٤- طريق فارسين؟

31 2 14
                                    

من أ حتى ج
(فصل إضافي)

بدأت الأحداث عندما كنت في المدرسة..

أقرأ كتابي المفضل
يتحدث عن فتاة صغيرة في سن الثامنة قُرب عمري عاشت في الغابة وصادقت الحيوانات البريئة لكن المعضلة كانت أنها تكبر وهي تلعب مع الحيوانات ولم تقرأ من المكتبة الموجودة في منزلها أو بالأصح المنزل يوجد في المكتبة التي تحتوي على كتب قيمة وَجب عليها قراءتها لتتعلم كيف ستواجه المشاكل التي غالبًا ستواجهها عندما تكبر شيئًا فشيئًا وستعرف كيف تضبط رغباتها ووقتها بالشكل الذي يفيدها لا العكس،

قفز قلبي فجأه عندما سمعت صوت دوي قوي وأصبح المكان كله يهتز ودخل أحد الأساتذة يصرخ بـ "زلزال، سنحاول إخراجكم بالطرق الآمنه قدر المستطاع من هذا المكان لكن أثناء انتظاركم للمساعدة احتموا تحت طاولات الدراسة فهي مخصصة لمثل هذه الحالات وتتحمل أوزان كبيرة بإذن الله فقط تحركوا الآن" حرك يده مشيرًا نحو الطاولات وذهب هو بدوره تحت أحدها

، لحسن الحظ أن مدرستنا ابتدائية فقط وذو طابق واحد فالصوت القوي الذي سمعته في البداية كان لبناية قديمة جدًا ذات طابقين وربما لم يتحمل الطابق الثاني قوة الزلزال فسقط على الأول،....

أردت أخذ روايتي المفضلة لكن يد المعلم سحبتني بسرعة للذهاب تحت الطاولة فلقد كنت بالقرب منه قبل أن يحتمي وقرر سحب من هو قريب منه معه دون وعي
،نظرت لكتابي آخر نظرة وفي جوفي أتحدث
<كلا، لا توجد نسخ أخرى منه ولا أعلم من قد يبيعه مرة أخرى..>

وبعد قُرابة ساعة
سمعنا خطوات أقدام، أخيرًا لقد أتت النجدة لأني بدأت أشعر بالحر وبدأت وساوسي خوفًا على عائلتي وماذا حصل لإخوتي ووالداي.

قفزوا لداخل المدرسة من خلال الأماكن التي تضررت إثر الزلزال القوي؛ فالباب كان مسدودًا.

بدأ الطلاب بالخروج ولأنني كنت في آخر الطاولة الكبيرة هذه بسبب دخولي المبكر تحتها اضطررت للانتظار حتى خرج جميعهم لكن انتبهت أن رِباط حذائي حُلّ، أردت ربطه قبل الخروج فتأخرت قليلاً عنهم وعندما هممت للخروج... سمعت صوت إطلاق النار في كل مكان ورأيت الدماء تتناثر وتسيل كالأنهار...

أوغاد.... بقيت تحت الطاولة أكتم شهقاتي وعيناي على وسعها مفتوحه تنهمر منها الدموع

<ما غايتهم من قتل أطفال بعمرنا نحن لا نضر ولا ننفع>

وبعد هدوء المكان من دوي الطلقات وصراخ زملائي وترجي معلمي لهم بدأ أحدهم يمشي على الأرضية التي اكتست اللون الأحمر كلون جديد تزامنًا مع انقلاب حياتي رأسًا على عقب مع صوت أشبه بصوت أحد القرويين عندما يخطو على النهر بحذر لانتظار اللحظة المناسبة والإمساك بعشاء الليلة ويا لسوء حظي أنا من ستكون عشاء الليلة إلا اذا نجوت بإعجوبة ما

كررت
< لن أسامحكم ما حييت>

تحدث هو بصوت جهوري لمن هو معه
" ابحثوا عن طريق فارسين الآن"

بدأ الجميع بالانتشار وبدأت بالاختناق أكثر فأكثر، الدماء تسيل نحوي وأنا أطلب الهواء ومكوثي لن يطول فإيجادي مسألة وقت فقط

نظرت للدماء وأنا أسحب ثوبي عنها لكنها فجأه لم تصل... لقد تسربت لخندق كان تحت الأرض لا أعلم أين يوصل ولا أعلم هل سأحاصر فيه أم أن له مخرج آخر وهذا الخيار سيكون ممكنًا أكثر من الخيار الأول.. أعتقد أن المعلم لم يكن يعلم عنه رغم أنه في المدرسة وفي صفي الذي هو رائدًا له لكن أنا أيضًا لم ألحظه إلا للتو

مسحت دموعي التي لم تتوقف منذ ذلك الوقت لكي لا تعيق رؤيتي وأمسكت بالقطعه الحديدة الدائرية لرفع الباب ولم اهتم هذه المره بالدماء آمل النجاة فقط... عندما بدأت برفعه أصدر الكثير من الأصوات المصفِّرة العالية إثر احتكاك الحديد الصدئ ببعضه والتي بدورها دلت عن وجود انسان لا يزال على قيد الحياة
< ياله من خرده، أرجوك أريد النجاة فقط لا داعي لأن تفتعل لي بعض الأحداث>

سمعت صوت خطواتهم تقترب سريعًا للامساك بي قبل أن أنزل وللأسف كان يجب علي الانبطاح على الدماء والنزول لاتجنب السقوط لكن ليتني لم أفعل فقبل أن أفلت يدي لأمسك بالسلم المؤدي للأسفل، أمسك بها أحدهم وانزلقت منه وسقطت أرضًا بقوه

<هذا كثير.. أفضل لو كابوس فهذا أرحم>
أجشهت بالبكاء وأنا لا أزال بوضعية سقوطي أنظر للأعلى ورغم رؤيتي الضبابية إلا أني رأيت أجزاء من رؤوسهم تذهب وتجيء،... إنهم يحاولون ابعاد الطاولة ليستطيعوا الدخول سريعًا

< لا وقت لدي حتى للبكاء >

نهضت بصعوبة وركضت في هذا المكان المجهول وعند جريي كنت أرى العديد من الأشياء الغريبة.. الغريبة جدًا بدا وكأن هذا المكان من زمن متقدم جدًا وما شد انتباهي هو صوري المعلقه وصور أُناس غرباء كذلك لكن لا وقت لهذا أيضًا... لا أستطيع التوقف
يتبع...

-------4-------

Matryoshka || ماتريوشكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن