بارقة امل..
في مكان ما من هذا العالم ...
يثبت الزر الفضي بكم قميصه الأبيض، صارم الوقفة جاد الملامح.. رانت منه نظرة جانبية حينما رن هاتفه، ضيق عينيه مستغربا اتصال مرافق أبيه في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل.. بقليل من القلق الغير ظاهر بالمرة، رد بنبرته الحازمة محتفظا بجمود النظرة و عبوس الوجه..
_ نعم..
_ سيد فارس، اعتذر على الاتصال لكنني مجبر، تعرض السيد ضرغام لنوبة جديدة و نحن في طريقنا إلى المستشفى الآن..
_ أنا قادم..
.. رد بكلمتين باردتين كصوته العميق اللامبالي و أغلق الخط.. استدار بهدوء يلتقط سترته الرمادية لتقفز اشراق من مكانها تساعده على ارتدائها، اقتربت منه حد الالتصاق مبتسمة بدلال، تمسكت بالسترة بكلتا يديها تتوسله عينيها لنيل الشرف.. ارخى جفنيه المكحلين بأهداب خنجرية كثيفة داكنة يصوب ثاقبتيه البنيتين فوق كفيها المتشبثتين.. رمش مرة واحدة بخمول بينما يسحب ذراعه بهدوء تاركا لها ما تريد.. بسعادة كبيرة استدارت حوله لتلبسه تراقب ساعديه القويين يمران من خلال الاكمام، اقتربت منه اكثر تمسح بيدها على ظهره بتمهل صعودا إلى كتفيه مغمضة عينيها تستنشق رائحة الرجالية المخدرة.. ابتعد عنها يسير بثبات غير آبه لصوتها المنادي بأنكسار، توقف مكانه قرب الباب و بنصف التفاتة من فوق كتفه انتظر بصمت.. تحركت بأتجاهه تسأله بلهفة..
_ ستعود ؟
.. بمنتهى الجمود اجاب..
_ لا..
.. اقتربت منه رافعة رأسها لتصل إلى عينيه تقول بخنوع..
_ لا تغب عني طويلا..
.. دنت اكثر تلف ذراعيها حول خصره تدفن رأسها في صدره.. تنهد مبد انزعاجه من تأخيرها له، ابتعدت خطوة للوراء تنظر في عينيه تتمنى لو ترى ثأثيرا بسيطا تحدثه فيه.. لكن لا فائدة، يأست من بث الحياة بجلمود صخر قابع على يساره.. احنت رأسها وابتعدت تبتلع خيبتها.. أكمل طريقه تاركا اياها خلفه تتلضى بنار هي من اقحمت بنفسها فيها..بخطوات متمهلة وحذرة تتسلل ياسمين الى الساحة الخلفية للملجئ كاتمة انفاسها يرقع قلبها من شدة الخوف.. زادها هلعا سكون ليلة غاب قمرها مطبقة بظلامها على صدرها.. تتلفت حولها شاحبة الوجه تشجع نفسها على اكمال ما قررت فعله واقدمت عليه بغير ندم أو تردد.. اقتربت من مبنى المخزن المتهالك و البعيد نسبيا عن مكان البناء العملاق للملجئ البارد الذي يقطنون فيه، توقفت تلتقط انفاسها مختبئة خلف مولد الكهرباء العملاق تركز نظرها صوب الابواب الخشبية تحاول التذكر ايهم يحبس خلفه الصغيرة شيرين.. بحذر بالغ مدت رأسها تقوم بتفقد الناحية الثانية تتأكد أن المكان خال لتقوم بخطوتها الثانية.. و قبل أن تضع قدمها لتعبر إلى المخازن سحبتها قبضة قوية من ذراعها تثبتها مكانها.. لم تحتاج القبضة لقوة غاشمة لايقافها، فما نزل عليها من ارتياع جمدها مكانها تشعر بتثلج اطرافها و انطفاء الحياة من خافقها.. التمرد هنا حيث تعيش مصيره واحد؛ التعذيب النفسي و الجسدي، و انتهاك وضيع لكل المسميات البشرية.. يالا السخرية، جائت تسعى لانقاذ شيرين من الحبس المنفرد و التجويع و البرد القارص، لتجد نفسها سوف تشرب من نفس الكأس المر حتى قبل أن تنقذ المسكينة الأخرى المحجوزة في ذلك المكان القذر منذ ثلاثة ايام، و بلا لقمة اكل واحدة.. اعاد إليها نبضاتها الهاربة صوت السيدة عقيلة الخافت، إحدى العاملات في الملجئ و قد كانت الليلة مناوبتها للمبيت في دار الأطفال مجهولي النسب.. من حسن حظ ياسمين طبعا، فالسيدة عقيلة من القلة القلائل اللذين صانوا رحمة قلوبهم الفطرية غير متأثرين بشياطين الآنس ممن يديرون هذا المكان الاشبه بالجحيم.. تكاد ياسمين تجزم أنهم جمعوا طابوقه من الدرك الاسفل من جهنم، حيث ارذل البشر، بأرذل النفسيات مرتكبوا اقبح الكبائر محشورين مع العفاريت، بأدارة من مردة الجن و شياطين الفسق.. شيدوا جدرانه القاسية طوبة طوبة بسقف من ظلم ليكون السجن المفترض أن يكون ملجئا لمن نبذتهم الحياة، تركهم والديهم بعد أن زنوا بأنفسهم و لم يكتفوا بوضاعة السلوك فرموا فلذات اكبادهم على قارعات الطرق أو الخرابات و المزابل.. نعمة من الله ابى الخالق أن يذوق حلاوتها من قست قلوبهم، فختم على احساسهم و زادهم طغيانا و يأسا من رحمته الموجودة حولهم.. ربما كانت نظرة ياسمين مشوشة و سوداء بفعل ما عاشته و قاسته، لكن الايام كفيلة أن توضح الشيء البسيط من هذا التشويش..
هزت السيدة المسنة جسد ياسمين المرتجف من ساعديها بشيء من الحدة توبخها على جنونها بهمس..
_ أين تحسبين نفسك ذاهبة ؟ هل جننت ؟! هل تريدين أن يلقى بك هناك ؟!
.. ابتلعت ياسمين حجرا غليضا سد مجرى تنفسها تومئ برأسها بنفي و ردت بنفس متهالك اثر كل ما عصف بأعصابها خلال الدقائق القليلة الماضية، و أسى و عذاب السنوات السابقة..
_ لم أتحمل يا خالة، لم أستطع البقاء مكتوفة اليدين.. لا يمكنني النوم و لا الاكل و تلك الصغيرة التي لم تتجاوز الثمان سنوات تقبع هناك وحيدة في الظلام بلا طعام و لا شراب.. اسمع نواحها كل نهار، و توسلاتها المبحوحة قبل الغروب.. أموت يا خالة، اتمرمر مع كل نفس حارق يدخل صدري..
.. زفرت السيدة الطيبة بقهر، لكن ما باليد حيلة.. لا يمكنها أن تخالف أوامر المديرة المتسلطة أو كان مصيرها الطرد و هذا آخر ما تريده.. لم تتمكن من الحصول على عمل مناسب بعمرها الستون الملحوق بأربع سنوات قاسية قضتها موظفة هنا براتب بسيط لكن يمكنها به مساعدة زوجها على تكاليف علاجه الباهظة، و منه رعاية اولائك الصغار المتخلى عنهم.. ولولا ايمانها بحكمة الله لخرجت منذ وقت طويل من الملة، بتساؤلاتها التي لا تنتهي؛ كيف هانت على بعض البشر رمي صغارهم هكذا ؟ بيد أن غيرهم محرومين يدعون ليل نهار أن يرزقوا بطفل واحد يجعل للحياة معنى.. اما ما يحدث هنا من انتهاكات فقد كان له من الوجع و الجزع ما له.. تستعيذ بالله من الجزع، لكن النفس لوامة و الحال لا يخلو من خنوع..
ومع كل ما فيها من عجز و قلة حيلة، تفعل ما بيدها لمساعدة الصغار دون دراية احد، دون دراية الصغار أنفسهم.. و هذا ما تفعله تحديدا لمساعدة الصغيرة شيرين للبقاء على قيد الحياة.. ترمي لها قطعا صغيرة من الخبز و كيسا من الماء تأكد عليها بصوت هامس من خلف الباب أن لا تترك أي أثر للفتات و ترمي الكيس بعد أن تشرب كل قطرة منه مع ماهو متكدس اصلا من ازبال في ذلك المكان الموحش الغير ملائم للحيوانات حتى.. تحمد الله على ما فعلته الرطوبة و العفن بالباب الخشبي المتآكل، ترك فتحة بأسفله لابأس بحجمها يمكنها من خلالها تمرير القليل من الخبز و كيس الماء ذاك.. لكن الأمر يبقى بالطبع لا يطاق، حتى لو توفر الطعام.. ظلام دامس يفتك بأقوى القلوب مؤكد سوف يكون له الاثر الاعظم بنفس طفلة لم ترى يوما حنانا في حياتها.. حشرات و قوارض تصدر أصواتا مرعبة و ما يصحبه من هدير الرياح المحتكة بالشبابيك المحكمة بألواح من الخشب المتكسر.. و الافظع من هذا و هذاك، اضطرار تعيس الحظ المعاقب بالحبس الانفرادي لقضاء حاجته بنفس مكان نومه و جلوسه، بدون ماء، بدون اغتسال، بدون ملابس نظيفة ! و مع تكدس الفضلات و تكرار الحبس تزداد حالة المكان سوءا.. لم يعرف أحدا شكل المكان من الداخل الا من زاره، لكنه حين يخرج يفقد جرائته حتى على الكلام ليس وصف بؤرة العذاب تلك فحسب.. يريدون نسيان التجربة، فيلجئون للصمت.. لذا بات المضمون مجهولا مكتفين من في الخارج بالمنظر المرعب و فكرة التجويع و الظلمة الكلاسيكية !
ربتت الخالة على كتف ياسمين الهادل بهوان، تحاول قدر المستطاع أن لا تظهر تعاطفا كي لا يفتضح أمرها أمام المديرة و اعوانها فيما لو لمس فيها الأطفال بعض اللين، و لكونهم اطفالا تشققوا من الحرمان بكل انواعه فسوف يتمسكون بجنون بأي كائن حي يبتسم لهم.. و هذا كان حد السكين الذي تذبح به يوميا المرأة الطيبة عقيلة..
_ وجودك هنا خطر.. و يجب أن لا تتمردي و الا كان مصيرك مثلها..
_ لم يعد مهما يا خالة، كلنا سوف نلقى نفس المصير.. أن كان هنا، أو خارج اسوار هذا المكان.. العالم في الخارج اكثر قبحا، و علينا مواجهته لوحدنا دون اسلحة، دون سند، دون معرفة ما الذي علينا فعله..
.. تكسر قناع الخالة عقيلة الجلف، و انبثقت رحمة من صوتها أسقطت دموع ياسمين مرتمية بأحضان امراءة مسنة لأول مرة في سنين عمرها السبعة عشر..
_ هوني عليك يا بنيتي، لا ينسى الرب رعيته.. كما اعتنى بأمنا العذراء، المتبتلة الشريفة.. حين سألوها، هل ينبت زرع بغير بذر ؟ و هل ينبت شجر بغير غيث ؟ و هل يكون ولد بغير أب ؟ فقالت بيقين مقدس؛ الم تعلموا أن الله يوم خلق ادم خلقه من غير أب و أم ؟ و حين ولدت روح القدس وحيدة ضعيفة تتمنى الموت على حالها و هوانه، فأجرى لها الله نهرا بجوارها، و أمرها أن تهز جذع نخلة ليسقط عليها رطبا لتتقوى خاصا لها.. بضعف حالها هزت بيد مرتجفة خائرة القوى جذع نخلة باسقة اعتى الرجال يصعب عليهم هزها، و هنا بيت القصيد.. يحثنا الرب أن لا نستسلم ابدا مهما بدت ضخامة و قسوة تحدياتنا، فبالايمان يمكننا هز المستحيل.. تحلي بالامل يا بنيتي، و كوني كأمنا الصديقة.. أحذي حذوها و اتكلي على الله.. فلا عاطي سواه.. الاهم أن تحفظي صدقك من التلوث، و صوني نفسك من الخطيئة، أدي الصلوات مهما كانت ديانتك، و ادعي دائما و كوني على يقين.. لا تتفتح الدروب إلا لو كان هناك ايمان، يوارب باب الفرج و ينير بصيص النور.. يأخذك من يدك ليتجلى باليقين، بارقة أمل..
.. خرجت ياسمين بهدوء من حضن عقيلة كجنبدة تفتحت على العالم بعبق سحري.. تحدق بعيني الخالة المسنة الذابلتين حزنا و عمرا، ترى بريقا متوهجا يلوح لها بالامان كمنارة.. يالله، ارعشتها الكلمة.. امان.. لم تذقه يوما في حياتها الصغيرة.. لم تعرف معناه حتى هذه اللحظة المباركة.. قبضت مكافئة ضميرها الحي رغم الاسى فورا من الله، بعث لها بوصلة رحيمة يزين جيدها عقدا يتدلى منه رمزا دينيا مقدسا اعطى نورا مضاعفا لروح تلك السيدة ينير عتمة هذه الليلة الكحلاء.. كانت قبسا يأخذ ياسمين نحو بارقة امل رسمت خريطتها بخط مباشر تبداءه من الخالة عقيلة..
همست بنوع من الهدوء وهي تمسح دموعها التوت شفتيها ببسمة لطيفة..
_ شكرا لك يا خالة، اعدك أن ابتعد عن المشاكل و اجعل قلبي دائما مؤمنا.. أنا.. لا أعرف ماذا أقول..
.. قاطعتها الخالة و قد عاد تجلد وجهها..
_ لا تقولي، اذهبي إلى غرفتك فقط.. و حينما تريني في الارجاء لا تكلميني، لا تنظري نحوي حتى.. تعرفين ما اقصد..
.. قالت اخيرا بصوت عاجز.. اومئت لها ياسمين مع توسع بسمتها اكثر، فتحدثت الخالة بجدية..
_ اسمعيني يا ابنتي.. لم يبقى لك الكثير من الوقت لتخرجي من هنا، عليك ان تحافظي على نفسك لكي لا تخسري فرصا يعرف الجميع أنها ضئيلة.. أن خالفت الاوامر فسوف تعاقبين اشد العقاب، و تحرمين من كل الموارد البسيطة المتاحة.. ركزي على نفسك و هدفك لتنقذي نفسك عزيزتي..
.. بعيون مطفية دامعة كما ابدا همهمت ياسمين تخنقها الغصة..
_ لا يمر يوما الا وانا ادعي ان أخرج من هنا، اعد الدقائق ليس فقط الايام.. لكن، ماذا عن البقية ؟! ماذا عن الصغار المتكلين علي ؟! كيف سأذهب و اتركهم خلفي و أنا أعرف جيدا ما سوف يمارس بحق ادميتهم.. اعيش بين نارين يا خالة؛ نار مستقبلي المبهم و هم العالم على الجانب الاخر من هذا السياج كيف سيتقبلني و كيف سوف ينظرون الي.. و نار تركي للأطفال من نصبوني اختا كبيرة و أم، أو حتى صديقة مقربة تعرف من نظرة عينيهم الفارغة كل شيء..
_ لا تحملي نفسك ما لا طاقة لبشر على تحمله، لكل منا مصير عليه أن يكون مسؤولا عنه، لا ينتظر من الاخر ان يسهله له أو يساعده على تحمله.. لا يعني أن تكوني انانية، لكن فقط فكري بعقلانية و اتركي عنك المشاعر بكل منطقة قرار في حياتك.. من يعلم، ربما بقرار صارم بالمضي قدما يمكنك سحب الجميع معك إلى بر الامان.. لا أحد يعلم ما ينتظرنا في الدورب الا الله.. و ايضا، اهتمي بنفسك و مظهرك.. الشهر القادم سوف تبداء مراسم التزويج السنوية التي تنضمها إحدى المنظمات الانسانية.. لعل أن يطلبك احد الخاطبين و تنتهي رحلة عذابك هنا..
.. ضحكت بخفة ساخرة، و قالت بتلقائية بصوت بارد يائس..
_ كلنا نعرف أن جمالي المتواضع لن يجلب لي الخطاب.. لا شكلي و لا هيئتي تدل على اني فتاة بالغة حتى.. بالنسبة لي هذا لا يشكل فرقا، أنا لا اعول على الزواج للخروج من هنا، فقط الدراسة.. علي أن اجتهد اكثر لأدخل كلية مرموقة ابني نفسي و حياتي من خلال وظيفة تأمنها لي شهادتي العالية.. و إلا، فأنا هالكة..
_ كان علي أن أعرف بأنك عنيدة من تصرفاتك ! منذ اقل من دقيقة اخبرتك عن اهمية التسلح بالايمان ! الايمان وحده هو معبر النجاة.. آمني بنفسك، يجب أن ينبع من داخلك ليتجلى بكل محاور حياتك.. سوف يكون هناك عقبات بكل تأكيد بكل محور، لكن سوف تتخطينها بالايمان وحده.. حتى الجمال.. أن لم يكن احساسا داخليا لن يكون مرئيا لعيون الآخرين حتى لو كنت تملكين شكل الحوريات.. لا قيمة للوعاء الخارجي أن كان الجوهر متضرر..
.. اطرقت ياسمين رأسها يتوهج و جهها بأحمرار باهت ترتجف شفتيها الشاحبتين بأبتسامة خجل.. سعيدة كانت، سعيدة بحق.. دوما كانت هي المتلقي للفضفضة و المستمع الأول لجميع اخوتها في الدار.. تتكدس بداخلها معاناتهم و عجزهم مضافا لها اطنان وجع استذوقته هي ما أن تفطنت على هذه الدنيا الظالمة.. ومهما فيها من هوان لكنها لم تكف عن كونها ملهمة الجميع تأخذ بيد اليائس منهم لمنطقة صبر اوشكت على النفاذ منها.. و الآن.. و بعد ما تشربت و تشبعت بالألم، خرجت لها الخالة عقيلة تسديها النصائح توليها اهتماما لم تحظى بمثله قط..
باغتها الصوت الرحيم مجدداً..
_ اذهبي يا ابنتي و اطمئني على شيرين.. أنا لم اتركها، و لن اتركها..
.. برقت عينا ياسمين من كلام الخالة المقتضب.. رفعت عيونها لها تطالعها بأنبهار متسائل فأومئت لها المرأة الطيبة بملامح صارمة جدية تحمل بخطوط الزمن طيبة خالصة و حنية امراءة قوية حنت ظهرها الأيام..
" شكرا " همست بها دامعة العينين و استدارت ذاهبة تقطع نفس الطريق لتعود للبناء المظلم البارد.. تلاحقها نظرات الخالة عقيلة المشفقة تحرك رأسها بخفة مفطورة القلب على فتاة شابة مبتئسة قبل الاوان.. فرمتها الحياة حتى قبل أن تباشر بتلك الحياة.. تدعو لها بقلب لم يعرف الحقد و الكره له طريق بصلاح الحال، و كل حظوظ الدنيا..
YOU ARE READING
بارقة امل
Short Storyفوق أرض جرداء تخطو، متشققة ارجلها .. لاهثة النفس عطشى الروح .. ياسمين، كرونق اسمها هي .. تصبو لتحقيق السعادة و العدل لمن حولها، تشع بالحب من تحت اكداس القهر .. عند محطة اليأس، ظهر هو .. فارس .. بمعدنه و اسمه .. من محرقة الماضي نهض، نافضا عنه رماد ال...