برغم تهجمه الدائم و طبيعته الحادة الا انه لا ينسى ابدا ما تفضله بل انه قد يفضلها عن نفسه لياتي لها بما تشتهيه حتى و لو لم يكن يحبه .
هكذا فكرت (دعاء) و هي ترص الاطباق على المائدة و تفض الاوراق عن وجبه الدجاج المشوي التي اتى بها (سامح) من الخارج . شكرته و هي تقبله في كل موضع وجيه حتى طلب منها ضاحكا ان تتوقف . اخيرا جلست مبتسمة بجوارة على المائدة وبدا في تناول الطعام .
كان ارهاق اليوم قد استبد به فلم يتحدث كثيرا . اللهم الا بضع عبارات قليلة للغاية مثل "شكرا" "و ناوليني كباية المياة" لم تحسب (دعاء) ان هذا الصمت ناتج عن الارهاق و انما ظنته ما يزال غاضبا بسبب نوضوع النافذة .
راحت الابتسامة على شفتيها تذبل تدريجيا حتى قالت اخيرا محاولة كسر الجمود اللذي اصاب جلستهما :
- انا اسفة يا (سامح) على موضوع شعري ده . انا كنت لابسة ايشارب بس ولله وقع من غير م.....
- مصدقك منغير ما تحلفي
لسان فمه يصدق انه يصدقها . اما لسان حاله فقد اكد لها العكس تماما . بدا الاسف على وجهها و هي تطالع جبينه اللذي تقطب بعد عبارته المقتضبه . و هي تمد يدها لتربت على كتفه قائله :
- ما تزعلش طيب
- مش زعلان
خفضت عينيها بعد ان شعرت انها لن تستطيع كسر حاجز الصمت هذة الليلة . تظاهرت بالاكل و ان بدا واضحا انها لا تاكل فعلا و ان وجهها حزين شارد .
اما هو فما زال خاضبا فعلا من تلك الحركة و غضب اكثر عندما ذكرته (دعاء) بها . اندمج في الاكل لعدة دقائق و بدا و كأنه سيكمل العشاء صامتا الا انه ترك الاكل و تردد لحظة قبل ان يقول فجأة دون ان ينظر نحوها :
- انا بس بغير عليكي اوي .. انتي عارفة .
فجأة اتزاحت كل تعابير الحزن و الشرود من فوق وجه (دعاء) ليحل محلها الحنان و هي ترفع عينيها اليه قائلة :
- عارفة يا حبيبي ولله . ربنا يخليك ليا .
ادار وجهه اللذي احتفظ بتعابيرة الجامد نحوها و ان لان صوته و هو يقول :
- انا اسف اني زعقت لك كده . ماتزعليش . انا مببقاش عايزك تزعلي ابدا على فكرة . لو عليا اعملك كل اللي يبسطك لكن .. لكن اعمل ايه بقى ؟
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها و هي تقول :
- تعمل ايه ف ايه . ما انا بسوطة جدا اهو الحمد الله .
- لا مش مبسوطة
قالها بعصبيه خفيفة و ترتها قليلا ف جلستها . فعاد يقول و هو ينظر في عينيها مليا :
- مش بسوطة و نفسك في عيال .
- يا حبيبي ولله انا ما عاي....
- ما تحلفيش .
أنت تقرأ
ابتسم فانت ميت
Horrorاهدى هذا الكتاب انت ياا من وقفت جانبي و تحملت قسوتي و طفولتي لو كان بمقدوري ان اكتب اسمك هنا حروف من ذهب لكنت فعلت .... لكن لن اقدر ... مش بخل ولاهي بس انت عارفة جرام الدهب بقى بكام دلوقت؟ علشان كده هكتفي بالحبر و انتي سيد من يقدر يا ست البنات .