٥- أسطورة؟

24 2 9
                                    


أفقت على أشعة شمس حطت على وجهي فتحركت يدي تلقائيا لتقف بوجه الشعاع دفاعًا عن عيناي النَّعِسه.

جلست أتلفت لأرى مكانًا غريبًا، كنت كمن رُمي أو سقط في هذا المكان، كانت مكتبه... لكن مكتبه لم تراها عيناي في الواقع ولا أعتقد أنها تمتّ للواقع بِصله..

المكتبات لا أرى نهايتها عندما أنظر للأمام فهي مكتبات على مد البصر وكذلك هي أيضًا من فوقي، ذُعرت قليلا رغم أن شعاع الشمس
-الذي اشتقت له كثيرًا- كان يطمئنني لكن فكرت أن هذا المكان كالأماكن التي لا مخرج لها ولا مدخل إلا بِوجود مفتاح في أحد هذه الكتب الكثيرة.

ذكرني بأحد الألعاب التي كُنَّا نلعبها قديمًا، أنت محتجزٌ في متاهة ولكن ستجد المفتاح أو الباب في أحد الأحجار إن كسرته و ليستمتع اللاعب أُضيف أولئك الحراس الذين إن لامستهم فأنت خاسر

على كلٍ كل تلك الأفكار إن ألتفت ليميني ووجدت الرسالة المُلقاه لما فكرت فيها..

الرسالة وكانت مسماه بـ [ظرفٌ آخر]
< جِدي مفتاح نجاتك، ستلتقين بالناس بعد فترة الظهيرة تستطيعين الاستعانة بهم >

قلت دون وعي
" ماذا يقصد بهذا؟ هذا يُقشعر أما فكرت به صحيح؟"

قلّبت الرسالة لأجد أي علامات لكن دون جدوى
فلمحت توهجًا كان على نفس الجهة التي قرأت منها
قلبتها تلقائيًا

< لا تقلقي لن تستغرقي وقتًا طويلًا، والآن ألم تُطيلِ الجلوس؟ قفِ >

استقمت وبدأت بالمشي وأنا أفكر بسؤال ^هل أنا لا زلت على حجمي المعتاد أم تقلصت لأصبح بحجم النمل؟ ^

أما التوهج فلم أفكر به كثيرًا لأن هناك ما كان أغرب وهي هذه المكتبة التي تكاد تتفجر كتبًا

" لماذا يأمرني بالمشي والاستكشاف وهذه المكتبة متشابهة في كل طرقها، مهما سلكت فلا أشعر بالاختلاف.. ومن أين سيدخلون الناس؟ "

~هو لم يأمرها أبدًا، ولم يطلب منها الاستكشاف~

وبعد برهة فزعت وتلون وجهي كأني أرى ألعابًا نارية إثر التوهجات ذات الألوان المختلفه التي صدرت من الكتب المتساقطة كحبات الرمل، وأصبحت تتحول واحدًا تلو الآخر إلى بشر وتحولت المكتبات لمَعالِم وطرقات وكأن هذا العالم لعبة ماتريوشكا

دخلت للسوق المكتظ وتجولت فيه فرأيت الحياة التي اشتقت لها.. الحياة الطبيعية التي افتقدتها في عالمي إن ذلك البوم حقًا منقذي

الناس تنادي للترويج عن بضاعتهم وهناك من يقايض البائع ويتلاعب به قليلًا وعلى جانب الطريق جلست الجدة وحولها الأطفال الذين بمثابة أحفادها الصغار تبيع لهم كتب صغيرة بأبخس سعر والرسامين في الطرقات مستمتعين بممارسة فنهم

توقفت عند محل صغير يبيع بضائع مستخدمه تملكه شابه تبدو في العشرين من عمرها جميلة في مظهرها البسيط بشوش وجهها
استقبلتني بترحاب يبدو أنها تحب من هم في نفس سني
"أهلا بك يا صغيرة! أين والدتك؟ هل أضعتيها؟"
طأطأت برأسي وعبست ملامحي قليلًا فارتفعت الغصة في حلقي وكان صعبًا علي أن أحارب دمعتي وسط السوق وأمامها، وقد لاحظت ما حدث بالتأكيد

أسرعت بخطواتها إليّ بعدما خرجت من دُكانِها تطبطب على رأسي
"لم أعلم أن سؤالي قد يزعجك، حسنًا هل لك أن تصنعي لي معروفًا وتنسي ما قلته؟ "
استقامت وتغيرت نبرتها لنبرة متفائلة فرفعت نظري لها

"ابتاعي من عندي ما يسرك بثمن سيعجبك، وأيضًا لن تندمي أبدًا الأشياء التي أبيعها عادة تثير الفضول"

عادت للداخل واستعرضت مجموعة بضائعها الخاصة كما تقول
" يا إلهي!! تبيعين هذه الرواية؟ من أين حصلتي عليها؟ ، هذه روايتي المفضلة لقد أضعتها منذ زمن بعيد ولم أعتقد أنني سأجدها مرة أخرى"

رفعت سبابتها تأرجحها يمنةً ويسره
" مصادري خاصة من فضلك يا زبونة"
نظرت لي لمدة بسيطة وعلى ملامحها القليل من الشك الذي لا أعلم لمَ راودها للتو
" ماذا"
قلت وعلى وجهي قليل من الارتباك

همست لي
" هل قد سبق لك السماع عن اسطورة سمي ظاهرها بـ(طريق فارسين)؟ "

-------5-------

Matryoshka || ماتريوشكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن