الفصل الثامن عشرة

498 23 1
                                    

اخذت تبكي بحرقة وهي تكور ذلك المنديل بيدها تسحقه  تفرغ بذلك شحنات غضبها فيه
سكبت لها امها الماء وهي تنظر إليها بشفقة بينما الاخرى قالت:  ارايت يا امي لقد زوجه، الايكفي انه ابعده عني حرمه من حضني  حرمني منه 
  ادخله الكلية التي يريد هو  وفوقها زوجه  لاشك انها اختيار تلك الافعى لكما تذكرت انه يناديها امي اشعر برغبة شديدة بقتلها
الام:  استغفري لله يا ابنتي، انه كبير وليس مراهق لما تهمك كل تلك التفاصيل التافهة  ولا يهمك ان يكون ابنك سعيد معها  لايهم اختيار من  المهم ان يكون هو مقتنع بها وسعيد ومرتاح ( ربتت على ظهرها)  يا عزيزتي كفي عن البكاء الان 
سحر:( بغصة وحزن)  امي افهمني اشعر بالغضب والعجز قلبي مقسوم اتشعرن بي  انه ابني  طول هذه سنوات وانا اراه من بعيد فقط تمنيت لو احتظنته تمنيت لو ارضعته من ثدي تمنيت لو اوصلته الى المدرسة بنفسي  تمنيت لو كل ليلة اقبله واتمنى له نوم هنيىء  تمنيت لو قفت معه في منصة تخرج ابارك له تمنيت لو اخترت له العروسة   ( بشهقت)  لن تفهمني امي لانك لم تعيشي ما عشته 
 
عانقتها بقوة وقالت:  افهم شعورك لانني ام يا عزيزتي حدث ما حدث انت الان عليك ان تمسح دموعك وتنهض من جديد
مسحت دموعها وقالت:  سأجعل فريد يبكي ندما على مافعله بي هو وتلك الافعى خاصته 
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡٥♡٥♡♡
جلس على الاريكة  وبيده جهاز التحكم  يقلب قنوات التلفاز بحث عن برنامج مسلي
امجد: ليان
جات إليه مسرعت وهي تجفف يديها بمريول المطبخ
ليان: نعم، اتريد شيء يا امجد
إلتفت إليها وقال:  اجل، اجلسي
جلست بجانبه ليقول: مالذي تفعلينه الان؟ 
ليان:  احضر العشاء، معكرونة
امجد:  وبعدها
ليان: لدي دورس لكتبها ومحاضرات اراجعها
امجد: فهمت
ليان: حسنا ايمكنني ان اذهب الان يا سيد امجد 
اومىء بإيجاب  لتعود الى المطبخ  بينما هو قال: اليس لديها الوقت من اجلي 

جهزت طاولة العشاء ونادت عليه 
ليان:  امجد، امجد هيا لقد جهز العشاء 
اما هو كان مستمتع بسماع اسمه بصوتها العذب انه اشبه بنغمة حلوة لعبة على اوتار قلبه  كالمغيب في دنيا اخرى غير دنياه
تقدمت ناحيته وهي تقول بغضب:  انت اصم  ام ماذا؟  ( نقرت كتفه ليلتفت إليها وهو يبتسم)  اخيرا حضرتك انتبه لي  هيا لتناول العشاء سيد امجد
قام وهو يقول:  سيد امجد لا تقولها مرة اخرى لما لا تناديني باسم اخر غير هذا
ليان:  مثل ماذا؟  مختار مثلا او طاهر
  امجد: ايتها الحمقاء اقصد لما لا تقولين عزيزي او حياتي
ليان: ها! عزيزي!  لاتناسبك يا سيد امجد 
امجد:  انسي  ماقولته واجلسي لتناول العشاء
  ليان:  ارجو ان يعجبك  طبخي
اومىء بإيجاب وبدأ يأكل
 
  خرج لاداء صلاة العشاء  وبعدها عاد وبيده كيس به شكولاطة واثناء صعوده الى شقة إنقطع التيار  اخرج هاتفه لينير به طريق وهو يقول وقد زاد من سرعة خطواته
مؤكد سأجدها مختبئت في احدى زاوي او تحت سرير من شدة الخوف
فتح الباب ووصل صوتها المتذمر لمسامعه  وهي تقول: تبا الم يجد هذا تيار الا هذا الوقت لينقطع
هل انت خائفة؟ 
اقشعر بدنها وتجمدت الدماء في عروقها وهي تشعر بشخص ما يقف خلفها همس مرة ثانية قريب من اذنها
لا تخافي انا بجانبك
صرخت بفزع ليكتم هو صوتها وهو يضحك عليها
امجد: ههههه جبانة
ليان:( ابتعدت بخطوات) لقد افزعتني يا رجل،لقد انقطع التيار الكهربائي  ولا اجد كيف اكمل عملي 
امجد: اتركه لصباح، التيار لن يعود حتى وقت متأخر
ليان: حسنا
  قدم لها لوح شكولاطة لتأخذ بسعادة طفولية وجلست تأكله.
امجد: على هذا المنوال سيزداد وزنك
ليان: اطمئن لن اسمن ابدا 
 
ظل يحدق بالسقف الغرفة فنوم قد اقسم انه لن يأتيه هذه ليلة تجمعت الافكار تواسيه  وكل فكرة تأخذ به الى عالم خاص  ( نظر الى نائمة بجانبه  وابتسم 

   زهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن