٨- قميص أزرق؟

23 2 14
                                    


ضحكت وأشرت لها لإكمال حديثها
" في الحقيقة أردت اختبار ما ظننته فلقد اوصاني السيد غراب فجأه ورحل ولم يخبرني عن صفاتك وبقيت أعرض بضاعتي الخاصه التي من بينها رواية صهباء ولكن كانت عقبتي أن زبائني قليلون للغاية فلم اتوقع مجيئك بقدميك إلي "

"هذا الكتاب... لم أملّ منه قط، شيء عجيب يشدني لإعادة القراءة مرارًا وتكرارًا، رغم نهايته الحزينة فأنا أبكي في كل مرة كأول مرة"
نظرت لطبقي الفارغ بشرود
" أثار اهتمامي مرة بعد مرة..."
فجأةً ضج صوت في المدينة واهتز المكان بأكمله وقفنا نركض نحو النافذة بسرعة فرأيت مالم اتوقعه

رأيت أضخم بشري في حياتي..

-------7-------

أمسكت ليلى برأسها وبعثرت شعرها بخفه
" يا إلهي هذه المكتبة لم يأتها أحد من قبل فلماذا الآن واليوم وهذه الساعة والدقيقة والثانية؟!! "

عاودت النظر للخارج بأعين مندهشة
"كـ.. كيف يعقل هذا؟ مالذي يحدث؟"

نظرت لي ليلى بجدية
"هذا يعني أن احدنا سيتم اختياره من بين الكتب ولكن المشكلة في أنه قد ينقل لمكان بعيد جدا عن هذا المكان فربما في صندوق أو على الطاولة في المنزل قريبا من أيدي الأطفال المتسخه الممزقة لكل شيء أو على السرير حيث سيستلقي على منزلي بالخطأ عند نومه كم هذا مرعب"

"بماذا تهذين؟ عندما كنت في مكانه لم استطع سحب أي كتاب رغم محاولتي المتكرره، وهل الآن يعني انني أعيش في كتاب؟"

" بالطبع لم تستطيعين سحبه لأنك انضممتي إلينا لكن هذا لم يزره السيد غراب ولذا يستطيع سـ... "

تغيرت نبرتها للصراخ فجأة
" سحب من يريد!! "
نظرت للخلف فزعة لما كانت تحدق به من خلفي لأرى زرقة السماء لكن كانت هذه زرقة قميصه، للأسف وعند سحبه لنا من المكتبة تقلبنا تقلب عنيف كما لو كان زلزال حقيقي كان مخيفًا

باختصار شديد ولأنني انضممت لسكان مدينة عقارب كما تقول ليلى عندما زارني السيد غراب فأنني الآن سأعيش في منزلها الذي سيتخفى على شكل كتاب كما كنت أرى كتب المكتبة الواسعة من الخارج في وقت معين أو في وقت الطوارئ كما حدث الآن والذي هو موجود هنا الآن، بشري بحجمه الطبيعي استطاع اختراق إحدى البوابات التي قصر عنها الأمان والدخول من خلالها ولذا يستطيع سحب الكتب وقراءتها

أعادنا ذو القميص الأزرق ولقد كان يتمتم بشيء ما واختار الكتاب المجاور

فورما عاد كل شيء أسرعنا نحو النافذة مرة أخرى للنظر ماذا سيفعل به

××××

في غرفة كبيرة يتوسطها سرير مغطى بالسواد تصبَّب عليه بشكل عشوائي الدم إكراهًا من فم الصبي المكبل بينما تتخطف الأعين في رؤية أجساد سريعة لا تتوقف.. رغم أن المكان لا يزال هادئًا الا انه يفور بصمت كعواصف وإعصارات بنظر الأصم.

Matryoshka || ماتريوشكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن