البارت الثالث عشر من الجزء الثاني
" فى منزل عماد "
دخل الى غرفة الجلوس وهو يتطلع فى يونس الذى جاء ولاول مرة في حياته إلى منزله ، اقترب وهو يضع أمامه فنجان من القهوة الساخن ، ابتسم له يونس بشكر وهو يراه يجلس أمامه متطلعاً له بتعجب وهو يقول :- نورت يايونس
ابتسم يونس له بود وهو ينظر إلى منزله البسيط هاتفاً :- أنا آسف ياعماد انى جيت من غير معاد ليك
قال عماد بنفي وهو يهز رأسه بقليل من الحزن :- متقولش كدا يايونس أنا اللى كنت جاي علشان ازورك انت اللى تعبت نفسك وجيت لغيت هنا
تنهد يونس بهدوء وهو يقول :- ملوش لزوم تتعب نفسك أنا جيت علشان اعتذر منك
نظر له عماد بتعجب :- على ايه..!
قال يونس بضيق وهو يتطلع له :- علشان اللى قولته ليك أنا عملت كدا علشان عرفت ان ابنى بيحب كفوفتوسعت عين عماد بدهشه حتى اكمل يونس قائلاً :- أنا عارف انك متعرفش بس انا غلطت فى رد فعلي و غلطت اني اتكلمت معك بالطريقه دى كان لازم أنسى الماضي علشان اعرف اعيش صح .. ملك خلاص ماتت من سنين أنا آسف انى قولتلك الكلام ده
نظر له عماد بحزن ممزوج بالاسف :- أنا عمري مهلومك يايونس انت معاك حق ايوه مر سنين بس ذنبي لسه زى ماهو .. بس بنتى مش زيى يايونس كفوف قلبها اطيب من الدنيا كلها صدقني هى مش زي ابوها
نظر له يونس بنفي وهو يتطلع له بتأكيد :- وانت كمان مش وحش ياعماد و كفوف جميله اوى وانا بطلب أيدها منك لـ منذر ابنى بس قبل اى حاجه عايزك تسامحني على كرهي ليك وكلامي اللى قولتهابتسم عماد وهو يهز رأسه بفرحه :- وانا طول عمري مسامحك وارجع اقولك انك ماغلطتش فى تفكيرك اى حد مكانك كان هيفكر بالطريقه دى وبخصوص كفوف أنا معنديش مانع هى بنتك وأنا مش هخاف عليها اكتر منك
هتف يونس بفرحه وهو يبتسم قائلاً:- شكراً ياعماد ... انا كنت عايز اشوف كفوف
نهض عماد وهو يسير خارج الغرفه مشيراً لابنه الصغير وهو يقول :- يسرب نادى اختك
اقترب الصغير منه وهو ينظر فى جهة جلوس يونس الذى تطلع له بابتسامه اسعدت الصغير وهو يقول :- حاضر
ركض يسرب بعيداً تحت أنظار عماد الذى اقترب من يونس وهو يقول بتسال :- اشرب قهوتك لو هضرك اعمل ليك اى حاجه غيرها
ابتسم يونس وهو يمد يده فى جهة فنجان القهوة الذى أمامه وهو يقربه من فمه متذوقاً ايه برضا وهو يعود بنظره إلى عماد :- لا ماتقلقش أنا بقيت كويسابتسم له عماد بتأكيد حتى دخلت كفوف وهى تنظر لـ يونس بدموع خائفه عليه :- عمى انت بقيت كويس
نهض يونس وهو يشير لها بالاقتراب منه هاتفاً بصوت حنون واسف :- تعالى ياحبيبتى أنا بخير
اقتربت منه كفوف وهى تجلس بجواره متطلعه له بقلق حتى أشار لها بالاطمئنان :- أنا آسف ياكفوف لو زعلتك بقصد او من غير قصد
هزت راسها وهى تفرك يدها بنفي :- أنت معملتش اى حاجه تزعلني ياعمى أنا اللى اسفه لو اتاذيت بسببينفى كلامها وهو يتطلع لها بحنان :- مفيش حاجه من دي انا جيت علشان اطلب ايدك لـ منذر
نظرت له بصدمه وقال هو بتأكيد :- أنا مش هلاقي احسن منك لـ منذر ابنى بالعكس هو اللى محظوظ بيكي
ابتسمت بدموع ممزوجة بالخجل وهى تدير وجهها لوالدها الذى ابتسم لها بحنان حتى اكمل يونس قائلاً:- أنا بتمني انك توافقي ياكفوف أنا شوفت حب منذر ليكى
نظر لها بخوف وهى تحاول التحدث بتردد :- أنا عايزه اعرف حضرتك موافق اني أكون مرأة منذر .. أنا مستحيل اقبل مدام حضرتك مش عايزني يمكن جيت هنا علشان متزعلش منذر
هز رأسه وهو يرمقها بنفى :- لا ياكفوف أنا مش هنا علشان مش متاكد من كلامى أو رافض بالعكس أنا عايزك بنتى مش مرآة ابن
مسحت دموعها وهى تتطلع له بفرحه فهى لم تتخيل تلك اللحظه يوماً تنفست بتوتر وهى تقول :- القرار قرار بابا
دار يونس رأسه لـ عماد الذى قال بفرحه :- أنا موافق ياحبيبتى
فركت كفوف يدها بخجل حتى جاء صوت صغير بالقرب منهم وهو يقول :- أنا كمان موافق
دار الجميع نظره إلى هذا الصغير الذى يقف فى المنتصف وهو يقول :- خد معاك كفوف دلوقتى احنا مش عايزينها
اقترب عماد منه وهو يضع يده على فمه بصدمه وهو ينظر إلى يونس الذي يضحك على كلامه عكس كفوف التى تتطلع له بوعيد...؛
