عازفة الكمان 2

197 34 20
                                    

خرج أنس من بيت عمته وقرر أن يتمشى قليلا على البحر ثم يعود ليأخذ سيارته, كان يفكر فى حسناء ومحاولاتها للتقرب منه مرة أخرى وتذكر أيام حبهم والخطوبة والمشاكل التى كانت هى سببا فيها , كانت حسناء فتاة مدللة لأنها وحيدة , وكان أنس كأى رجل يعترض على ملابسها المكشوفة الضيقة وزينتها المبالغ فيها وخروجها طوال الوقت مع أصدقائها وفى النهاية طبعا كانا يتشاجران وقالت له: إنت بتخنقنى وأنا عايزة أعيش.

وأنا مقبلش إن الست اللى هاتبقى مراتى تمشى بلبس عريان كده وكل الرجالة يتفرجو عليها.

والله أنا لبسى كده وإنت خطبتنى وإنت عارف ده.

بس إنتى قلتى هاتتغيرى..

مقدرتش .. اعمل إيه بأحب أبقى شيك وأنيقة.

ممكن تبقى شيك على فكرة بلبس محتشم عن كده وبعدين المكياج الأوفر ده ..

أنا باهتم نفسى المفروض أنك تكون مبسوط , مش تتخانق معايا..

تهتمى بنفسك لجوزك ياحسناء مش لكل الناس...

أنا مش هاتغير يا أنس

ده آخر كلام عندك.

أيوه..

طبعا كانت حسناء تتكلم بثقة لأنها تعرف بأن أنس يحبها ولن يتركها ولكن عندما وصلت الأمور بينهم لطريق مسدود تحدث أنس مع عمته وزوجها وتم إنهاء الخطبة حرصا على العلاقات العائلية, ومر أنس بفترة صعبة لينساها ولكنه فعلا تخطى مشاعره نحوها , وصل للكورنيش ووقف يتأمل البحر على ضوء القمر, فجأة وبينما هو غارق فى أفكاره سمع عزف على الكمان , حاول أن يرى من يعزف بهذه البراعة ولكنه لم يرى أحد , كان نغما حزينا ولكنه رائع وأغمض أنس عينيه ليعيش مع اللحن الناعم , كان جوا ساحرا جدا, إختلاط نغم الكمان مع صوت أمواج البحر وضوء القمر , تنهد أنس بحرارة من حلاوة المنظر والموسيقى الشجية , إنتهى العزف ووقف أنس لدقيقة وهو لايزال يشعر بحالة جميلة من الاسترخاء وراودته رغبة كبيرة فى أن يصفق لهذا المجهول على عزفه الجميل.

كانت نغم نائمة وقفزت لوبيتا على السرير وكأنها توقظها ,فتحت نغم عينيها وداعبت شعر لوبيتا الكثيف وجذبت الكلبة الغطاء عنها بفمها, نهضت نغم بسرعة وبدأت تستعد للخروج, إنتظرتها سامية على الفطار وقالت: إيه يانغوم؟ نمتى لمتأخر ليه؟

كان الدفتر فى يدها فكتبت: أرهقنى الشغل إمبارح ..

معلش بقى مش هاتلحقى ترتاحى لأنك هاتروحى لليلى, أقعدى أفطرى ياللا..

تلفتت نغم حولها ونظرت لخالتها باستفسار فقالت: الولاد راحو المدرسة من بدرى الساعة بقت 10 ...

كتبت تغم: كنت أستنى نور لما يرجع علشان يترجم لطنط ليلى.

مانت معاكى الدفتر , تحبى آجى معاكى ولو إنى ماتعلمتش الإشارات زى نور وإنجى..

أحزان الكمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن