تَعَافَيْتُ بِكَ الجزء١ الفصل ٢٧

1.1K 44 1
                                    

"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
"الجزءالاول الفصل السابع والعشرون"
للكاتبة شمس محمد بكري
____________

كُتِبَ على ذلك القلب المسكين أن يقع في حبكِ سجين
____________

لا تسير الحياة كما نريد، فـكيف يحدث ذلك إن كنا نحن لا نعلم ماذا نريد، وما نحن سوى أناسٌ مشتتون ، نُقِشَ بداخلهم الحزن كما على الحجرِ ينقشون.

"تَعَامدت آشعة الشمس على عيناكِ فتوغل الدفء إلى قلبي"

بعد تلك الجملة التي خرجت منه دون أن يشعر بماذا يتفوه صمتت هي ولم تُعقب بينما لاحظ هو صمتها فقال:
"خلاص يا ست الكل طالما سكتِ يبقى كدا أتثبتِ"

نظرت له وهي تبتسم بقوة تلك المرة على جملته الدائمة لها بعد أن يلقي عبارات الغزل بوجهها

قد يبدو الأمر طبيعيًا ، ولكن ما رآه أدهشه حقًا، فكان لون أعينها جميل وهاديء لدرجة مُريحة لأعصابه، بينما هي إبتسمت له ثم قالت بهدوء:

"شكرًا، بس هي لونها عادي يعني، بس في الشمس بتفتح"

حرك رأسه نفيًا ولازالت البسمة الهادئة تعلو ملامح وجهه، ثم قال:
"أبدًا والله ما عادية، دي دوبتني وأنا مكاني، حسيت بحاجة غريبة كدا مش قادر أوصفها، بس أنا قولتلهالك قبل كدا يا خديجة، كل العيون مرت منسية إلا عيونِك"

أخفضت رأسها في خجلٍ منه، بينما هو أخرج زفيرًا قويًا، ثم تنحنح يُنقي حنجرته وقال:

"المهم إعملي حسابك الفترة الجاية هننزل كتير، أنا خلاص خدت القرار، وأنتِ لازم تنفذيه"

نظرت له بأعين خاوية ثم قالت:
"أصلًا كل اللي أنتَ بتعمله معايا دا بيحسسني إنِ متقلة عليك، وحاسة إنك شايل فوق طاقتك"

إبتسم لها ثم قال:
"يا ست الكل أنا راضي وقولتلك أنا بعمل كل دا علشانك أنتِ، وعلشان أنتِ ملزومة مني خلاص"

قبل أن ترد عليه أتى النادل ووضع الطعام أمامهما، وتسأل بهدوء:
"حاجة تانية يا فندم؟"

إبتسم «ياسين» بمجاملة له ثم قال بهدوء:
"متشكر جدًا"

كانت «خديجة» تنظر بجانبها على منظر الغروب، كانت متعمدة الإنشغال عنه حتى لا تضطر لتناول الطعام، نظر لها هو ثم أخرج زفيرًا قويًا وقال بهدوء:

"يالا يا خديجة، علشان تاكلي"

حركت رأسها نفيًا ثم رسمت بسمة متوترة على شفتيها وهي تقول:
"صدقني مليش نفس آكل،كُل أنتَ بألف هنا وشفا"

رفع أحد حاجبيه، ثم نظر لها بحنقٍ وهو يقول:
"آه وماله، آكل أنا وأنتِ تتفرجي عليا، دا على أساس أنِ جايبك من سوق العبيد؟يالا يا ست الكل"

نظرت له بتعجب من تبديل لهجته ونبرته بتلك الطريقة، بينما قال هو بنبرة أعمق:

"يالا يا خديجة كُلي"
____________

 رواية_تَعَافَيِّتُ_بِكَ الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن