٦- عقارب؟

21 2 7
                                    

ابتعدت عنها بسرعة ونظرت لها بكل الخوف الذي اعتراني، دهشت لما التقطته أذناي وأقشعر جسدي كله فهذا الأسم الذي لم أعلم قصته للآن ذكرني بتلك المجزرة المؤلمة لم استطع حتى الآن نسيانها فلقد حُفرت في ذاكرتي صوتًا وصورة..

وكيف للصوت أن يُحفر،،، إلّا إن كان صوت قوي يُصَم سامعه ويُفجر لكن هذا الصوت وإن كان بعيدًا كل البُعد عن الذي وصفته إلا أنه قد حُفر بالفعل في ذاكرة قد توارت للخلف... لم أعلم أنها كانت تتراجع لتنطلق مثل سهم مسموم أو موجة تسونامي

أمسكت رأسي أضغط عليه بكل ما لدي من قوة وتنفسي ازداد علوًا، رغم انني اتنفس ظاهريًا فأنا أطلب الأكسجين واستنجده استنجادًا لأن رئتي بدت بعيدة جدًا فلا يصلها مما استنشق

دار العالم في عيني كأنني أدخلت لدوامات كبيرة لا مخرج منها وسقطت أرضًا، كان آخر شيئًا رأيته وجه تلك الفتاة الشابة خائفة وتنادي العامة ليساعدونها في إسعافي

××××

على الأرض الباردة والأعشاب الناعمة والأشجار الكثيفة المحيطة بهذه البقعة المفتوحة من الغابة استلقى جسم صغير ذو شعر طويل أصهب

تتأمل السماء التي غطتها الغيوم، فجأه سقطت قطرة على وجنتها المتوردة وسقطت أخرى على إحدى قدميها حتى تتابعت القطرات مسرعة وهطل المطر بغزارة

وقفت الصغيرة وهي تمد كلا يديها مستمتعه بالمطر وتركض مسرعة وبجانبها غزال صغير يعدو نحو منزلها للاحتماء من المطر

فورما دخلت وأغلقت منزلها الذي هو من الخارج كالكوخ ومن الداخل جدرانه مكتبات ولقد ازيح بين مكتبتين لتستقر هناك المدفأة وفوقها رف مصنوع بمهارة من الحجارة موضوع عليه في الجهة اليمنى شموع واليسرى مذكرات قد رصت بعناية وارتكزت فوقها المحبرة و في المنتصف مزهرية عتيقة منقوشة بالذهب قد ملأتها الفتاة بالزهور التي تجلبها الأرانب والسناجب لها كهدية صداقة، ولقد توسط منزلها سجاد متوسط الحجم دائري الشكل وعلى إحدى جوانب هذا السجاد كتب كثيره ارتصت بشكل عشوائي وكتاب واحد في الأسفل مفتوح من المنتصف يبدو أنه كان الذي اختاره القارئ من بين تلك الكتب وفي الزاوية وضع هناك السرير القشي المتناسب مع حجم ساكن الكوخ

تراشقت قطرات ضئيلة على الفتاة إثر نفض الغزال لنفسه

تعالت ضحكتها وهي لا تزال تقطر كذلك
"عليك التعود على المطر ما دمت صغيرًا فعندما تكبر لن استطيع ادخالك لمنزلي لكبر حجمك"

اتجهت نحو المدفأة وأخذت من الحطب المرصوص بجانبها فدفعت به داخلها وحاولت اشعال النار حتى اشتعلت بعد محاولات تراجعت عنها ٥ خطوات وجلست تضم ساقيها إليها، تقدم الغزال الصغير وإلتف بجانبها مغمضًا عينيه

Matryoshka || ماتريوشكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن