الفصل الثالث عشر

1.2K 32 5
                                    

برغم تهجمه الدائم و طبيعته الحادة الا انه لا ينسى ابدا ما تفضله بل انه قد يفضلها عن نفسه لياتي لها بما تشتهيه حتى و لو لم يكن يحبه .

هكذا فكرت (دعاء) و هي ترص الاطباق على المائدة و تفض الاوراق عن وجبه الدجاج المشوي التي اتى بها (سامح) من الخارج . شكرته و هي تقبله في كل موضع وجيه حتى طلب منها ضاحكا ان تتوقف . اخيرا جلست مبتسمة بجوارة على المائدة وبدا في تناول الطعام .

كان ارهاق اليوم قد استبد به فلم يتحدث كثيرا . اللهم الا بضع عبارات قليلة للغاية مثل "شكرا" "و ناوليني كباية المياة" لم تحسب (دعاء) ان هذا الصمت ناتج عن الارهاق و انما ظنته ما يزال غاضبا بسبب نوضوع النافذة .

راحت الابتسامة على شفتيها تذبل تدريجيا حتى قالت اخيرا محاولة كسر الجمود اللذي اصاب جلستهما :

- انا اسفة يا (سامح) على موضوع شعري ده . انا كنت لابسة ايشارب بس ولله وقع من غير م.....

- مصدقك منغير ما تحلفي

لسان فمه يصدق انه يصدقها . اما لسان حاله فقد اكد لها العكس تماما . بدا الاسف على وجهها و هي تطالع جبينه اللذي تقطب بعد عبارته المقتضبه . و هي تمد يدها لتربت على كتفه قائله :

- ما تزعلش طيب

- مش زعلان

خفضت عينيها بعد ان شعرت انها لن تستطيع كسر حاجز الصمت هذة الليلة . تظاهرت بالاكل و ان بدا واضحا انها لا تاكل فعلا و ان وجهها حزين شارد .

اما هو فما زال خاضبا فعلا من تلك الحركة و غضب اكثر عندما ذكرته (دعاء) بها . اندمج في الاكل لعدة دقائق و بدا و كأنه سيكمل العشاء صامتا الا انه ترك الاكل و تردد لحظة قبل ان يقول فجأة دون ان ينظر نحوها :

- انا بس بغير عليكي اوي .. انتي عارفة .

فجأة اتزاحت كل تعابير الحزن و الشرود من فوق وجه (دعاء) ليحل محلها الحنان و هي ترفع عينيها اليه قائلة :

- عارفة يا حبيبي ولله . ربنا يخليك ليا .

ادار وجهه اللذي احتفظ بتعابيرة الجامد نحوها و ان لان صوته و هو يقول :

- انا اسف اني زعقت لك كده . ماتزعليش . انا مببقاش عايزك تزعلي ابدا على فكرة . لو عليا اعملك كل اللي يبسطك لكن .. لكن اعمل ايه بقى ؟

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها و هي تقول :

- تعمل ايه ف ايه . ما انا بسوطة جدا اهو الحمد الله .

- لا مش مبسوطة

قالها بعصبيه خفيفة و ترتها قليلا ف جلستها . فعاد يقول و هو ينظر في عينيها مليا :

- مش بسوطة و نفسك في عيال .

- يا حبيبي ولله انا ما عاي....

- ما تحلفيش .

ابتسم فانت ميت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن