينظر له ابدا ، وبعد مرور خمسة دقائق ذهب ( بيل ) الى طريق مختلف وكان ( ساو ) يتبعه دون اي حرف ، ووقفا امام منزل وقال ( بيل ) :
-ادخل ..
فقال ( ساو ) :
- ولماذا سادخل الى منزل لا اعرف مالكه ؟
قال ( بيل ) :
- هذا منزلي لا تكن احمق هيا ادخل ، لا اعرف مابك هكذا اليوم ..
- ولماذا سأدخل منزلك ؟ لماذا لا تُدخل ( يوكي ) كي تستمتع معها ؟ ام فقط تذهب منزلها كي لا يراك احد ؟

يتبع...

SAWحيث تعيش القصص. اكتشف الآن