الحكاية التالتة
عماد الدين 2003
- ادي يا ستي الشقة اية رايك ؟
خطا ( سامح ) على ارض الشقة المرتبة حاملا حقيبتي سفر كبيرتين و هو يقول تلك العبارة لزوحتة ( دعاء ) التي سارة خلفه حاملة في يديها حقيبتي سفر صغيرتين .
وجه ( سامح ) يحمل قدرا من الوسامة لكن ذلك الشارب المنمق اسفل انفه المستقيم أعطاه لمحة من الصرامة و ربما القسوة . ملابسه أيضا رغم بساطتها فقد كانت منمقة و مكوية بعناية . أما ( دعاء ) فمظهرها أكثر بساطة بوجهها القمحي المريح و ملابسها المحتشمة التي يعلوها حجاب يناسبها تماما رغم بساطته . دارت ( دعاء ) دورة سريعة بعينيها في المكان و عينيها تقع على الطيور المحنطة قبل أن تقول بابتسامة هادئة :
- حلوة . انا بحب النمط القديم ده . و الحجات المتعلقة دي مش بطالة . بس الشقة محتاجة تنظيف جامد اوي .
وضعت ( دعاء ) الحقيبتين التين تحملهما على الأرض و فعل ( سامح ) المثل و هو يقول :
- معلش ربنا يعينك . بس بصراحة الشقة لقطة . إجارها حلو و خطوتين من الشغل . هي صحيح قديمة شوية بس مش صغيرة ( يشير بيده إلى الطريقة الجانبية ) دي تلات اوض على فكرة . بس في أوضة فيهم مليانة كراكيب خليها زي ما هي لغاية ما اكلم البواب علشان يبعت لصاحب الشقة ياخد الحجات الي فيها . اختاري لنا الي تعجبك بقى و ظبطي الدنيا على كيفك .
نظر إلى الطرقة باتجاه المطبخ و هو يسير ناحيتها قائلا :
- استني اشوف التلاجة و البوتاجاز و الأنبوبة بتوعنا الي بعتهم انهاردة الصبح مع البواب طبعهم ولا لأ .
فغاب( سامح ) في المطبخ فقالت ( دعاء ) بصوت عالي كي يسمعه :
- انا هغير هدومي و ابدا شغل على طول . بس ياريت لو تقدر تنزل تجيب انا حاجة ناكلها علشان شكلي كدة مش هلحق اطبخ انهاردة .
خرج ( سامح ) من المطبخ و قطب قليلا و هو ينظر في ساعة يده و يقول :
- لا انا لازم ارجع الشركة تاني
شعرت ( دعاء ) بالدهشة و بالقليل من الضيق الذي تخفية و هي تقول :
- دلوقت ؟ على طول كده !
- اه . ده انا اتاخرت كمان !
- طب خلاص . انزل انا اجيب
قالتها ( دعاء ) ببساطة لكن حاجبي ( سامح ) انعقدا بشدة و هو يقول فجاة بجدية :
- لأ
نظرت له ( دعاء ) بدهشة و صمت و رغبة في داخلها ان تعترض او تستفسر لكنها احجمت عن ذلك تجنبا لردة فعل ( سامح ) الذي تعرف كم هو عصبي و عنيد .
تعرف جيدا انه اذا اتخذ قرارا مهما كان بسيطا فانه بنفذه مهما كان الثمن . لذا لم تجد داعيا للجدال او النقاش . و هي لا تريد ان تبدا حياتها الجديدة في هذة الشقة بشجار . فهي تؤمن بالفال الى حد كبير .
أنت تقرأ
ابتسم فانت ميت
Terrorاهدى هذا الكتاب انت ياا من وقفت جانبي و تحملت قسوتي و طفولتي لو كان بمقدوري ان اكتب اسمك هنا حروف من ذهب لكنت فعلت .... لكن لن اقدر ... مش بخل ولاهي بس انت عارفة جرام الدهب بقى بكام دلوقت؟ علشان كده هكتفي بالحبر و انتي سيد من يقدر يا ست البنات .