الفصل العاشر

1.6K 80 4
                                    

الحكاية التالتة

عماد الدين 2003

- ادي يا ستي الشقة اية رايك ؟

خطا ( سامح ) على ارض الشقة المرتبة حاملا حقيبتي سفر كبيرتين و هو يقول تلك العبارة لزوحتة ( دعاء ) التي سارة خلفه حاملة في يديها حقيبتي سفر صغيرتين .

وجه ( سامح ) يحمل قدرا من الوسامة لكن ذلك الشارب المنمق اسفل انفه المستقيم أعطاه لمحة من الصرامة و ربما القسوة . ملابسه أيضا رغم بساطتها فقد كانت منمقة و مكوية بعناية . أما ( دعاء ) فمظهرها أكثر بساطة بوجهها القمحي المريح و ملابسها المحتشمة التي يعلوها حجاب يناسبها تماما رغم بساطته . دارت ( دعاء ) دورة سريعة بعينيها في المكان و عينيها تقع على الطيور المحنطة قبل أن تقول بابتسامة هادئة :

- حلوة . انا بحب النمط القديم ده . و الحجات المتعلقة دي مش بطالة . بس الشقة محتاجة تنظيف جامد اوي .

وضعت ( دعاء ) الحقيبتين التين تحملهما على الأرض و فعل ( سامح ) المثل و هو يقول :

- معلش ربنا يعينك . بس بصراحة الشقة لقطة . إجارها حلو و خطوتين من الشغل . هي صحيح قديمة شوية بس مش صغيرة ( يشير بيده إلى الطريقة الجانبية ) دي تلات اوض على فكرة . بس في أوضة فيهم مليانة كراكيب خليها زي ما هي لغاية ما اكلم البواب علشان يبعت لصاحب الشقة ياخد الحجات الي فيها . اختاري لنا الي تعجبك بقى و ظبطي الدنيا على كيفك .

نظر إلى الطرقة باتجاه المطبخ و هو يسير ناحيتها قائلا :

- استني اشوف التلاجة و البوتاجاز و الأنبوبة بتوعنا الي بعتهم انهاردة الصبح مع البواب طبعهم ولا لأ .

فغاب( سامح ) في المطبخ فقالت ( دعاء ) بصوت عالي كي يسمعه :

- انا هغير هدومي و ابدا شغل على طول . بس ياريت لو تقدر تنزل تجيب انا حاجة ناكلها علشان شكلي كدة مش هلحق اطبخ انهاردة .

خرج ( سامح ) من المطبخ و قطب قليلا و هو ينظر في ساعة يده و يقول :

- لا انا لازم ارجع الشركة تاني

شعرت ( دعاء ) بالدهشة و بالقليل من الضيق الذي تخفية و هي تقول :

- دلوقت ؟ على طول كده !

- اه . ده انا اتاخرت كمان !

- طب خلاص . انزل انا اجيب

قالتها ( دعاء ) ببساطة لكن حاجبي ( سامح ) انعقدا بشدة و هو يقول فجاة بجدية :

- لأ

نظرت له ( دعاء ) بدهشة و صمت و رغبة في داخلها ان تعترض او تستفسر لكنها احجمت عن ذلك تجنبا لردة فعل ( سامح ) الذي تعرف كم هو عصبي و عنيد .

تعرف جيدا انه اذا اتخذ قرارا مهما كان بسيطا فانه بنفذه مهما كان الثمن . لذا لم تجد داعيا للجدال او النقاش . و هي لا تريد ان تبدا حياتها الجديدة في هذة الشقة بشجار . فهي تؤمن بالفال الى حد كبير .

ابتسم فانت ميت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن